دينيّة
01 حزيران 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 1 حزيران 2017

تذكار الشهيد يوستينوس (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا القديس في مدينة نابلس سنة 103، من أبوين يونانيين وثيين. نشأ ميَّالاً الى التفكير والبحث عن الحقيقة، فتضلع من العلوم مُتّبِعاً مذهب افلاطون، باحثاً عن الاله الحق.فأكب على مطالعة النبوءات والانجيل، فراقت له وملأت قلبه وتأكد لديه ان الفلسفة المسيحية هي وحدها الاكيدة النافعة. فآمن بالمسيح واعتمد بعمر ثلاثين سنة. فأصبح رسولاً للمسيح، وذهب الى روما على عهد البابا تاليسفوروس. فرسمه كاهناً. ففتح مدرسة للفلسفة، يعلم فيها المبادئ الصحيحة والحقائق الالهية، مبيّناً ضلال الوثنيين. ورفع الى الملك انطونيوس وإلى اولاده والى مجلس الشيوخ والى الشعب الروماني، كتابه المعروف "بالدفاع عن المسيحيين"، يدحض فيه الشكايات الكاذبة على المسيحيين وواصفاً نقاء سيرتهم. فكان لكتابه الاثر العميق في النفوس فخف الاضطهاد.

 

وبعدئذ ذهب الى مدينة افسس واتخذها مقاماً له. وفيها جادل تريفون الفيلسوف مجادلة علنية في مجيء المسيح والوهيته فأفحَمه. فأثر ذلك في الكثيرين من سامعيه فآمنوا بالمسيح.

ثم ذهب ثانية الى روما وفيها جادل الفيلسوف الوثني كريشنتوس فألحقه الخزي، وضم جداله هذا في كتاب نفيس يوضح فيه ان نبوءات العهد العتيق قد تحققت بالمسيح، وان تعليم المسيح هو الشريعة الجديدة التي تنير كل انسان وتحرره.

فوشى به كريشنتوس الى والي المدينة فقبض عليه وامره بان يذعن لاوامر الملوك ويكرّم الآلهة. فرفض وظل مجاهراً بايمانه مع جماعة من المسيحيين.

عندئذ حكم الوالي عليه وعلى رفقته بالجلد ثم بقطع رؤوسهم، وبذلك فازوا بالحياة السعيدة بين مصاف الشهداء سنة 168. أما كتاباته عن مسيحيي زمانه القريب من الرسل فثمينة جداً. صلاته معنا. آمين.

 

القدّيس يوستينوس الفيلسوف ورفاقه  (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد القدّيس يوستينوس في مطلع القرن الثاني للميلاد في نابلس الفلسطينية عاش في بحبوحة وتلقّى تعليمًا مختارًا، في كنف عائلة وثنية. عاشر الفلاسفة ولم تغوه أي من تعليمهم، التصق بأحد الفلاسفة الأفلاطونيين المشهورين. وإذ رغب في معاينة الله، كما وعده الفيلسوف، اعتزل في موضع هادىء عندالبحر ليخلد إلى تأمّلاته.

 فيما كان مرًّة يتمشّى على الشاطىء، التقى شيخًا مهيبًا ودخل معه في حوار. سأله الشيخ كيف للفلاسفة أن تكون لهم عن الله فكرة صائبة ولمّ يعرفوه بالخبرة، فأجاب يوستينوس أنّ في طاقة الذهن أن يعاين الله، أردف الشيخ إنّ الذهن لا يحوز مثل هذه القدرة ما لم يتّشح بالروح القدس أوّلاً، بعد أن يكون قد تنقّى بممارسة الفضيلة. وأبان له الشيخ أن الله وحده لا بدء له ولا يعتريه فساد. واحد أحد بالكامل ومساو لذاته أبدا. والنفس تحيا لأنها تشترك في الحياة الموهوبة لها من الله. وأن الأنبياء وهم شهود للحقّ مجّدوا الإله الواحد الآب وأخبروا، بالعلامات والكتابات، عن المسيح الآتي منه. وختم قائلا:" وأنت، قبل كلّ شيء، صلّ من أجل أن تفتح لك أبواب النور".

وشاهد يوستينوس كيف يجابه المسيحيون الموت ويجابهون ما يخشاه سواهم بشجاعة فائقة، واقتنع أنهم على حق.

اقتبل يوستينوس المعمودية وانكبّ على دراسة الكتاب المقدّس، وأخذ على عاتقه مهمّة الدفاع عن تعاليم المسيح. وأبان لليهودي تريفون أن الشريعة والعهد القديم برمّته لم يكن سوى مقدّمة ورسم فذّ متماسك للمسيح ابن الله، وإن الأمم المهتدية هي من يشكّل "إسرائيل الروحي الحقّ" فيها الكل مدعو لأن يصير "إلهَا" بنعمة الروح القدس.

اتخذ له في رومية مقرَّا وصار يستقبل طلاّب المعرفة والحق. وذاع خبر مدرسته يومذاك.

تلك الفترة من حياته كانت حافلة بالنتاج الفكري ودحض الوشايات الفظّة التي أشاعها الوثنيون في شأن المسيحيّين. ووصف نبل الإجتماعات الليتورجية ونقاوتها، وكيف أنّ منها تمتدّ حياة الشركة المرتكزة على الإفخارستيا تعاضدَا بين أعضائها ومؤازرة للمحتاجين. وأفاد يوستينوس أنّ غيظ الأبالسة وحسدهم هو سبب اضطهاد المسيحييّن وأنهم لو لم يكونوا حقانييّن  لتعذّر تفسير تصبّرهم على التعذيب. إذ كان الله قد أخّر المصيبة التي لا بدّ أن تحلّ فمن أجل جنس المسيحيين.

عدو يوستينوس الألد كان كريشينس الذي سعى للتخلّص منه ورفاقه الستة بينهم امرأة، وتسبّب في قبض الوالي روستيكوس عليهم، وبعد اعترافهم  بأنهم مسيحيّون جلدوا وقطعت هاماتهم، فدفنهم بعض المؤمنين في مكان مناسب.

 

تذكار القدّيس الشهيد يستينس الفيلسوف(بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

هو من أكابر القدّيسين، ومن كرام الفلاسفة المسيحيين والمعلّمين الكنسيين.

ولد يستينس في مدينة نابلس عاصمة السامرة (فلافيا نيابولس) في أوائل القرن الثاني، من أبويين يونانيين وثنيين، وتربّى هو أيضاً في الوثنية. إلاّ أنّه منذ حداثته كان يميل إلى الرصانة والتفكير والبحث عن الألوهية وعن مبدأ هذا العالم.

فتتلمذ أولاً لأحد الفلاسفة الرواقيين تباع زينون البفيلسوف Stoiciens، فلم يعرف أن يأخذ عنه شيئاً يرضي عقله ويكشف له عن أسرار الألوهيّة. فتركه وتبع واحداً من جماعة الرواقيين المشائين ((les péripatéticien. وهذا أيضاً أخذ يساومه على الأجرة فازداره وتركه. ووجد فيلسوفاً من جماعة يثاغورس فاشترط هذا عليه أن يكون أولاً ملمّاً بالموسيقى والهندسة وعلم الفلك، فتركه يستينس أيضاً. وما زال يسعى في طلب ضالته حتى اهتدى إلى أحد تلامذة أفلاطون، فعلق به وأحبّه وتتلمذ له فأخذ عنه علم معرفة الإله، وفرح بذلك فرحاً لا يوصف. وتعشق تلك المباحث الفلسفية، حتى أنّه ذهب إلى شواطىء البحر هناك بنفسه، وينعم بأفكاره وتأمّلاته، أمام تلك العظمة التي كان يتراءى له أن لا أحد لها، وأنّها أجمل وأكمل وأروع صورة مجسّمة للإله المستتر.

وراق لعين الربّ أن ينظر إلى تلك النفس المستقيمة وذلك الفلب الصادق، فهداه بنوعٍ عجيب إلى الإيمان بالمسيح، وإلى فلسفة الإنجيل التي لا تقف أمامها فلسفة، لأنّ أنوارها بهرت عقول أكابر علماء الدنيا وأشبعتها غذاءً وراحةً وسروراً. فبينما كان يستينس غارقاً في تأملاته يسير الهويناء ذهاباً وإياباً على شاطىء البحر الأبيض، إذا بشيخ جليل يُقبل ويسلّم عليه ويأخذ في مباحثته في أمور الفلسفة، فيبين له أن الفلسفة الأفلاطونيّة نفسها ناقصة، وأنّه إذا رام أن يعرف الله معرفة حقّة فعليه بقراءة كتب الأنبياء وإنجيل المسيح. قال هذا وتوارى، ولم يعد يستينس يراه من بعد.

فأكبّ فيلسوفنا على قراءة تلك الكتب، والتبصّر في معانيها واستيعاب آياتها الرائعة  فتعلّم منها حكمة الديانة المسيحيّة وأسرارها الإلهية. فآمن بالمسيح واعتمد وبدأ منذ ذاك الحين حياة الفيلسوف الصحيحة، كما يقول هو عن نفسه.

وما كاد يستينس يصبح مسيحيّاً حتى صار رسولاً  لفلسفة المسيح. ثم سيم كاهناً ووقف نفسه للبشارة بإنجيل المسيح ونشر فلسفته السامية التي ملكت عليه عواطفه.

إنّ الفلسفة الحقيقيّة الكاملة هي في عرف يستينس الديانة المسيحيّة. جعل همّه ورسالته في هذه الدنيا نشر تلك الديانة باخطابة والكتابة معاً، إلى أن سفك دمه لأجلها. فذهب إلى أفسس، إحدى عواصم الثقافة والصناعة والتجارة، واتّخذها مقاماً له، وفيها جرى له جدال عظيم مع حاخام فيلسوف يهودي يدعى تريفن. فباحثه مباحثةً علنية في ألوهية السيّد المسيح وكيف تمّت فيه أقوال الأنبياء، فأفحمه وحمل الكثيرين من مستمعيه على الإيمان بالمسيح والتتلمذ له. ثم وضع ذلك الجدال في كتاب نفيس لا يزال بين أيدينا إلى اليوم.

وسافر مرتين إلى رومة. وهناك حملته حميته على كتابة رسالتين رائعتين، دفاعاً عن المسيحيين وعن معتقداتهم وآدابهم.

فكان لتلك الصرخة وذلك النداء أثره الحميد، لأن ملاحقة المسيحيين لأجل ما يعتقدون من حقائق إيمانهم خفّت كثيراً في كل أنحاء المملكة الرومانية.

فمثل يستينس أمام الوالي مع جمهور من المسيحيين المكبّلين بالقيود. فبدأ هذا  يحرّضهم على أن يمتثلوا أوامر الملك ويسجدوا لآلهة المملكة. فأجاب يستينس: إن العدل يقضي بأن يترك الولاة أولئك الذين يرغبون في عبادة السيّد المسيح وشأنهم.

حينئذٍ قال الوالي للمرة الأخيرة، على سبيل القيام بواجب رسمي، وإن لم يأمل نتيجةً لكلامه: دعونا من هذا كلّه وهلّموا بنا جميعاً  لنسجد للآلهة ونقرّب لها الذبائح. فأجاب يستينس: من ذا الذي يكون صحيح العقل فيرفض أتباع التقوى ويتهوّر في الضلال والنفاق؟ فوافق الشهداء كلّهم على كلامه هذا. حينئذٍ حكم الوالي عليهم جميعاً بالجلد ثم بقطع رؤوسهم.فجلدهم الجند بقساوةٍ ثم قطعوا هاماتهم، فطاروا إلى الأعالي لينضمّوا إلى طغمات الشهداء التي تسبّح المسيح إلى الأبد.

 

مجىء العائلة المقدسة إلى مصر (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم المبارك أتي سيدنا يسوع المسيح إلى أرض مصر وهو طفل ابن سنتين، كما يذكر الإنجيل المقدس أن ملاك الرب ظهر ليوسف في حلم قائلا: "قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه (مت 2: 13)

وكان ذلك لسببين أحدهما لئلا إذا وقع في يد هيرودس ولم يقدر علي قتله فيظن أن جسده خيال والسبب الثاني ليبارك أهل مصر بوجوده بينهم فتتم النبوة القائلة " من مصر دعوت ابني" (هو 11: 1) وتتم أيضا النبوة القائلة " هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (اش 19: 1). ويقال أن أوثان مصر انكفأت عندما حل بها كلمة الله المتجسد كما انكفأ داجون أمام تابوت العهد (1 صم 5: 3)

فأتي السيد المسيح له المجد مع يوسف ووالدته العذراء وسالومي وكان مرورهم أولا بضيعة تسمي بسطة وهناك شربوا من عين ماء فصار ماؤها شافيا لكل مرض ومن هناك ذهبوا إلى منية سمنود وعبروا النهر إلى الجهة الغربية. وقد حدث في تلك الجهة أن وضع السيد المسيح قدمه علي حجر فظهر فيه أثر قدمه فسمي المكان الذي فيه الحجر بالقبطي " بيخا ايسوس " أي (كعب يسوع) ومن هناك اجتازوا غربا مقابل وادي النطرون فباركته السيدة لعلمها بما سيقام فيه متن الأديرة المسيحية ثم انتهوا إلى الأشمونين وأقاموا هناك أياما قليلة ز ثم قصدوا جبل قسقام. وفي المكان الذي حلوا فيه من هذا الجبل شيد دير السيدة العذراء وهو المعروف بدير المحرق

ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم أيضا قائلا " قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل. لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي" (مت 2: 20 و21)

فعادوا إلى مصر ونزلوا في المغارة التي هي اليوم بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ثم اجتازوا المطرية واغتسلوا هناك من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة. ونمت بقربها شجرة بلسم وهي التي من دهنها يصنع الميرون المقدس لتكريس الكنائس وأوانيها. ومن هناك سارت العائلة المقدسة إلى المحمة (مسطرد) ثم إلى أرض إسرائيل فيجب علينا أن نعيد في هذا اليوم عيدا روحيا فرحين مسرورين. لأن مخلصنا قد شرف أرضنا في مثل هذا اليوم المبارك فالمجد لاسمه القدوس إلى الأبد. آمين.

وهو عيد سيدى صغير، ويصلى بالطقس الفرايحي، وإذا وقع في أيام الخماسين يفضل قراءة فصوله حتى نشعر بروحانية العيد.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة حبقوق النبي

في مثل هذا اليوم تنيح حبقوق النبي أحد الإثنى عشر نبيا الصغار. وكان من سبط لاوي من المغنين علي الأوتار كما يدل علي ذلك قوله: "الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالأيائل ويمشيني علي مرتفعاتي لرئيس المغنين علي آلات ذوات الأوتار" (حب 3: 19)

وقد تنبأ في زمان الملك يهوياقيم وطالت حياته جدا إلى بعد رجوع الشعب الإسرائيلي من سبي بابل وصلي قائلا: "يارب قد سمعت خبرك فجزعت. يارب عملك في وسط السنين أحيه. في وسط السنين عرف. في الغضب أذكر الرحمة" (حب 3: 2) وتنبأ عن تجسد السيد المسيح وولادته بقوله " الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران" (حب 3: 3) وبعد أن أكمل جهاده الحسن تنيح بسلام وبنيت له كنيسة في قرطسا من أعمال البحيرة في زمان أنسطاسيوس الملك المسيحي وكرست في اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس صلاة هذا النبي تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد الراهب القديس بشنونه المقاري

في مثل هذا اليوم من سنة 880 ش. (19 مايو 1164 م.) استشهد القديس بشنونه وكان راهبا بدير أبو مقار بالبرية ولما كانت الثورة قائمة في البلاد بين رجال الأمير ضرغام ورجال الوزير شاور في خلافة العاضد الفاطمي (أواخر القرن الثاني عشر) قبض علي هذا الراهب وعرض عليه ترك دينه فرفض بكل إباء وثبات فأحرقوا جسده ونال إكليل الشهادة علي أيديهم فأخذ المؤمنون ما وجدوه من عظامه وحملوها إلى كنيسة أبي سرجه بمصر القديمة بقصر الشمع ودفن بها.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما ، آمين.