دينيّة
01 شباط 2016, 07:26

لنلتقي المسيح...

المسيح التقى السّامريّة في منتصف النهار والتقى نيقوديموس في اللّيل، والاثنين جاءا في هذا الوقت، لكي لا يراهما أحد، والمسيح لم يرفض أبداً هكذا لّقاء، بل جعلهما ايضاً يلتقيان مع ذاتهما. والانجيل يخبرنا عن عدّة لقاء مع المسيح غير حياة من التقوه.


ونحن، فنلتقِ المسيح دوماً، بعيداً عن أعين النّاس ونخاطبه، ونكلّمه عن أمور لا نريد أن يراها الآخرون. ربّما نكذب على الآخرين، وعلى أنفسنا، وإنّما هو يعرف القلب. هو وحده الّذي يفهم معنى حياتنا، هو يتحسّس أوجاع جراحاتنا، هو الّذي يفهم ردّات فعلنا وخوفنا من أعين النّاس وحكمهم علينا. 
                                                                     
هناك في هذا اللقاء الحميم، يجعلنا الربّ نعرف انّنا معروفون منه، ويمنحنا القوّة على تحمّل وجع وضع الإصبع على الجرح، بعد وجع المداواة سيأتي الشفاء، وفي رفض المداواة هناك الوجع الدائم.... لندع المسيح يمسك يدنا، لندلّه على الجرح، فيلمسه بيده المملؤة رحمة وحنان. فيشفي أرواحنا ونفوسنا، ويجعلنا أناساً أكثر نضجاً نفسياً وروحياً... فالانسان الروحاني هو إنسان ناضج انسانياً... 
فالمسيح لم يأتِ الى الأرض ليخلّص الملائكة، بل ليخلصنا نحن البشر الضعفاء. 
كان في نفس السامريّة عطش عميق، ظنّت أنّه يرتوي بتعدّد الزواج، كما يفعل الكثيرون بلجوءهم إلى الملذّات الجسديّة (الجنس، المخدّرات، الكحول، الامتلاك....) ظناً انّهم يرتوون، وما ذلك إلّا انهم يزدادون عطشاً على عطش... الدخول الى الذّات وملاقاة الله في أعماقنا، هو الّذي يعطينا الارتواء العميق، ولا يعي هذا الشيء إلّا الّذي يختبره، وهذا لا يكون مرّة واحدة فقط ، وإنّما يجب أن يكون فعل الجلوس هذا مع الربّ واللقاء به، فعل يومي ومستمرّ. وهل هناك أهمّ من اللقاء مع الربّ؟؟ فماذا تنتظر... إنّه اختبار عميق مهم.... لا تفوّت أيّ لقاء مع الله، في الاسرار، في التأمل الشخصي، في الصلاة مع الجماعة... إنّه حاضر لك ومعك وفي قلبك في كل وقت. 
الرب هنا وهو يدعوك.