قديسو اليوم: 29 تشرين الثاني 2016
واستمر صابراً راسخاً في ايمانه، متعزِّياً بأن يحمل صليب التعب والآلام وراء المسيح الفادي الالهي. فجاء شاب يدعى سيسينيوس يحمل عنه اثقاله ويقدِّم له ما يحتاجه. فأمر مكسيميانوس بطرحهما في السجن مع كثيرين من المسيحيين. فأخذ ساتورينس والشماس سيسينيوس يناديان باسم يسوع المسيح، فارتدَّ بسببهما عددٌ وافر من الوثنيين. حنق الوالي كنديدوس فاستحضرهما مكبَّلين بالسلاسل وامرهما بتقديم البخور والسجود للصنم. فأجاباه: انه لا يجوز السجود الاَّ ليسوع المسيح ابن الله الحي. وصرخ ساتورينس في اصنم قائلاً: ليسحق الرب صنم الوثنيين. فسقط الصنم متكسراً. وعندها آمن جنديان بالمسيح، فتميَّز الوالي من الغيظ وامر فوضعوا الشهيدين على آلة العذاب وكَّسروا اعضاءهما بالعصي والمجالد، فصبرا على هذا العذاب الاليم. فوبخ الجنديان اللذان آمنا الوالي على قساوته الوحشية وجاهرا بايمانهما حالاً بعد ان كسر اسنانهما. اما ساتورينس وسيسينيوس الشماس، فأمر بحرق خواصرهما وبقطع رأسيهما خارج المدينة وبذلك تمت شهادتهما سنة 305. صلاتهما معنا. آمين.
تذكار الشّهيدان بارامونوس وفيلومانس (بحسب الكنيسة الأرثوذكسيّة)
تذكار القديس الشهيد برامون (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان برامون جنديّاً باسلاً في جيش الملك داكيوس، في أواسط القرن الثالث. فلمّا عاد هذا القيصر من محاربة الفرس، مكلّلاً بغار الإنتصار، أشعل نار الإضطهاد على النصرانيّة محتقرة الآلهة التي على زعمه أولته الظفر. فجرت دماء المسيحيّين كالسيول في طول البلاد وعرضها.
وكان بين الذين سفكوا دماءهم من أجل الإيمان بالمسيح، في ذلك الإضطهاد الفظيع، فرقة عسكريّة بكاملها تعد مئة وخمسة وسبعين جنديّاً. فلمّا وجدهم الملك ثابتين على ولائهم لملك السماوات إعمل السيف في رقابهم، متناسياً جهودهم وبسالتهم وما عانوه من الشدائد في تلك الحرب الفارسيّة الطاحنة.
وكان برامون إذ ذاك جنديّاً في الجيش الروماني. فلمّا شاهد كيف مات رفاقه ببسالة فائقة دفاعاً عن إيمانهم، ورأى الشراسة الوحشيّة التي عوملوا بها جزاء أتعابهم، ومكافأة لهم على الأخطار التي تعرّضوا لها لأجل نصرة ملكهم، إستفزته الحميّة، وتقدّم إلى الوالي واعترض بجرأة على تلك المعاملة الجائرة التي يعامل بها جنود أمناءقاموا بواجبهم بكل شجاعة وإخلاص في سبيل ملكهم وأوطانهم، وذلك لا لذنب إرتكبوه بل لأجل عقيدة سامية في النفس يدينون بها. فغضب الوالي لتلك الجسارة، وأمر على الفور أن تُضرب عنقه. فاعترف بالمسيح وقدّم رقبته للسيف. وهكذا فاز بإكليل الإستشهاد، وذهبت نفسه تنضم إلى طغمة الجنود في نعيم السماء، سنة 250.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديس الشهيد فيلومنس أي حبيب
كان هذا الشهيد تاجراً من تجّار القمح في مدينة أنقرة. وكان رجلاً كبير الثروة، معروفاً في تلك المدينة وفي جوارها بحسن معاملته ودماثة أخلاقه. فوُشي به أنّه مسيحي، فقُبض عليه وأودع السجن، على عهد الملك فالريانس، سنة 275.
فلمّا مثل أمام الوالي فليكس تأكّد له انّه إذا اعترف بالمسيح فلا بدَّ له من خسارة أمواله وحياته. لكنّه آثر أن يخسر هذه الدنيا وخيراتها، ليفوز بغنى وكنوز السماء إلى الأبد. فجاهر بلا تردّد بإيمانه بالسيّد المسيح. فتهدّده الوالي وتوعّده بأشد العقوبات، إن هو أصرّ على عناده. فلم يعبأ فيلومنس بتهديد ولا بوعيد. ووطن النفس على أن يخسر الحياة الدنيا ليربح الآخرة، فتكون تجارته رابحة، ونجاحه فيها باهراً. فأنزل به من العذابات ما تقشعّر لذكره الأبدان. فأنّ الجلاّدين سمّروا يديه ورجليه ورأسه بمسامير غليظة، ثم وضعوه فوق نار متّقدة، وتركوه على هذه الحال حتى فاضت روحه بين يدي خالقه.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديس أكاكيوس البار المذكور في سلّم الفضائل
أورد القديس يوحنّا كاتب "سلّم الفضائل"، في كلامه عن الطاعة التي يجب أن يتحلّى بها الراهب، ما سمعه من صديقه يوحنّا السابائي عن الأخ اكاكيوس، فقال:
كان في أحد الأديار كاهن طاعن في السن يُدعى أوبانيوس. وكان شرس الأخلاق، قليل الصبر، سريع الغضب. فعيّن الرؤساء لخدمته راهباً شابّاً يُدعى أكاكيوس، وكان هذا فاضلاً تقيّاً خدوماً صبوراً. وكان كلّما ازداد الشيخ تعنتاً وثقلاً إزداد خادمه الراهب صبراً وطاعةً وامتثالاً. فكان الراهب الكبير يشتم خادمه الصغير ويثقّل عليه ومراراً يضربه، وكان أكاكيوس يقابله بالشكر والصمت والخضوع، ثم يأتي ويجثو أمامه ويقبّل يده ويستغفر عمّا بدا منه من التقصير في خدمته. وكان، كلّما سُئل عن حاله مع ذلك الشيخ الشرس، يجيب بابتسام ويقول: أنا على أحسن حال بمئشيئة الله.
وبقي ذلك الملاك الأرضي يعاني من الراهب الهرم صنوف الأكدار والأثقال مدّة تسع سنين طوال، حتى نحل جسمه، وذبلت نضارته، وضاعت قواه، فرقد بالرب رقود الأبرار القديسين.
فشق على الشيخ فقده، وراح يندبه عند صديق له من رهبان الجوار. فقال له هذا بلهف: أحقّاً مات أكاكيوس؟ فأجاب أوبانيوس: نعم قد مات، تعال وانظر أين دفنّاه. وجاء الإثنان إلى مدافن الدير. فوقف ذاك الراهب ونادى أكاكيوس بصوتٍ عالٍ وقال: أحقٌّ أنّك متّ؟ فأجاب أكاكيوس من أعماق اللحد وقال: كلاّ أيّها الأب يوحنّا. أن من عاش بالطاعة لا يموت.
فلمّا سمع ذلك الشيخ الهرم ندم على ما فرط منه، وبكى بحرارةٍ حياته ونقائصه، وبدأ منذ تلك الساعة يكفّر عنها بالصبر والإماتة والبكاء والإستغفار. وكان كلّما سأله واحد عن حاله يقول: أغفر لي يا أخي من أجل المسيح، لأنّي أنّا قتلت الأخ أكاكيوس بشراسة طبعي وقلّة صبري.
نياحة البابا انيانوس (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم من سنة 86 ميلادية تنيح الأب القديس الأنبا إنيانوس ثاني باباوات الإسكندرية. وكان هذا القديس من أهالي مدينة الإسكندرية، ابنا لوالدين وثنيين، وكان إسكافيا. وحدث انه لما دخل القديس مرقس الرسول مدينة الإسكندرية، اتفق بالتدبير الإلهي انه عثر فانقطع حذاؤه فدفعه لإنيانوس ليصلحه. وقد حدث وهو يغرز فيه المخراز إن نفذ إلى الجهة الأخرى وجرح إصبعه. فصرخ من الألم وقال باليونانية "ايس ثيئوس" أي يا الله الواحد، فلما سمع القديس مرقس ذلك مجد المسيح حيث سمعه يذكر اسم الله. ثم اخذ ترابا من الأرض وتفل عليه ووضعه علي إصبع إنيانوس فبرئ في الحال، وتعجب إنيانوس من ذلك كثيرا، واخذ القديس مرقس إلى منزله، وسأله عن اسمه ومعتقده، ومن أين أتي، فقص عليه الرسول من كتب الأنبياء عن ألوهية السيد المسيح، وعن سر تجسده وموته وقيامته وعمل الآيات باسمه. فاستضاء عقل انيانوس وآمن هو وأهل بيته، وتعمدوا باسم الآب والابن والروح القدس، فحلت عليهم النعمة الإلهية، ولازموا سماع تعليم الرسول، فعلمهم علوم الكنيسة وفرائضها وسننها.
ولما عزم القديس مرقس علي الذهاب إلى الخمس المدن الغربية، وضع يده علي انيانوس وكرسه بطريركا علي مدينة الإسكندرية سنة 64 ميلادية. فظل يبشر أهلها ويعمدهم سرًا. ويعضدهم ويثبتهم علي الإيمان بالمسيح، ثم جعل داره كنيسة، ويقال أنها هي المعروفة بكنيسة القديس مار مرقس الشهيد. والتي تقوم في مكانها الآن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وأقام هذا القديس علي الكرسي اثنتين وعشرون سنة. ثم تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار بيعتى الأمير تادرس الشاطبى
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيستي القديسين الأمير ثاؤدورس بن يوحنا الشطبي. والأمير ثاؤذورس المشرقي. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديا آمين.