دينيّة
03 نيسان 2020, 07:00

للخلاص والقوّة.. أشعيا وحزقيال

ماريلين صليبي
إلى خدمة النّبوءة دعاه الله وهو صغير، دعوة استمرّت 40 سنة ندّد فيها التّبي أشعيا أي "الله يخلّص" كلّ أشكال التّرف والظّلم والاحتكار الإقطاعيّ المناقض للعدل.


التّبدّلات السّياسيّة دفعت بأشعيا النّبي إلى اعتزال الحياة العامّة لما يقارب العشر سنوات، ليعاود الظّهور في الواجهة السّياسيّة والتّدخّل فيها والتّنبّؤ في أحداثها.
صفاته الأساسيّة تظهر في كلامه، فهو سامي الأخلاق، مؤمن بالله، مدافع عن شعبه ومشفق عليه، هذا ما تجسّده مشاهده الكتابيّة في الكتاب المقدّس، مشاهد فيها الحقيقة زاخرة بالمعنى، الإيجاز مفعم بالوضوح والرّوعة، والصّور موسيقيّة غنيّة.
يتكلّم أشعيا في رسالته بحسب أحوال معيّنة أي إنّ مواقفه مرتبطة بما يعيشه مع شعبه، غير أنّ بعض الأمور ثابتة بالنّسبة إليه، كقدسيّة الله التي لا ترضى بأن تشارك فيها الأوثان، تواضع الإنسان الذي لا يتهرّب من نظر الله، سيادة خطّة الله التي لا تلغي نشاط البشر.
لم يُجسّد أشعيا وحده اختباره في الكتاب المقدّس، بل لحزقيال أيّ "الله يقوّي" اختبار روحيّ أيضًا نقله سفرٌ بنيتُه كثيفة وغامضة.
هو كاهن حافظ حتّى آخر حياته على عقليّة الخبير في العبادة واللّيتورجيّة والتّوجيهات للصّلاة. 
غير أنّ في بلاده جرى حدثان طبعا حياته: الأوّل تدفّق مجد الله الذي جعل من هذا الكاهن نبيًّا، والثّاني سقوط أورشليم الذي حوّل هذا المنذر بالدّينونة إلى مبشّر بالخلاص.
بعبقريّة مختلفة وفي ظروف مختلفة عاش حزقيال رؤيا سلفه أشعيا؛ أمّا نحن اليوم، فالدّعوة أمامنا من أجل السّير على خطى كلّ الأسلاف، في الإيمان القويّ والنّزاهة الطّاهرة لنستحقّ بيت الله السّماويّ.