قديسو اليوم: 3 آذار 2017
أكمل دروسه في كلية نابولي. وعام 1244، دخل الرهبانية الدومينيكية على الرغم من مقاومة امه الشديدة التي قبضت عليه وحجزته في قصرها مدة سنة، فكان معتصماً بالصبر يزداد ثباتاً وزهداً في دنياه. أرسله رؤساؤه الى مدينة كولونيا ليتمَّ دروسه على يد العلاّمة الدومينيكاني القديس البرتوس الكبير، فانكبّ على الدرس حتى تفوق على جميع اقرانه. وكان توما، بجسمه الضخم، قليل الكلام، كثير التفكير فيخيّل الى رفقائه أنّه غليظ العقل، فدعوه الثور الابكم. فقال لهم استاذهم البرتوس" انَّ هذا الذي تدعونه ثوراً، سوف تسمع خواره الدنيا". رُقّي الى الدرجة الكهنوتية سنة 1249 وله من العمر خمس وعشرون سنة، فازداد قداسة واتحاداً بالله.
وسار بخطى واسعة في طريق العلم وتولّى منبر التعليم في جامعة باريس، وهو في غضِّ الشباب، فبهر تلاميذه بمعارفه وشروحه وخطته الجديدة في التعليم. وآثر فلسفة ارسطو على فلسفة افلاطون.
فطارت شهرته وكانت له المنزلة الرفيعة عند الاحبار الاعظمين، وكان الملك لويس التاسع يسترشده ويأخذ بآرائه. لكنه، مع كل ما كان عليه من عبقرية علمية، وما له من منزلة رفيعة لدى عظماء الدنيا، ظلَّ ذلك الراهب الوديع المتواضع، يكثر من الصلاة والتأمل وتلاوة الفروض الرهبانية. وكان يقول:" انني احرزت بالصلاة من العلم أكثر ممّا بالدرس".
دعاه البابا غريغوريوس العاشر الى مجمع ليون فلَّبى الدعوة على رغم توعّك صحته ومشقة السفر، فاشتدّ المرض عليه في الطريق معَّرج على دير سيتو لرهبان القديس مبارك، فشعر بدنو اجله وقال:" ههنا مقام راحتي الابدية". فلزم الفراش، ورقد بالرب في اليوم السابع من شهر آذار سنة 1274 وله من العمر خمسون سنة.
وقد أجرى الله على يده معجزات عديدة باهرة في حياته وبعد مماته. أما ما وضعه من التآليف الثمينة بمدة عشرين سنة اغنى بها الكنيسة فيعجز القلم عن وصفها. وقد قال فيه البابا يوحنا الثاني والعشرون ببراءة تثبيت قداسته في 18 تموز سنة 1323:" ان كل فصل من كتبه ينم عن آية عجيبة". وكفى بخلاصته اللاهوتية الشهيرة ان تبقى، مدى الاجيال، دستوراً للمدارس الاكليركية شرقاً وغرباً. وقد اعلنه البابا لاون الثالث عشر شفيعاً لجميع المدارس الكاثولكية. ودعي المعلم الملائكي وشمس المدارس. صلاته معنا. آمين.
كاليكست (كيلستينس) البابا الشهيد (الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
ولد كاليكست في روما، وجلس على كرسي البابوية سنة 217 بعد استشهاد القدّيس زافيرينوس، أيام كان المسيحيون في سلام وأمان حيث أنعم الملك اسكندر عليهم بإقامة صلواتهم بكل حريّة. فأحسن إدارة الكنيسة. وكانت مدّة حبريته نحو خمس سنوات. ومن جملة أعماله أنّه ابتنى في روما كنيسة القدّيسة مريم التي وراء نهر تَيبر، ومقبرة تُعرَف بدياميس القدّيس كاليكست. وقصد أن يدفن فيها جثث شهداء الإيمان... كان غيّوراً في نشر إيمانه، وجاد الله عليه بصنع الآيات والكرامات وعمل على محاربة هرطقة سابيلبيوس وهي هرطقة التبنّي الظاهرة، لم تكن ترى في المسيح أقنوماً من الثالوث الأقدس، بل كانت ترى فيه نوعاً من عمل الله الآب فقط.
نال كاليكست إكليل الشهادة في الرابع عشر من تشرين الأول سنة 222 ويقال أنّه لم يمت شهيداً بل مات ميتة طبيعية، وعند موته وقع انشقاق إذ أتّخذ قسم من الجماعة المسيحية في روما وعلى رأسها الكاهن هيبوليت رأساً له وهو يمثّل الميل المتزمت وقد دام هذا الإنشقاق حتى سنة 235.
إفطروبيوس وكلاونيكُس وباسيليسكُس الشهداء (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
هم رفقاء السلاح للقديس ثيودوروس التيروني. فبعد إتمام شهادته بقوا في السجن طويلاً لأن حاكم أماسياأُخذ بجسارة ثيودوروس فلم يشأ، لبقيَّة أصالة فيه، أن يهلك رفاقه.
مسيرتهم نحو الشهادة:
بعد وفاة حاكم أماسيا، حكم أسكلابيودوتس. هذا، كان أقسى ممن سبقه وأكثر استعداد للفتك بالمسيحيين تنفيذاً لتوجيهات مكسيميانوس غاليريوس قيصر. أوقف الثلاثة أمامه، إفطروبيوس وكليونيكُس كانا أخوين وباسيليكوس قريباً للقديس ثيودوروس.أواصر المحبَّة بين الثلاثة كانت شديدة وكان كل منهم يدعو الآخرين أخويه.
حاول الحاكم أخذهم، أول أمره بالتملق، وإذ لاحظ أن إفطروبيوس كان أول المتكلمين بينهم عرض عليه رشوةً. دعاه بادئ ذي بدء، إلى تناول العشاء معه فصدَّه. عرض عليه مبلغاً من المال فردَّه. إذ ذاك تغيَّرت لهجة الحاكم فأخضع الثلاثة للاستجواب والتعذيب. وقد أذاقهم من العذاب ألواناً شتَّى.
أخيراً لفظ حكمهُ في حقِّهم. أسلم إفطروبيوس وكليونيكُس للصلب نظير المعلِّم (يسوع المسيح) وباسيليكوس لقطع الهامة.
شهادة الثلاثة كانت قرابة العام 308م.
تذكار القدّيسين الشهداء إفتروبيوس وكلاونيكس وفاسِلسكس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان هؤلاء الشهداء الثلاثة رفاقاً في الجندية في الجيش الروماني. وكانوا من فرقة القدّيس ثاوذورس المعسكرة في أماسيا. فقُبض عليهم، لكونهم مسيحيين، على عهد القيصر المضطهد مكسميانس. فاعترفوا بالمسيح بشجاعة عسكرية صادقة. فأذيقوا أنواع العذاب، فصمدوا لها ثابتين في إيمانهم. فأمات الولاة إفتروبيوس وكلاونيكس على الصليب. أمّا فاسلسكس فأبقوه في السجن على أمل أن يلين ويكفر بالمسيح. ثم أرسلوه إلى كومانا. ولمّا رأوه ثابتاً في إيمانه صلبوه أيضاً. ففاز بإكليل الشهادة على مثال رفيقيه. ولحق بهما ليتمتّع معهما برؤية المسيح في السماء وبالسعادة الخالدة.
نياحة القديس اغابيطوس الأسقف (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
هذا اليوم تنيح القديس اغابيطوس الاسقف، وقد ولد من أبوين مسيحيين في زمان الملكين الوثنيين دقلديانوس ومكسيميانوس، فربياه تربية مسيحية وقدماه شماسا ثم مضي إلى احد الأديرة وخدم الشيوخ الذين فيه وتعلم منهم العبادة والنسك وتعود المواظبة علي الصوم والصلاة. وكان غذاؤه بعد الصوم قليلا من الترمس وازداد في نسكه وتقدم في كل فضيلة واجري الله علي يديه آيات كثيرة منها انه شفي صبية أضناها المرض وعجز الأطباء عن علاجها. وصلي مرة فاهلك الله وحشا كان يفتك بالناس وبصلات منح الله الشفاء لكثيرين من المرضي. فشاع خبر نسكه وفضله وقوة صلاته وسمع بذلك ليكينيوس الوالي فاستحضره كرها وعينه جنديا فيم يمنعه هذا من مداومة النسك والعبادة بل ازداد في الفضيلة. وبعد قليل أهلك الله دقلديانوس وملك بعده الملك المحب لله قسطنطين الكبير وكان القديس يتمني لو يطلق سراحه ويرجع إلى ديره وقد أجاب الله أمنيته إذ انه كان لقسطنطين الملك غلام عزيز لديه جدا لما عليه من الخصال الحميدة وقد أصابه روح نجس كان يعذبه كثيرا فأشار عليه بعض أصدقائه إن يلجأ إلى اغابيطوس ليصلي لأجله فيشفي. فاستغرب إن يكون بين الجنود من له هذه الموهبة، وأرسل الملك في الحال فاستدعاه وصلي علي الغلام ورشم عليه علامة الصليب المقدس فشفاه الله. ففرح الملك بذلك وأراد مكافأته فلم يقبل إلا إطلاقه من الجندية ليعود إلى مكان نسكه. فأجابه إلى طلبه وعاد القديس إلى حيث كان أولًا وقصد الوحدة وبقي في موضع منفرد وبعد زمن رسم قسا. وبعد نياحة أسقف بلده طلبوا هذا القديس من رئيس الدير فسمح لهم به فرسم أسقفًا ورعي رعية المسيح أحسن رعاية ومنح نعمة النبوة وعمل المعجزات فكان يبكت الخطاة علي ما يعملونه سرا ويوبخ الكهنة علي تركهم تعليم الشعب ووعظه. وتضمنت سيرته عمل مائة معجزة ثم تنيح بشيخوخة صالحة. صلاته تكون معنا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس تيموثاوس بغزة والقديس متياس بمدينة قوص
في مثل هذا اليوم تذكار شهادة القديس تيموثاوس بغزة والقديس متياس بمدينة قوص.
صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.