دينيّة
29 آب 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 29 آب 2017

تذكار قطع رأس يوحنا المعمدان (بحسب الكنيسة المارونية) قال مرقس الانجيلي: ان هيرودوس كان قد ارسل الى يوحنا من أمسكه واوثقه في السجن، من اجل هيروديا امرأة اخيه فيلبس لانه تزوجها. فكان يوحنا يقول لهيرودوس:" لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك". وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله فلا تستطيع، لان هيرودوس كان يهاب يوحنا لعلمه انه رجل بار قديس. وكان يحميه. فاذا استمع اليه، حارَ فيه كثيراً وراقَه الإصغاء اليه.

 

وجاء يومٌ مؤاتٍ لها اذ اقام هيرودوس في ذكرى مولده مأدبة للاشراف والقواد واعيان الجليل. فدخلت ابنة هيروديا ورقصت فأعجبت هيرودوس والمدعوين. فقال الملك للفتاة:" سليني ما اردت فأعطيك". واقسم لها:" لأعطينك كل ما تطلبين ولو نصف مملكتي". فخرجت وسألت امها:" ماذا اطلب؟" فقالت:

" رأس يوحنا المعمدان". فبادرت الى الملك وقالت:" اريد ان تعطيني في هذه الساعة على طبقٍ رأسَ يوحنا المعمدان". فاغتمَّ الملك،  ولكنه من اجل القسم الذي اقسمه بمسمع من المدعوين، لم يشأ ان يرد طلبها. فأرسل الملك من ساعته حاجباً وامره بأن يأتي برأسه. فمضى وضرب عنقه في السجن، واتى بالرأس على طبق فدفعه الى القتاة فحملته الى امها. وبلغ الخبرُ تلاميذه فجاؤوا وحملوا جثته ودفنوها. (مرقس 6: 17- 29).

كذلك يخبرنا مرقس الانجيلي ان يوحنا كان قد انفرد في البرية يمارس التقشفات والاصوام ويدعو الناس الى التوبة، ويغار جداً على حفظ الشريعة، لا يأخذ بالوجوه ولا يراعي احداً في إظهار الحق وفي ما هو لله. ولما عرف بأن هيرودوس قد علق بهيروديا امرأة أخيه فيلبّس واتخذها زوجة له واخوه حي، وصنع شروراً كثيرة وامسى حجرَ عثرةٍ وشكٍ للشعب، هب من خلوته واتى يوبخ هيرودوس على عمله هذا المغاير لشرائع الله.

هكذا انتقمت امرأة فاجرة من ذلك الذي قال عنه المسيح الرب انه اعظم من نبي وانه لم يقم في مواليد النساء اعظم منه. وكانت وفاته في السنة الاحدى والثلاثين للميلاد.

اما هيرودوس فماتَ شرّ ميتة. كذلك هيروديا لاقت حتفها غرقاً في نهر مجلَّد. وهكذا انتقم الله لمختاره يوحنا. صلاته معنا. آمين!

 

قطع رأس يوحنا المعمدان(بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

نقرأ في إنجيل مرقس إن هيرودس كان قد أرسل الى يوحنا من أمسكه وزجه في السجن، من أجل هيروديا امرأة اخيه فيليبس لأنه تزوجها. فكان يوحنا يقول لهيرودس :"لا يحل لك ان تأخذ امرأة أخيك". وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله فلا تستطيع، لأن هيرودس كان يهاب يوحنا لعلمه أنه رجل بار قديس. وكان يحميه، فإذا استمع إليه حار فيه كثيراً وراقه الإصغاء إليه". وجاء يوم مؤاتٍ لها، إذ اقام هيرودس  في ذكرى مولده مأدبة للأشراف والقواد وأعيان الجليل، فدخلت ابنة هيروديا ورقصت، فأعجبت هيرودس والمدعوين، فقال الملك للفتاة :"سليني ما أردتِ فأعطيك" وأقسم لها :"لأعطينك كل ما تطلبين ولو نصف مملكتي".فخرجت وسألت أمها :"ماذا أطلب؟". فقالت :"رأس يوحنا المعمدان". فبادرت الى الملك وقالت:"أريد أن تعطيني في هذه الساعة على طبق رأس يوحنا المعمدان". فاغتمّ الملك، لكنه من أجل القسم الذي أقسمه بمسمع من المدعوين، لم يشأ أن يرد طلبها. فأرسل الملك من ساعته جلاّداً وأمره بأن يأتي برأسه. فمضى وضرب عنقه في السجن، وأتى بالرأس على طبق فدفعه الى الفتاة فحملته الى أمها. وبلغ الخبر تلاميذه، فجاؤوا وحملوا جثته ودفنوها (مرقس6: 17 - 29).

كذلك يخبرنا مرقس الإنجيلي أن يوحنا كان قد انفرد في البرية يمارس التقشفات والأصوام ويدعو الناس الى التوبة، ويغار جداً على حفظ الشريعة، لا يأخذ بالوجوه ولا يراعي أحداً في إظهار الحق وفي ما هو لله (مر 1: 4 - 6). ولما عرف بأن هيرودس قد هام بهيروديا امرأة أخيه فيليبس واتخذها زوجه له، وأخوه بعد في قيد الحياة، وصنع شروراً كثيرة وأمسى حجر عثرة وشك للشعب، هبّ من خلوته وأتى يوبخ هيرودس على عمله هذا المغاير لشرائع الله (مر 6: 17 - 19).

هكذا انتقمت راقصة من ذلك الذي قال عنه المسيح الرب إنه أعظم من نبي، وإنه لم يقم في مواليد النساء أعظم منه. وكانت وفاته في السنة الإحدى والثلاثين للميلاد. أما هيرودس فمات شرّ ميتة. كذلك هيروديا لاقت حتفها غرقاً في نهر متجمّد...

 

قطع رأس النبيّ السابق يوحنّا المعمدان 

خبر قطع رأس النبيّ الكريم السابق المجيد يوحنا المعمدان ورد في الأناجيل الإزائيّة الثلاثة الأولى،
متى ( 14: 1-12) و مرقص (6: 14 – 29) ولوقا (9: 7-9).

الآمر بقطع رأسه كان هيرودوس أنتيباس، رئيس الربع، القيّم على الجليل والبيريا، وهو ابن هيرودوس الكبير. حكم كملك ما بين العامين 4 ق.م. و39ب.م. هذا تزوّج من امرأة اسمها هيروديا. زواجه لم تكن تجيزه الشريعة لأنّ هيروديا كانت امرأة أخيه فيليبس من جهة أبيه دون أمّه، هذا كان لديه ابنة من هيروديا اسمها سالومي، وهذه الإبنة اسمها لم يرد في الإنجيل ولكنه ورد لدى المؤرخ اليهوديّ فلافيوس يوسيفوس.

يوحنا النبيّ كان يوبّخ هيرودوس على أفعاله وشروره الّتي كان يفعلها مع هيروديا، لذا حنقت عليه وأرادت أن تتخلّص منه لكنّها لم تقدر لأن هيرودوس كان يهاب يوحنا عالماً أنّه رجل بار وقدّيس.

انتظرت هذه المرأة الفرصة المناسبة لتسليم يوحنا إلى القتل لإرواء غليلها. اليوم المناسب كان فيعيد مولد هيرودوس حيث صنع عشاء ورقصت ابنتها فسّر المتكئون لذا تلقّنت من أمّها أن تتطلب رأس يوحنا.

يذكر أن قطع رأس يوحنا كان في قلعة ماخاروس بقرب البحر الميت وأن هيرودوس الملك جرى نفيه إلى ليون في فرنسا سنة 39م. وإلى هناك تبعته هيروديا. كما يشار إلى أنّ عيد قطع رأس السابق المجيد جرى الإحتفال به في القسطنطنيّة وبلاد الغال(فرنسا) ثمّ انتقل إلى رومية. وهو يوم صوم بخلاف سائر الأعياد.

من أقوال الأباء حول هذا الفعل، قطع رأس يوحنا المعمدان.

القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم:

إنّ موقف الملك إجلالاً وخوفاً في آنٍ معاً، وأنّ مهابة هيرودوس دليل على عظمة الفضيلة وتأثير يوحنا فيه رغم توبيخه له. حتّى الأشرار يُعجبون بالفضيلة ويمدحونها. من هنا في نظر القدّيس الذهبي الفم، حُزن هيرودوس.

القدّيس غريغوريوس بالاماس:

ما كان يقوله مرقص إنّ هيرودوس كان يسمع ليوحنّا معناه، ما يلي:
في الأدوية يحصل ما يناقض التعاليم الروحيّة. نشعر بمرارة الدواء لكنّنا نتناوله بداعي فائدته. أمّا فيما يتعلّق بالتعاليم الروحيّة فهي عذبة ولكن الذين يشتعلون الرغبات الشرّيرة لا يتقبلونها بسبب عداوتها لهم. ربّما كان هيرودوس يسمع له في البداية لكنّه كره التوبيخ فنسي النصائح الأوّليّة واتفق مع هيروديا من أجل القتل. كان يخاف من الجمع لا بسبب إمكانية ثورتهم بل بسبب مجرّد حكمهم عليه، لأنّهم يعتبرونه نبيّاً. كانت فضيلة يوحنّا مشهورة وكان هيرودوس يحبّ المجد فخاف من حكم الجمع، لذلك كان يقدّم المديح ليوحنا ظاهريّاً.

 

تذكار أبينا البار موسى الحبشي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

كان موسى من بلاد الحبشة الغنيّة الواسعة الأرجاء المترامية الأطراف، وكان أسود البشرة نظير أهل وطنه وكان عبداً رقّاً منذ حداثته لأحد أغنياء بلاده. لكنّه كان منذ الصغر شرس الطباع، صعب الإنقياد، كثير النقائص، عديد الرذائل، فلم تنجح فيه الحيل، رغم ما كان يناله من التأديب والضرب. فكان عبئاً ثقيلاً على سيّده، فطرده من بيته.

وكان موسى طويل القامة، حادّ النظرات، شديد العضل، مفتول الساعدين. ولمّا لم يكن له عمل يعيش منه، جمع له رفقة تشبهه من الرجال المتشرّدين فضمّهم إليه، وأخذت تلك العصابة تعيش فساداً في البلاد وتقطع الطريق على العباد. فأضحت وبالاً على الناس، ونشرت الرعب في تلك الجهّات. فكانت تسطو على القوافل، فتقتل وتسلب، وتأتي ما لا يصفه القلم من أنواع الرذائل والقبائح.

ويحكى أن موسى كان مرةً واقفاً على ضفّة النيل في أعالي مصر، فرأى على الضفّة الأخرى راعياً يرعى قطيعاً من الغنم. فانتهره وطلب منه أن يحمل إليه خروفاً يأكله مع رفاقه. فلم يلتفت إليه الراعي ولم يكترث له، لعلمه أن النهر يحجزه عنه. فما كان من موسى إلاّ أن طرح عنه رداءه، ومسك بأسنانه سيفه، وقفز إلى الماء، وجعل يسبح إلى الضفّة الثانية، يريد الراعي لينتقم منه. فخاف ذلك المسكين وهرب. فانتقى موسى أربعة رؤوس من خيار الغنم، فذبحها وربطها بعضها إلى بعض، وعاد إلى الماء يجرّها حتى رجع إلى الضفّة التي أتى منها. وجاء أصحابه فأكلوا وشبعوا، وباعوا ما فضل عنهم من اللحوم، واشتروا به خمراً، وسكروا حتى ثملوا.

وهذا كان دأبهم في حياة اللصوصيّة التي ألّفوها بقيادة ذاك الرجل الشرير موسى الحبشي. وأضحى إسم موسى إسماً رهيباً في طول البلاد وعرضها، تهلع لذكره القلوب، وترتعد الفرائص.

وبقي موسى على تلك الحال حتى صار إبن ثلاثين سنة. ولكن لا بد أنّه صنع يوماً رحمة إلى أحد المسافرين حتى نال رحمةً من الله. فمسّت نعمة الروح القدس قلبه، فظهرت له فظاعة حياته، فهاله الأمر، وعزم أن يكفّر عنها بالدموع والصلاة والصوم، والإنفراد مع النسّاك في البراري والقفار.

وصعد موسى صعيد مصر، وأتى بريّة الأسقيط الآهلة وقتئذٍ بالرهبان والنسّاك. فطرق باب القديس مكاريوس وطلب إليه أن يرأف به ويقبّله بين رهبانه، ويساعده على عمل توبة شديدة يكفّر بها آثامه. فتردّد مكاريوس في قبوله لمّا عرفه من هو، ووقف على ماضي حياته. فتركه أياماً منطرحاً هلى بابه، يتضرّع ويذرف الدموع، ويعدُ أن يكون مثالاً للصلاح كما كان زعيماً للشقاوة. فرضي به مكاريوس وقبله في ديره.

وما هي أيام معدودة حتى أضحى موسى من أفضل الرهبان، بطاعته وصلاته وصياماته ودوامه على عمل الأيدي، وممارسته لأنواع الإماتات الشديدة المتواصلة. فلم يكن يأكل سوى الخبز الناشف، ولا يشرب إلاّ الماء الصرف، وكان يقضي الليالي في الأسهار والصلوات، يذرف الدموع ويتضرّع إلى الله لكي ينسى آثامه ويترك له ذنوبه.

وانتشر خبر توبة موسى في الصحاري بين النسّاك والرهبان، وفي المدن والقرى بين السكان، فأقبلوا يتوافدون عليه، يريدون أن يشاهدوا بأعينهم ذاك الذي كان لصّاً شريراً فأصبح ناسكاً قديساً. فلم يبقَ له وقت يتفرّغ فيه لعباداته. فذهب إلى أبيه مكاريوس يشكو له أمره. فأشار عليه أن يتوغّل في القفر وينفرد فيه لوحده. ففعل. ووجد كوخاً حقيراً فسكن فيه، وقام يمارس أعمال توبةٍ شديدة صادقة.

فلم ترقَ تلك الحياة الملائكيّة في عين الشيطان عدو كل خير. فانقضَّ عليه يهاجمه بأفظع التجارب الدنسة. فذهب موسى إلى الأب البار إيسذورس، الكاهن القديس الذائع الصيت، وطلب إليه أن يرشده إلى ما به يدفع شيطان الدنس عنه.

وبلغ موسى شأواً بعيداً في الكمال الرهباني، حتى أضحى من أعظم النسّاك، ومن أكرمهم شأناً، ومن أجلهم خبرة في الأمور الروحيّة. فتتلمذ له سبعون راهباً، فكان يقودهم بحكمةٍ ودراية وفضيلة سامية في طرق الكمال.

وأعجب البطريرك الإسكندري ثاوفلس بعلمه ودرايته وحكمته، فرسمه كاهناً وأقامه يوزّع على أخوته الرهبان كلام الله، ويغذّي نفوسهم بالأسرار الإلهيّة.

وكان الأب موسى يقول في إرشاده لتلاميذه: أربعة تعرّضنا لتجارب الدنس: الإفراط في الأكل والشرب، وكثرة النوم، والبطالة وما يتبعها من قتل الوقت بالمزاح المجوني والكلام على القريب، وأخيراً الثياب الناعمة.

وكان يقول أيضاً: أربعة يجب على الراهب حفظها: محبّة الله، وحفظ الصمت، والإتضاع، والصبر على الشدائد. وإن أحسن وسيلة تعيننا على ذلك هي التفكير الدائم في ساعة الموت الأخيرة.

وأتاه يوماً أحد الرهبان يطلب نصيحةٍ. فقال له: إرجع إلى خلوتك ولا تخرج منها، فهي تعلّمك أفضل العلوم الروحيّة. كما أن السمك يموت إذا خرج من الماء، كذلك الراهب إذا ترك منسكه وذهب يطوف من مكان إلى مكان.

وكانت عشائر العرب والبربر تهاجم المناسك أحياناً، وتُعمل فيها السلب والنهب والقتل وكان النسّاك والرهبان يفرّون هاربين أمام تلك العصابات المتوحّشة. أمّا موسى الحبشي، فكان يحسب أن تلك الغزوات إنّما هي عقاب للرهبان على توانيهم في عبادة الله.

وكان موسى قد تقدّم في السن، وصار إلى شيخوخة صالحة، وامتلأ من النعم ومن الأجور السماويّة. فقال يوماً لبعض الرهبان من تلاميذه: في هذا النهار يهجم علينا البرابرة ويقتلوننا. فقوموا وانجوا بأنفسكم. فقالوا له: إذا كان الأمر كذلك، فقم معنا لنتوارى من أمامهم. فقال لهم: لا. أما قرأتم في الكتاب المقدّس أن من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ؟ وأنا لا بد لي أن أموت بالسيف، تكفيراً عن آثامي السالفة. فأبوا أن يتركوه ويهربوا.

وفيما هم كذلك، أقبلت شراذم البربر، وأعملت السيوف في رقابهم، ولم ينجُ منهم إلاّ واحد كان قد توارى وراء زنبيل كبير. وهكذا أنهى ذلك الرجل العجيب حياته الغريبة، وبقي مثالاً حيّاً للتفكير عن الذنوب ولعظم مراحم الله. وكان ذلك نحو سنة 400.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القديس أوغسطينس أسقف بونة ومعلّم الكنيسة

ولد أوريليوس أوغسطينس في 23 تشرين الثاني سنة 354، في مدينة تاغستا من أعمال نوميديا في إفريقيا الشماليّة. وأبوه بتريسيوس كان لا يزال يدين بالوثنيّة، ولم ينتحل النصرانيّة ويقبل سرّ العماد إلاّ قبل وفاته بقليل. أمّا والدته فكانت مسيحيّة، وكانت من النساء الفاضلات التقيّات. وكانت تسهر على تربية بنيها سهراً لا يفتر ولا ينقطع. وسوف يكون أثرها عظيماً وعميقاً في حياة ولدها أوغسطينس. وكان لهذا أخت لم يترك التاريخ لنا إسمها، أضحت رئيسة دير للراهبات، بالقرب من أبيونه، وأخ يُدعى نفيجيوس، صار أباً لعيلة تقيّة فاضلة، خرج منها راهبتان تخصصتا لخدمة الرب تحت إرشاد عمّتها الرئيسة القديسة.

وكانت الدروس في تلك الأيام مقسّمة إلى أقسام ثلاثة: قسم تحضيري للقراءة والكتابة والحساب، وقسم إعدادي للقواعد والبيان والشعر، وقسم عالٍ للخطابة والفلسفة. فدرس أوغسطينس القسم الأول في مسقط رأسه، والقسم الثاني في مدينة مدورا، من سنة 365 إلى 369. ولمّا لم يكن بوسع والده أن يرسله إلى قرطاجة لمتابعة دروسه العالية، بقي سنة كاملة في بيت أبيه، بلا درس ولا عمل.

وفي سنة 370 مكّنته الأحوال من الشخوص إلى قرطاجة بمساعدة رومانيانس، أحد أصدقائه ومواطنيه. فأكمل في عاصمة أفريقيا الشمالية ثقافته العالية التي كانت تفتح لأصحابها أبواب مهنة التعليم العالي.

ومنذ سنة 374 باشر مهنة التعليم الشريفة، وبقي مواظباً عليها مدّة إثنتي عشرة سنة. ولمع بمقدرته وفصاحته في مدرسة مدينة ميلانو الإيطاليّة الشهيرة، حيث كان القديس أمبروسيوس الأسقف يسحر الألباب بفيض علمه وفصاحة بيانه.

كان أوغسطينس قد تلقّن من فم والدته أصول الدين المسيحي. لكنّه ما كاد ينهي دروسه الإعداديّة في مدرسة مدورا، على أيدي أساتذة وثنيين، حتى كان قد نسي كل مبادىء الدين، ولم يبقَ له منها سوى أنوار ضئيلة، أخذت تتلاشى شيئاً فشيئاً من عقله ومن قلبه. ثم أكملت قراءاته لكتب فلاسفة وشعراء الوثنيّة ما بدأت به المدرسة من إخفات صوت الضمير المسيحي في ذلك العقل الطموح. وتنبّهت الأهواء وثارت تريد الشبع من كل ما هو مادّة، وتطرح كل ما هو إيمان وروح. وتألّبت على ذلك الشاب المضطرم حماسة واندفاعاً ظلمات العقل وسطوة اللحم، فغاص في الأحوال، وأضاع الإيمان والآداب.

ووجد في طريقة المانيشيين وهرطقتهم شيئاً من غذاء العقل ظنّه الحقيقة الخالدة، ولاسيّما وكان تعليمهم يعذّر ويساعد مفاسده، فانتحل تلك الطريقة وسار عليها. وكان المانيشيون يرفضون الإيمان المؤسس على الوحي وتعليم الكنيسة، ويعتمدون على الفلسفة الطبيعيّة وقوّة العقل البشري ليصعدوا بهما إلى الله وإلى معرفة المسيح. كانوا يقولون أن كل موجود مستقل بذاته، وأن روح الإنسان هو جزء من الألوهيّة.

ولم يكتفِ أوغسطينس باتّباع تلك الطريقة التي كانت تبرّر في عينيه مفاسده ورذائله، بل صار يبشّر بها، حتى حمل بعض أصدقائه على انتحالها.

فلمّا رأت والدته مونيكا منه ذلك، أخذت في البكاء والنحيب والتضرّع المتواصل إلى الله لكي يعيد إليه ولدها، فيقلع من غروره وشروره. أمّا هو فكان يزداد عتوّاً وفسقاً. إلاّ أن عقله الثاقب كان يرى أن طريقة المانيشيين ناقصة، ولم تكن لترضي عقله الكبير المضطرب المندفع ركضاً وراء الفوز بالحقيقة الإلهيّة الصحيحة.

وسمع الرب لصلاة مونيكا، ورقَّ لصرخات تلك الأم القديسة المفجوعة بولدها. فدبّر له طريق الخلاص والنجاة من شروره ومن ضلاله. ولمّا كانت العشرة الرديئة والكتاب الفاسد هما اللذان أضلاّ عقله وأفسدا قلبه، سهّل الله له الصديق المخلص والكتاب الحسن، ليعيده بهما إلى الإيمان وإلى النجاة من الحفرة العميقة التي كان قد غرق في أوحالها إلى قاعها. وذلك أوغسطينس كان يلحّ على زعماء المانيشيين لكي يرووا غليله بعلمهم، ويبدّدوا ظلمات عقله الحائر بأجوبتهم. فأحالوه على فوستس أسقف ميلافا، زعيمهم الأكبر وحجتهم في طريقتهم. فاجتمع به أوغسطينس في قرطاجة سنة 382، وباحثه في مزاعمه، وضايقه بأسئلته. فوجد فوستس نفسه أمام ذهن حصيف وعقل جبّار. فخارت عزائمه وأقرّ له بجهله. ففي الحال إنقشعت الغيوم أمامه، ورأى بعينه الهوّة العميقة التي أغرقوه فيها. فبدأ يعود إلى رشده.

ومرّ أوغسطينس برومة سنة 383، فارتاع لرؤية الرذائل التي كان المانيشيّون يتمرّغون في حمأتها. فكرهتهم نفسه. ولمّا جاء مدينة ميلانو، وسمع مواعظ القديس الكبير والخطيب العظيم أمبروسيوس، أخذ ضميره يبكّته على أعماله وعلى آثامه وغروره. لكنّه لم يعد في الحال إلى صوابه وربّه، بل شرع عقله يشتغل ويبحث عن الحقيقة. فتراءى له أولاً أن العقل البشري الضعيف لا قدرة له وحده على الوصول إلى كمال الحقيقة الإلهيّة، وأن لا بد له من سلطة تقوده وتسهّل له السبل، وأن تلك السلطة الكيرى السامية هي الكنيسة. وثبت لديه أيضاً أن سر التجسّد هو سر التواضع، وأن الكبرياء هي التي تدهور الإنسان إلى قاع الجهل والرذيلة. فتواضع أمام الرب، وطرح عنه الكبرياء والإعجاب بنفسه وبعقله وبعلمه، وبدأ يقرأ الكتب المقدّسة. فانبثق له النور. ثم أكبَّ على التهام الأناجيل ورسائل القديس بولس، فوجد فيها ضياء الحقيقة الإلهيّة الكبرى، وراحة القلب الصحيحة. وبدأ يشعر أن الله يدعوه إلى حياة كاملة وسامية، حياة البتوليّة والتواضع والفقر الإختياري.

وكتب إلى القديس أمبروسيوس يوقفه على مكنونات نفسه. فأشار عليه الأسقف العظيم بقراءة نبوءات أشعيا النبي. وما لبث أوغسطينس أن طرق باب أمبروسيوس وطلب منه أن يعمّده. فمنحه سرّ العماد المقدّس سنة 387، وكان له من العمر ثلاث وثلاثون سنة. ومنذ تلك الساعة أضحى أوغسطينس لله وحده. فسبّحت مونيكا تسبحة الشكر للرب، لأنّه إستجابها، ورثى لدموعها، وأعاد لها إبنها. ولم تطل أيامها من بعد هذه الغبطة. بل رقدت بالرب بسلام، ونفسها تطفح بالهناء والسرور، إذ كانت مع إبنها في طريقهما إلى أفريقيا. فبكاها أوغسطينس بدموع حارة، ثم أكمل طريقه إلى مسقط رأسه. فباع أملاكه ووزّع أثمانها على الفقراء، وأنشأ ديراً للرهبان وأقام فيه. وبدأ حياة النسك بالصوم والصلاة والدرس والتأليف وخدمة الله والكنيسة. وصار يضيف الغرباء، ويغسل بيديه أرجلهم، ويُعنى بأمر المساكين، ويُجلس الفقراء على مائدته، ولا يأنف من مداواة المرضى وتضميد جراحاتهم بذاته ومن أمواله.

فراقت للسيّد المسيح تلك التوبة الكاملة، وأزهرت الحياة الرهبانيّة في دير أوغسطينس أزهاراً جميلة فوّاحة. واعتاد رهبانه أن يبادروا بعضهم بعضاً بالسلام بقولهم: الشكر لله Deogratias، ويقول أوغسطينس أنّهم يفعلون ذلك ليشكروا الله على نعمة الحياة الإجتماعيّة الهنيئة، الكثيرة الفوائد والنعم.

وما عتم أن طار صيت أوغسطينس فملأ الدنيا الإفريقيّة. وصار الناس يفدون عليه أفواجاً أفواجاً، طالبيبن أنواره وإرشاداته. وتتلمذ له الكثيرون، مأخوذين بسحر علمه وتقواه وفضائله.

وما كاد أوغسطينس ينعم بتلك الحياة الرهبانية الهنيئة، حتى فوجئ بدعوة من فاليرس أسقف أبيونة لكي يوافيه بلا إبطاء. فأقبل أوغسطينس إليه، فأقنعه أن الله يدعوه إلى خدمة النفوس، ولاسيّما في ايام كثرت فيها البدع وتبلبلت الأفكار. فأذعن أوغسطينس لأمر الرب، وقبل درجة الكهنوت بكل خشوع، سنة 391، وترك صومعته ولذائذ خلوته، ومكث في مدينة أبيونة حيث سوف يسطع كوكبه في سمائها فيملأها ضياءً، ويرسل أشعّته منها فينير المسكونة كلّها.

ولكن لئلا يفقد منافع الخلوة وغبطتها، شيّد بالقرب من الكنيسة الكبرى الأسقفيّة ديراً أقام فيه مع بعض رهبانه. وما لبث الأسقف فاليرس أن اتّخذه معاوناً له، سنة 395. فضاعف جهوده وصلواته وإماتاته ليكون الله نصيره في أعماله.

وما هي سنة أو بعض السنة، حتى رقد بالرب الأسقف فاليرس، وأضحى كرسي أبيونة شاغراً بموته. فخلفه أوغسطينس على هذا الكرسي الإفريقي الكبير، وكان له من العمر إثنتان وأربعون سنة.

وكانت الأيام التي مرّت منذ توبته قد رفعت نفسه إلى ذرى المحبّة الإلهيّة، فبقي طول حياته يجول على تلك القمم. ولمّا صار أسقفاً لم يبدّل شيئاً من حياته القشفة، بل بقي الراهب الصادق القائم بكل دقّة بأعمال وفضائل الحياة الرهبانيّة. وأضحى قصره الأسقفي ديراً، وعوّد كهنته أن يعيشوا عيشة الأديار. فشرعوا على مثاله يمارسون الفقر وأنواع الإماتات، ويتقيّدون بقانون شديد كان هو قائدهم ومثالهم في اتّباعه والمحافظة عليه. وهكذا أضحى ابا الرهبان والأديار في بلاد إفريقيا الشماليّة الغربيّة، والمصلح الأكبر لرجال الأكليرس فيها.

وكان أوغسطينس يعيش في الدار الأسقفيّة عيشة الفقر والبساطة. وكان شديداً على نفسه إلى حدّ الإفراط. وكانت محبّته للفقير لا حد لها، حتى أنّه باع مرةً أواني الكنائس ليفتدي بها المؤمنين الذين وقعوا أسرى في أيدي البرابرة.

أن القديس أوغسطينس هو من أغزر وأقدر الكتّاب والفلاسفة واللاهوتيين الذين عرفتهم البشريّة. لأن ما وضعه في حياته من المؤلفات العديدة، والكتابات المنوّعة البديعة في العلوم العالية، قد يفوق حد التصوّر. كان مفكّراً كبيراً، وفيلسوفاً قديراً. وكان يعرف أن يقرن بين أرفع العلوم العقليّة وأبسط الأمور العمليّة. وكان من أكابر علماء النفس. وكانت له ذاكرة عجيبة، فلم يكن ينسى ما قرأه مرةً واحدة رغم إتّساع بحر معارفه وعلومه.

وقد ترك مؤلفات في جميع أنواع العلوم الفلسفية واللاهوتيّة والدفاعيّة والكتابيّة، ونشر تفاسير رائعة عميقة للمزامير ولكثير من الكتب المقدّسة. وكانت غايته الأولى في هذا كلّه خدمة المؤمنين وبناء نفوسهم.

ولمّا صار أوغسطينس إبن إثنتين وسبعين سنة، وشعر أنّه لم يعد بوسعه القيام بواجباته من تدبير الأبرشيّة ومتابعة أعمال غيرته، رجا من كهنته وشعبه أن يوافقوا على تعيين الكاهن إيرادس معاوناً له في حياته، وخلفاً له بعد موته. وكان إيرادُس هذا رجل علمٍ وفضيلة كبرى. فحسن الأمر في عيون الجميع. فمنحه الدرجة الأسقفيّة، وسلّم إليه مقاليد الأبرشيّة، وتفرّغ هو للوعظ والإرشاد، وإتمام تآليفه وكتاباته، سنة 426.

وفي غضون ذلك مرض أوغسطينس وثقل عليه المرض. فسلّم أمره لله، وأخذ يستعد لملاقاة ربّه. لكن قلبه كان يسبح في بحر هادىء من الثقة بالله والإتّكال عليه. فلمّا علم الشعب  بمرض راعيه، أخذ يتراكض إليه مذعوراً، يسأل عنه، ويطلب بركاته. واجتمع حوله الأساقفة ، فأخذ يحرّضهم على وجوب السهر على رعاياهم، ولاسيّما في تلك الأيام العصيبة.

وقبل وفاته بعشرة أيام طلب أن لا يُسمح لأحد بالدخول عليه. وأخذ يقضي أوقاته في مناجاة الخالق، مستغفراً عن خطايا شبابه وجهله، شاكراً له كثرة حنانه ومراحمه، متضرّعاً إليه أن يرأف بالكنيسة وبشعبه. وكانت عواطف حبّه لله تثور في قلبه في كل دقيقة، إلى أن طارت نفسه الطاهرة الكبيرة إلى رب العظمة والبرابرة في الأخدار النيّرة. وكان ذلك في 28 آب (أوغسطس) سنة 430. وكان له من العمر ست وسبعون سنة.

 

نياحة القديس تكلاهيمانوت الحبشى(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس المغبوط والناسك العظيم تكلاهيمانوت الحبشي وقد ولد في 24 كيهك في قرية قرب أورشليم كانت نصيبا لصادوق وأبياثار الكاهنين في عهد الملك سليمان بن داود فصادوق هذا ولد عزاريا. وعزاريا ولد صادوق علي اسم والده وصادوق هذا ولد لآوي. وهكذا إلى أن ولد والد هذا القديس وكان اسمه سجاز آب (أي نعمة الأب) ثم تزوج بامرأة اسمها سارة وكانا كلاهما بارين خائفين الله وغنيين جدا وكانا يعملان تذكارا لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر ويقدمان صدقة للفقراء والمساكين أما سارة والدة هذا القديس فكانت حسنة المنظر جميلة الطبع متحلية بفضائل كثيرة لذلك دعوها اكزيهاريه (أي مختارة الله) غير أنها كانت مرة النفس متوجعة القلب هي وزوجها لأنهما لم يرزقا ولدا يقر عينيها وكان زوجها أيضا يذهب إلى الكنيسة وقت رفع البخور ويعلم الشعب أصول الإيمان وفي كل مرة كان يأخذ معه من ماله الخاص تقدمه لبيت الله ثم اتفق الاثنان علي توزيع أموالهما علي الفقراء والمعوزين والأديرة والكنائس. وفي ذلك الحين مات الملك وجلس ملك آخر عابد الأوثان. فهدم الكنائس وبني هياكل الأوثان وظلم وسلب وسبي النساء وضمنهن اكزيهاريه أم القدس ولكنها عادت إلى زوجها بسلام فمجد الله وسبح اسمه القدوس وبعد ذلك ظهر لهما ملاك الرب في رؤيا الليل وبشرهما بميلاد هذا القديس فلما ولد وبلغ من العمر سنة ونصفا حدث جوع في أثيوبيا وكان اليوم الثاني عشر من شهر برمهات تذكار الجليل رئيس الطغمات السمائية قد اقترب فصارت أم الطفل تبكي حزينة علي خلو يدها وعدم إمكانها القيام بعمل التذكار فمسح الطفل دموعها بيديه الصغيرتين ولعدم إمكانه النطق أشار إليها بيده أن تدخله إلى حيث كان هناك طبق فيه قليل من الدقيق فأدخلته ووضع يده في ذلك الدقيق القليل فصار كثيرا حتى بدأ يتدفق إلى الأرض فأحضرت قففا وكان كلما فرغت الطبق عاد إلى الامتلاء. وهكذا إلى أن امتلأت اثنتا عشرة قفة فعلمت أمه أن الرب معه وقدمت إليه قدور السمن والزيت الفارغة فوضع يده عليها فامتلأت أيضا بقوة الله. ولما حضر أبوه من الكنيسة وعلم بالآمر مجد الله كثيرا ثم عمل التذكار وأطعم الفقراء وكل الجيران وقد شرفه الله بعمل آيات كثيرة في حياته وبعد مماته ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة القديس توما أسقف مرعش

وفي مثل هذا اليوم تنيح الأب المجاهد القديس توما أسقف مرعش (سوريا) كان عابدا ناسكًا مداومًا علي الصلاة والصوم كثير الرحمة لذلك رسموه أسقفا علي مدينة مرعش فرعي شعب المسيح أحسن رعاية ولما ملك دقلديانوس الوثني وأحضر أحد نوابه إلى مدينة مرعش لتعذيب المسيحيين بدأ بهذا القديس فاستحضره وعرض عليه عبادة الأوثان فلم يطعه بل وبخه علي عبادته فعذبه عذابات أليمة بالضرب وتقطيع الأعضاء وبعد ذلك طرحه في سجن مهجور وكان من حين لآخر يأمر بقطع أحد أعضائه فقطعوا أولا أذنيه وأنفه وشفتيه ورجليه كما قلعوا أسنانه ثم تركوه في سجنه مدة اثنتين وعشرين سنة وظن شعبه أنه قد مات فصاروا يعملون له تذكار في كل سنة وكانت امرأة مؤمنة تأتيه ليلا وترمي له من طاقة صغيرة ما يقتات به وظل هكذا إلى أن ملك قسطنطين البار وأظهر مجد الدين المسيحي وأمر بإطلاق المؤمنين من السجون فأعلمت المرأة بعض الكهنة بمكان هذا القديس فحضروا إليه وحملوه إلى الكنيسة بالتراتيل والتسابيح وتقدم الشعب وتبارك منه وقبلوا محل الأعضاء المقطوعة.

ولما جمع الملك قسطنطين مجمع نيقية كان هذا الأب أحد المجتمعين فيه فدخل الملك وسجد أمام الآباء وقبل أيديهم ولما عرف بأمر هذا الأب تبارك منه. ولما انتهي المجمع من أعماله ورجع الأساقفة إلى كراسيهم عاد الأب إلى كرسيه وجمع كهنته وشعبه وقرأ عليهم قانون الإيمان الذي وضعه المجمع وشرح لهم ما صعب عليهم فهمه وعاش بعد ذلك قليلا ثم تنيح بسلام وكانت مدة رئاسته نحو أربعين سنة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.