دينيّة
04 كانون الثاني 2017, 06:44

قَالَ سمعان لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: "هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام"

طفلٌ جُعِل للسّقوط والنّهوض، وهو آية للخصام، كيف يعقل أن تكون ولادة طفل سبب سقوط الكثيرين ونهوضهم؟ وهل الآية جُعِلت للخصام؟

 

ولادة طفلٍ جسّدت حبّ الله للإنسان، ولادة طفلٍ جعلت الإنسان ينظر لذاته، يدخل إلى أعماقه ويبحث عن إنسانيّته المجروحة بالخطيئة، طفلٌ أراد بحضوره في العالم أن يجعلنا قادرين أن ننظر إلى أبعد من النظر وأن نرى أبعد من الرؤيا، طفل تجسّد في عالمنا ليدفعنا إلى النهوض والتطلّع إلى الأبعد وإلى الأعمق، إلى أبعد من الجسد الذي يأكل ويشرب وينام وإلى أعمق من حضورٍ آنيٍّ بالجسد. وهو يحثّنا على الزيارة، زيارة الآخر كزيارة المجوس، ويدفعنا إلى التهليل كتهليل الملائكة، ومن يرفض يسقط أيّ لا يحقّق غاية وجوده ومن لا يدرك حقيقة الحضور تصبح آية التجسّد سبيلاً للخصام، خصامٌ مع الذات الّتي وُجدت لتنظر إلى القريب وتنطلق صوب البعيد بطريقٍ طريق الشهادة لإعلان عظمة آيات الله في الإنسان وفي قلب العالم.