دينيّة
06 كانون الأول 2016, 06:30

قديسو اليوم: 6 كانون الأول 2016

تذكار القديس نيقولاوس (زخيا) العجائبي رئيس اساقفة ميرا (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا القديس في مدينة باتا، في آسيا الصغرى، من اسرة شريفة غنية بتقوى الله والمال. فتخرَّج في اشهر مدارس بلاده، لا يعاشر الاَّ ذوي الاخلاق الحسنة مروضاً نفسه بالاماتة المسيحية والتقوى الصحيحة. توفي والداه وهو في مقتبل العمر فأخذ يوزِّع امواله على الفقراء والمعوزين، بطريقة خفيَّة، عملاً بقول الرب:" لا تعلم شمالك بما صنعت يمينك" (متى 6: 3).

 

ثم انضم القديس الى رهبان دير كان بناه خاله اسقف ميرا الذي رسمه كاهناً. ولسمو فضائله اقيم رئيساً على هذا الدير ووكيلاً على اسقفية ميرا واعتزم زيارة الاراضي المقدسة فسافر بحراً. وفيما هو في السفينة هاجت الامواج وكادت تغرِّقها فصلّى القديس وهدأت الزوبعة حالاً. وعند رجوعه انفرد في مغارة يصلي.

ولمّا توفي اسقف ميرا، انتخبه الاساقفة والاكليروس والشعب اسقفاً عليها وبإلهام الهي، رغماً عن ممانعته. فكان ذلك الراعي الغيور على ابنائه.

وفي تلك الاثناء أصدر ديوكلتيانوس ومكسيميانوس امراً  باضطهاد المسيحيين. فقبض عليه الجند وطرحوه في السجن واذاقوه من الاهانات والعذابات افظعها وأمرَّها، فاحتملها بصبر جميل. ولمَّا انتصر قسطنطين الكبير، خرج نيقولاوس من السجن وعاد مكرماً الى كرسيه. وحضر المجمع النيقاوي الاول عام 325. وكان من اشد انصار القديس اثناسيوس على اريوس واقرَّ مع سائر الاباء الوهية السيد المسيح.

وكان قسطنطين الملك قد حكم بالاعدام على قضاة ثلاثة اتهموا زوراً بالرشوة فاستغاثوا بالقديس نقولاوس عن بُعد، فظهر بالحلم للملك وابان له براءتهم فعفا عنهم.

واجرىالله على يد هذا القديس من المعجزات في حياته وبعد وفاته ما لا يحصى، لذلك لُقِّب "بالعجائبي". وكانت وفاته سنة 342. ونقولاوس لفظة يونانية معناها المنتصر والظافر، ويسمَّى عندنا زخيا اي الظافر. صلاته معنا. آمين.

 

نيقولاوس العجائبي (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

نيقولاوس لفظة يونانيّة معناها المنتصر والظافر، ويسمّى عندنا بالسريانيّة "زخيا" أي "الظافر. ولد  في أواخر القرن الثالث في مدينة باتا الواقعة في آسيا الصغرى، وهو سليل عائلة شريفة، ورث عن والديه المناقب المسيحيّة، ودرس في أشهر مدارس بلاده ورافق الصالحين وأضحى مثالاً للشباب المسيحي.

ومات والداه وهو في مقتبل العمر وخلّفا له ثروة طائلة، أخذ يجزل العطاء منها للمعوزين. ثم دخل دير كان قد بناه خاله أسقف ميرا الذي رسمه كاهناً. ولسمو فضائله أقيم رئيساً على هذا الدير ووكيلاً على أسقفية ميرا. وعزم على زيارة الأراضي المقدّسة. ولمّا توفي أسقف ميرا إنتخبه الأساقفة اسقفاً عليها بإلهام إلهي بالرغم من ممانعته، فكان راعياً غيّوراً على أبنائه.

إعتنى بالفقراء ومارس الفقر الإختياري، وكان الكهنة موضوع عنايته الخاصة. وفي سنة 303 أو سنة 304 أمر ديوكلسيانس ومكسيميانس بإضطهاد المسيحيين، فكان أول ضحاياه نيقولاوس الذي زجّوه في أعماق السجون وأذاقوه من العذاب والتحقير ما لا يوصف. وبقي في السجن إلى أن ملك قسطنطين الكبير الذي منح الحريّة للمسيحيين. فخرج نيقولاوس مع ألوف المعترفين. وحضر مجمع نيقية سنة 325 ضد آريوس الملحد، وكان من أنصار أثناسيوس.

وكان قسطنطين الملك قد حكم بالإعدام على قضاة ثلاثة إتّهموا زوراً بالرشوة، فاستغاثوا بالقديس نيقولاوس عن بعد، فظهر بالحلم للملك وأبان له براءتهم فعفا عنهم.

وقدّم الملك للقديس نيقولاوس كأساً وصينية من ذهب مرصّعة بالحجارة لكنيسة ميرا ولإستعمال نيقولاوس.

رقد بالرب سنة 341 وانتشرت عبادته في مختلف البلدان، وجرت على يده معجزات كثيرة. فأضحى شفيع البحارة وصيادي السمك والمسافرين بحراً وبراً، واتّخذه المظلمون في المحاكم شفيعاً لهم.

ولمّا نقلت عظامه سنة 1087 إلى مدينة باري عمّت عبادته بلاد إيطاليا وفرنسا. وينسب الغربيون إليه أعاجيب عديدة منها: إنّ لحّاماً ذبح ثلاثة أطفال وملّحهم وحفظهم في برميل فأخرجهم نيقولاوس وأعادهم إلى الحياة.

 

القديس الجديد نيقولاوس كاراموس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

شنقه الأتراك في إزمير. وقد ذكر أنّه أثناء جدل حام استبد به الغضب إلى حد أنّه صرّح علانية أنه يفضل أن يكون مسيحياً ولا يتراجع عن موقفه. وكان بين الحاضرين مسلمون فأخذوه إلى القاضي وطالبوه بتحقيق ما صرّح به فلم يشأ وتمسّك بإيمانه بالمسيح. فعذّبوه فلم يتراجع رغم نواح أمّه وزوجته أمامه وتوسلاتهما، كابد التعذيب ستة وثلاثين يومًا. اخيرًا جرى شنقه في العام 1657 وألقي في البحر وقد انتشل بعض الغرباء اللاتين القائمين هناك جسده ونقلوه إلى أوروبا.

 

تذكار أبينا في القديسين نقولاوس الصانع العجائب رئيس أساقفة ميرا في ليكيا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

ولد القديس نقولاوس في أواخر القرن الثالث، في مدينة باتار الجميلة الواقعة على الشواطىء الجنوبيّة من آسيا الصغرى. وكان سليل أسرة شريفة كثيرة الغنى، كثيرة التقوى والفضيلة. فورث عن والديه المناقب المسيحيّة الجميلة وجعلها حليّةً وزينة لعقله.

ودرس العلوم في أشهر مدارس بلاده ونبغ فيها. وكان في حداثته التلميذ الكامل، يلازم الرفاق الصالحين ويهرب من الأشرار، ولا يضيع وقته في اللهو بل يكثر من حفظ العلوم ويروّض قلبه على التقوى وقهر النفس، حتى أضحى مثالاً حيّاً للشباب المسيحي في عصره وفي سائر العصور.

ومات والداه في مقتبل العمر، وخلّفا له ثروة طائلة، فكان للفقير الحظ الأوفر منها. فأخذ يبحث عن أهل الفاقة والعوز فيجزل لهم العطاء، من دون أن يشعروا من أين يأتيهم الإحسان، متمماً قول الرب: "لا تعلم شمالك ما صنعت يمينك". وسمع ذات يوم أن رجلاً من الأغنياء خانه الدهر وأفقره، فحمله اليأس على الإتجار بأعراض بناته ليستر به حاله. فذهب إليه نقولاوس ليلاً، ورمى به من النافذة صرّةً من المال، وتوارى تحت جنح الظلام. فلمّا أصبح الرجل وجد المال فدهش، وعدَّ ذلك صوتاً إلهيّاً يؤنّبه على ما عزم عليه بخصوص بناته الثلاث الأبكار. فندم على ما كان، وجهّزالكبرى بذلك المال وزوّجها بشاب شريف من مقام أسرتها.

فعلم بذلك نقولاوس، ففرح فرحاً جزيلاً لنجاح حيلته المباركة.وأعاد الكرّة وأتى خلسة ورمى الصرّة الثانية. فزوّج الأب إبنته الثانية. وعاد بالمال للمرّة الثالثة. لكن الأب كان قد كمن ليأخذ على حين غرة ذلك المحسن المتستّر. فوثب إليه وأمسكه فعرفه. فقام يؤدّي إليه آيات الشكر وعرفان الجميل.فرجا منه نقولاوس كثيراً أن يكتم إسمه عن الناس. لكن ذلك الرجل عمل بعكس ما أوصاه به، وأخذ يذيع إحسانه. فطار صيت نقولاوس في تلك البلاد.

ومات أسقف ميرا، من أعمال ليكيا في آسيا الصغرى. فأخذ أساقفة الأقليم والإكليرس والشعب يتضرّعون إلى الله بحرارة ليلهمهم من يختاره لذلك المقام الخطير. فأوحى الله إليهم أن أول رجل يدخل الكنيسة في صباح الغد، ويدعى نقولاوس، هو الذي اختاره الروح القدس ليكون راعياً لتلك الكنيسة.

واتّفق وجود نقولاوس في تلك المدينة, ولمّا كان كثير العبادة، وكان كل صباح أول المؤمنين في السجود أمام العزّة الإلهيّة والقربان الطاهر، جاء على عادته إلى الكنيسة باكراً. فكان أول الداخلين إلى بيت الله. فظفر به الكهنة واقتادوه إلى محفل الأساقفة، الذين لمّا عرفوه علموا أنّه هو حقاً ذلك العبد المختار من الله ومن الروح القدس. فمنحوه أولاً الدرجات الكهنوتيّة، ثم رسموه أسقفاً، وأجلسوه على كرسي رئاسة الكهنوت في مدينة ميرا.

فلمّا تسلّم مقاليد السلطة الروحيّة، أخذ على نفسه أن يكون الراعي الصالح، الذي يبدأ فيقدّس نفسه ثم يبذلها قرباناً على مذابح رعيّته. وعلى نحو ما عمل الرب، بدأ يعمل ويعلّم. فكان شديداً على نفسه، لا يأكل إلاّ مرّة واحدة في النهار، ولا يذوق اللحم أبداً،  ولا يتكلّم على المائدة بل يصغي إلى قراءة فصل روحي، ويقضي ليالي بكاملها في الصلاة والتأمّل.

وكانت له عناية خاصة بالفقراء، يبذل في سبيلهم كل ما كان يملكه. ومارس هو الفقر الإختياري، فكان لا يملك شيئاً خاصّاً به. وكان، على مثال الراعي الصالح، يسير في طلب الضالين والخطأة، ليردعهم عن غوايتهم بحلمه وحنانه. وكان لا يتوانى في الصلاة والتضرّع إلى الله بدموع غزيرة، ليمنحه الرب حكمة في إدارة رعيّته.

وفي سنة 303 و304 خرج أمر من القيصر ذيوكلسيانس بإضطهاد المسيحيّين وإقفال كنائسهم وإحراق كتبهم بالنار وطرحهم في السجون وتعذيبهم. فجرت دماء الشهداء كالأنهار في كل الأمصار. ولمّا كان نقولاوس الراعي الأكبر لإقليم ميرا،  وأبا المؤمنين، كان أول ضحايا ذلك الإضطهاد الفظيع في تلك الأنحاء. فمسكه الجند وزجّوه في أعماق السجون. وأنالوه من العذاب والتحقير والإهانة والتضييق ما لا يوصف. فاحتمل ذلك بصبر وطول أناةٍ، حبّاً بمن لأجله كان يحيا ويعمل.

وبقي في العذاب والسجون إلى أن تبوّأ أريكة عرش القياصرة قسطنطين الكبير. فأذاع أمراً بإطلاق الحريّة الكاملة للمسيحيّين. فخرج نقولاوس من السجن مع ألوف المعترفين، حاملاً غار الظفر على الشيطان وأعوانه، وعاد إلى حياة الجهاد في كنيسته وبين شعبه.

ولمّا انعقد مجمع نيقية، سنة 325، ضدآريوس الملحد، كان نقولاوس من أشد أنصار القديس أثناسيوس على آريوس، وأقرّ مع سائر الآباء ألوهيّة السيّد المسيح.

ورقد نقولاوس بالرب سنة 341، بعد أن ساس الكنيسة المتروبوليتيّة في ميرا وعطّرها بعرف حياته الكهنوتيّة الطاهرة، وترك هذه الدنيا الفانية ليذهب إلى الراحة الأبديّة.

وقد انتشرت عبادته بعد موته إنتشاراً عظيماً في بلاد المشرق. ولأنّه كان بطريقة عجيبة قد هدّأ البحر وسكّن أمواجه وأقام من الموت نوتيّاً قد سقط من أعلى الساري ومات، فقد أضحى شفيع البحريّة والنوتيّة وصيادي السمك والمسافرين بحراً وبرّاً. واتّخذه المظلمون في المحاكم البشريّة شفيعاً لهم في ظلامتهم.

 

استشهاد القديس يعقوب الفارسى المقطع (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب المقطع، وكان من جنود سكراد بن صافور ملك الفرس، ولشجاعته واستقامته ارتقي إلى اسمي الدرجات في بلاط الملك، وكان له لدي الملك حظوة ودالة، حتى انه كان يستشيره في كثير من الأمور، وبهذه الطريقة أمال قلبه عن عبادة السيد المسيح، ولما سمعت أمه وزوجته وأخته، انه وافق الملك علي اعتقاده، كتبن إليه قائلات "لماذا تركت عنك الإيمان بالسيد المسيح، وأتبعت العناصر المخلوقة، وهي النار والشمس، إلا فاعلم انك إن لبثت علي ما أنت عليه، تبرأنا منك وحسبناك كغريب عنا"، فلما قرأ الكتاب بكي وقال "إذا كنت بعملي هذا قد تغربت عن أهلي وجنسي، فكيف يكون أمري مع سيدي يسوع المسيح"، ثم ترك خدمة الملك وانقطع لقراءة الكتب المقدسة، ولما انتهي آمره إلى الملك دعاه إليه، وإذ رأي تحوله أمر بضربه ضربا موجعا، وانه مازال لم ينثن عن رأيه يقطع بالسكاكين، فقطعوا أصابع يديه ورجليه، وفخذيه وساعديه، وكان كلما قطعوا عضوا من أعضائه يرتل ويسبح قائلا "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك"، ولم يبق من جسده إلا رأسه وصدره ووسطه، ولما علم بدنو ساعته الأخيرة سأل الرب من اجل العالم والشعب لكي يرحمهم ويتجنن عليهم، معتذرا عن عدم وقوفه أمام عزته بقوله "ليس لي رجلان لكي أقف أمامك، ولا يدان ابسطها قدامك، وهو ذا أعضائي مطروحة حولي، فاقبل نفسي إليك يا رب"، وللوقت ظهر له السيد المسيح وعزاه وقواه فابتهجت نفسه، وقبل إن يسلم الروح أسرع أحد الجند وقطع رأسه، فنال إكليل الشهادة، وتقدم بعض المؤمنين واخذوا جسده وكفنوه ودفنوه.

فلما سمعت أمه وأخته وزوجته بذلك فرحن وأتين إلى حيث الجسد وقبلنه هن يبكين، ولفنه بأكفان فاخرة وسكبن علي أطيارا غالية، وبنيت له كنيسة ودير في زمن الملكين البارين أركاديوس وانوريوس.

و لما علم ملك الفرس بذلك، وبظهور الآيات والعجائب من جسد هذا القديس وغيره من الشهداء الكرام، أمر بحرق سائر أجساد الشهداء في كل أنحاء مملكته، فآتى بعض المؤمنين واخذوا جسد القديس يعقوب وتوجهوا به إلى أورشليم، ووضعوه عند القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة، فظل هناك حتى ملك مرقيان الملك الذي اضطهد الأرثوذكسيين في كل مكان، فاخذ القديس بطرس الأسقف الجسد وحضر إلى الديار المصرية، ومضي به إلى البهنسا، وأقام هناك في دير به رهبان قديسون، وحدث بينما هم يسبحون وقت الساعة السادسة في الموضع الذي فيه الجسد المقدس، إن ظهر لهم القديس يعقوب مع جماعة من شهداء الفرس واشتركوا معهم في الترتيل وباركوهم، وغابوا عنهم بعد إن قال لهم القديس يعقوب إن جسدي يكون ههنا كما أمر الرب، ولما أراد الأنبا بطرس الأسقف العودة إلى بلاده حمل الجسد معه ولما وصل إلى البحر اختطف من بين أيديهم إلى المكان الذي كان به، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..