قديسو اليوم: 7 تشرين الأول 2016
عندئذ أمر الملك بأن يُساقا الى انطوخيوس القائد الذي كان، من عهد قريب، يأتمر بأمرهما. وكان سرجيوس قد أحسن الصنيع اليه. شرع يتهددهما تارةً ويتملقهما اخرى، لكن على غير طائل، فاستشاط غيظاً وبدأ بباخوص، فأمر به فجُلد جلداً وحشياً حتى اسلم الروح، غافراً لمن أساء اليه.
أما سرجيوس فأعاده الى السجن ريثما يُنظر بامره. فظهر له في تلك الليلة رفيقه الشهيد باخوص، يعزيِّه ويشجعه. ثم أخرجه أنطيوخوس من السجن وأمر بأن يساق أمام مركبته، ماشياً، بعد أن توضع مسامير مسننة في حذائه. فسار الشهيد عشرين ميلاً والدماء تسيل من رجليه وهو صابر يقول:" ما أطيب العذاب في سبيل من قاسى لأجلنا أمرَّ الآلام والموت صلباً". فاندهش أنطوخوس وأمر بضرب عنقه فحنى سرجيوس البطل رأسه للسيف متهللاً فائزاً بإكليل الشهادة، سنة 307. صلاتهما معنا. آمين.
الشهيدان سركيس وباكوس(بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
هما من أشراف روما العظيمة ومن كبار ديوان الملك مكسيميانس. عاشا في أواخر القرن الثالث. وشاء مكسيميانس أن لا يتخلّف أحد من وزرائه عن الاحتفال الذي أراد أن يقيمه في مدينة أفغوسطا في بلاد سوريا الشمالية، فدعا سركيس وباكوس الى هذا الاحتفال. ولكنهما أدركا ما يخفي لهما الملك، وأيقنا أن الساعة حاسمة. ولما تهيّأ الموكب للمسير لم يجد مكسيميانس رئيسي ديوانه. ولما استدعاهما، أعلماه أنهما مسيحيان. فغضب الملك وأمر فنزعت عنهما شارات الشرف وأُلبسا ثياباً نسائية علامة الهزء ووُضعت الأغلال في عنقيهما وشُهرا في شوارع المدينة. ولما رجعا، غالى في عطفه عليهما. فما كان منهما غير الثبات على ولائهما لملك السماء. فتهددهما ولكنهما لم يعيرا تهديده أي اهتمام. فاغتاظ انطيوخس وجلد باكوس حتى أسلم الروح...
أما سركيس فقد وضع المسامير بأحذيته وسيق أمام عربته ماشياً، وصار يُركضه والدماء تسيل من رجليه، ثم أمر بقطع رأسه وفازا بإكليل الشهادة سنة 307. وشرّف الله ضريح سركيس بآيات باهرة، ودعيت مدينة الرصافة (في سورية) حيث كان ضريحه "سرجيوبوليس".
وفي القرن السادس بنى يوستنيانس كنيستين عظيمتين على اسم القديس سركيس الأولى في القسطنطينية والثانية في عكا. ويقال إن إحدى نساء كسرى شفيت بشفاعته. وعلى سفح الجبل المطل على معلولا دير قديم للمخلصيين يدعى دير "مار سركيس " يحجّ إليه الناس.
القديسين الشهيدين سركيس (سرجيوس) وباخوس(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
كان سرجيوس وباخوس من نبلاء روما، وقد شغلا مناصب عسكرية مهمة رغم صغر سنهما في زمن الإمبراطور مكسيميانوس. وكان أن دعا الإمبراطور، مرة، على عادة أباطرة ذلك الزمان، إلى تقديم الذبائح للآلهة الوثنية تعبيراً عن الولاء لسيد العرش، فمثل كل الأعيان وقادة الجيش لديه إلا سرجيوس وباخوس. ولما استطلع الإمبراطور الأمر عرف أنهما مسيحيان. لسان حالهما كان: "نحن لا نخدم إلا في جيشك الأرضي، يا جلالة الإمبراطور. أما التنكر للإله الحقيقي الوحيد الذي نعبد وتقديم العبادة لآلهة لا حياة فيها فلا الحديد ولا النار يمكن أن يجبرانا عليه.....". فاغتاظ الإمبراطور غيظاً شديداً، وأمر للحال بنزع أثوابهما وخاتميهما وكل علائم الرفعة عنهما وبإلباسهما أثواباً نسائية. ثم وضعوا أغلالاً حول عنقيهما وساقوهما وسط المدينة للهزء والسخرية. أخيراً أمر الإمبراطور بترحيلهما إلى مدينة عند نهر الفرات اسمها بالس، كانت مقر حاكم المشرق، انطيوخوس، إذلالاً لهما، إذ أن انطيوخوس هذا كان قد خدم تحت إمرة سرجيوس، وكان مشهوراً بشراسته وعدائه للمسيحيين.
حاول انطيوخوس أمام رئيسه السابق أن يتذاكى فجعله كبر سرجيوس وباخوس وثباتهما يشعر بالضعف والعجز والصغر كما لو كان قزماً، فتحوّل، إذ ذاك، إلى وحش مفترس، فألقى بسرجيوس في السجن وسلّم باخوس للمعذبين الذين ضربوه ضرباً مبرحاً إلى أن فاضت روحه. أما سرجيوس فانتظر الحاكم بضعة أيام، ثم ساقه إلى قرية سورية تعرف بالرصافة قريبة من بالس، على بعد حوالي مئتي كيلومتر إلى الشرق من حلب، وهناك أمر به فقطعت هامته. وقد أضحى المكان الذي دفن فيه سرجيوس مقاماً تتقاطر إليه الناس من كل صوب، حتى إنه أصبح مدينة وصار يعرف باسم سرجيوس: سرجيو بوليس، أي مدينة سرجيوس. كما أن إكرام سرجيوس وباخوس انتشر في أمكنة كثيرة من المشرق. ويقال أن أول كنيسة بنيت له كانت في بصرى حوران سنة 512م.
كما بنى الإمبراطور يوستنيانوس كنيستين عظيمتين على اسم القديس سرجيوس (سركيس)، إحداها في القسطنطينية والأخرى في عكا في فلسطين (القرن السادس). وهناك العديد من الكنائس والأديرة في لبنان وسوريا على اسم سرجيوس أو سرجيوس وباخوس معاً. ويظن الدارسون أن إكرام هذين القديسين في بلادنا مردّه، بصورة خاصة، الخلفية الحورانية للكثير من الأسر المسيحية. يذكر أن القديسين سرجيوس وباخوس كانا من أبرز القديسين الشفعاء لدى الغساسنة. من هذه المقامات ديرعلى اسم القديس (مار) سركيس (سرجيوس) بالقرب من دير سيدة كفتون الحالي التابع لأبرشية جبيل والبترون وتوابعهما (جبل لبنان) الأرثوذكسية. هذا يظن الدارسون أنه يرقى إلى ما بين القرنين الخامس والسابع.
ملاحظة : أن اليوم هو عيد جامع للشرق والغرب
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس الشهيد في الكهنة بوليخرونيوس
كان فلاحاً ابن فلاح. أظهر منذ نعومة أظفاره محبة كبيرة للكتاب المقدس والحياة الرهبانية. ما أن بلغ الأشد حتى ترك قريته وجاء للعمل في ضواحي القسطنطينية، في كروم العنب. ومع أن عمله كان قاسياً فإنه لم يكن يتناول من الطعام إلا قليله كل يومين أو ثلاثة. لاحظ صاحب الكرمة ما كان عليه بوليخرونيوس من فضيلة فزوده بكمية كبيرة من المال وقال له: "عد إلى قريتك يا رجل الله وصل لأجلي". عاد بوليخرونيوس من حيث أتى واستعان بما لديه فبنى كنيسة أقام بالقرب منها إلى أن جعل، بعد قليل، كاهناً عليها. وبعدما التأم المجمع المسكوني الأول في العام 325 ودحض هرطقة آريوس، أبدى بوليخرونيوس غيرة كبيرة في الدفاع عن الإيمان القويم. ولكن، ما أن رقد الإمبراطور قسطنطين الكبير ومالت الدفة السياسية طرف الفريق الآريوسي حتى أخذ بعض الآريوسيين يتربصون به إلى أن جاء يوم انقضوا فيه على الكنيسة، وكان بوليخرونيوس يقيم الذبيحة الإلهية، فطعنوه وخلطوا دمه بدم سيده.
تذكار القديسين الشهيدين سرجيون وباخوس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان سرجيوس (أي سركيس) وباخوس من أشراف المملكة الرومانية ومن كبار قوّادها، ومن رؤساء ديوان الملك مكسميانس في أواخر القرن الثالث.
فذهب مكسميانس يوماً إلى مدينة أفغوسطا في بلاد سوريا الشمالية، وقرّر أن يقيم هناك إحتفالاً عظيماً، ويقدّم الذبائح لأصنام المملكة. ولكي يُلبس هذا العيد حلّة بهاء شائق أمر أن لا يتخلّف أحد من وزرائه وقوّاده عن ذلك الإحتفال الباهر.
لكن سرجيوس وباخوس كانا مسيحيّين صميمين من أشراف بلاط الملك السماوي، بما كانا عليه من التقوى الصحيحة الرصينة والفضائل المسيحيّة السامية. فإنّهما كانا من رجال الواجب والعدل كما كانا أيضاً من أصحاب الرأفة بالمسكين والعطف على الضعيف.
فلمّا وصلت إليهما أوامر الملك لمشاركته في تقديم الذبائح أيقنا أن ساعة الجهاد قد حانت. فاستعّدا لها، ووطّنا النفس على التضحية بذاتهما على مذبح الصليب الكريم نظير الفادي الإلهي الذي سبق وعُلّق عليه.
فلمّا دقّت الطبول ونفخ الكهنة بالأبواق وتهيّأ الموكب للمسير، طلب مكسميانس رئيسي ديوانه فلم يجدها. فأرسل في طلبها، فحضرا. فسألهما ما سبب إمتناعهما عنه. فاعترفا أمامه بأنّهما مسيحيّان، وبأن ديانتهما تحظّر عليهما تقديم الذبائح للأصنام التي ليست سوى حجارة صمّاء، لاوجود لها ولا منفعة تجنى من عبادتها وإكرامها.
فغضب الملك لتلك الجسارة وأمر بهما. فنُزعت عنهما شارات الشرف، وألبسا ثياباً نسائية علامة الهزء والسخرية، ووضعت في أعناقها الأغلال، وشهّرا في شوارع المدينة. فصبرا على تلك الإهانات بنفس كبيرة وإيمان لا يتزعزع. وبعد ذلك أعادهما الملك إلى حضرته وأخذ يتملّقهما ويغالي في إظهار عطفه عليهما، على أن يعودا إلى رشدهما ويخضعا لأوامره السامية. فما كان منهما إلاّ الثبات على ولائهما لملك السماء، لأنّه خير من جميع ملوك الأرض.
حينئذٍ أمر الملك بأن يساقا إلى أنطيوخس محافظ بلاد الشرق. وكان هذا مشهوراً بفظاظته وقساوة وشراسة أخلاقه. وإنّما أراد الملك بذلك أن يخيفهما، وأن يذلّهما بإرسالهما إلى رجل كان منذ عهد قريب يأتمر بأمرهما، وكان سرجيوس قد أحسن الصنيع إليه.
فأحضرهما أنطيوخس أمامه وجعلهما في مصف المجرمين وأخذ يحقّق معهما. فكان تارةً يظهر أمامهما ذئباً ضارياً، وطوراً حملاً وديعاً. لكن تهديداته ومواعيده وجهوده ذهبت أدراج الرياح. فاغتاظ وبدأ بباخوس. فأمر به فجُلد جلداً وحشياً. وما زال الجلاّدون يتناوبون في ضربه حتى أسلم الروح، وطارت نفسه الزكيّة الشريفة إلى المملكة السماوية الأبدية. أمّا سرجيوس فإنّه أعاده إلى سجنه لكي يُعمل الفكرة في أمره.
فظهر باخوس في تلك الليلة لصديقه سرجيوس، فعزّاه، وشجّعه، وقوّى عزيمته، ووعده بأنّه سوف يشاركه في مجده في السماء من بعد جهاد الأرض.
وبعد أيام، أراد أنطيوخس أن يقوم برحلة إلى إحدى المدن. فأمر أن يساق سرجيوس أمام عربته ماشياً وبأن توضع المسامير المسنّنة في حذائه. وجعل يُركضه أمامه والدماء تسيل من رجليه وتبلل الأرض, وكرّر عليه ذلك العذاب مرّة أخرى بلا جدوى. فلمّا رأى أنطيوخس أن لا فائدة ترجى منه، أمر بقطع رأسه. فضرب الجلاّد عنقه، وهكذا فاز سرجيوس ايضاً بإكليل الشهادة، وذهبت نفسه الكبيرة لتنضم إلى نفس صديقه وزميله باخوس، وإلى سائر طغمات الشهداء المكلّلين بإكاليل الظفر في السماء. وكان ذلك سنة 303.
استشهاد القديس اسطاثيوس وولديه وزوجته(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس أسطاثيوس وولداه.كانا من وزراء مملكة الرومان، وكان في أول أمره لا يعرف الله، ولكنه كان كثير الصدقة والرحمة. فلم يرد الرب أن يضيع تعبه سدى. إذ بينما كان يرصد صيد الوحوش في البرية ظهر له مثال صليب من بين قرون أيل مرتفعاً إلى السماء. فطارد الأيل في الجبال يريد صيده.. فخاطبه الرب وعرفه باسمه الجديد وهو أسطاثيوس، لأنه كان يسمى قبلا افلاكيدس وأمره أنه يتعمد باسم المسيح، وأنذره بفقر يأتيه عاجلا، فلما سمع ذلك ترك الجبل، وتعمّد هو وزوجته وولداه من أسقف المدينة. وغير اسمه إلى أسطاثيوس كما أمره الرب. ثم وزع في الحال كل ما كان له من العبيد والجواري والموشى والأموال. وأخذ زوجته وولديه وخرج من مدينة رومية وركب مركباً. ولما لم يكن معه الأجرة أخذوا امرأته نظيرها، فاخذ ولديه وسار إلى نهر. فعبره بأحدهما إلى الشاطئ الآخر. وعاد ليأخذ الثاني فلم يجده لأن أسداً أخذه. فرجع ليأخذ الأول فلم يجده أيضاً لان ذئبا خطفه. فحزن حزناً عظيماً على فقد زوجته وولديه، وبقي مدة من الزمان يشتغل حارساً في بستان، إلى أن مات ملك رومية وملك آخر بدلاً منه. فأرسل رسلاً للبحث عن هذا القديس. وحدث صدفة أن أحد الرسل دخل البستان الذي يحرسه القديس، فعرفا بعضهما ورجع به إلى الملك. فأكرمه وأعاده إلى مرتبته الأولى. واتفق في ذلك الوقت حدوث حرب. فجمعوا من كل بلد رجلين للجندية. وكان ولدا هذا القديس قد تخلصا بمشيئة الله من الأسد والذئب وتربيا في بلد واحد، ولفراقهما مدة طويلة لا يعرف أحدهما الآخر. فدبرت العناية الإلهة أن يجندا معا في ذلك البلد. وفي أحد الأيام وهما في الطريق وصلا إلى بستان فتحدثان فتعارفا أنهما أخوان. وأما أمهما، فان الرجل الذي أخذها نظير الأجرة كان بربرياً، وقد حرسها الله منه، وأبقاها في بستان شاءت العناية الإلهية أن يكون هو نفس البستان الذي اجتمع فيه ولداها. وكانت محادثة ولديها بالقرب منها فعرفتهما. وتعين الولدان في حراسة خزانة والدهما ولم يعرفهما. ولما أراد الرب جمع شمل هذه العائلة المباركة. دخلت الزوجة على زوجها فتعارفا وفرحا بهذا اللقاء الذي جاء على غير انتظار ثم تحدثت إليه أنها التقت بولديهما في البستان المذكور، وفيما هي تعلمه بذلك دخل الولدان عليهما، فصاحت فرحة هاهما ولدانا. فتعانق الجميع وذرفت عيونهم دموع الفرح، وشكروا الرب الذي أتمَّ لهم ما وعد به وعاشوا في هناء وسلام. وبعد قليل مات الملك وجلس على العرش أخوه من عبدة الأوثان، فأحضر القديس أسطاثيوس وزوجته وولديه وأمرهم بعبادة الأوثان فرفضوا. فأمر بتعذيبهم بالنار، فلم يلحقهم ضرر. وأخيرا أمر أن يوضعوا في قدر من النحاس، وتوقد تحتهم النار فأسلموا نفوسهم بيد الرب، ونالوا إكليل المجد من قبل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. صلواتهم تكون معنا ولربنا المجد إلي الأبد آمين.