قديسو اليوم: 25 تشرين الأول 2016
فآمن بالمسيح واعتمد. وما عرف ابوه بذلك، حتى جنَّ جنونه، لما كان عليه من التعصب لوثنيته والتمسك بمقامه. فأمره بان يعود الى دين آبائه، فأبى، فطرحه في سجن مظلم. وحاول ان يزوجه من فتاة رائعة الجمال، تدعى داريا، من عابدات الإلهة فُستا، فأتت هذه اليه وأخذت تلاطفه. أما هو فراح يُفهمها فساد الوثنية وصحَّة الدين المسيحي وسمو تعاليمه وشرف البتولية. فأثر فيها كلامه ومسَّت النعمة قلبها. فآمنت بالمسيح، فاتفق معها على الزواج، شرط حفظ العفة، فرضيت. وعاشا اخوين ملاكين.
وانطلقا يبشران بالانجيل، فردَّا الكثيرين من الوثنيين الى الايمان القويم. فألقى الوالي سلارينوس القبض عليهما وارسلهما الى القائد كلوديوس الذي امر جنوده بتعذيبهما، فلم ينل منهما مأرباً. ثم قيَّدوا خريسنتوس بسلاسل من حديد وطرحوه في السجن، فانحلَّت القيود وأضاء السجن نورٌ سماوي أدهش الحاضرين. فآمن القائد كلوديوس وزوجته وولداه وغيرهم. فأمر الملك نوميريانوس بقتلهم جميعاً ففازوا بالشهادة.
ثم ساروا بخريسنتوس وداريا، الى خارج المدينة وطرحوهما في حفرةٍ رملية على طريق سالاريا، ورموا الحفرة بالحجارة، فدفنوهما حيَّين وهما يسبحان الله ويشكرانه على نعمة الاستشهاد. وكان ذلك سنة 284. صلاتهما معنا.آمين.
بثيون الشهيد (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
كان بثيون من أسرة شريفة في بيت كرماي، وتنصر مع أبيه على يد عمّه يزدين الذي إعتنق النصرانيّة وترهّب في دير بيت ساهدي في كوخ سلوخ مدّة 32 سنة. فانضمّ بثيون إلى عمّه يزدين وسكن معه في الجبل أربع عشرة سنة مقتدياً بفضائله وتقشّفاته. وتوفي يزدين في صومعته في 21 أيلول في نحو سنة 443. وبعد وفاته بدأ بثيون يطوف كل سنة بلاد ماسبذان وماداي وبيث داراي وكوسابي ويتلمذ خلقاً كثيراً.
إلاّ أن أذور برزكرد قبض على بثيون وأمر جنده فقتلوه أبشع قتلة. فأخذه الجلاّدون وذهبوا به إلى موضع في الجبل حيث قُتلت أناهيد أيضاً. وفي اليوم الثاني قطعوا يديه ورجليه، وفي اليوم الثالث ذراعيه، وفي اليوم الرابع ساقيه، وفي اليوم الخامس فخذيه، وفي اليوم السادس قطعوا رأسه بحد السيف. وكان إستشهاده يوم الأربعاء 25 تشرين الأول سنة 446، وعُلّق رأسه عشرة أيام على عمود ليراه الجميع فيخافوا. وفي اليوم الحادي عشر جمع عدد من النصارى أعضاءه ودفنوها في لحف الجبل. وفي طقسنا السرياني فرض خصوصي فيه يُذكر أذور هرمزد وأناهيد إبنته... وهناك كنيسة قديمة للكلدان بإسمه في الموصل، كما هناك كنيسة بإسمه أيضاً في بغداد – الرصافة في منطقة البلديات.
القدّيسان مركيانوس ومرتيريوس الشهيدان (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
كان هذان القديسان كاتبين لدى القديس بولس المعترف، بطريرك القسطنطينية، وكان مركيانوس، إلى ذلك، مساعد شماس ومرتيريوس مرتلاً. امتازا بسعة المعرفة والخلق الطيب والتقوى وكانا متمسكين بالإيمان القويم الذي عبر عنه المجمع النيقاوي الأول (325 م) بشأن ألوهية الابن ومساواته للآب في الجوهر الإلهي. فلما جلس الإمبراطور قسطنتيوس (337-361 م) على العرش بعد أبيه قسطنطين، أطلق يد الآريوسيين واستخدم موظفيه وجنده ليفرضوا العقيدة الآريوسية على الكنيسة فرضاً. فكان أن أقيل البطريرك بولس المعترف من منصبه وأرسل مخفوراً إلى المنفى، في ارميني، حيث قضى عليه الآريوسيون خنق، وأقاموا على كرسي القسطنطينية، عوضه، آريوسياً اسمه مقدونيوس.
ثم إن الآريوسيين، في إطار سياسة تصفية ذوي الرأي القويم، أتوا بمركيانوس ومرتيريوس الكاتبين وحاولوا استمالتهما إلى حزبهم فأخفقوا. فعرضوا عليهما مالاً وترقيات فلم يذعنا. ولما أيقن الآريوسيون أن ليس في اليد حيلة أسلموهما إلى فيليبس، أحد عمّال القصر الملكي الكبار، فساقهما إلى مكان بالقرب من باب المدينة المسمى ميلنديسيا كانت تلقى فيه جثث المحكومين بالموت، وهناك قطع هامتيهما وألقاهما في حفرة وذهب. وقد أجرى الله عجائب كثيرة بواسطة رفاتهما.
ولما اعتلى القدّيس يوحنا الذهبي الفم الكرسي البطريركي في القسطنطينية، بنى في موضع استشهاد هذين القدّيسين كنيسة على اسميهما إكباراً وإكراماً.
في صلاة المساء، في عيد هذين الشهيدين، ترتل الكنيسة الترنيمة التالية: "لقد ظهرتما بعد القديس ورئيس الأساقفة بولس مماثلين لسيرته وغيرته الإلهية. فغرقتما الأعداء بسيول دمائكم، وجففتما سيل البدع المهلكة وأصبحتم، يا مركيانوس ومرتيريوس، نهراً من التقى ترويان كنيسة المسيح.
تذكار الشهيدين مركيانس ومرتيريوس(بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن القديسين مركيانس ومرتيريوس هما من شهداء إيمان المجمع النيقاوي الأول، لأنّهما ضحَّيا في سبيل الإيمان بألوهيّة الفادي الإلهي إبن الله الحي المبارك.
كانت البدعة الآريوسيّة قد انتصرت بسيف الملك قسطانس الأريوسي إبن الملك قسطنطين الكبير في أواسطالقرن الرابع. وكان رجال تلك البدعة الهدّامة للدين المسيحي يلاحقون الكاثوليك الموالين لتعليم آباء المجمع النيقاوي الأول (325)، بكل شراسة وبغضة قتّالة. وكانوا قد أرسلوا البطريرك القسطنطيني بولس القديس إلى المنفى للمرّة الخامسة. فعادوا وقبضوا على مركيانس الشمّاس ومرتيريوس وأرادوا أن يرغموها على تعاليم آريوس. أمّا هما فلبثا على إيمان نيقية وإيمان أبيهما وبطريركهما بولس المعترف، رغم كل وعدٍ ووعيد وتمليق وتهديد.
حينئذٍ ساقهما فيلبّس الوكيل الملكي إلى مكان من أسوار القسطنطينيّة يُدعى مالنداسي، حيث كانت تُدفن جثث المحكوم عليهم بالإعدام، وهناك قتلهما ودفنهما بين الأقذار، وهكذا فازوا بإكليل الإستشهاد، ليس من يد عبدة الأوثان، بل من يد أولئك الذين يدّعون بأنّهم مسيحيّون، ويعرفون الإنجيل، ويعلمون أن وصيّة المسيح الأولى والعظمى هي محبّة الله ومحبّة القريب.
ولقد أجرى الله في ذلك المكان، بشفاعة رفات ذينك الشهيدين، عجائب كثيرة حملت القدّيس يوحنّا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينيّة على تشييد كنيسة في ذلك المكان على إسم القديسين الشهيدين مركيانس ومرتيريوس، في أواخر القرن الرابع.
استشهاد القديس بندلائيمون الطبيب من نيقوميديا سنة 405م (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم من سنة 405 ميلادية استشهد القديس بندلائيمون، من مدينة نيقوميدية، كان أبوه يعبد الأصنام ولكن أمه كانت مسيحية، وقد أدباه وعلماه صناعة الطب واجتمع بقس اسمه أرمولاس فعلمه حقائق الأيمان بالمسيح وعمده.
وبلغ في الفضيلة مبلغا عاليا، وأجرى الله على يديه آيات عظيمة، من ذلك أن إنساناّ أعمى قصده ليداويه بطبه، فرشم على عينيه علامة الصليب باسم الآب والابن والروح القدس، فبرئت عيناه وعاد إليه بصره كاملا، ولما اتصل بالملك خبر شفاء هذا الأعمى، استحضره وسأله عن كيفية برء عينيه، فأعلمه أن القديس بندلائيمون أبرأهما بوضع يده عليهما، وقوله باسم الآب والابن والروح القدس، ثم أقر أمام الملك أنه مسيحي فضرب عنقه في الحال، وأمر باستحضار القديس بندلائيمون وسأله عن معتقده، فأقر أنه مسيحي، فلاطفه بأنواع كثيرة، ووعده بمواعيد جزيلة فلم يغير اعترافه ثم أغلظ له الخطاب، وهدده بأنواع العذاب فلم يتزعزع، فعاقبه بعقوبات شديدة في أيام مختلفة، تارة بالضرب والتعليق، وأخرى بالإلقاء في البحر والنار، فكان السيد المسيح يظهر له في شكل أرمولاس القس، الذي كان قد عمده وعلمه حقائق الإيمان وكان يقويه ويسير معه كأنه يشاطره كل عقوبة تقع عليه، وبعد ذلك أمر الملك بضرب عنقه، ولما تقدم إلى المكان المعد لذلك صلى وابتهل إلى السيد المسيح، فسمع صوتا من العلاء يبشره بما أعد له من النعيم السماوي، وقد سمع الجند أيضا هذا الصوت فآمنوا في الحال وتقدموا إلى الملك وأقروا بالإيمان بالسيد المسيح، فأمر الملك بضرب أعناقهم أيضا فضربت.
شفاعة الجميع تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.