دينيّة
12 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 12 تموز 2017

تذكار الشهيدتين روفينا وسيكوندا (بحسب الكنيسة المارونيّة) كانت روفينا وسيكوندا شقيقتين رومانيتين، مسيحيتين من أشراف روما. خطبهما شابان مسيحيان لا يقلاّن شرفاً عنهما. ولما قام الاضطهاد على المسيحيين، جحد الخطيبان ايمانهما، فامتنعت روفينا واختها سيكوندا عن الاقتران بهما. فشكاهما الخطيبان الى والي المدينة، فألقى القبض عليهما. وزجَّهما في السجن. ولما لم تذعنا لتملقاته وتهديداته اغتاظ الوالي وامر بجلدهما، فأخذتا تسبحان الله. فقال لهما الوالي:" أأنتما مجنونتان؟" فأجابتاه:" كلا، بل نحن مسيحيتان بعقل كامل والمسيحيون العقلاء يفضلون الموت على الكفر بايمانهم". فأمر الوالي بالقائهما في زيت يغلي فلم يمسّهما أذى. واخيراً قطعوا رأسيهما، ففازتا باكليل الشهادة سنة 257، صلاتهما معنا. آمين.

 

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار سوسنه الشهيدة

هي ابنة غابينوس اخي البابا غايوس القديس، من اسرة مسيحية عريقة في الشرف، تمُتّ بالنسب الى الملك ديوكلتيانوس. نذرت بتوليتها لله. ولما توفيت امرأة مكسميانوس، نسيب الملك، أراد هذا ان يزوجه بسوسنة، فأرسل نسيبه كلوديوس يخاطب أباها بذلك. فأجابتهما انها كرست ذاتها للسيد المسيح. ثم شرحت لكلوديوس صحة المعتقد المسيحي وشرف البتولية. فأثر كلامها في قلبه، وطلب منها معرفة الدين المسيحي. فقالت له:" اذهب الى عمي الحبر الاعظم فهو يرشدك الى ما فيه خلاصك".

فذهب كلوديوس الى البابا الذي علمه قوانين الايمان وعمده مع اهل بيته. ولما استبطأ الملك عودته، ارسل اليه الامير مكسيموس فأتى ووجده جاثياً يصلي. فتأثر مكسيموس وآمن واعتمد وباع املاكه ووزع ثمنها على المساكين. ولما عرف الملك بأمر كلوديوس ومكسيموس امر بقتلهما حريقاً، فتكللا بالشهادة. واما سوسنة فأمر بقطع رأسها بعد ان عذبها كثيراً، وتمت شهادتها سنة 295. صلاتها معنا. آمين.

 

شمعون البحري المعترف (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ولد في أوائل القرن السادس من أسرة شريفة، ويرجح أن موطنه حمص بسوريا. واكتسب منذ صغره ثقافة عصره، لكنه كان يزهد في الدنيا. فمضى هو ورفيقه يوحنا لزيارة الأماكن المقدسة وهناك شغفا بحياة ساكني الأديرة، فطلبا الى رئيس احد الأديرة أن يكونا من ابنائه فقبلهما الرئيس كما طلبا اليه أن ينفردا في العيش بمفردهما فذهبا وسكنا بجوار البحر الميت عيشة الرهبان المتوحدين مدة تسع وعشرين سنة. وبإلهام داخلي رجع شمعون الى اورشليم وتظاهر أمام الناس بالبله والجنون فاحتقره الناس وأهانوه. وقد لقب بسمعان سالوس (أي ابله او المجنون).

ثم عاد الى موطنه حمص وأخذ يتجول في الأزقة والشوارع، وكان الناس يظنونه فاقد العقل فيشفقون عليه حيناً ويهزأون به أحياناً وكان يقابل الشتائم واللطم بتواضع وأناة، وفي حالته هذه ردّ الكثيرين من الخطأة الى التوبة من رجال ونساء، وقد عمل الله على يده الكثير من المعجزات.

وعند موته أعلن صديقه يوحنا كم كانت عظيمة قداسة هذا الانسان البسيط المستتر تحت برقع البله والجنون... وكانت وفاته في نحو سنة 580.

تعيّد له الكنيسة السريانية الكاثوليكية الانطاكية في الحادي والعشرون من تموز.

 

القدّيسان بروكلس وإيلاريّون الشهيدان(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

زمن الإمبراطور الروماني ترايانوس، جرى القبض على قديس الله بروكلس. إثر قرارٍ من ترايانوس بإلقاء القبض على المسيحيين وتعذيبهم إن لم يعدلوا ويعبدوا الآلهة الوثنية.
جيء ببروكلس إلى المحكمة مصفداً بالقيود. حينها، كان يرنّم: "سدد خطواتي، يا رب، في سبل السلام وافتح فمي لأسبّحك". دعاه الإمبراطور إلى التضحية تحت طائلة الإلقاء للوحوش فأجاب: "الرب يرعاني فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان" (مز 117). هذا أغاظ ترايانوس فأمر بإعادته إلى السجن. بعد ثلاثة أيام استدعاه الحاكم مكسيموس للاستجواب. وإذ أجابه القديس بجسارة حظي الحاكم من الإمبراطور بسلطة اللجوء إلى ما يراه مناسباً من وسائل التعذيب لكسر مقاومته.
لمَّا أقدم رجل الله بروكلس على فضح زيف الآلهة الوثنية، مدَّدوه على منصبة التعذيب وانهالوا عليه جلداً حتى أدموا كل جسده. أمّا هو فلم يئن ولا تفوّه بكلمة.
حين لم تنجح وسائل التعذيب بإضعاف إيمان رجل الله، استيق إلى الإعدام. في الطريق التقى ابن أخيه (أو أخته)، واسمه إيلاريون، فحيّاه وضمه إلى صدره وجاهر بالفم الملآن بأنه هو أيضاً مسيحي. فقبض عليه العسكر وأودعوه السجن. فلمَّا بلغ بروكلس موضع الإعدام صلّى ثمَّ قضوا عليه رمياً بالسهام. أما إيلاريون فأوقف أمام الحاكم من جديد فردَّد أنه مسيحي ولا يخشى التعذيب. ضربوه بالسياط وجرَّوه على الأرض مسافة ثلاثة أميال. وفيما كان دمُهُ ينسكب على الأرض كان يُنشد: "في الجبال المقدَّسة أساساتها. الرب يحبَّ أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب" (مز86: 1-2). أخيراً جرى قطع رأسه ووري الثرى بجانب القديس بروكلس.

 

تذكار القديسين الشهيدين بركلس وإيلاريوس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أنّ شهيدَي المسيح بركلُس وإيلاريوس كانا من أنكره، وكانا مسيحيين تقيين بل رسولين أيضاً، يبشّران بالمسيح ليربحا النفوس إلى الكنيسة وإلى الله، لأن زهرة الإيمان هي البشارة بالقول والعمل والمثل الصالح. والكنيسة لا تُبنى والنفوس تتقدّم في الفضيلة وأعمال البرّ والتوبة إلاّ بجهود أمثال هذين الرجلين الغيّورين. وهذا تاريخ الكنيسة حافل بأعمال هذه الفئة المباركة من الناس الغيُر على تقديس نفوسهم بواسطة خدمة القريب الروحيّة والزمنيّة معاً.

وبارك الله عمل هذين الرجلين الصالحين، فاهتدى إلى الإيمان على أيديهما عدد عديد من الوثنيين. وأيّد الرب كلاهما بالمعجزات الباهرة، فعمَّ الخير وكثرت النعم والبركات. فلمّا ثارت زوبعة الإضطهاد على أيام الملك ترايانس قيصر، في أواسط القرن الثاني للمسيح، وشى الوثنيّون في أنكرة بهذين الرجلين البارين، لِمَا كان في نفوسهم من الموجدة عليهما، وساقوهما إلى ديوان الوالي مكسيمس. فعذّبهما تعذيباً مبرّحاً بالضرب والجلد وتمزيق الأجسام. أخيراً رشق الجند بركلس بالسهام فأماتوه، وقطعوا هامة إيلاريوس. فطارت نفسه ونفس رفيقه إلى الأمجاد العلوية، حيث يرنّم جيش الشهداء للحمل المذبوح بتسبحة الشكر والإبتهاج إلى الأبد.

 

استشهاد القديسين الرسولين بطرس وبولس وفطر صوم الرسل (بحسب الكنيسة القبطيّة الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديسان العظيمان الرسولان بطرس وبولس. أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صيادا فانتخبه الرب ثاني يوم عماده بعد انتخابه لأخيه إندراوس. وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا: "ايليا أو ارميا أو أحد الأنبياء " فقال بطرس " أنت هو المسيح ابن الله " وبعد أن نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجري الله علي يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول، وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه. فطلب أن يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب.

أما بولس الرسول فقد ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين، وهو من جنس يهودي من سبط بنيآمين.، فريسي ابن فريسى وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة شديد الغيرة عليها مضطهدا المسيحيين.

ولما رجموا اسطفانوس كان يحرس ثياب الراجمين. وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود المتوطنين فيدمشق للقبض علي المسيحيين. وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء فسقط علي الأرض وسمع صوتا قائلا له: "شاول شاول لماذا تضطهدني (أع 9: 4) " فقال: "من أنت يا سيد". فقال الرب " أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس"، ثم أمره أن يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة المعزي، وجاهر بالإيمان وجال في العالم وبشر بالمصلوب وناله كثير من الضرب " الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن علي يديه جمهور كثير. وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له. وأخيرا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابه من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت علي يديه فسارت معه وهي باكية إلى حيث ينفذ الحكم. فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه وكان ذلك في سنة 67 م. فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها: "أنه ملقي حيث تركته. ورأسه ملفوف بقناعك " فقالت له: "كذبت لقد عبر هو وبطرس وعليهما ثياب ملكية وعلي رأسيهما تاجان مرصعان باللآلئ وناولني القناع. وها هو " وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح.

وقد اجري الله علي يدي بطرس وبولس آيات عظيمة حتى أن ظل بطرس كان يشفي المرضي (أع 5: 15) ومناديل ومآزر بولس تبريْ الكثيرين فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19: 12).

صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

وهذا هو اليوم الذي تعيد فبه الكنيسة بفطر الرسل ويعمل اللقان بعد رفع بخور باكر في الخورس الثالث وبملابس الخدمة.