دينيّة
26 كانون الثاني 2017, 06:43

قديسو اليوم: 26 كانون الثاني 2017

تذكار الشهيدة أغِنس البتول (بحسب الكنيسة المارونية) وُلدت أغِنس في روما وكان والداها من الاشراف الاتقياء، عَنيا بتربيتها تربية مسيحية صالحة. وكانت تقواها تزيد في بهاء جمالها الرائع. وما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، حتى اشتعلت بنار الغيرة على الايمان القويم فردَّت اليه فتيات كثيرات من الوثنيات.

 

ورآها يوماً بروكوب ابن والي المدينة فأغرم بجمالها. فأخذ يراسلها راغباً في خطب ودَّها. فقالت انها مخطوبةٌ لعريس سماوي ولا ترضى عنه بديلاً في الارض. فتأثر الشاب الى ان مَرِض، وَنِحل جسمه، فكاشف ابوه الوالي بأمره. فاستحضر الفتاة أغنس واخذ يتملقها لترضى بالزواج من ابنه فأبت، فامرها بالسجود للاصنام فازدرت باصنامه. فغضِب وامر بان تساق عريانة في الشوارع عرضةً للعار والهوان فاخذت البتول تصلي.

فما وصلت الى المكان المعدِّ لإذلالها، حتى احاط بها نور سماوي يبهر الابصار، فكان كل من يدنو منها يرتدُّ خائفاً حتى ابن الوالي نفسه.

عندئذ اخذ كهنة الاوثان يهيِّجون الشعب ويصيحون: فلتُقتَل اغنس الساحرة ولتحرَقْ هذه الماكرة المجدِّفة على آلهتنا. فاضرموا ناراً وطرحوها فيها وهي تصلي فاخمد الله حدَّة النار وقامت البتول سالمة. فازداد الوثنيون هياجاً لانخذالهم امام تلك الفتاة، ولما يئسوا منها ضربوا عنقها ففازت باكليل الشهادة في سنة 304.

وتراءت لاهلها ذات ليلة، ومعها رهط من العذارى بحُللهنّ البيضاء، وهي تتلألأ بالنور وقالت لهم:" كفوا عن النوح والبكاء وتعزَّوا وافرحوا معي لاني راتعة بحياة المجد السماوي". صلاتها معنا. آمين.

 

القديس البار كسينوفون ورفقته (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

كسينوفون هو أحد رجال المشيخة المعروفين في مدينة القسطنطينية، أيام الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس الأول (527-565‏م). زوجته مريّا، امرأة فاضلة، وله ولدان أركاديوس ويوحنا. نعم الصبيّان بفرص تعليمية جيّدة يسَّرها لهما وضع العائلة. فلما بلغا أرسلهما والدهما لتلقّي العلم القانوني في مدرسة بيروت الشهيرة، في تلك الأيام. ولم يمرّ على ذلك زمان قصير حتى مرض كسينوفون وشارف على الموت، فاستدعى ولديه. ولكن، وبصورة غير متوقّعة، استعاد كسينوفون عافيته، بنعمة الله، فركب الشابان البحر من جديد طالبين بيروت. في الطريق، ضربت المركب عاصفة مجنونة فتكسّر. وإذ لم تكن إرادة الله أن يهلك الصبيّان، نجيا، ولكن وُجد كل منهما في موضع لا يدري به أخوه، وظنُّه أن أخاه قضى وهو وحده ‏باق على قيد الحياة. ليس الموضع الذي انكسر فيه المركب ونجا إليه الأخوان محدّداً بدقة. في بعض المراجع إن ذلك حدث في نواحي صور. ولكن ورد عندنا إن الموضع هو رأس الشقعة، مقابل دير النورية، ولعلّ هذا هو الأصح ‏جغرافياً.

‏أنّى يكن الأمر، فإن أحدهما، يوحنا، ترهّب في أحد أديرة لبنان، فيما ‏انتقل الثاني، أركاديوس، إلى الأرض المقدّسة حاجّاً، وهناك التقى شيخاً قدّيساً له موهبة التبصّر، فاحتضنه وطمأنه إلى أخيه ووالديه ووعده بأنه سيلتقيهم، بنعمة الله، في الوقت المناسب، ثم أخذه ورهبنه في دير القدّيس خاريطون، المدعو سوقا، جنوبي بيت لحم وغربي البحر الميت.

‏ومرّت سنتان لم يتلقّ كسينوفون خلالهما أية رسالة من ولديه فانشغل ‏باله وأوفد أحد خدّامه يستطلع حالهما. بلغ الرسول بيروت وسأل عن الشابين فلم يجدهما ولا أخبره أحد عنهما شيئاً فترك إلى أثينة وهو يضرب أخماساً بأسداس. وإذ حدث، بتدبير الله، إن نزل خاناً، التقى أحد الخدّام السابقين للشابين وكان في حلّة رهبانية. فأخبره الراهب بأن المركب غرق وإنه هو صار راهباً ولا يعرف من أمر يوحنا وأركايوس شيئاً. أغلب الظن أنهما هلكا في البحر.

عاد الرسول إلى القسطنطينية وأطلع مريّا على ما اجتمع لديه من ‏معلومات فاضطربت، لكنها أمسكت نفسها لأنها امرأة مؤمنة تعرف أن تلقي حملها على الله. فلما عاد كسينوفون، زوجها، عند المساء وعلم بعودة خادمه طلب أن يرى الرسالة التي لا بد أن يكون قد حملها معه. فانفجرت ماريّا بالبكاء وأخبرته بأن ولديها غرقا في طريق عودتهما إلى بيروت، منذ سنتين. فصمت كسينوفون من هول المفاجأة، ثم تنهّد وقال: "الرب أعطى ‏والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً!" (أيوب21:1‏).

‏في تلك الليلة لبس الزوجان المسوح وأقاما في الصلاة طول الليل.

في الصباح الباكر جاءهما حلم رأيا فيه ولديهما واقفين أمام المسيح ورأس كل منهما مزيّناً بالذهب والحجارة الكريمة. على الأثر قرّرا الحجّ إلى الأماكن المقدّسة في فلسطين.

‏بلغ كسينوفون ومريّا أورشليم فالتقاهما الشيخ القدّيس الذي التزم أركاديوس راهباً، وعرفهما بالروح، فقال لهما عن ابنيهما أنهما ما زالا على قيد الحياة وسوف يلتقيانهما بعد عودتهما من زيارة أديرة الأردن. وإذ لم يفصح الشيخ أكثر من ذلك ترك الأبوين بين مهابة ورجاء. الشيخ، فيما يبدو، كان معروفاً من الكثيرين.

‏في تلك الأثناء خرج يوحنا من ديره طالباً وجه الأرض المقدّسة حاجّاً، وكذا فعل أركاديوس، فالتقيا في الجلجثة عند الشيخ الذي جاءاه مستبرِكَين مسترشّدَين. ثم بعد يومين عاد كسينوفون ومريّا ورغبا في زيارة الشيخ. فلما وصلا إلى هناك لاحظا شابين، هما اللذان قاما بخدمة المائدة، وكان هذان ‏الشابان لطيفين، هادئين، متماسكين، فلم يعرفاهما لأنهما كانا قد تغيّرا من النسك والسهر وأتعاب الرهبنة. فلما سأل الأبوان عن الشابين من يكونا ومن أين أتيا عرفا أنهما ولداهما فانفجرا فرحاً وشكرا الله جزيلاً على لطفه وتدبيره.

‏ثم إن الأخوين خرجا، برفقة الشيخ، بعد حين، إلى الصحراء ليتمِّما نذرهما، فيما وزّع الزوجان ثروتهما على الفقراء وترهّبا.

‏وقد أتمّ الأربعة سعيهم رهابين إلى أن تكمّلوا في الفضيلة وانضمّوا إلى معشر القدّيسين.

 

تذكار ابينا البار كسانوفون ورفقته (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

كان هذا البار من القسطنطينية. وكان رجلاً صالحاً. واقترن بسر الزواج المقدس بإحدى البنات الصالحات، فولدت له ولدين. وكانت تلك الأسرة الصغيرة مثال البر والتقوى. ولما كبر الولدان، أركاذيوس ويوحنا، سافرا الى بيروت ليتمكنا من العلوم الشرعية العالية. إلا أنهما قصدا فلسطين وتبركا بزيارة الأماكن المقدسة. ومن هناك نزلا الى البراري لزيارة الأديار، وكان ذكر القديس ثاوذوسيوس لا يزال يعطر تلك الأمصار. فشعرا بميلٍ الى الحياة الرهبانية، فزهدا في العالم، وانتحلا تلك العيشة الكاملة.

ولما انقطعت اخبارهما عن والديهما، قام كسانوفون وزوجته يبحثان عنهما، فعثرا عليهما في اورشليم. ولما رأيا أن ولديهما وموضوع آمالهما في هذه الحياة قد زهدا في أمجاد العالم وخيراته ليتبعا المسيح، وزَّعا هما أيضاً أموالهما على الفقراء ودخل كل منهما في دير، وتفرغا لعبادة الله بقية حياتهما.

وعاش الجميع بالقداسة والبرارة، ورقدوا بالرب رقود القديسين، وذاع صيت فضائلهم وعجائبهم في بلاد الشرق كلها.

 

نياحة القديس يعقوب أسقف نصيبين (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 338 م. تنيح القديس يعقوب أسقف نصيبين. ولد بمدينة نصيبين وتربي فيها وكان سرياني الجنس. واختار منذ صباه سيرة الرهبنة. فلبس مسحا من الشعر بتقي به حر الصيف وبرد الشتاء. وكان طعامه نبات الأرض وشرابه الماء فقط. لذلك كان نحيلا جدا، ولكن كانت نفسه نامية مضيئة ولهذا استحق نعمة النبوة وعمل المعجزات. فكان يخبر الناس بما سيكون قبل حدوثه. أما آياته ومعجزاته فكثيرة جدا. منها انه ابصر يوما نساء مستهترات يمزحن بدون حياء عن عين الماء، وقد حللن شعورهن لأجل الاستحمام. فصلي إلى الله فجف ماء العين وابيض شعر النساء. ولما اعتذرن إليه نادمات علي ما فرط منهن، صلي إلى الله فعاد ماء العين، وأما الشعر فبقي ابيضا. ومنها انه اجتاز يوما بقوم مددوا إنسانا حيا على الأرض وغطوه كأنه ميت، وسألوا القديس شيئا من المال لتكفينه، ولما رجعوا إلى صاحبهم وجدوه قد مات حقيقة، فأسرعوا إلى القديس تائبين عما اقترفوه، فصلي إلى الله فأحياه. ولما شاعت فضائله اختير أسقفا علي مدينة نصيبين، فرعي رعية المسيح احسن رعاية، وحرسها من الذئاب الأريوسية، وكان أحد المجتمعين في مجمع نيقية سنة 325 م.، ووافق علي طرد ونفي اريوس. ولما حاصر سابور ملك الفرس مدينة نصيبين، جلب الله بصلاة هذا القديس علي الجنود سحابة من الزنانير والناموس فجمحت الخيول والفيلة، وقطعت مرابطها وانطلقت تعدو هنا وهناك، فخاف ملك الفرس وارتد بجنوده عن المدينة، ولما اكمل القديس جهاده الحسن تنيح بسلام.