دينيّة
03 شباط 2017, 06:42

قديسو اليوم: 3 شباط 2017

تذكار سمعان الشيخ وحنه النبية / إن سمعان الشيخ الذي وصفه لوقا البشير بالصدّيق التقي كانت قد اشكلت عليه آية اشعيا النبي القائل:" ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمَّانوئيل" (اشعيا 7: 14). لذلك خطر له ان يغّير كلمة "عذراء" بكلمة "صبيّة". لكن، سرعان ما كان اندهاشه في الغد، اذ رأى كلمة "صبيّة" ممحاة ومكانها لفظة "عذراء" كما كانت قبلا. فأيقن عندئذ أن ليس على الله أمر عسير. وأوحي اليه بالروح القدس انه لا يموت قبل ان يعاين مسيح الرب. ولذلك بات ملازماً الهيكل، مثابراً على الصوم والصلاة، الى أن رأى الاعجوبة رأي العين، فحمل الطفل على ذراعيه بايمان راسخ وقلب طافح بالمحبة والرجاء، وهتف:" ربِّ، اطلق الآن عبدك بسلام!".

 

وكانت حنه النبية بنت فنوئيل لا تفارق الهيكل، متعّبدة بالاصوام والصلوات ليلاً ونهاراً. ولشدة ما كان فيها من الشوق الى رؤية المخلص، منَّ الله عليها بأن تراه بعين الجسد بعد أن رأته بالايمان، ففي تلك الساعة حضرت تعترف للرب وتحدّث عنه كل من كان ينتظر فداء اسرائيل (لوقا2: 36-38). هكذا استطاعت ان تكون في طليعة المبشرين بالمسيح. صلاتهما معنا. آمين!

 

سمعان (شمعون) الشيخ (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

لا نعرف على وجه التحقيق الكثير عنه، غير ما جاء في إنجيل لوقا، وإن كانت هناك بعض التقاليد التي تذكره.

لقد سمع صوتاً داخلياً عميقاً يقول له إنه لن يموت حتى يبصر أمام عينيه ما قرأه في نبوءة أشعيا عن العذراء التي تحبل وتلد ابناً، وسيكون هو المخلص المنتظر. وعاش لذلك يترقبه حتى أبصر المسيح بين يدي أمه في هيكل الله!!...

ولما حمل الطفل، أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال : "والآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك" (لو 2 :29 - 30).

ثم توجه الى العذراء وتحدث عن المسيح، فقال : "ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل وآية معرَّضة للرفض. وأنتِ أيضاً يجوز في نفسك سيف. لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة" (لو 2 : 34 - 35)... ولكن كلمات الشيخ المدوية عادت مرة اخرى ترن في أذنيها : "وأنتِ يجوز في نفسك سيف".

 

القديس سمعان الصديق القابل الإله وحنة النبيّة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

"إن حنة اللاهجة بالله وسمعان الكلي السعادة لما تلألأا بالنبوءة وظهرا بلا عيب في الشريعة، أبصرا الآن معطي الناموس ظاهراً طفلاً على صورتنا وسجدا له. فلنعيّد اليوم لتذكارهما بفرح ممجّدين بحسب الواجب يسوع المحبّ البشر".
)قطعة على يارب إليك صرخت - صلاة المساء(

هكذا وصفت إحدى الترنيمات خدمة القدّيسين حالهما. كانا بارّين نبيّين، لذلك أبصرا معطي الشريعة طفلاً.

لقد قيل الكثير عن سمعان وحنّة. الشيء الثابت الوحيد بشأنهما هو ما ورد في نص لوقا الإنجيلي، الأصحاح الثاني.

فأما سمعان فكان رجلاً في أورشليم، باراً تقياّ، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي له أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. هذا جاء بالروح إلى الهيكل. فعندما دخل يوسف ومريم بالصبي إتماماّ لمقتضيات الشريعة، أخذ سمعان الصبي على ذراعيه وبارك الله. هل كانت لسمعان صفة معيّنة أخذ الصبي بين ذراعيه على أساسها؟ لا نعرف. ثم فتح فاه قائلاً "الآن تطلق عبدك يا سيّد حسب قولك بسلام، فإن عينّي قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب، نوراً لاستعلان الأمم ومجداً لشعبك إسرائيل". وبعدما صلّى كذلك وجّه كلامه إلى مريم قائلاً: "ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم وأنتِ أيضاً يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة".

هذا كل شيء بالنسبة لسمعان. أما بالنسبة لحنّة فقيل إنها نبيّة، وهي بنت فنوئيل، من سبط أشير، أحد أسباط إسرائيل الأثني عشر. كانت متقدّمة في أيّامها. عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم ترمّلت ولم تتزوج من بعد، وقد بلغت في تلك الأيام التي التقت فيها الطفل يسوع الرابعة والثمانين. خلال هذه الفترة الطويلة من عمرها لم تفارق الهيكل وكانت عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً. وقد وقفت آئنذ تسبّح الرب وتحدّث عنه جميع المنتظرين فداء في أورشليم.

كل ما عدا هذا الذي ورد في إنجيل لوقا عن الصدّيقين أبدعه وجدان الأجيال المتعاقبة تعبيراً عن الصورة التي ارتسمت عنهما في الأذهان . فلقد اعتبر سمعان شيخاً مع أنه لا توجد كلمة واحدة في نص لوقا الإنجيلي تؤكد أنه كان طاعنا ً في السن. بعض الأخبار بالغ في تحديد سنه فجعله يتجاوز المائتين والثمانين عاماً. وقد شغلت هوية الرجل الناس: من يكون؟ فقال قوم إنه سمعان الذي وبخ أرخيلاوس الذي ملك بعد موت هيرودوس الكبير، والذي تزوج أرملة أخيه. وقال آخرون بل هو سمعان بن هلال، أبو غمالائيل المذكور في سفر اعمال الرسل والمقال عن بولس الرسول إنه تتلمذ عند رجليه ( أع 3:22) فريسياً. هذا ذُكر أنه كان رئيساً للسنهدريم عام 13 م . وربطاً لسمعان بالأنبياء، لاسيما اشيعاء، قيل إن سمعان لما قرأ اشيعاء 14:7، وفق النص السبعيني، والذي فيه "ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل"، خطر له ان يغير كلمة "عذراء " بكلمة " صبية "، ففعل. فلما عاد في اليوم التالي وجد لفظة " صبية " ممحاة ولفظة " عذراء " في محلها. فأيقن أنه ليس على الله أمر عسير . ثم أوحي إليه أنه لا يموت قبل أن يرى مسيح الرب.هذا ويحلو لقوم ان يطلقوا على سمعان لقب " رقيب الصبح " وأن يروا فيه صورة من قيل عنه في المزمور 129: "من أجل اسمك يارب نظرت إليك. نظرت نفسي إلى كلامك. توكلت نفسي على الرب. من انفجار الصبح إلى الليل فليتكل إسرائيل على الرب لأن من الرب الرحمة ومنه النجاة الكثيرة وهو ينجي إسرائيل من كل آثامه "(5-8).

وثمة تقليد يستفاد منه أن سمعان لم يكن لا كاهناً ولا فريسياً بل رجلاً باراً تقياً، عمره في حدود المائة والاثني عشر عاماً. هذا ربما كان أدنى من سواه إلى الواقع.

أنى يكن الأمر فإنه يتوقع أن يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرم في القسطنطينية في كنيسة القديس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، أيام الأمبراطور يوستينوس.

أما حنة فنموذج للأرامل والعذارى والرهبان الذين يلازمون العفة ويداومون على الصوم الصلاة ولايفارقون العبادة ليلاُ ونهاراُ.

 

تذكار القديس الشيخ سمعان قابل الله والقديسة حنة النبية (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

هو الرجل الذي قيل فيه "وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان، وهو رجل صدّيق تقيّ كان ينتظر تعزية اسرائيل، والروح القدس كان عليه. وكان قد أُوحي اليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت حتى يعاين مسيح الرب. فأقبل بالروح الى الهيكل. وعندما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له بحسب عادة ناموس، حمله هو على ذراعيه، وبارك الله وقال : "الآن تُطلق عبدك أيها الرب على حسب قولك بسلام. فإن عينيّ قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته أمام وجوه الشعوب كلها، نوراً ينجلي للأمم ومجداً لشعبك اسرائيل".

ومع سمعان الشيخ الصدّيق جاءت تسرع تلك العجوز التقيّة حنة النبيّة. "هذه كانت قد تقدمت في الأيام كثيراً وقد عاشت مع رجلها سبع سنين بعد بكوريتها، ولها أرملة نحو أربع وثمانين سنة، لا تفارق الهيكل، متعبّدة بالأصوام والصلوات ليلاً ونهاراً. ففي تلك الساعة حضرت تعترف للرب، وتحدث عنه كل من كان ينتظر فداء اسرائيل".

 

استشهاد 49 شهيدًا شيوخ شيهات (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم كان استشهاد التسعة والأربعين قسيسا شيوخ شيهيت، ومرتينوس رسول الملك وابنه. وذلك ان الملك ثاؤدسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس لم يرزق ولدا. فأرسل إلى شيوخ شيهيت يطلب إليهم ان يسألوا الله لكي يعطيه ابنا. فكتب إليه القديس ايسيذوروس كتابا يعرفه فيه ان الله لم يرد ان يكون له نسل يشترك مع أرباب البدع بعده. فلما قرا الملك كتاب الشيخ شكر الله، لكن أشار عليه قوم ان يتزوج امرأة أخرى ليرزق منها نسلا يرث الملك من بعده. فأجابهم قائلا: إنني لا افعل شيئا غير ما أمر به شيوخ برية شيهيت. ثم أوفد رسولا من قبله اسمه مرتينوس ليستشيرهم في ذلك. وكان لمرتينوس ولد اسمه ذيوس أتصحبه معه للزيارة والتبرك من الشيوخ. فلما وصلا وقرا الشيوخ كتاب الملك، وكان القديس ايسيذوروس قد تنيح، اخذوا الرسول وذهبوا به إلى حيث يوجد جسده ونادوا قائلين يا أبانا قد وصل كتاب من الملك فبماذا نجاوبه. فأجابهم صوت من الجسد الطاهر قائلا: ما قلته قبلا أقوله الآن، وهو ان الرب لا يرزقه ولدا يشترك مع أرباب البدع حتى ولو تزوج عشر نساء، فكتب الشيوخ كتابا بذلك للملك. ولما أراد الرسول العودة، غار البربر علي الدير، فوقف شيخ عظيم يقال له الأنبا يوأنس ونادي الاخوة قائلا هو ذا البربر قد اقبلوا لقتلنا، فمن أراد الاستشهاد فليقف، ومن خاف فليلتجئ إلى القصر، فالتجأ البعض إلى القصر، وبقي مع الشيخ ثمانية وأربعون، فذبحهم البربر جميعا، وكان مرتينوس وانبه منزويان في مكان، وتطلع الابن إلى فوق فرأي الملائكة يضعون الأكاليل علي رؤوس الشيوخ الذين قتلوا، فقال لأبيه: ها أنا أرى قوما روحانيين يضعون الأكاليل علي رؤوس الشيوخ فأنا ماض لأخذ لي إكليلا مثلهم، فأجابه أبوه: وأنا أيضا اذهب معك يا إبني. فعاد الاثنان وظهرا للبربر فقتلوهما ونالا إكليل الشهادة. وبعد ذهاب البربر نزل الرهبان من القصر واخذوا الأجساد ووضعوها في مغارة وصاروا يرتلون ويسبحون أمامها كل ليلة. وجاء قوم من البتانون واخذوا جسد الأنبا يوأنس، وذهبوا به إلى بلدهم. وبعد زمان أعاده الشيوخ إلى مكانه، وكذلك أتى قوم من الفيوم وسرقوا جسد ذيوس ابن مرتينوس، وعندما وصلوا به إلى بحيرة الفيوم، أعاده ملاك الرب إلى حيث جسد أبيه. وقد أراد الآباء عدة مرات نقل جسد الصبي من جوار أبيه فلم يمكنهم. وكانوا لكما نقلوه يعود إلى مكانه. وقد سمع أحد الآباء في رؤيا الليل من يقول سبحان الله. نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضًا، فلماذا تفرقون بين أجسادنا؟. ولما ازداد الاضطهاد وتوالت الغارات والتخريب في البرية، نقل الآباء الأجساد إلى مغارة بنوها لهم بجوار كنيسة القديس مقاريوس. وفي زمان الأنبا ثاؤدسيوس البابا الثالث والثلاثين بنوا لهم كنيسة. ولما أتى الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثون إلى البرية، رتب لهم عيدا في الخامس من أمشير وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذا الكنيسة. ومع مرور الزمن تهدمت كنيستهم فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتى زمان المعلمإبراهيم الجوهري فبني لهم كنيسة حوالي أواخر القرن الثامن عشر للميلاد ونقلوا الأجساد إليها. ولا زالت موجودة إلى اليوم بدير القديس مقاريوس. أما القلاية التي كانوا بها فمعروفة إلى اليوم بقلاية "أهميه ابسيت" (أي التسعة والأربعين) صلاتهم تكون معنا آمين.

في مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس بجوش

في هذا اليوم تذكار استشهاد القديس بجوش. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

في مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة القديسة انسطاسية

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة أنسطاسية. وهذه كانت من اعرق العائلات بمدينة القسطنطينية. ولأنها كانت جميلة وذات أخلاق حميدة، فقد طلبها الملك يوستينيانوس ليتزوجها. فأبت ومضت فأعلمت زوجة الملك بذلك. فأرسلتها إلى الإسكندرية علي سفينة خاصة، وهناك بنت لها ديرا خارج المدينة سمي باسمها. ولما علم الملك بأمرها أرسل في طلبها. فهربت إلى برية شيهيت متشبهة بأحد الأمراء. واجتمعت بالأنبا دانيال قمص البرية وأطلعته علي أمرها. فأتى بها إلى مغارة، وأمر أحد الشيوخ ان يملا لها جرة ماء مرة كل أسبوع، ويتركها عند باب المغارة وينصرف. فأقامت علي هذا الحال 28 سنة دون ان يعلم أحد انها امرأة. وكانت تكتب أفكارها علي شقفة من الخزف وتضعها علي باب المغارة، فيأخذها الشيخ الذي كان يحضر لها الماء دون ان يعرف ما هو مكتوب فيها ويعطيها للقديس دانيال. وفي بعض الأيام أتى بالشقفة إلى الشيخ فلما قراها بكي وقال لتلميذه قم بنا نواري جسد القديس الذي في المغارة التراب. فلما دخلوا إليها وتباركوا من بعضهم. قالت للأنبا دانيال من اجل الله لا تكفني إلا بالذي علي ثم صلت وودعتهم وتنيحت بسلام. فبكيا عليها واهتما بدفنها. فلما تقدم التلميذ ليكفنها عرف انها امرأة فتعجب وسكت. وبعد ان دفناها وعادا إلى مكانهما خر التلميذ أمام القديس دانيال قائلا. من اجل الله يا أبي عرفني الخبر لأني رأيت انها امرأة. فعرفه الشيخ قصتها وأنها من بنات أمراء القسطنطينية، وكيف انها سلمت نفسها للمسيح، تاركة مجد هذا العالم الفاني.

صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.