دينيّة
01 تموز 2017, 07:00

كاهن الفقراء.. طوباويّ في ت2/ نوفمبر المقبل

ريتا كرم
كاهن بسيط، مطيع، متواضع، وصبور، وهب حياته للخدمة بقلب مفعم بنوعين من الحبّ: واحد للمريض وآخر للفقير، وقلب نابض بإيمان كبير جعل كلماته المتواضعة وغير المنمّقة تنساب إلى قلوب كلّ من لجأ إليه مقدّمًا لهم النًّصح والإرشاد والشّفاء الرّوحيّ. هو سولانوس كايسي Solanus Casey الأب الكبّوشيّ المولود في أميركا الّذي سلك درب الملكوت وحجز لنفسه مكانًا بين القدّيسين، والّذي حدّد الفاتيكان تاريخ تطويبه في 18 ت2/ نوفمبر المقبل في ديترويت، بحسب ما ذكرته وكالة الأخبار الكاثوليكيّة.

 

قبل دخول الدّير، كان برنارد كايسي الّذي أبصر النّور في ويسكنسون في 25 ت2/ نوفمبر عام 1870، المولود السّادس في عائلة ذات جذور إيرلنديّة تتألّف من عشرة فتيان وستّ بنات هاجر والداهم إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة بعد سنوات المجاعة الّتي ألمّت بوطنهم الأمّ.

في السّابعة عشرة من عمره، ترك البيت الوالديّ ليعمل في وظائف متنوّعة وليستقرّ أخيرًا في الخدمة الكهنوتيّة تلبية لنداء الرّبّ له عام 1898 منضمًّا إلى الكبّوشيّين الفرنسيسكان في ديترويت.

بالرّغم من افتقاره إلى المعرفة والعلم، نجح في أن يصبح- سنة 1904- "كاهنًا بسيطًا" لا تفارق شفتيه كلمات "الحمد لله". كاهن قادر أن يحتفل بالذّبيحة الإلهيّة من دون أن يعظ علنًا أو يمارس سرّ الاعتراف، علمًا أنّه كان يتمتّع بعمق روحيّ كبير قاده على طريق الكمال، وجعل كلّ من تعرّف إليه في حياته أو في مماته يطلب شفاعته.

كان للأب كايسي هواياته، فهو كان مولعًا بالعزف على الكمان وبالغناء على الرّغم من عدم تمتّعه بصوت جميل نتيجة مرض أصابه في صغره وأفقده أوتاره الصّوتيّة.

لم تسلبه شيخوخته شبابه بل بقي بكامل نشاطه وحيوّيّته وهو في عقده السّابع. تجاعيده لم تمنعه من الانضمام إلى الشّباب في ممارسة رياضات التّنس أو كرة اليدّ، ولم تفقده رغبته بالحياة الّتي انتهت في 31 تمّوز/ يوليو 1957، عن عمر 87 سنة، نتيجة التهاب جلديّ.