دينيّة
20 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 20 تموز 2017

تذكار ايليا النبي (بحسب الكنيسة المارونية)كان هذا النبي من سبط لاوي، من عشيرة هارون. وكان نحو سنة 890 قبل مجيء المسيح، في أيام آسا ملك يهوذا وآخاب ملك اسرائيل. وقد اشتهر بجرأته وغيرته على عبادة الاله الحقيقي وحفظ نواميسه. (انظر سفر الملوك الثالث).

 

وكان آخاب قد تمادى باسخاط الرب، هو وايزابل امرأته اكثر من جميع ملوك اسرائيل. فأرسل الرب ايليا يقول له:" حيٌّ الربُّ الذي انا واقف امامه، انه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي". وتمت نبوءته.

واقام تجاه الاردن حيث أمر الرب الغربان فكانت تقوته. ولما طال انحباس المطر وجف ماء النهر ذهب بأمر الرب الى صرفت صيدون، حيث كان ضيفاً على ارملة فقيرة وقاها هي وابنها من الجوع بآية جرة الدقيق فلم تفرغ وقارورة الزيت فلم تنقص واقامته ابنها من الموت.

ثم اختبأ من وجه آخاب الذي كان يسعى في طلبه ليميته. وظهر امامه وأنّبه على تركه وصايا الرب. وكانت يد الرب معه. وحنقت ايزابل وارسلت تهدده بالقتل، فهرب الى بئر سبع ثم الى البرية، وهو يائس جائع، فأتاه ملاكٌ بالقوت والماء مرتين، وبات في مغارة. فناداه ملاك الرب:" ما بالك ها هنا يا ايليا؟" فقال:" اني غرت غيرة للرب اله الجنود، لان بني اسرائيل قد نبذوا عهدك وقوضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف وبقيت انا وحدي وقد طلبوا نفسي ليأخذوها".

فأمره الرب بالرجوع الى الدفاع عن الحق. فعاد ووبّخ الملك وامرأته واتخذ اليشاع تلميذاً له. فغار غيرة عظيمة على شريعة الرب وكان الله يعضده بقوة المعجزات.

وذهب مع اليشاع الى نهر الاردن، فضرب ايليا الماء بردائه فانشقت شطرين، فجاز كلاهما على اليبس، واذا بمركبة نارية صعد بها ايليا واخذ اليشاع رداءه الذي سقط منه.

وقد ورد ذكر ايليا مراراً في الانجيل ولا سيما في تجلي الرب على طور طابور. وجاء في التقليد – وربما كان ذلك بناء على ما جاء في نبوءة ملاخيا (فصل 4: 5-6) –ان ايليا سيظهر مع اخنوخ قبل القيامة العامة فيسبقان المسيح الدجال، ويعظان الناس، ويناديان بقرب مجيء الرب الى الدينونة العامة. وكان صعوده بالمركبة النارية سنة 880 قبل المسيح. صلاته معنا. آمين!

 

إيليّا النبي (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ولد في مدينة تشبت الواقعة وراء الأردن. وعلى رأي بعض المعلّمين أنّه كان كاهناً من سبط هارون. عاش في نحة سنة 890 قبل المسيح في أيام آسيا ملك يهوذا وآخاب ملك إسرائيل، ويظنّ مار أفراموغيره من المعلّمين إنّ إيليّا حفظ بتوليته، وقد أقام الله هذا النبي لمقاومة الوثنية ولا سيّما عبادة بعل التي أقرّها في إسرائيل الملك آخاب وإيزبال إمرأته. ويخبّرنا الكتاب المقدّس أن آخاب بن عمري ملك على إسرائيل في سنة ثمانٍ وثلاثين لآسا ملك يهوذا. وملك آخاب بن عمري على آل إسرائيل في السامرة إثنتين وعشرين سنة. وصنع آخاب بن عمري السوء قدّام الربّ أكثر من جميع الذين كانوا قبله. ولم يكّفه أن يسلك في خطايا يوربعام بن ناباط، بل أخذ له إزًبال إبنة أثبعال ملك الصيدونيين زوجة. وذهب وعبد البعل وسجد له، وأقام مذبحاً للبعل في بيت البعل الذي بناه بالسامرة، فأغضب الرب إله إسرائيل أكثر من جميع ملوك إسرائيل الذين كانوا قبله.

إنّ إيليّا قام بالرسالة التي قلّده الله إياها بكل أمانة. والكتاب المقدّس يثني عليه بفم يشوع بن سيراخ، كما جاء في الإصحاح الثامن والأربعين قائلاً: "وقام إيليّا النبي كالنار. وتوقد كلامه مثل المشعل. بعث عليهم الجوع. وبغيرتهم قلّلهم.

وقالوا أيضاً: "أنّه رُفع إلى مكان فوق الأرض لا إلى السماء. ولم يدخل إلى سعادة القديسين الذين في السماء" وذهب بعضهم "إنّه على الأرض نفسها في مكان مجهول". ويظهر من سفر الرؤيا إنّ النبييّن اللذين سيظهران عند إنقضاء الدنيا لمحاربة الدجّال هما إيليّا وأخنوخ، وإنّهما سيعطيان سلطاناً أن يغلقا السماء حتى لا  تمطر مطراً في أيام نبوّتهما، وأن يحوّلا المياه إلى دم ويضربا الأرض كلّما أرادا. ومتى قضيا شهادتهما يحاربهما المسيح الدجّال ويغلبهما ويقتلهما، وتبقى جثتاهما مطروحتين ثلاثة أيام ونصفاً عرضة لإهانة الناس ولا توضعان في القبور. وبعد الأيام الثلاثة والنصف يدخل فيهما روح الحياة من الله فيقومان ويقفان على أرجلهما.

إنّ رهبنة الكرمليين تكرّم إيليّا النبي إكراماً عظيماً وتتّخذه أباها ورئيسها. فقد نشأت في جبل الكرمل جماعة من النسّاك منذ الحروب الصليبيّة. وفي القرن الثالث عشر أعطاهم البرتس بطريرك أورشليم قانوناً جديداً. وكان لهذه الجماعة عبادة خاصة لسيّدتنا مريم العذراء.

 

القديس المجيد إيليا النبي التسبيتي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

من كبار رجال الله الأنبياء من مدينة تسبيت في أرض جلعاد ومن سلالة كهنوتية وكان متنسكاً يقطن في البراري متعبداً للرب في كهوف الجبال وكان يلبس فروة من جلد خروف ويتمنطق بمنطقة من جلد على حقويه وتفسير إسمه (إله رب أو إله قوى) ولعظم غيرته على مجد الله لقب بالغيور.
عاش إيليا النبي في أواخر القرن العاشر قبل المسيح في أيام الملك آخاب وإمرأته إيزابل الشريرين، ولما رأى نفاقهما وأعمالهما الأثيمة المخالفة للشريعة اتقدت غيرته ووبخهما بشدة وعنف وحبس السماء عن المطر بصلاته فلم تمطر مدة ثلاث سنين وستة أشهر فجاع الناس وصار ضيق شديد وعنى الرب بايليا في تلك الأيام فأرسله إلى وادي كريت تجاه الأردن وهناك كانت الغربان تقوته و تأتيه كل يوم (بخبز ولحم صباحاً وبخبز ولحم مساءً و كان يشرب من النهر) ولما طال إنحباس المطر جف ماء كريت. 
ذهب بأمر الرب إلى مدينة صرفة قرب صيدا وهناك أقام عند أمرأة أرملة فقيرة جعل دقيقها وزيتها لا ينفذذان مدة إنقطاع المطر وإذ مات إبنها فيما هو مقيم في بيتها أقامه لها بصلاته إلي الله.
أنزل إيليا ناراً من السماء على جبل الكرمل وأحرق بها الذبيحة التي قدمها لله أمام جميع الشعب، وقتل في وادي قيشون الأنبياء الكذبة والكهنة الذين كانوا يسجدون للبعل والأصنام عددهم (450 )، ثم صعد بعد ذلك إلي رأس الكرمل وصلى إلى الله فهطلت الأمطار . 
ذهب إلى جبل سيناء وفي الطريق إقتبل طعاماً من الملاك وإذ تقوى بذلك الطعام سار أربعين يوماً وأربعين ليلة إلى أن وصل جبل حوريب ودخل المغارة التي هناك وترأى له الرب.
تنبأ إيليا عن خراب بيت أخاب الملك وموت إبنه أخزيا وأنزل ناراً من السماء مرتين أكلت فيهما أول رئيس خمسين وثاني رئيس خمسين مع رجالهما الذين أرسلهم أخزيا الملك للقبض عليه.

ضرب إيليا النبي نهر الأردن بردائه فأنفلقت المياه إلي هنا وهناك واجتازه مع تلميذه أليشع ماشيين على اليبس وأخيراً وفيما كان يخاطب تلميذه أليشع إختطفته مركبة نارية بغتة فصعد نحو السماء حيثما نقله الله حياً.

وقد شاعت عقيدة تقول بأن إيليا سيعود إلى الأرض قبل مجئ المسيح الثاني ليهيء له الطريق إعتماداً على ما ورد في نبؤة ملاخيا وهو آخر أنبياء العهد القديم "هأنذا أرسل اليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف.

فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتى وأضرب الأرض بلعن"(ملاخي 4 : 5 ، 6 ) وعلى ما قاله المعلم الإلهي "لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي.

"من له أذنان للسمع فليسمع" (متى 11: 13-15).

إن إكرامات المسيحيين للنبي إيليا الغيور منتشرة وشفاعته مقبولة وعجائبه كثيرة وقد شيد المؤمنون على إسمه كنائس كثيرة ويطلبون شفاعته فينجدهم في شدائدهم ويشفى أمراضهم ويسرع إلى إغاثتهم.

تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيده في العشرين من شهر تموز شرقي (2 آب غربي) من كل عام.

 

تذكار القديس المجيد إيليّا النبي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ القديس المجيد إيليّا هو من كبار رجال الله الأنبياء، الذي أرسلهم الرب إلى الشعب الإسرائيلي ليكونوا لدى هدىً ونوراً. ولربما فاق سواه من الأنبياء بنسكه وتعبدّه وجرأته وغيرته النارية وأعماله المجيدة وحياته المقدّسة، فلم يضارعه في ذلك ولا فاقه فيه سوى يوحنا المعمدان في زمن المخلّص.

وفي مدّة قيام مملكة إسرائيل، أي مدّة نحو 250 سنة، تعاقب على سرير الملك تسع أسر مالكة وتسعة عشر ملكاً. ولكن لم يقُم منهم ولا ملك واحد صالح. لذلك كان الله ينتقم منهم ويبيد تلك الأسر واحدةً فواحدة، إلى أن بادت المملكة الأثيمة وأصبحت أثراً بعد عين. ولكي يردع الملوك عن معاصيهم في يهوذا وفي إسرائيل، ولكي يمنع الوثنية من أن تتمكّن من قلوب الشعب، أرسل الله أنبياءه القديسين واعظين ومبشّرين ومنذرين، فبعث البعض إلى إسرائيل ، ومنهم إيليّا وأليشع، والبعض إلى يهوذا ومنهم أشعيا وأرميا.

وفي أواخر القرن العاشر قبل المسيح كان على مملكة إسرائيل في مدينة السامرة ملك أثيم شرير يُدعى آحاب. وكانت إمرأته إيزابل أيضاً شرّاً منه. وكانت عبادة الباعل قد انتشرت بين الشعب، وكانت إيزابل المملكة قد أحلّت المحرّمات واغتصبت أموال الناس، ولا رادع يردع كفرها ومطامعها.

فأرسل الله إلى أحاب وإلى مملكة إسرائيل "إيليّا التشبيّ من سكان جلعاد". فأتى آحاب، ووّنبه بإسم الرب على شروره، وقال له: "حي الرب إله إسرائيل الذي أنا واقف أمامه، إنّه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر إلا عند قولي". فانحبست الأمطار عن الأرض، وصارت السماء نحاساً والأرض بلقعاً. فجاع الناس وماتت البهائم وصار ضيق شديد.

وعُني الرب إيليّا في تلك الأيام الضيّقة، فأرسله إلى ضفاف نهر كريت تجاه الأردن. وهناك أمر الغربان فكانت تقوته وتأتيه كل يوم "بخبز ولحم بالغداة وخبز ولحم بالعشي. وكان يشرب من النهر". فأقام إيليّا في تلك البرية يتعبّد لله ويكفر خطايا الشعب.

ولمّا أصاب الأرض ذلك القحط الهائل فأمات الناس والبهائم، ظنّ الملك آحاب أن إيليّا هو أصل تلك الشرور والبلايا، فكان يطلبه في كل مكانٍ وفي كل مملكة ليقبض عليه ويميته. وبقيَ إيليّا مختبئًا ثلاث سنين والجوع سائد على الأرض. ورئف الرب بشعيه، فقال لإيليا: إذهب وتراءَ لآحاب، فها أنا آتي بمطر على الأرض.

فذهب إيليّا والتقى بآحاب. فانذهل آحاب لجرأته، كيف يأتيه من نفسه فيما هو يطلبه ويسعى في إثره ليميته.

وطلب إيليّا أن يكون الملك والشعب حَكَماً بينه وبين أولئك الأنبياء الكذبة. ثم يرأف الرب بشعبه ويرسل المطر على الأرض فرضي آحاب بذلك، وأرسل فجمع الأنبياء ورؤساء بني إسرائيل إلى جبل الكرمل.

وأراد إيليّا أن يتمعمله الإصلاحي بضربةٍ قاضية، فطلب من الشعب أن يقبضوا على أنبياء البعل الكذبة الذين كانوا يضلّونه. فقبضوا عليهم جميعهم. فأنزلهم إيليّا إلى نهر قيشون، وهناك ذبحهم عن آخرهم. وعاد الشعب إلى عبادة الرب, أمّا آحاب فبقي حائراّ مذهولاً.

وبعد ذلك قال إيليّا للملك آحاب: إصعد، كل واشرب ولتطب نفسك، فهوذا صوت دويّ مطر. فآمن آحاب بكلام إيليّا، وأكل وشرب وطابت نفسه. فيما كان من هنا إلى هنا، إذ إربدّت السماء بالسحب، وهبّت الرياح وجاء مطر عظيم، فركب آحاب وسار إلىيزرعيل. وكانت يد الرب مع إيليّا، وهطلت الأمطار وعاشت الأرض والناس.

فلمّا رجع الملك آحاب إلى إمرأته إيزابل، أخبرها بما حدث وبما صنع إيليّا، فغضبت وثار ثأرها على قتل كهانها وأنبيائها. فأقسمت أن تنتقم من إيليّا، وبعثت تنذره بذلك.فخاف إيليّا شرّها وهرب من وجهها، وترك بلاد السامرة واليهوديّة، وسار يريد جبل سينا. ولمّا وصل إلى بئر سبع خلّف غلامه هناك، ومشى أيضاً يوماً كاملاً في البريّة حتى نهكه التعب. ثم إضطجع ونام تحت الرتمة، وإذا بملاكٍ قد لمسه وقال له: قم فكل. فالتفت، فإذا عند رأسه رغيف مليل وجرّة ماء، فأكل وشرب ثم عاد واضطجع".

لم يعجب إيليّا ممّا فعله الملاك معه، لأنّه كان قد تعوّد في حياته عناية الرب به.

إنّ الآباء القديسين، في تفسيرهم لهذا الحادث العجيب، يقولون أن ذلك الغذاء هو رمز لسر الإفخارستيا، الذي يعطي النفس نشاطاً وقوّةً وشبعاً وسروراً.

ولمّا أتى إيليّا حوريب دخل المغارة التي هناك، حيث كان قد مكث موسى النبي لمّا كان يناجي الرب منتظراً إعلان الوصايا،فبات فيها. فأمره الرب أن يخرج ويقف على الجبل أمامه. فخرج ووقف على باب المغارة. فتراءى له الرب وسط نسيم لطيف وقال له: "إمضِ فارجع في طريقك نحو بريّة دمشق. فإذا وصلتَ فامسح حزائيل ملكاً على أرام، وامسح ياهو بن نمشي ملكاً على إسرائيل، وامسح إليشاع بن شافاط من آبل محولة نبيّاً بدلاً منك. فمضى وصنع كما أمره الرب.

أفلا يتضّح من هذا أن الله هو المدبّر الأعلى للدنيا، وهو مقيم الملوك والأنبياء، ومسقط المتكبّرين الظالمين، وحابس الأمطار ومطلقها، وموزّع المواهب والحياة كما يشاء ولمن يشاء.؟

إنّ الله شديد الإنتقام للمساكين وللضعفاء، من الظلمة والفجّار واللصوص والقتلة، ومن مختلسي أموال القريب. فلا يفتخرنَّ القوي بقوّته، ولا الملك بصولجانه، ولا الجبّار ببأسه. لأن يد الرب أقوى من الجيوش الجرّارة والسيوف المرهفة. لكن الله رحيم، يغفر للخاطىء إذا ذلّ أمامه وعاد إليه تائباً.

وتحقّفت نبوءة إيليّا في آحاب بعد ثلاث سنوات. قامت الحرب بينه وبين مالك أرام، فوقع آحاب صريعاً وهو في مركبته برمية سهمٍ طائش. فعاد إلى السامرة ومات هناك.

ولم يرَ إيليّا تحقيق نبوءته في إيزابل الأثيمة زوجة آحاب. بل رفعه الرب إلى السماء وكلّله بالمجد قبل أن يُميت تلك الملكة المجرمة سرّ ميتة.

وكان إذ اراد الرب أن يرفع إيليّا في العاصفة نحو السماء، إنّ إيليّا ذهب مع إليشاع من الجلجال. وعلم إليشاع بوحي من الرب أنّ إيليّا سيرتفع عنه ويتركه، فلازمه ولم يعد يفارقه. فاراد إيليّا أن يحتال عليه ويبقيه في الجلجال، ثم في بيت أيل، ثم في أريحا، فلم يُوَفّق إلى ذلك، وبقي إليشاع ملازماً له.فلمّا رأى إيليّا ذلك منه أقبل معه إلى الأردن. فأخذ إيليّا رداءه ولفّه وضرب المياه، فانفلقت إلى هنا وهناك وجازا كلاهما على اليبس.

وقد مدح سفر يشوع بن سيراخ النبي إيليّا بقوله: "وقام إيليّا النبي كالنار، وتوقّد كلامه كالمشعل. بعث عليهم الجوع، وبغيرته ردّهم نفراً قليلاً. أغلق السماء بكلام الربّ، وأنزل منها ناراً ثلاث مرات. ما أعظم مجدك يا إيلّيا بعجائبك، ومن فخره كفخرك! أنت الذي أقمت ميتاً من الموت ومن الجحيم بكلام العلي، وأهبطت الملوك إلى الهلاك والمفتخرين من أسرتهم، وسمعت في سيناء القضاء، وخُطفت في عاصفة من النار، في مركبة خيل نارية. طوبى لمن عاينك ولمن حاز فخر مصافاتك.

فهل مات النبي إيليّا، وأين هو الآن، وهل يعود فيأتي على الأرض؟ أسئلة عدّة لا يستطيع أحد أن يجيب عنها.

إنّ عبادة المسيحيين للنبي إيليّا الغيور منتشرة، وشفاعته مقبولة، عجائبه كثيرة وللعيان ظاهرة. ولقد شيّد المؤمنون على إسمه كنائس كثيرة، وخصّوه بهياكل عديدة، وهم يطلبون شفاعته، فينجدهم في شدائدهم، ويشفي مرضاهم، ويسرع إلى إغاثتهم. وهو شفيع رهبان وراهبات الكرمل منذ أجيال وأجيال.

 

نياحة القديس بسنتاؤس أسقف قفط (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا بسنتاؤوس أسقف فقط. كان قد ترهب منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة ودرس الكتاب المقدس وحفظ أغلب أسفاره كما درس كتب الكنيسة وكان لا ينظر إلى وجه امرأة مطلقا وحدث أن امرأة مصابه بداء عضال انتظرته حتى خرج من الكنيسة واقتربت منه لتقبل يده لأيمانها أنها ستنال الشفاء ولكنه حينما رآها تدنوا منه أسرع في خطاه، وإذ لم تلحقه أخذت قليلا من التراب الذي وطأة بقدميه ووضعته علي مكان الألم فزال للحال.

ولما رسم أسقفا كان وهو يقدس ينظر الملائكة ترفرف بأجنحتها في الهيكل وكان هذا الأسقف حسن المنطق في وعظه لا يمل أحد من سماع تعليمه. ولما أعلمه الرب بقرب نياحته جمع شعبه ووعظهم وثبتهم علي الإيمان وأوصاهم كثيرا ثم اسلم روحه بيد الرب. وقد أظهر الله من جسده آيات كثيرة حتى أن تلميذه أخذ قطعه من كفنه ووضعها علي المرضي فشفوا.

صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس أبامون الطوخي

في مثل هذا اليوم استشهد القديس أبامون كان من مدينة طوخ من كرسي بنها، وقد ظهر له الملاك ميخائيل وأمره أن يمضي إلى أنصنا ويعترف بالمسيح فذهب إلى هناك واعترف أمام أوخيوس الوالي بالسيد المسيح فعذبه كثيرا بالمعصرة والحديد المحمي في النار والضرب بالسياط ثم ألقاه في مستوقد الحمام. وفي هذا جميعه كان الرب يقويه ويقيمه سالما. واستحق أن يظهر له السيد المسيح ويعده بالملكوت السمائى. وقد صنع هذا القديس آيات كثيرة ولما قطعوا رأسه بالسيف نال إكليل الشهادة وكان القديس يوليوس الاقفهصي حاضرا فأخذ جسده ولفه بلفائف فاخرة وأرسله مع غلامين إلى بلده.

صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد الأنبا شنودة في أوائل حكم العرب

وفي مثل هذا اليوم استشهد القديس شنوده كان هذا رجلا فاضلا ومحافظا علي العمل بالوصايا المسيحية. وكان ذلك في أوائل أيام دخول العرب مصر فسعي به بعض أعدائه لدي الحاكم فاستحضره وعرض عليه ترك دينه فرفض وجاهر مفتخرا بالسيد المسيح فغضب الوالي وعذبه كثيرا وأخيرا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.