قديسو اليوم: 3 كانون الثاني 2017
وتنبأ ايضاً عن تجسد الكلمة قال:" وللوقت يأتي الى هيكله السيد الذي تلتمسونه وملاك العهد الذي ترضون به ها انه آتٍ قال رب الجنود". (ملاخيا 3: 1). وتوفي شاباً نحو سنة 415 -430 قبل المسيح. صلاته معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم ايضاً : تذكار القديس غرديوس الشهيد
وُلد غرديوس في قيصرية الكبادوك وكان مسيحياً وقائد مئة جندي في الجيش الروماني وكان شهماً شجاعاً. نزع غرديوس، في زمن الاضطهاد، ثوب الجندية واعتزل في البرية مصلياً صائماً. ولكنه شاء ان يكون بين الشهداء، فعاد الى المدينة كالبطل ووقف في المشهد يصيح:" ها قد ظهرتُ لمن يطلبون نفسي". فقبضوا عليه واقاموه امام الوالي فأخذ يتملّقه ويَعِده بأعلى المناصب إن اطاع امر الملك وضحَّى للاصنام. فأجاب بكل جرأة: انَّ كل ما في الدنيا من مناصب وامجاد لا يوازي ذرَّةً من السعادة التي لي بالمسيح ربي والهي.
فاحتدم الوالي غيظاً وأمر به فأذاقوه امر العذابات، ولم يكن ينثني عن عزمه. فقطعوا رأسه وتمت شهادته سنة 320. صلاته معنا. آمين.
القديس الشهيد غورديوس الذي من قيصرية (بحسب الكنيسة الأرثوذكسية)
كان قائد مئة في الجيش الروماني عندما اندلعت موجة الاضطهاد على المسيحيين في زمن ذيوكليسيانوس. هاله مشهد التعذيب الموقع بالمسيحيين في موطنه قيصرية الكبّادوك. ألقى شاراته أرضاً وخرج إلى النواحي القاحلة من الجبال. آثر أن يكون برفقة حيوانات البريّة من أن يكون له نصيب في عار عبدة الأوثان. بقي هناك مدة من الزمن خلد فيها للصلاة والصيام والتفكّر بكلمة الله، وقد أعطي له أن يعاين الله في حدود الإمكان. فلما صار مهيّئاً للمواجهة نزل إلى المدينة محرّكاً بروح الرب. كان اليوم يوماً اجتمع فيه الناس لمشاهدة مباريات خاصة بعيد الإله مرّيخ. نزل إلى الحلبة وأخذ ينادي بكلام النبي: "اعتلنت لمن لم يسألوا عني... بسطت يديّ طول النهار لشعب عاص..." (أش1:65-2). خرست الجموع استغراباً. جرى القبض على غورديوس وعرضه على الحاكم لاستجوابه. كشف عن نفسه من يكون وعن سبب فراره إلى الجبل ثم أضاف موجهاً كلامه للحاكم: "لما سمعت أنك أكثر عمّال قيصر قسوة أتيت إليك، في هذه اللحظة، لأحقق منيتي". ثارت حفيظة الحاكم عليه وهدّده بإنزال أشد العذابات به. جواب غورديوس كان: "شيء واحد فقط يحزنني وهو أنني لست قادراً على الموت عدة مرّات من أجل مسيحي! الرب معيني فلا أخاف مما يصنع بي البشر". أرسل إليه الشيطان بعضاً من ذويه وأصدقائه ليقنعوه بالعودة عن موقفه بالمنطق والدموع والتضرّعات. كل المحاولات لردّه إلى الوراء صدّها مقدماً قول الرب جواباً: "من شهد لي أمام الناس، أشهد له أمام أبي الذي في السموات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي الذي في السموات" (متى32:10). وأضاف: "لماذا تريدونني أن أحيا بضعة أيام على الأرض وتحرمونني الأبدية؟ كل الناس صائرون إلى الموت. فقط قلّة تشترك في مجد الشهداء. لا ننتظرنّ الموت بل فلنعبرنّ من هذه الحياة الزائلة إلى الحياة الأبدية مقدّمين لله، عن إرادة، الميتة التي لا مفرّ منها في كل حال". لُفظ بحقه حكم الموت. اقتيد خارج المدينة والناس يتبعونه. رسم على نفسه علامة الصليب ثم قدّم نفسه للجلادين مستودعاً نفسه بين أيدي الملائكة فجرى قطع رأسه.
تذكار النبي ملاخيا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
هو آخر الأنبياء الذين سبقوا مجيء السيّد المسيح وتنبّأوا عنه. ويُظن أنّه كان معاصراً لنحميا، سنة 433 قبل المسيح. وتتضمّن نبوءته توبيخ الشعب اليهودي على خيانته ونكرانه لجميل الرب وإحسانه، وتعنيف الأغنياء على قساوة قلوبهم نحو الفقراء، وبيان شقاء المجدّفين على عناية الله، وتوبيخ أولئك الذين لا يؤدّون العشور الواجبة عليهم لله ولهياكله، وتونيب الكهنة الذين يتهاملون في حفظ مراسيم الشريعة، مع ذكر ما يجب عليهم من تقديم ذبائح كاملةٍ ومرضيّة للرب.
وتنّبأ ملاخيا عن سرّ الإفخارستيّا المجيد، بهذه الآية الشهيرة: "لأنّه من مشرق الشمس إلى مغربها إسمي عظيم في الأمم، وفي كل مكان تقتّر وتقرّب لإسمي تقدمة طاهرة لان إسمي عظيم، يقول رب الجنود".
وتنبّأ عن مجيء يوحنّا المعمدان بقوله: "هاءنذا مرسل ملاكي فهيّيء الطريق أمامي. ويرد قلوب الآباء إلى البنين وقلوب الأبناء إلى آبائهم".
وتنبّأ عن تجسّد الكلمة إذ قال: "وللوقت يأتي إلى هيكله السيّد الذي تلتمسونه، وملاك العهد الذي ترتضون به. ها أنّه آتٍ قال رب الجنود".
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار القدّيس غرذيوس الشهيد
هو من قيصريّة الكباذوك. وقد توصّل بجدّه وذكائه إلى رتبة قائد مئة في الجيش الروماني. ولمّا أثار ذيوكلسيانس الملك ذلك الإضطهاد الفظيع على المسيحيّين، كان غُرذيوس القائد من أكرم وأشجع ضحاياه. فلم تثنِ العذابات عزمه، ولا أنواع الآلام شهامته. أخيراً أحرق بالنار. فطارت نفسه النقيّة إلى الأخدار السماويّة.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القديسة البتول جنفييف، شفيعة مدينة باريز
ولدت هذه البتول القدّيسة في مدينة ننتير Nanterre، على ضفاف نهر السين، في جوار مدينة باريز، نحو سنة 422. ولقد أرسلها الله نعمةً لهذه العاصمة العظيمة، وبركةً لها على الدوام. وكان أبوها سفيرس وأمّها جيرُنتيا من أعيان تلك البلاد، ومن أكثرهم تقوى وفضيلة وأعمالاً صالحة. فدعواها بإسم جنفيف، أي "إبنة السماء" وعُنيا بتربيتها. فأظهرت منذ نعومة أظفارها أجمل الخصال وأكملها، وأقربها إلى القلوب وأشهاها.
ومرَّ يوماً في ننتير الأسقفان القديسان جرمانس ولوبس، في طريقهما إلى بلاد بريطانيا لأجل محاربة بدعة بلاجيوس. فهرع الشعب لإستقبالهما وسماع مواعظهما والتبرّك منهما. فلمح جرمانس بين جمهور المؤمنين، جنفيف الفتاة، فأخذ بطلعتها السماويّة، وعرف بإلهامٍ إلهي ماذا يكون من عظيم شأنها في أعمال القداسة، وفي تاريخ الكنيسة. فاستدعاها ووضع يده على رأسها وقبّلها، وأوصاها بأن تخصّص للرب يسوع بتوليتها وحياتها.
وقامت جنفيف بوعدها، فجعلت همّها إتّحادها الدائم بالله، بالصلاة والتأمّل وأعمال الإماتات. وفي ذلك الحين كانت ترعى غنم أبيها، فكانت تقضي الأيام الطويلة في البريّة، وهي تناجي الخالق مبدع الكائنات. ولمّا كانت تعود مع القطيع عند المساء، كانت تذهب إلى الكنيسة وتقضي الساعات الطوال تناجي ربّ القربان، وتسكب قلبها في قلبه، وتحيي الليالي ساهرة عند أقدام عرشه.
وما كادت تلك البتول السماويّة تبلغ الرابعة عشرة من عمرها، حتى ذهبت إلى باريز وأبرزت نذورها الرسميّة بين يدي أسقفها، ولبست ثوب العذارى، ثم عادت إلى بيتها لتقوم كعادتها بخدمة والديها.
ولمّا رقد أبواها عافت كل شيء في الدنيا، وتركت بيتها، وذهبت إلى باريز إلى بيت إشبينتها، وهناك انقطعت بقدر إمكانها عن العالم، وقامت تمارس أعمال النسك بعيداً عن الأنظار، وتقضي أيامها بالصوم والصلاة ومناجاة ختنها الرب يسوع. فأفاض هذا الفادي الإلهيّ نعمه السنية ومواهبه الغزيرة على تلك النفس الزكيّة، ومنحها صنع العجائب، حتى صارت تشفي المرضى وتخرج الشياطين برسم إشارة الصليب المقدّس، بكل بساطة مسيحيّة.
وكان لها عبادة خاصة للقدّيس ذيونيسيوس أول أساقفة باريز.
وكانت كلّما ازدادت عجائبها إنتشاراً إزدادت هي وداعة وتواضعاً وأمانة. واجتمع حولها عدد من العذارى، فقامت ترشدهنَّ في طريق الكمال، حتى أن الكثيرات منهنَّ وصلن إلى درجة سامية في القداسة.
إلاّ أن الشيطان عدّو الله وعدوّ الإنسان إتّقد غيظاً، لدى رؤيته تلك الفتاة القدّيسة تفيض من حولها النعم على النفوس والأجساد. فسلّح عليها الألسن الكاذبة الشرّيرة، ليثبط همتها ويثُنيها عن عزمها.فقامت بعض النساء الثرثرات وأخذنَ يشيّعن عليها الأكاذيب وينلنَ من سمعتها ومن آدابها. فصبرت البتول وسكتت وصفحت، ولبثت كعادتها على عباداتها ومألوف حياتها.
وعاد القدّيس جرمانس رسول بريطانيا، فمرَّ بباريز وسأل عن فتاته المحبوبة. فذهب بنفسه إليها، وزارها في بيتها، وشاهد طغمة العذارى اللواتي كنَّ حولها يسرنَ بإرشادها. فمجّد الله، وقام في الشعب خطيباً، ودافع بقوةٍ وفصاحة عن قداسة حياة جنفييف، وعن جمال عملها، وبيّن للجميع كم هو عظيم نهر النعم الفائض على الجموع منها. فسكتت الألسن وتوارى المنافقون، وعادت فضائل جنفييف تلمع أمام عيون الجميع.
وفي أواسط القرن الخامس أقبل "أتيلا" على رأس جيوش جرّارة من "الهون" البرابرة. وكان يسمّي نفسه "ضربة الله"، ويحرق المدن، ويهدم الكنائس والأديار، ويذبح السكان، ويفتك بلا رحمة بالأساقفة والكهنة والرهبان.
فقامت جنفييف تدعو الناس إلى التوبة، وتعظ الناس أن يثقوا برحمة الله ويعودوا إليه، وأخذوا يجتمعون معها ومع بناتها للصلاة والتكفير. أمّا الآخرون فثاروا عليها، وجعلوا يقولون أن تلك الإبنة الثرثارة سوف تكون سبب هلاك الكثيرين. فوصل رئيس شمامسة القديس جرمانس، يحمل إليها الخبز المقدّس من لدن أبيها الأسقف القديس، هدية بركةٍ ورضى قبل موته، عربوناً لعطفه عليها. فدافع هذا الشمّاس عنها، وأخمد الثورة القائمة عليها.
فسكت أهل باريز عنها، وقاموا يشاركونها في التضرّع والتكفير وعمل التوبة، ولبثوا في بيوتهم متوكّلين على الله وعلى شفاعتها. فلم يصل "أتيلا" إلى باريز ولم يحاصرها. ثم تحالف عليه كل من "ميروفيه" ملك الفرنجة، "وثاودوريك" ملك الغوط، وأمير البورغندة، وجعلوا قيادة جيوشهم بيد القائد الروماني أئيسيوس، واندفعوا عليه، فدحروه بالقرب من مدينة ترواياTroyes، سنة 451، فكسروه شر كسرة، وانهزم من أمامهم، وترك البلاد. وهكذا سلمت مدينة باريز من شرّه بفضل جنفييف وشجاعتها وشفاعتها.
ثم بعد ذلك بنحو أربعين سنة جاء كلوفيس، وحاصر باريز، وضيّق عليها. وكانت المدينة لا تزال موالية للرومانيّين. فقامت من جديد جنفييف، وتدعو الجموع إلى الصلاة والتكفير والتوبة. فسمعوا لها، وتعالت أصوات الصلاة من كل الأنحاء، تتضرّع إلى الله لكي يرأف بشعبه بشفاعة تلك الفتاة.
ولم تكتف جنفييف برفع الإبتهال إلاى الله، بل أعدّت أحد عشر مركباً شراعيّاً، وراحت رغم كبر سنّها، تمخر عباب نهر السين، وتطوف المدن والأرياف، تجمع القمح لتغذّي به جموع المساكين الجائعين.
وبقيت جنفييف بركةً لتلك المدينة كل أيام الحصار. ثم تنصّر كلوفيس، وقبل سرّ العماد من يد القدّيس ريمي أسقف مدينة ريمس، ليلة عيد الميلاد، سنة 496. ففتحت له حينئذٍ باريز أبوابها، واستقبلته بمعالم الأفراح، فحلَّ الفرح بعد الضيق، بغيرة وشفاعة جنفييف، البتول الملائكيّة المحبوبة.
وأكرم كلوفيس فتاة باريز إكراماً فائقاً، وتتلمذت لها زوجته الملكة كلوتلدا، فعظم شأنها جدّاً لدى الملوك والأمراء. فكانت كلمة منها تطلق المعتقلين من السجون، وتحمل الملك كلوفيس على تشييد الكنائس وفتح الخزائن الملكية لإعالة المحتاجين والفقراء.
وهكذا كانت البتول جنفييف الباعث الأكبر على إنعاش وإنماء الروح المسيحيّة في باريز وفي بلاد فرنسا كلّها جمعاء. فهي فتاة تلك البلاد الطيّبة المجيدة، وزعيمة جيش العذارى القديسات، اللواتي سوف ينبتن في تلك الأمصار الفرنسيّة الكريمة، كما تنبت الزنابق في الحدائق الغنّاء، وتعطّر جميع البلاد والأنحاء.
وقضت هذه البتول النقيّة سني حياتها الطويلة في أعمال البرّ والقداسة، حتى صارت إبنة تسع وثمانين سنة. ثم رقدت بالرب رقود القدّيسين، سنة 512، وطارت نفسها إلى الأخدار العلوية لتنضم إلى الطغمات الملائكيّة، وإلى أجواق البتولات الحكيمات اللواتي يتبعن على الدوام الختن الإلهيّ في النعيم السرمديّ.
استشهاد القديس اغناطيوس الثيئوفوروس بطريرك انطاكيه (بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل أغناطيوس بطريرك مدينة إنطاكية، وكان تلميذا للقديس يوحنا الإنجيلي، وطاف معه بلادا كثيرة، فقدمه بطريركا علي إنطاكية، فبشر فيها بالبشارة المحيية، ورد كثيرين إلى معرفة الله، ثم عمدهم وأنارهم بالعلم، وبين لهم ضلالة عبادة الأوثان، فاغتاظ منه الوثنيون وامسكوه وعذبوه بجميع انواع العذاب، منها انهم وضعوا في يده جمرة وضغطوا عليها بالكلبتين مقدار ساعتين،ثم احرقوا جنبيه بكبريت وزيت مشتعل بالنار، ومشطوا جسده بامشاط من حديد، ولما حاروا في تعذيبه طرحوه في السجن أقام به زمانا طويلا، ولما تذكروه أخرجوه ووعدوه بمواعيد جزيلة ثم توعدوه، وإذ لم يتزعزع عن إيمانه طرحوه للوحوش فمزقته تمزيقا، واسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي احبه، صلاته تكون معنا امين.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: ميلاد القديس تكلاهيمانوت الحبشى
في هذا اليوم تذكار ميلاد القديس العظيم تكلاهيمانوت الحبشي. وتذكار نياحته في يوم 24 مسرى.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس فيلوغونيوس بطريرك إنطاكية
في مثل هذا اليوم تنيح القديس فيلوغونيوس بطريرك إنطاكية، وكان هذا القديس متزوجًا، وقد رزق ابنة، ثم توفيت زوجته فترهب، ولتزايد فضله ووفرة علمه ونسكه وورعه اختير لرتبة البطريركية علي مدينة إنطاكية، فرعي رعية السيد المسيح أحسن رعاية، وحرسها من الذئاب الأريوسية ومن شيعة مقدونيوس وسبيليوس، وعاش في البطريركية عيشة الزهد والنسك، ولم يقتن فيها درهما ولا دينارا ولا ثوبا زائدا، وأكمل سعيه وتنيح بسلام، قد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم، صلاته تكون معنا آمين.