دينيّة
29 آذار 2016, 05:54

قديسو اليوم : 29 آذار 2016

تذكار القديس مرقس اسقف ارثيوسا (بحسب الكنيسة المارونية) هذا القديس كان اسقفاً على مدينة ارثيوسا في سوريا في أيام الملك قسطنطين الكبير. ولما أمر الملك بهدم هياكل الاصنام، هدم الاسقف مرقس هيكل الصنم في ارثيوسا وشيد مكانه كنيسة. فحنق عليه الوثنيون. ولما توفي قسطنطين الكبير واولاده استولى على العرش يوليانوس الجاحد، فبعث عبادة الاصنام من رمسها واثار الاضطهادَ الهائل على المسيحيين. فقام وثنيوا ارثيوسا على المسيحّيين فيها. مصوبين سهامهم الى الاسقف القديس فوثبوا عليه واثخنوه جراحاً وطرحوه في الاوحال ثم دهنوا جراحه بالخل والملح والعسل وعلقوه بشجرة، معرضاً للشمس. فحامت حوله النحل والزنابير تلذعه.وهو صابر لا يئن. ولا يتذمر. بل يشكر الله الذي أهله للاستشهاد. وكانت شهادته في اواخر القرن الرابع. صلاته معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار الشهيد كيرللس البعلبكي (+ 362)

كان كيرللس شماساً على كنيسة هيليوبوليس في لبنان بناء على أمر الملك قسطنطين الكبير. ولمزيد غيرته على الايمان المسيحي، حطمى بعض أصنام الوثنيين في مدينته. فحنق عليه الوثنيون وأضمروا له الحقد وصاروا يتحينون فرصة الانتقام منه ومن المسيحيين. فكان لهم ما ارادوا لما قام الملك يوليانوس الجاحد وأخذ ينكل بالمسيحيين ولا سيما في فينيقيا وفلسطين. فوثب الوثنيون على الشماس كيرللس وقتلوه غيلة. ولشدة انتقامهم قطعوا جسده ارباً ارباً وانتزعوا كبده. لكن الله أنتقم منهم على ماقاله تاودوريطوس في تاريخه (ك 3 ق 3) عن استشهاد هذا القديس:

" من يمكنه أن يقص ما جرى من الجور على كيرللس البعلبكي ولا تهطل دموعه... ان كل الذين أقدموا على ذلك الاثم الفظيع، تكسرت اسنانهم وأكل الدود ألسنتهم وفقدوا ابصارهم". وكانت شهادته سنة 362 م. صلاته معنا. آمين.

 

القدّيسون مرقس أسقف أرثيوسيون وكيرلس الشماس ويونان وبراشيسيوس ورفقائهما الشهداء (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

إثر تولي يوليانوس عرش بيزنطية، وكان قد أخفاه مرقس من بطش عمه قسطنديوس، ووفر له سراً ما يحتاج إليه. فأمر أن يُعيد المسيحيون بناء الهياكل الوثنية التي دكّوها خلال حكم سلفيه قسطنطين وقسطنديوس، وعلى نفقتهم. وكان مرقس قد هدم هيكلاً فخماً له موقع مميّز في نفوس الوثنيّين، وبنى كنيسة وهدى عدداً كبيراً من الضالّين. وقد لزم الوثنّيون الصمت على مضض وكنّوا لمرقس حقداً شديداً.
إثر اندلاع شرارة الاضطهاد، توارى مرقس عن الأنظار. ولمّا بلغه أنّ الوثنيّين أمسكوا بعدد من مسيحّيي عرطوز ولم يشاؤوا إطلاق سراحهم قبل أن يُسلِّم مرقس نفسه، فجاء إليهم فقبضوا عليه وجرّروه في الشوارع من شعره. وإذ جرّدوه من ثيابه, جلدوه جلداً وحشياً وحقّروه أيّما تحقير. ثم ألقَوه في حفرة النفايات والمياه المبتذلة، وعمدوا إلى تقييد ساقيه بالحبال وشدّوا حتى اخترقت الحبال لحماته ووصلت إلى عظامه، ثمّ جعلوا على بدنه عسلاّ ومرقاً وأقفلوا عليه في ما يُشبه القفص معلّقين إياه في الهواء والشمس المحرقة، منتصف النهار. ومع هذه الآلام لبث مرقس هادئاً. كانوا يُلحّون عليه أن يُعيد لهم بناء الهيكل فلم يأبه لهم. فاستحال ازدراء بعضهم إعجاباً به، لصبره وثباته وقوة نفسه، فأطلقوا سراحه ورجاه بعضهم أن يُعلّمه كيف يبلغ مثل هذه الدرجة من الرزانة والهدوء، والصبر. وأمضى بقيّة أيّامه في تدبير شؤون قطيع المسيح في عرطوز إلى أن رقد بسلام في الرب.
أمّا القدّيس كيرللس فقد كان شماس كنيسة بعلبك. انقضّ كيرللس بحماسة شديدة وحرّض الناس على هدّ هيكل فينوس، فحقد عليه الوثنيّون وكظموا غيظهم إلى وقت مؤات. فلمّا انحلّت ساعة الظلمة انتقموا منه وممن أمكنهم الوصول إليهم، راهبات وخدّام الكنيسة. واقتحم الوثنيّون ديراً للراهبات واستاقوا من فيه إلى الموضع حيث كان هيكل فينوس. وعرّضوهن لدناءات وحقارات جمّة. وانقض الضالّون على كيرللس وضربوه ضرباً لا هوادة فيه. وأكلوا كبده نيئاً كالحيوانات.
رفاق يونان وباراشيسيوس المذكورون بالاسم هم زانيتاس ولعازر وماروثاس ونرسيس وإيليا ومارس وحبيب وسمبيط وسابا. كتب سيرتهم فارس أرمني اسمه إشعياء كان جندياً في جيش شابور الثاني وعاين بأمّ العين وسمع ما دار خلال استجواب الشهداء. دونك بعض ما ورد في الترجمة:

في السنة الثامنة عشرة من حكم شابور الثاني حمل من كان لقبه ملك الملوك على المسيحيّين حملة شعواء فسالت الدماء غزيرة واندكت الكنائس والأديرة. فلما سمع يونان وباراشيسيوس، وكانا أخوين من مدينة بيت آسا، أن عدداً من المسيحيّين حُكم عليه بالموت في حُباهام، توجّها إلى هناك ليشدّدا الموقوفين ويخدماهم. تسعة من هؤلاء نالوا إكليل الاستشهاد. فلما نُفّذ فيهم حكم الموت جرى القبض على يونان وباراشيسيوس بتهمة تحريضهم على الموت.
حاول القاضي، بليونة، حمل الأخوين على إعلان الطاعة لملك الملوك وعبادة الشمس والقمر والنار والماء. جوابهما كان أن المعقول، بالأحرى، أن يطيعا الملك الخالد للسماء والأرض ولا يطيعان أميراً تحت الموت. فاستاء المجوس لسماعهم هذا الكلام عن ملكهم. وبإيعاز منهم فُصل الشهيدان أحدهما عن الآخر وأُلقي باراشيسيوس في حفرة ضيّقة فيما أُبقي يونان موقوفاً لديهم عساهم يتمكّنون من إقناعه بالتضحية. ولكن لما رآه أمير المجوس ثابتاً لا يلين أمر به فطرحوه أرضاً على بطنه جاعلين عصا تحت صرّته وأخذوا في ضربه بالهراوات المعقّدة والقضبان. خلال ذلك كان قدّيس الله يصلي قائلاً: "أشكرك، إله إبراهيم فاهلني، أتوسل إليك، أن أٌقرِّب لديك ذبائح مقبولة. واحدة سألت الرب وإياها ألتمس. أما الشمس والقمر والنار والماء فأُنكرها وأؤمن وأعترف بالآب والابن والروح القدس". فأمر القاضي بإلقائه في بركة تجمّد ماؤها وأن تُربط قدمه بحبل. ومن ثم تحوّل إلى باراشيسيوس فاستحضره وزعم أمامه أن أخاه أذعن وضحّى. فقال الشهيد: ليس ممكناً أن يكون أخي قد أدى الإكرام الإلهي للنار وهي خلقة حقيرة! ثم استرسل فأخبر بعظمة الله الخالق. وقد كان باراشيسيوس على بلاغة في التعبير وقوّة في الخطابة أخّاذَين حتى اندهش المجوس لسماعه وقال أحدهم للآخر: لو أنه سُمح لهذا أن يتحدث في الناس لاجتذب العديدين. فلا يناسب، والحال هذه، أن يكون استجوابه إلا سرّاً وفي الليل. في تلك الأثناء حمّوا حديداً وجعلوه تحت أبطيه وأذابوا قصديراً وسكبوا في منخاريه وعينيه ثم ألقوه في السجن وعلّقوه من رجله.
إثر ذلك أخرج المجوس يونان من البركة المتجمّدة وقالوا له: كيف حالك هذا الصباح؟ لا بد أن تكون قد أمضيت ليلة مزعجة؟ أجاب: كلا! منذ مولدي لا أذكر ليلة نعمت فيها بالهدوء والراحة كما نعمت هذه الليلة! فقالوا: صاحبك كفر! فأجابهم: أنا أعلم أنه كفر بإبليس وملائكته من زمان! فألحوا عليه أن احرص أن تُهلك نفسك منبوذاً من الله والناس. فأجاب: لو كنتم حكماء، كما تزعمون، لحكمتّم في أي الأمرين أصلح أن يُبذر الحبُّ أن يُخزن. فإن حياتنا حَبّ مبذور لينبت ثانية في العالم الآتي حين يتجدّد بالمسيح في النور الذي لا يخبو. قال المجوس: كتبكم أخرجت العديدين! فأجاب: أجل، أخرجتهم من متع الدنيا. فحين يكون خادم المسيح غارقاً في الآلام لأجل سيّده يكون سكران حباً وشوقاً فينسى حال هذه الحياة العابرة وينسى غناها وكراماتها. لا يعود يهمّه، الملوك والأمراء والأسياد والنبلاء بل معاينة الملك الحق الذي مُلكه بلا نهاية وسلطانه إلى الدهور.
ومن جديد أمر القضاة بيونان فقُطعت أصابع يديه ورجليه وبُعثرت وسُلخ جلد رأسه وقطع لسانه وأُلقي في خلقين من الزفت المغلي فلم يتأذّ. ثم عُرّض للمكبس الخشبي ونُشر وأُلقي قطعة قطعة في خزّان جاف وأُمر الجند بحراسته ليل نهار لئلا يأتي مسيحيون ويسرقوه.
ثم جاء دور باراشيسيوس فنُصح بعدم التفريط بجسده. فأجابهم: جسدي لم أصنعه ولن أدمّره. الله الذي صنعه هو يستعيده ويدينكم أنتم وملككم! فتفنّنوا في تعذيبه هو أيضاً وزرعوا عيدان القصب عميقاً في بدنه وجعلوا يقلّبونه على الأرض وكبسوا على بدنه وسكبوا الزفت المغلي في جوفه فأسلم الروح ونال كأخيه إكليل الشهادة.
كانت شهادة الاثنين، يونان وباراشيسيوس، ومن معهما في كانون الأول من العام 327م. إلا أن ذكرهم في الشرق والغرب اعتُمد في 29 آذار.

 

تذكار الشهيد الشمّاس قورلّس (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة)

كان قورلّس شمّاساً في كنيسة هيليوبوليس في لبنان، وبناءً على أمر من الملك قسطنطين الكبير، ولمزيد غيرته على الإيمان المسيحي، حطّم بعض أصنام الوثنيين في مدينته. فحنق عليه الوثنيّون وأضمروا له الحقد وصاروا يتحينون فرصةً للإنتقام منه ومن المسيحيين، فكان لهم ما أرادوا.

فلمّا قام الملك يوليانس الجاحد، أخذ ينكل بالمسيحيين، كما ثارت أحقاد الوثنيين فقاموا يفتكون بهم، فهجموا على دير للراهبات واختطفوا العذارى وأساءوا إليهنّ. كما وثب الوثنيّون على الشمّاس قورلّس وقتلوه غيلة...

ولشدّة إنتقامهم قطّعوا جسده إرباً إرباً وانتزعوا كبده، لكن الله إنتقم منهم على ما قاله تاودوريفوس في تاريخه (في الكتاب الثالث – القسم الثالث) عن إستشهاد هذا القديس: "إن كل الذين أقدموا على ذلك الإثم تكسّرت أسنانهم وأكل الدود ألسنتهم وفقدوا أبصارهم"... وكانت شهادته نحو سنة 362.

 

نياحة البابا خائيل الاسكندرى الـ 56 (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 623 ش. (16 مارس 907 م.) تنيح الأب القديس الأنبا خائيل السادس والخمسون من باياوإت الكرازة المرقسية. رسم بطريركا في 30 برمودة سنة 596ش (25 أبريل سنة 880 م.). وكان ذا خصال حميده غير أن أحزانا شديدة حلت به: منها أن البابا قسما كان قد بنى كنيسة على اسمه الشهيد أبطلماوس ببلدة دنوشر لأسقف سخا..

وحدث أن أهالي دنوشر أرادوا أن يدعوا الأب البطريرك وبعض الاساقفه المجاورين لتكريس هذه الكنيسة. فلم يطب لديه هذا الآمر. ولما عملوا على غير رغبته، وجاء الأب البطريرك ومعه الأساقفة، لم يقبل هذا الأسقف البقاء، فخرج من الكنيسة مدعيا أنه ذهب ليهتم فأمر طعامهم. فلما طال غيابه كثيرا وحان وقت القداس صلي الأب البطريرك صلاة الشكر ورفع القربان بعد إلحاح من الأساقفة وبما له من حقوق الرئاسة. وعلم الأسقف بذلك فدفعه شره وحبه لمجد العالم إلى الغضب بدعوى أن البطريرك تعدى القوانين ورفع قربانا في أبرشية بدون إذن صاحبها. وعاد إلى الكنيسة مسرعا إذ دخله الشيطان ودفعه إلى الشر وتعدى على المذبح المقدس الطاهر. أما البابا البطريرك فأكمل صلاة القداس بكل هدوء وكمال.

وفى (اليوم التالي عقد البطريرك مجمعا من الأساقفة الذبن معه والكهنة والعلماء وحرم ذلك الأسقف وأقام غيره. فازداد غضبا وأضمر سوءا إذ حل الشيطان في قلبه فقام ومضى إلى والى مصر

احمد.أبن طولون وقال له: "ان البطريرك كثير الثروة، واسع الغنى، وكان هذا الوالي آخذا فئ الاستعداد للذهاب إلى الحرب ومحتاجا إلى النفقات فأستدعي الأب البطريرك وطلب منه أموال الكنائس وأوانيها. فأبي أن يعطيها منه فطرحه في السجن مع شماس اسمه ابن المنذر مدة سنة كاملة، كان خلالها لا يقتات بغير الخبز والبقولالمسلوقة والملح. فاتفق يوحنا وموسى من كتاب الوالي مع كاتبى وزيره يوحنا ومقار ابنه على إنقاذ الأب البطريرك واستغاثوا بالوزير فلبي دعوتهم، وشفع لدى الوالي على شرط دفع مبلغ 20 ألف دينار لابن طولون. فكتب البطريرك تعهدا على نفسه بدفع المبلغ علي قسطين: الأول بعد شهر، والثاني بعد أربعة أشهر وبهذا أمكنه الخروج من السجن. فنما جاء ميعاد القسط الأول دفع أولئك الكتاب ألفى دينار، وتبرع الوزير بألف.. ودفع هذا الأب سبعة آلاف جمعها من الأساقفة والمؤمنين. وأراد أن يتدبر العشرة الآلاف الأخرى قيمة القسط الباقي. فقصد بلدة بلبيس. وبينما هو يفكر في الأمر إذ براهب رث اللباس مر بتلاميذه وقاك لهم: "امضوا وقولوا لمعلمكم ان الرب سيمزق عنه صك الغرامة بعد أربعين يوما". فلما علم الأب بذلك طلب الراهب فلم يجده. وفد تم ذلك، إذ لم تمض تلك المدة حتى توفى ابن طولون، وتولى مكانه ابنه خمارويه سنة875 م.. فرأى هذا أن يخلى طرف البطريرك -. فاستدعاه وطيب خاطره ثم مزق الصك أما الرجل الشرير الذي سبب هذه المتاعب لقداسة البابا فقد نزل به غضب الله في الحياة. والممات، ليكون عبرة لمن يعتبر. وقد قضى هذا الأب على الكرسي المرقسى سبعا وعشرين سنة وشهرا واحدا وتسعة أيام ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار إقامة لعازر من الموت

في مثل هذا اليوم أقام الرب لعازر الصديق من بين الأموات وآمن به في كثيرون لعظم هذه الآية. ولربنا المجد دائما. آمين.