قديسو اليوم: 8 تشرين الثاني 2016
وكما كان هذا الملاك العظيم محامياً وناصراً للشعب في العهد القديم، كذلك لم يزل محامياً وناصراً لكنيسة المسيح في العهد الجديد. فهو الذي ظهر لابراهيم، وتراءى ليشوع، حين جاز الاردن ونصره على اريحا. وهو الذي سلَّم لوحي الوصايا الى موسى ونصر داود على جليات الجبار، ونجَّاه من اضطهاد شاول. وهو الذي رفع ايليا بمركبة نارٍ الى السماء، وظهر آيات عظيمة للشعب الاسرائيلي، كذلك هو محامي الكنيسة ضد اعدائها ونصيرها في حياتها وجهادها. وهو الذي ظهر معزِّياً السيد المسيح في بستان الزيتون. وتراءى للقائد كرنيلوس وهداه الى بطرس الرسول. ونجَّى بطرس من هيرودس وظهر مراراً للقديس يوحنا الحبيب، كاشفاً له عن اسرار الرؤيا... وهو لا يزال يشفع فينا لدى عرش العلي ويُرسل بامر الله، الى الارض، ملائكته الحرَّاس ليعضدوا الكنيسة وابناءها في حربهم ضد العالم والجسد والشيطان. صلاته معنا. آمين!
رؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل وروفائيل وسائر الملائكة (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
ميخائيل هو رئيس الملائكة كما ذكره يوحنّا في رؤياه قائلاً: "وحدث قتال في السماء، ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلونه".
ولمّا انتصر ميخائيل على إبليس وملائكته وطردهم من السماء رفعه الله إلى رئاسة الملائكة، ودانيال النبي يقول: "في ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لنبي شعبك".
كان هذا الملاك محامياً وناصراً للشعب في العهد القديم. فقد ظهر لإبراهيم وتراءى ليشوع حين اجتاز الأردن ونصره على أريحا، وهو الذي سلّم لوحي الوصايا إلى موسى ونصر داود على جليات الجبّار، ونجاه من إضطهاد شاول، وهو الذي رفع إليّا بمركبة نار إلى السماء، كذلك هو محامي الكنيسة ونصيرها في حياتها وجهادها. وهو الذي ظهر معزّياً المسيح في بستان الزيتون، وتراءى للقائد كرنيلوس وهداه إلى بطرس الرسول، ونجّى بطرس من هيرودس وظهر مراراً للقديس يوحنّا الحبيب كاشفاً له عن أسرار الرؤيا.
وختاماً، فإنّ ميخائيل زعيم الملائكة الأمناء ومعناه من مثل الله. روفائيل رفيق طوبيا ودليله وقد داوى طوبيا الشيخ ومعناه دواء الله. جبرائيل الذي بشّر مريم العذراء ومعناه قوّة الله بشّر بعظائم الله.
عيد جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية العادمة الأجساد (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
يعود هذا العيد إلى القرن الرابع للميلاد.
وردت في الكتاب المقدس والتراث أسماءُ سبعةٍ أو ربما ثمانية من رؤساء الأجناد السماويين، وهؤلاء هم: ميخائيل وجبرائيل وروفائيل وأورئيال وصلاتئيال وجاغديال وبرخيال وأرميال.
ميخائيل
فأما ميخائيل فمعنى اسمه «من مثل الله؟» أو «من يعادل الله؟» والكنيسة، منذ أقدم الأزمنة، تصوره رئيساً يحمل في يمينه رمحاً يهاجم به لوسيوروس الشيطان، وفي يساره غصناً من النخيل، وفوق الرمح ضفيرة وصليب أحمر. وهو من يرسله الله لبني البشر ليعلن لهم مراسم عدله. ظهر لإبراهيم الخليل قديماً (تكوين 12)، وكذا لأمتهِ هاجر في الصحراء ليعلن ولادة اسماعيل (تكوين 16). أرسله الله لدى لوط ليخرجه من سدوم (تكوين 19). وعندما أمر إبراهيم أن يقدم ابنه اسحاق ذبيحة، ليجرّبه، كان ميخائيل من تدّخل في اللحظة الأخيرة الحاسمة ليمنعه من أن يمسّ ولده بسوء(تكوين 22).
وقد ظهر ميخائيل أيضاً ليعقوب لينقذه من أخيه عيسو (تكوين 27). وهو الذي سار أمام شعب اسرائيل في خروجه من مصر»في عمود من غمام نهاراً ليهديهم الطريق، وفي عمود من نار ليلاً ليضيء لهم، وذلك ليسيروا نهاراً وليلاً» (خروج13). وهو من اعترض طريق بلعام الذي شاء أن يعلن اسرائيل بناء لطلب ملوك موآب. «وقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على أتانه ومعه خادماه» (عدد 22). وهو الذي تراءى ليشوع بن نون عند أسوار أريحا. رفع يشوع عينيه فإذا رجل واقف أمامه وسيفه في يده مسلولاً. فأقبل عليه يشوع وقال له: «أمنََّا أنت أم من أعدائنا؟» فقال: «كلا، بل أنا رئيس جند الرب...» فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: «ماذا يقول سيّدي لعبده؟» فقال رئيس جند الرب ليشوع: اخلع نعليك من رجليك، فإن المكان الذي أنت قائم فيه مقدّس». فصنع يشوع كذلك. (يشوع 5 ). وإلى جانب ذلك ثمة مواضع أخرى ظهر فيها ميخائيل لجدعون (قضاة 6) ولإيليا النبي مرات عديدة ووقف في وسط الأتون مع الفتية الثلاثة القديسين في بابل ورنّم وإياهم لله تماجيداً (دانيال 3) كما سدّ أفواه الأسد في الجب حيث أُلقي دانيال (دانيال 6).
والحق أن أعمال ميخائيل في العهدين العتيق والجديد لا تحصى. وهو في العهد الجديد من نجّى الرسل من السجن (أعمال5: 19) وظهر لكورنيليوس، قائد المئة، وقال له أن يرسل في طلب بطرس ليعمده (أعمال 10). وهو من حرّر بطرس الرسول من السجن وضرب هيرودوس الملك بالدود لأنه لم يعط المجد لله، وظهر لبولس الرسول معزياً. وهو من فسّر ليوحنا الإنجيلي أسرار الله بشأن نهاية الأزمنة في كتاب الرؤيا. وهو أيضاً من يقود الملائكة في الحرب الأخيرة على ضد المسيح والتنين وملائكته ليلقيه في الجحيم إلى الأبد (رؤيا 12). ثم في يوم الدينونة ينتصب والميزان في يده ليزن أعمال العالمين.
إلى ذلك حفظت لنا الكنيسة ظهورات وأعمالاً لميخائيل كمثل ما عمله في خونة في كولوسي. وهو ما نحتفل به كل عام، في التاسع عشر من شهر أيلول.
جبرائيل
وأما جبرائيل فهو صنو ميخائيل، عادةً ما يُذكران في الكنيسة سوية، ومعنى اسمه»رجل الله» أو»جبروت الله». وإذا ما كان ميخائيل عنوان عدالة الله فجبرائيل عنوان رأفته. وهذان يتكاملان كمثل قول المرنم في المزامير: «الرحمة والحق تلاقيا، العدل والسلام تلاثما»(مزمور 84: 11).
فالله يرسل ملائكته جبرائيل ليذيع على الناس عجائب محبته وحرصه على خلاصهم. وفي التراث أنه ظهر لدانيال وأنبأه بمجيء المسيح بعد سنوات كذا عددها (دانيال 9). كما ظهر لمِنُوح وامرأته والدي شمشون في سفر القضاة. فقال منُوح لملاك الرب: «دعنا نستبقيك ونعدّ لك جدياً من المعز»، فقال ملاك الرب لمنوح: «إن أنت استبقيتني، لم آكل من خبزك. أما إن صنعت محرقة فللرب أصعدها». فقال منوح لملاك الرب: «ما اسمك، حتى إذا ما تمّ قولك نكرمك؟» فقال ملاك الرب: «لِمَ سؤالك عن اسمي، واسمي عجيب؟». (قضاة 13).
هذا ويصوره التراث حاملاً بيمينه فانوساً له شمعة مضاءة وفي يسراه مرآة من اليشب[حجر كريم] الأخضر. والمرآة تشير إلى حكمة الله، سراً مخفياً.
إلى ذلك كان جبرائيل رسول الله يذيع الخبر السار بشأن الولادات من أحشاء عميقة، كمثل حال جدّي المسيح، يواكيم وحنّة، وأبوي السابق، زكريا وأليصابات. وهو الذي بشّر والدة الإله بولادة المخلّص بالروح القدس. وهو من قاد الرعاة إلى مغارة بيت لحم ونبّه يوسف النجار إلى مقاصد هيرودوس الأثيمة بشأن المولود الألهي وأوصاه بالمغادرة إلى مصر. وهو أيضاً من نزل من السموات يوم القيامة ورفع حجر القبر وجلس فوقه. وهو كذلك من طمأن حاملتي الطيب مريم المجدلية ومريم الأخرى قائلاً لهما: «لا تخافا أنتما أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. إنه ليس ههنا. قد قام كما قال...»(متى 28).
روفائيل
وأما روفائيل فمعناه «شفاءُ الله» أو «الله الشافي». وقد ورد ذكره في سفر طوبيا في الأصحاح الثالث هكذا: «فأُرسل روفائيل ليشفي كلا الإثنين، ليُزيل البقع البيضاء عن عيني طوبيت فيرى بعينيه نور الله، وليعطي سارة ابنة رعوئيل زوجة لوطبيا بن طوبيت ويطرد عنها أزموداوس الشيطان الخبيث...». وقد قال لهما بعد تمام العرس: «أنا روفائيل، أحد الملائكة السبعة الواقفين والداخلين في حضرة مجد الرب... لا تخافا! عليكما السلام. باركا الله للأبد. لما كنت معكما، لم أكن بفضلي أنا، بل بمشيئة الله. فباركاه هو طوال الأيام وسبّحاه. كنتما ترياني آكل، ولم يكن ذلك إلا رؤية تريانها. والآن باركا الرب على الأرض واحمدا الله. ها إني صاعد إلى الذي أرسلني، فدوِّنا جميع ما جرى لكما» ( سفر طوبيا 12).
ويصور التراث روفائيل يقود طوبيا بيمينه وطوبيا حاملاً سمكة التقطها من نهر دجلة وفي يساره إناء طبّي.
رؤساء الأجناد الباقون
أورئيال
فمعنى اسمه «نار» أو «نور الله». وقد ورد ذكره في واحد من الكتب المنحولة، عزرا الثاني (4: 1و 5: 20). وصورته ممسكاً بيمناه سيفاً على الفرس وبيسراه حديدة وسمٍ محماة.
صلاتئيال
يعني اسمه «من يصلّي إلى الله» وله أيضاً ذكر في سفر عزرا الثاني(5: 16).وردت صورته في التراث هكذا: مطأطئ الرأس وعيناه إلى الأرض ويداه ملتصقتان في وضع صلاتي.
جاغديال
معنى اسمه «من يمجّد الله». ويصورونه حاملاً إكليلاً مذهباً بيمناه وسوطاً في ثلاثة سيور بيسراه.
برخيال
يعني «بركة الله». وصورته لابساً وردة بيضاء على صدره.
أرميال
فمعنى اسمه «سمُّو الله». ويكَّرم من حيث هو مُلهِمٌ وموقظٌ للأفكار السامية التي ترقى بالإنسان إلى الله.
محفل مقدّس لميخائيل زعيم القوّاد وسائر القوّات العادمة الأجساد (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن ميخائيل رئيس الملائكة هو أحد زعماء الطغمات العلويّة النقيّة، وقد انتصر على إبليس المتكبّر وطرده هو وملائكته الأشرار من السماء، وهو القائد للشعب الإسرائيلي في رحيله إلى أرض الميعاد، وقد ظهر ليشوع عند أسوار أريحا
ومنع إبليس من أن يُظهر جسد موسى للشعب الإسرائيلي، خوفاً من أن يعبده ذاك الشعب الغليظ القلوب القاسي الرقاب. وقد أضحى محامياً عن الكنيسة، وظهر مراراً عديدة، في أماكن مختلفة، ومنح المؤمنين فيض النعم. فهو من كبار شفعائنا في السماء أمام عرش العزّة الإلهيّة، وهو مع ملائكته الأبرار النصير الكبير للكنيسة في حياتها وفي جهادها.
أمّا سائر القوّات العاديّة الأجساد، وعلى الخصوص الملائكة الحرّاس، فيحسن بنا أن نلتجئ إلى شفاعتهم الخاصة، اليوم وجميع أيام حياتنا، مردّدين مع الكنيسة للملاك حارس حياة الإنسان هذا الإبتهال الحار:
" أيّها الملاك الإلهي الجزيل القداسة، الذي أقامه الله حارساً لنفسي وجسدي، إلبث معي دوماً أنا الخاطىء، وتغاض عن جميع زلاّت نفسي الشقيّة، وأنقذني من فخاخ الخدّاع المتنوّعة، وأرشدني إلى المناهج الإلهيّة التي تفضي بي إلى الحياة الخالدة".
استشهاد القديس ديمتريوس التسالونيكي (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم ديمتريوس، في زمن مكسيميانوس الملك. وكان شابا مسيحيا تقيا من أهل مدينة تسالونيكي. وقد حصل علي علوم كثيرة وبالأكثر علوم الكنيسة الأرثوذكسية. وكان يعلم دائما وينذر باسم السيد المسيح، فرد كثيرين إلى الإيمان فسعوا به لدي الملك مكسيميانوس فأمر بإحضاره واتفق عند حضوره إن كان عند الملك رجل مصارع، قوي الجسم، ضخم التكوين. قد فاق أهل زمانه بقوته. وكان الملك يحبه ويفتخر به حتى انه خصص أموالا طائلة جائزة لمن يتغلب عليه. فتقدم رجل مسيحي يسمي نسطر من بين الحاضرين وقتئذ وسال القديس ديمتريوس إن يصلي من اجله، ويصلب بيده المقدسة علي جسمه فصلي عليه القديس ورشمه بعلامة الصليب المقدس الذي لا يغلب كل من اعتمد عليه. ومن ثم تقدم وطلب مصارعة ذلك القوي الذي يعتز به الملك. ولما صارعه انتصر عليه. فاغتم الملك لذلك وخجل وتعجب كيف تغلب نسطر عليه، وسال الجند عن سر ذلك فاعلموه إن رجلا يدعي ديمتريوس صلي عليه وصلب علي وجهه. فغضب الملك علي القديس وأمر بضربه إلى إن يبخر لألهته ويسجد لها. ولما لم يطعه أمر بطعنه بالحراب حتى يتمزق جسمه ويموت. فاعلموا القديس بذلك ليخيفوه لعله ينثني عن الإيمان بالمسيح ويسجد للأصنام. فقال لهم: اعملوا ما شئتم. فأنني لا اسجد ولا أبخر إلا لربي يسوع الإله الحق. فضربه الجند بالحراب إلى إن اسلم روحه الطاهرة. ولما طرحت جثته المقدسة أخذها بعض المسيحيين، ووضعوها في تابوت من الرخام وبقي مخفيا إلى إن انقضي زمن الاضطهاد، فأظهره الذي كان موضوعا عنده. وبنيت له كنيسة عظيمة بتسالونيكي، ووضعوا جسده فيها. وكانت تجري باسمه عجائب كثيرة. ويسيل منه كل يوم دهن طيب فيه شفاء لمن يأخذه بأمانة، وخاصة في يوم عيده فانه في ذلك اليوم يسيل منه اكثر من كل يوم أخر إذ يسيل من حوائط الكنيسة ومن الأعمدة. ومع كثرة المجتمعين فأنهم جميعا يحصلون عليه بما يرفعونه عن الحوائط ويضعونه في أوعيتهم. ومن عاين ذلك من الكهنة الأبرار وحكى وشهد به.
شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة البابا غبريال السابع 95
تذكار نياحة البابا غبريال السابع 95. صلواته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.