للمستحيلات قدّيسة...
لكن ريتا عاشت فرح الألم طالبة من المصلوب شوكة من إكليله تزيّن جبينها الّذي بقي مرفوعاً رغم ما قاست في حياتها، فلقّبت بشفيعة الأمور المستحيلة.
ربّما المستحيل أن تعاني في زواجها وتصبر، أو المستحيل أن يقتل زوجها وتتقبّل، وممكن للمستحيل أن يصل إلى طلب موت أولادها بدلاً من انغماسهم بالخطيئة، والمستحيل الأكبر أن تدخل ريتا الدّير وتترهّب بعد كلّ هذا، لكن ما هو مستحيل عند البشر مستطاع عند الله.
حياة ريتا مدرسة حبّ نتتلمذ في صفوفها لنتعلّم فنّ العيش مع المسيح وندرس خطوات المحبّة المجنونة بتسليم الذّات لمشيئة العاطي، فنفهم أنّ المستحيل اندحر أمام ربّ المجد.
وكم نحن بحاجة اليوم إلى شجاعة ريتا كي لا يقف شيء في طريق قداستنا، إلى حكمتها لندرك قيمة الانتظار،
وإلى صبرها لنتحمّل صعوبات الحياة ومشقّاتها.
كم نحن بحاجة إلى إيمانها لنسمّر أعيننا على الخالق ونتخطّى المستحيلات الدّنيويّة. فهلمّ أيّها الرّوح القدس وقدنا على مثال ريتا بمسيرة الانجذاب نحو الإبن الفادي فيكون قلبنا مسكنه، ويكون مسكننا في قلبه على الدّوام.