دينيّة
11 أيار 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 11 أيار 2017

تذكار الشهيد فنطيوس (بحسب الكنيسة المارونية)ولد فنطيوس في روما. وكان وثنياً من اسرة شريفة، ابوه مرقس من رجال الندوة في المدينة. ويروى أن أمه وهي حبلى به، دخلت هي وابوه هيكل زوش ليقدما ضحية. فصرخ الشيطان بفم كاهن زوش، قائلاً" ان هذه المرأة، تحمل جنيناً سيهدم يوماً هذا الهيكل. فما سمعت المرأة هذا الصوت حتى اشمأزت واعتراها الخجل. فخرجت من الهيكل وأخذت حجراً ضربت به بطنها قائلة:" خير لي أن أموت انا وهذا الجنين. من أن يهدم هيكل زوش الاله". ولما ولدت دعت الطفل فنطيوس وارادت أن تخنقه، فمنعها زوجها وقال لها:" دعي زوش يقتله".

 

فشب الغلام ومر يوماً امام منزل للمسيحيين فسمع صوتاً من الداخل يقول:" آلهة الامم فضة وذهب صنعها أيدي البشر، أما نحن فالهنا في السماء وكل ما شاء صنع". فتأثر وارتاح الى ما سمع وتشجع ومست النعمة قلبه. فطلب ان يعرف هذا الاله الذي هو في السماء. فقرع باب المنزل وكان هناك البابا يونسيانوس فاستقبله بلطف وحنان ابويين وعلمه قواعد الايمان المسيحي فآمن واعتمد. وأخذ يبشر بإيمان المسيح وعن يده اهتدى ابوه مرقس الى الايمان فكسر أصنامه ومات مسيحياً، وخلفه في الندوة ابنه فنطيوس. وعندئذ تمكن من أن يرد الى الايمان القويم الملك فيلبوس وابنه. وبذلك هدأ الاضطهاد عن المسيحيين وعن الكنيسة.

فأخذ فنطيوس يهدم هياكل الاصنام ومنها هيكل زوش، فتمت النبوءة فيه. أما بعد ان مات الملك فيلبوس سنة 249، وخلفه واليريانوس، فقام هذا يجدد الاضطهاد على المسيحيين وأمر بالقبض على القديس فنطيوس وربطه وثقله بالقيود، فانحلت حالاً. فغضب الملك وأمر بطرحه للوحوش التي أغضت عنه وهجمت على الوثنيين فافترست منهم عدداً وافراً، حينئذ أمر الملك بقطع رأسه، فتكلل بالشهادة نحو سنة 257. صلاته معنا. آمين.

 

القدّيس الشهيد موكيوس المقدوني المستشهد في بيزنطية (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

ولد موكيوس في أمفيبوليس المقدونية في كنف عائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء ذات أصل رومي. سيم كاهنا, فأبدى غيرة متّقدة في الكرازة بالإنجيل وحثّ مواطنيه على نبذ عبادة الأوثان. وشى الوثنيّون به للقنصل لاوديكيوس، الذي أرسل فقبض عليه. وقف موكيوس أمام المحكمة كله ثقة بالله، فأثارت جسارته حفيظة لاوديكيوس ، فامر بتمديده على منصة التعذيب. وبدا كأن موكيوس يستمد، من معين غير منظور، قوة جديدة بإزاء ما ينزلونه به.

أمر القنصل بإشعال النار به واستيق إلى هيكل ديونيسيوس، وما إن دخل وتدرّع بعلامة الصليب ودعا باسم الرب يسوع، حتى أطيح بالصنم الأصم فسقط أرضا وتحطم. فألقي موكيوس في السجن. وبعد ذلك بثلاثة أيام ألقي إلى الوحوش، فلحست جراحاته، فطالب الجموع بإطلاق سراحه. فتم إرساله إلى هيراقليا ثم إلى بيزنطية, حيث وقف أمام المحكمة المحلية، وهناك تلقى الحكم عليه بالموت فشكر الله. سأل الصفح عن هذا الشعب وان يأتي إلى معرفة الحقّ. وقد ورد أن أساقفة واروا جسده التراب على مقربة من المدينة. هناك شيّدت كنيسة كبيرة على اسم القدّيس موكيوس أضحت، في وقت من الأوقات، إحدى أبرز كنائس القسطنطينية، كما ألحق بها دير عامر.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيسان البارّان المعادلا الرسل كيرللس ومثوديوس

ينحدر الأخوان كيرلس وميثوديوس من أسرة شريفة تقيّة من وجهاء مدينة تسالونيكي اليونانية. كان ميخائيل (ميثوديوس) هو الابن الأكبر بين سبعة إخوة، وقسطنطين (كيرلس) هو الأصغر.

كان القدّيس ميثوديوس يحمل في البداية رتبة عسكرية رفيعة وكان حاكماً لإحدى الإمارات السلافية الخاضعة للإمبراطورية البيزنطية، مما أتاح له الفرصة لتعلّم اللغة السلافية. وبعد أن أمضى القديس ميثوديوس هناك مدة 10 أعوام دخل الرهبنة في أحد الأديرة على جبل أوليمبوس.

أماّ القديس كيرلس فتميّز منذ صغره بمواهب كثيرة ودرس مع الإمبراطور الفتى ميخائيل عند أشهر مُعلّمي القسطنطينية، بمن فيهم فوتيوس الذي أصبح فيما بعد بطريرك القسطنطينية. لقد عرف القديس كيرلس كل علوم عصره معرفة كاملة وتعلّم لغات كثيرة، ودرس أعمال القديس غريغوريوس اللاهوتي باجتهاد خاصّ. وتقديراً لعلمه وذكائه حصل على لقب "فيلسوف". وبعد أن أكمل دراسته تمّ تعيينه أميناً للمكتبة البطريركية في كنيسة آيا صوفيا، ولكنه سرعان ما ترك العاصمة ودخل أحد الأديرة مُتخفياً. وتم البحث عنه وعُرف مكانه وأعيد إلى القسطنطينية وتم تعيينه مُعلماً للفلسفة في مدرسة القسطنطينية العُليا.

كان الشابّ قسطنطين يمتلك حكمة وقوة إيمان عظيمتين مما ساعده على إفحام زعيم الهراطقة المحاربي الإيقونات آنيوس أثناء الجدال معه. وبعد هذا النجاح أرسله الإمبراطور لمحاججة المسلمين في النقاش حول الثالوث القدوس فأفحمهم وهزمهم في الجدال أيضاً. وبعد عودته سافر القديس كيرلس إلى جبل أوليمبوس لينعزل عند أخيه القديس ميثوديوس وليقضي وقته في الصلاة وقراءة مؤلفات الآباء القديسين.

ولكن سرعان ما أرسل الإمبراطور في طلب الأخوين من الدير وأرسلهما إلى دولة الخزر للكرازة بالإنجيل. وفي طريقهما إلى هناك قضيا بضع الوقت في مدينة خيرسونس* ليستعدّا للتبشير. وهناك نال القدّيسان بطريقة عجائبية رفات الشهيد في الكهنة القديس كليمنت بابا روما. بعد ذلك أكملا سفرهما إلى الخزر حيث أفحما حاخامات اليهود وشيوخ المسلمين وحاججاهم وهزماهم في الجدال وبشّرا بتعاليم الإنجيل.

في طريق عودتهما مّر الأخوان من جديد في خيرسونس وأخذا جسد القديس كليمنت ثم عادا إلى القسطنطينية. بقي القديس كيرلس في العاصمة، أما القديس ميثوديوس فاستلم رئاسة دير صغير "بوليخرون" بالقرب من جبل أوليمبوس حيث كان معتكفاً في السابق.

في ذلك الوقت جاء إلى الإمبراطور سفراء من أمير مورافيا** روستيسلاف الذي كان يعاني من مضايقة الأساقفة الألمان، وطلب الأمير من الإمبراطور بأن يرسل إلى مورافيا معلمين قادرين على التعليم والوعظ لشعبها بلغته الأمّ. فدعى الإمبراطور القديس كيرلس وقال له: "يجب عليك أن تذهب إلى هناك، فلا أحد غيرك يقدر على تنفيذ هذه المهمة". وبعد الصلاة والصوم باشر القديس كيرلس بمهمّته الجديدة. وبمعونة أخيه القديس ميثوديوس والتلاميذ وضع القديس كيرلس الأحرف السلافية وترجم إلى اللغة السلافية الكتب المقدّسة التي لا يمكن إتمام الخدمة الإلهية بدونها وهي: الأناجيل والرسائل والمزامير وبعض الخدم المختارة. كان ذلك في عام 863.

وبعد إنهاء الترجمة توجّه الأخوان القديسان إلى مورافيا حيث لقيا استقبالاً حافلاً وتكريماً كبيراً، وأصبحا يعلّمان الشعب إقامة الخدم الكنسية باللغة السلافية ممّا أثار سخط الأساقفة الألمان الذين كانوا يتمّمون الليتورجيا في الكنائس المورافية باللغة اللاتينية، فثاروا ضدّ الأخوين القدّيسين مؤكّدين بأنه لا يمكن إتمام الليتورجيا إلا بثلاث لغات وهي العبرانية واليونانية واللاتينية، وذلك لأن الكتابة على صليب المسيح كانت بهذه اللغات بالذات.

أجابهم القديس كيرلس: "أنتم تعترفون بثلاث لغات مُستحقة لتمجيد اسم الرب بها فقط. لكن داود يهتف: رنمي للرب أيتها المسكونة كلها، سبّحوا الرب يا جميع الأمم، كل نسمة فلتسبح الرب! ومكتوب في الإنجيل المقدّس أيضاً: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم...". فانخزى الأساقفة الألمان، لكنهم سخطوا أكثر وقدّموا شكوى إلى روما. فتمّ استدعاء الأخوين القدّيسين إلى روما للبتّ في هذه المسألة. أخذ الأخوان معهما جسد القديس كليمنت بابا روما وانطلقا إلى هناك. وعندما علم بابا روما أدريان الثاني بأن الأخوين يحملان معهما رفات القديس كليمنت، خرج مع الإكليروس لاستقبالهما واُستقبل الأخوان القديسان بإكرام. وأقرّ البابا الخدمة الكنسية باللغة السلافية وأمر بوضع كتب الأخوين القدّيسين المترجمة إلى السلافية في كنائس روما وسمح بإقامة الليتورجيا باللغة السلافية.

وأثناء وجودهما في روما مرض قسطنطين، وأعلمه الله في رؤيا عجائبية باقتراب ساعة انتقاله، فلبس الإسكيم الكبير باسم كيرلس. وبعد خمسين يوماً من لبسه الإسكيم في 14 فبراير من عام 869 رقد القديس كيرلس المعادل للرسل عن عمر يناهز 42 عاماً. قبل انتقاله أوصى القديس كيرلس أخاه القديس ميثوديوس بإكمال عملهما المشترك الذي هو تنوير الشعوب السلافية بنور الإيمان الحقيقي. وتوسّل القديس ميثوديوس إلى بابا روما بأن يسمح له بنقل جسد أخيه ليدفنه في موطنه، لكن البابا أمر بأن يوضع جسد القديس كيرلس في كنيسة القديس كليمنت، حيث صارت المعجزات تتمّ من جسده.

وبعد رقاد القديس كيرلس أرسل بابا روما القديس ميثوديوس إلى بانونيا*** وذلك بطلب من الأمير السلافي كوتسيل، وقبل ذلك كان قد رسمه رئيساً لأساقفة مورافيا وبانونيا على الكرسي القديم للقديس الرسول أندرونيك.

واستمرّ القديس ميثوديوس مع تلاميذه بنشر الليتورجيا والكتب والكتابة باللغة السلافية في بانونيا. وهذا أثار غضب الأساقفة الألمان مجدّداً، فبذلوا جهداً وتحقق لهم سجن القديس ميثوديوس ومحاكمته واعتقاله، وثم تم نفيه إلى شوابيا**** حيث عانى آلاماً كثيرة لمدة سنتين ونصف.

بعد ذلك تمّ إطلاق سراحه بأمر من البابا يوحنا الثامن واستعاد حقوقه كرئيس أساقفة، فاستمرّ القديس ميثوديوس بنشر الإنجيل بين السلاف وعمّد الأمير التشيكي بوريفوي وزوجته القديسة لودميلا وكذلك أحد أمراء بولندا. للمرّة الثالثة قام الأساقفة الألمان بإقامة دعوى على القديس ميثوديوس واتهموه بأنه لا يقبل تعليم كنيسة روما حول انبثاق الروح القدس من الآب والابن. وتم استدعاء القديس ميثوديوس إلى روما، فحافظ على نقاوة التعليم الأرثوذكسي وبرّأ البابا ساحته وأعاده إلى عاصمة مورافيا فيلغراد.

في سنوات حياته الأخيرة في فيلغراد ترجم القديس ميثوديوس إلى اللغة السلافية العهد القديم كله باستثناء أسفار المكابيين و"النوموقانون" وسيَر الآباء القديسين وذلك بمعونة تلميذين كاهنين.

وعندما شعر القديس ميثوديوس باقتراب أجله أشار إلى أحد تلاميذه القديس غورازد بأن يكون خلفاً له. وتنبأ القديس بيوم موته ورقد في 6 أبريل من عام 885 عن عمر يناهز 60 عاماً. وأقيمت صلاة جناز القديس ميثوديوس بثلاث لغات: السلافية واليونانية واللاتينية، وتم دفنه في كاتدرائية فيلغراد.

تحتفل الدول السلافية بعيد الثقافة والكتابة السلافية على نطاق واسع في 24 مايو من كل عام وهو يوم التذكار الكنسي للأخوين القديسين كيرلس وميثوديوس. إن الإيمان الأرثوذكسي والثقافة التي نشأت وتطوّرت على أساسه هي العامل المشترك الذي يوحّد الشعوب السلافية الشرقية والجنوبية.من المعروف أن الاحتفال بهذا العيد يعود إلى تقليد كنسي بلغاري كان موجوداً في القرنين العاشر والحادي عشر. ترجع أقدم الشهادات الوثائقية حول عيد القديسين كيرلس وميثوديوس الذين اشتهرا أيضاً باسم "الأخوين التسالونيكيين" إلى القرن الثاني عشر، رغم أن تكريمهما بدأ في أواخر القرن التاسع.

 

تذكار تكوين أو تجديد مدينة القسطنطينية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ قسطنطين الكبير أول الملوك المسيحيين، بعد أن إستتبّ له الأمر سيّد الدنيا، هجر رومة، التي بقيت مدّة عشرة قرون عاصمة الدولة الرومانية، وجاء يضع عاصمة ملكه في تلك البقعة الفريدة في موقعها، على ضفاف القرن الذهبي، في مكان بيزنطيّة، المدينة الصغيرة الجميلة.

وأراد ذلك الملك العظيم ان يكون عظيماً في إيمانه الجديد، كما كان عظيماً في حروبه، عظيماً في قوّة إرادته. فوضع لمملكته الجديدة رسم عاصمةٍ عظيمةٍ جبّارة، لكنّه أراد ان تكون أيضاً مدينة مسيحيّة. فجعل في وسطها تمثاله وهو واقف الى جانب والدته هيلانة وبينهما صليب كبير يمسكان به. وشيّد في تلك المدينة الجديدة كنائس عظيمة فخمة، وزيّن تلك الكنائس أحسن زينة، وحبس لها أوقافاً ثمينةً لتنفق منها عن سعةٍ. وبعد أن تمّ له الأمر كرّس تلك العاصمة الجديدة البديعة لوالدة الإله، عليها السلام، في حفلةٍ ملوكيّةٍ رائعةٍ قلّما رأت الدنيا نظيراً لها في تلك العصور الأولى.

وأن كنيستنا الشرقية تترنّم في قنداق هذا النهار وتقول: "إنّ مدينتكِ، يا والدة الإله، تتقدّم إليكِ، متّخذة إياكِ ثباتاً وتوطيداً لها. لأنّها بكِ تعتز وتمتلك، وتنجو وتستمرّ ثابتةً، هاتفة نحوكِ: السلام عليكِ يا رجاء أقطار الأرض كلّها.

وممّا تقدّم يبدو لنا:

أولاً: إنّ العبادة لوالدة الإله هي شعار بلادنا الشرقية، وموضوع فخارنا منذ الأجيال الأولى، وإن البتول النقيّة كانت منذ القدم، ولا تزال، شفيعتنا وسترنا وقوّتنا وسيّدة أوطاننا.

ثانياً: أن الله يجب أن يكون له المقام الأول في حياة الملوك والشعوب، كما في حياة الأفراد وفي كل عاطفة ودقّةٍ من عواطف ودقّات القلوب.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيس الكاهن الشهيد موكيوس

كان هذا الكاهن الجليل يقوم بخدمته الروحيّة لدى المؤمنين في مدينة أنفييولي. فقُبض عليه وطرح في السجن، في أوائل القرن الرابع. ولمّا مثل الوالي لاوذيكيوس، واعترف بالمسيح بكل جرأةٍ وبسالةٍ، أذيق أنواع العذابات وأمرّها. فاحتملتها بصبر عجيب وجلادة نادرة، لأنّه كا يتألّم من أجل ذاك الذي أراق دمه الزكي حتى آخر نقطةً حبّا ً للبشريّة.

ثم أرسل الى القسطنطينيّة، فكان له ذلك الطريق الطويل والسفر الشاسع درب صليب، على مثال الفادي الإلهي: وفي القسطنطينيّة قُطعت هامته، فتمّ بذلك إستشهاده. فبعد أن قدّم مراراً على هيكل الربّ ذبيحة إبن الله، قُدّم هو نفسه محرقةً مرضيّة للعلي، وذهب ليملك مع المسيح الفدي الى الأبد.

وقد شيّد له قسطنطين الملك كنيسة ً فخمة ً على إسمه في مدينة القسطنطينيّة، وفيها تُلي الحرم ضد نسطوريوس الملحد، الذي جَسرَ على والدة الإله، عليها السلام.

 

نياحة باسون احد السبعين رسول (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس ياسون أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم الرب، وقد كرز مع التلاميذ قبل آلام المخلص وصنع آيات وعجائب ثم تذرع بالنعمة والقوة يوم حلول الروح المعزي، وقد ولد بطرسوس وهو أول من آمن بها، وقد صحب بولس في التبشير وجال معه بلادا كثيرة،وقبض عليه مع بولس وسيل افي تسالونيكي (ثم أطلقوهما بكفالة). فرعي كنيسة المسيح أحسن رعاية ثم كرز أيضا في مدينة كوركيراس فآمن كثيرون علي يده وعمدهم وبني لهم كنيسة علي اسم القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة فلما علم بذلك والي المدينة قبض عليه ووضعه في السجن فوجد فيه سبعة لصوص فعلمهم الإيمان وعمدهم واعترفوا جهارا أمام الوالي بالسيد المسيح فوضعهم في قدر مملوء زفتا وكبريتا فتتيحوا ونالوا إكليل الشهادة.

بعد ذلك أخرج الوالي الرسول من السجن وعذبه عذابا كثيرا فلم ينله ضرر وكانت ابنة الملك تشاهد ذلك من شباكها فآمنت بالسيد المسيح ثم خلعت عنها حليها وزينتها ووزعتها علي المساكين واعترفت أنها مسيحية مؤمنة باله ياسون فغضب أبوها وطرحها في السجن ثم أمر برميها بالسهام فأسلمت روحها الطاهرة بيد المسيح الذي أحبته، وكان الملك قد أرسل ياسون الرسل إلى أن تولي آخر فاستحضره ومن معه من المسيحيين وعذبهم كثيرا ولما رأي الوالي أن أجسادهم لم تتأثر من التعذيب آمن هو وكل مدينته بالسيد المسيح الذي له وحده القوة علي حفظ أصفيائه، فعمدهم القديس وعلمهم وصايا الإنجيل وبني لهم الكنائس، وقد أجري الله علي يديه آيات كثيرة وتنيح في شيخوخة حسنة صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم ايضاً : أستشهاد القديس أوتيموس القس من فوه

في مثل هذا اليوم استشهد القديس أوتيموس القس. وقد ولد بفوه ونظرا لاستقامته وتقواه رسموه قسا علي بلده فكان يعلم ويثبت المؤمنين ثم انتقل بعد ذلك إلى جهة جبل أنصنا ولما أثار الملك دقلديانوس الاضطهاد علي المسيحيين ووصل خبر هذا القديس إلى أريانوس والي أنصنا استحضره وعرض عليه عبادة الأوثان فلم يذعن لأمره فعذبه كثيرا ولكن الرب كان يقويه، ولما تعب الوالي من تعذيبه أمر بحرقه فحرقوه ونال إكليل الشهادة.

وكان هناك قس يخاف الله فأخذ الجسد وكفنه ووضعه في مكان حتى انقضاء زمن الاضطهاد حيث بنوا له كنيسة وقد أظهر الله فيها آيات كثيرة وقيل ان جسده باق إلى الآن بكلبشا (بمركز السنطة) صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم ايضاً : نياحة البابا غبريال الرابع البطريرك (86)

في مثل هذا اليوم من سنة 1094 ش. (أبريل سنة 1378 م.) تنيح البابا غبريال الرابع البطريرك (86). وكان رئيسا لدير المحرق وتولي الكرسي في 11 طوبه سن’ 1086 ش. (6 يناير سنة 1370 م.) وكان عالما فاضلا وعابدا ناسكا. وحدث في أيامه في سنة 1370 م. ظهور نور عظيم أضاء الطرق ليلا إلى الثلث الأخير من الليل وقارب ضوء النهار وفي سنة 1371 م. فاض النيل فيضانا كبيرا كاد يغرق البلاد وعاصر السلطان شعبان والسلطان علي بن شعبان المنصور. وجلس علي الكرسي 8 سنوات وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما ودفن بالحبش بجوار سمعان الخراز.