دينيّة
12 حزيران 2017, 08:30

قضيّة استشهاد كاهن وثلاثة شمامسة في العراق تتفاعل من جديد

ماريلين صليبي
عندما اصطدم راعي كنيسة الرّوح القدس في حيّ النّور في الموصل الأب رغيد عزيز كني بمسلّحين أجبروه على إقفال الكنيسة والخروج منها، ما كان أمامه إلّا أن تسمّر في مكانه بثبات مؤمن وقناعة مسيحيّ رافضًا إقفال "بيت الله" فنال حتفه إلى جانب ثلاثة شمامسة اختاروا الموت في سبيل الإيمان أيضًا وهم وحيد، غسّان وباسمان.

 

هي حادثة أدخلت في 3 حزيران/يونيو 2007 شهداء إيمان إلى البيت السّماويّ، وها هو الأب ربوار بازا يحيي القضيّة بعد 10 سنوات في كتاب نقل فيه حياة الأب رغيد عزيز كني ومماته ووضع المسيحيّين في العراق، إيمانًا منه بأنّ "هذا الاستشهاد ذو أهمّيّة كبيرة للكنيسة والعراق".

الكتاب نقل أيضًا أنّ في اليوم الذي قُتل فيه الأب رغيد عزيز كني، زار الأخير أبويه وأعطاهما صورة له قائلًا لهما أنّ "الموت آتٍ لا محالة" لأنّ "الوضع في العراق أسوأ من الجحيم"، وغادر إلى الأبد.

كم هي الأيّام مرّة وصعبة وأليمة وكم هو المشهد سوداويّ مظلم، فالوضع المرير الذي تحدّث عنه الأب رغيد عزيز كني من 10 سنوات وذهب ضحيّته مع ثلاثة آخرين لم يملّ أبدًا من الظّهور جليًّا في العراق وفي بلدان أخرى يؤدّي فيها اضطهاد المسيحيّين أشنع عروضه.

التّاريخ والحاضر لم يشهدا فقط على قتل الأب رغيد عزيز كني والشّمامسة الثّلاثة، فأعداد كبيرة من المسيحيّين المضطهَدين دخلت البيت السّماويّ بسبب الإرهاب.

فلتكن قضيّة الأب والشّمامسة اليوم مناسبة لنا لنتذكّر الشّهداء الأبرار ونرفع الصّلوات الصّادقة على نيّتهم، ولتكن فرصة لنتمثّل بهم، هم الذين تخلّوا عن الحياة الأرضيّة الفانية وقرّروا السّير على طريق الجلجلة بخطوات صلبة حفرت مكانها آثارًا لا يزيلها الزّمان أبدًا.