لم يساوم على الحقّ فقُطع رأسه...
فرح به الكثيرون وابتهجوا وشبّهوه بإيليّا النّبيّ، فالأوّل شقّ الأردن بردائه والثّاني جعل من الأردن مغسلًا يتطهّر فيه الخطأة.
يوحنّا المعمدان هو، من ببشارة من الملاك جبرائيل ولد، ومن عمّد يسوع المسيح، ومن قُطع رأسه على يد هيرودوس أنتيباس، وهي ذكرى تحتفل بها الكنيسة اليوم كمناسبة دينيّة تأمّليّة.
كان يوحنّا المعمدان يقول لهيرودوس أنتيباس: "لا يحلّ أن تكون لك امرأة أخيك"، فهيروديّا التي تزوّجت فيليبس طلّقته وتزوّجت أخاه هيرودوس أنتيباس، فراح يوحنّا المعمدان يوبّخها مندّدًا بعملها هذا، فحرّضت زوجها على قتله وطلبت قطع رأسه، وهكذا حصل.
لشجاعته في قوله كلام الحقّ، قُتل يوحنّا المعمدان وقُطع رأسه.. فكم نفتقد في مجتمعنا اليوم إلى أشخاص يقولون الحقّ بعزم على مثال مار يوحنّا، حقّ دائم لا يساوم ولا يهاب الموت.
على مثال مار يوحنّا، علّم يا ربّ شبيبتنا أن تسير في دروب البرّ متمسّكة بمبادئها، غير مساومة على آرائها، لا تخاف من الموت أو الوحدة، فهي حاضر الكنيسة ومستقبلها وحياتها ونبضها، لتعش إذًا بشجاعة وقوّة مهما كان الثّمن باهظًا...