دينيّة
20 تشرين الأول 2014, 21:00

قديسو اليوم: 21 تشرين الأول

تذكار القديس ايلاريون (بحسب الكنيسة المارونية)ولد ايلاريون في بلدة تدعى طاباتا، بالقرب من غزَّة، من والدين وثنيَّين غنيين. فأرسله ابوه الى الاسكندرية لاقتباس العلوم، فنبغ في دروسه. واخذ يجالس العلماء، وجلَّهم من مسيحيين. فدرس عليهم العقائد المسيحية، فراقت له بما فيها من سموٍ وترفعٍ عن حطام الدنيا. فآمن بالمسيح واعتمد. ثم زهد في خيور الارض وعكف على الصلاة والتأمل.وما سمع بالقديس انطونيوس الكبير حتى سار اليه في البرية. فأقام عنده زماناً يسترشده ويتمرَّس على الحياة النسكية. وبعد ان تزوَّد نصائحه ولبس الاسكيم من يده، عاد الى وطنه في فلسطين.ثم ترك كل شيء وانحاز الى القفر بالقرب من مايوما وسكن منسكاً هناك، واخذ يمارس اقسى التقشفات كالاصوام ولبس المسح والتأمل وعمل السلال ونقب الارض.دخل عليه اللصوص، يوماً، وهو راكع يصلي في مغارته، فقالوا له: ألا تخاف من اللصوص؟ فأجاب: مَن لم يملك شيئاً لا يخاف احداً. فقالوا: ألا تخشى الموت؟ فقال:" كيف أخشاهُ وانا استعد له في كل ساعة؟". فأثَّر فيهم كلامه وتخشعوا من منظره. وانصرفوا، عازمين على اصلاح سيرتهم بالتوبة.فطارت شهرة قداسته، فأتاه الكثيرون يرغبون في السير على طريقته، فقبلهم وأنشأ لهم الديورة وتولَّى ارشادهم بنفسه، فأجرى الله على يده أيات عديدة. منها شفاء ثلاثة بنين لامرأة البيردوس رئيس الحرس الملكي، كانوا اشرفوا على الموت.

ولما تضايق من ازدحام الناس عليه، ترك فلسطين وذهب مع تلميذٍ له يدعى ايزيكُس، الى صقلية في ايطاليا، ومنها جاء الى قبرس، مثابراً على طريقته النسكية، وقد بلغ الثمانين عاماً من العمر. فعرف بدنو أجله وخاف من الدينونة الرهيبة، لكنه تشدد بالايمان والرجاء بالله، مردِّداً هذه الصلاة:" أخرجي ايتها النفس الى ملاقاة ربك، لماذا تخافين، وقد جاهدتِ في خدمته السنين الطوالوبهذه المناجاة رقد بالرب سنة 372.

وترك تلميذه ايزيكس كتاب الانجيل والاسكيم الجلدي الذي وهبه اياه القديس انطونيوس. فجاء تلميذه بجثمانه الطاهر الى فلسطين، حيث استقبله الرهبان بمظاهر الحفاوة والاحترام ودفنوه في ديره القديم. وكان ضريحه ينبوع نعم وبركات. صلاته معنا. آمين.

هيلاريون الكبير الناسك (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ولد في طاباتا قرب مدينة غزة في فلسطين سنه" 292" م من والدينوثنيين غنيين ، أرسلاه إلى الإسكندرية ليتلقى العلم. وهناك قادته العناية الإلهية المسيحية فآمن بالمسيح واعتمد. وذهب ليتبرّك بأنطونيوس أبي الرهبان في مصر، فأعجب بطريقته وتتلمذ له، لكنه سئم كثرة الزوار الذين يتواردون على أنطونيوس، فترك أنطونيوس وعاد إلى فلسطين بعد أن تزوّد بنصائح وحكم من القديس.

 

وعند عودته وجد أن والديه قد توفيا. فقسّم ميراثه بين اخوته والفقراء وذهب الى مايوما حيث تنسّك وصار يعيش حياة صارمة ومتقشفة جداً. وقسم أوقاته بين الصلاة وشغل السلاسل وفلاحة الارض. وداهمه يوماً اللصوص فوجدوه يصلي فقالوا : "أما تخاف بطشنا؟" فقال : "أنا لا أملك شيئاً" فقالوا له : "نميتك" فأجاب إنه مستعد للموت. فتخشعوا من كلامه.

وهاجمه الشيطان بأنواع مختلفة من التجارب، فظهر له مرة على شكل غادة حسناء متهتكة، فزاد في التشديد على جسده بالإماتات. وعامل وكلّم جسده كما لو كان حماراً. ومرة تولاّه الرعب إذ شاهد وحوشاً ضارية تنقضّ عليه في الليالي المظلمة، فكان يتسلح بإشارة الصليب.

وبقي على هذه الحالة اثنتين وعشرين سنة فبلغ أوج الكمال واختاره الرب رسولاً الى شعبه ليرشدهم ويحلّ مشاكلهم وليصنع أعاجيب كثيرة، مما جعل الكثيرين يتتلمذون له، فأصبح بذلك نواة لبدء الحياة الرهبانية. وتكاثر حوله الرهبان، فبنى لهم الأديار غرباً نحو البحر وشرقاً نحو الأردن. وكان يطوف ويرشدهم سنوياً وتراكمت أشغاله وتكاثر زواره. فهرب الى قفر بعيد مع تلاميذه. وبعد بضع سنوات عرف الناس أيضاً مكمنه فلحقوا به، فركب البحر مع واحد من تلاميذه الى جزيرة صقلية. وإذ لم يكن له نقود يدفعها لصاحب المركب، قدّم له إنجيله بخط يده. فأرجعه هذا إليه وأخذه مجاناً لفقره وقداسته. وعاش في غابة يحتطب منها حطباً يبيعه ليعيش بثمنه. فذاع صيته مما جعله يخاف على حياته النسكية. فهرب مع تلميذه ايزيكوس الى جزيرة قبرص. فعرفه الناس وأتوه بالمعترين بالأرواح الشريرة وكان يشفيهم. فذاع صيته وقد صار ابن خمس وسبعين سنة، فطلب الى الرب أن يهديه الى مكان يقضي فيه بقية ايامه بسلام، فهداه الرب الى صخرة كبيرة عالية لا يمكن الصعود اليها إلا بشقّ الأنفاس. وكان صاحب الارض التي حلّ فيها مقعداً فحمله ذووه إليه فباركه هيلاريون فقام ومشى.

لبث على الصخرة خمس سنوات فاعترته حمى شديدة قضت عليه وفارق الحياة سنة 372، وترك لتلميذه ايزيكوس كتاب الأناجيل وثوبه والأسكيم الجلدي الذي كان يلبسه. ودفنه أهل الجزيرة عندهم، وأقاموا الحراس على قبره خوفاً من أن يسرقه تلميذه. وبعد عشرة أشهر وقد اطمأن أهل الجزيرة من ايزيكوس حمله هذا سراً وهرب، فاستقبله الرهبان بحفاوة في فلسطين ودفنوه في ديره القديم.

أبينا البار هيلاريون العظيم(+371م)‏ (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

ولد هيلاريون في قرية قريبة من غزة في فلسطين اسمها تاباثا في العام 291 ‏للميلاد. وكما تنمو الوردة بين الأشواك هكذا نشأ في عائلة وثنية وكانت مظاهر الحياة الوثنية تحتفّ به من كل صوب. ولما كان ذووه من ذوي اليسر أرسلوه إلى مدينة الإسكندرية ليدرس فيها على يد المعلمين الكبار. هناك قاده طلبه للعلم إلى مجالسة بعض المعلمين المسيحيين فاهتدى بواسطتهم إل الرب يسوع فآمن واعتمد.

وإذ كان صيت القديس أنطونيوس الكبير قد ذاع، يومذاك، في سائر مصر فقد دفعت محبة العلم الإلهي هيلاريون إلى زيارته. ويقال أن القديس أنطونيوس عندما التقى هيلاريون رأى فيه إناءً عظيماً لروح الرب فعلّق بالقول: "ها قد حضر إلينا النجم المنير المشرق في الصباح". فكان جواب هيلاريون: "سلام عليك يا عامود النار حامي الخليقة".

وأقام هيلاريون ردحاً من الزمان بجوار أنطونيوس بعدما رأى الحياة الملائكية التي كان يسلك فيها. لكن إقامته عنده لم تدم طويلاً لأن زائري القديس أنطونيوس كانوا كثراً، مما لم تكن لهيلاريون طاقة على احتماله بسبب طراوة عوده وحداثة عهده بالرهبنة. فعاد إلى فلسطين بعدما باركه القديس أنطونيوس وزوّده بإرشاداته وأعطاه رداء الجلد خاصته وإسكيم الرهبنة.

انصرف هيلاريون برفقة بعض المتحمسين للحياة الملائكية إلى برية قريبة من مايوما، وهي مرفأ غزّة، في العام 307 للميلاد. هناك اندفع لأكثر من خمسين سنة في صراع مرير ضد أهواء النفس والجسد وضد الأرواح المضلّلة المقيمة في تلك البقعة المنعزلة. وحدهم اللصوص بين الإنس كانوا يعبرون بالمكان من وقت إلى آخر.

دخل عليه اللصوص، يوماً، وهو راكع يصلي في مغارته فقالوا له: "ألا تخاف اللصوص؟" فأجاب: "من لا يملك شيئاً لا يخاف أحداً". فقالوا: "ألا تخشى الموت؟" فقال: "كيف أخشاه وأنا أستعد له في كل ساعة". فأثر فيهم كلامه وعزموا على تغيير سيرتهم.

جهاد هيلاريون كان بطولياً رغم حداثة سنّه، فقد كانت أصوامه قاسية: بعضاً من التين المجفف بعد غروب الشمس. أما نهاريه فقد اعتاد أن يقضيها في الصلاة وتلاوة المزامير وفلاحة الأرض اليابسة دون أن يكون للتربة ما تنتجه. همّه كان أن يدفن في التراب أعراقه حتى يضعف نفسه فلا تثور عليه أهواؤه.

وإذ رأى الشيطان أن صبياً صغيراً تجرأ على مهاجمته في عقر داره، بدأ يشن عليه الهجمة تلو الهجمة. وكما فعل الأبالسة بالقديس أنطونيوس، فعلوا بهيلاريون، فاخذوا يظهرون له في شكل حيوانات مفترسة ليزرعوا الرعب في قلبه ، كما أخذوا يحدثون جلبة مرهبة لا تفسير لها. كل ذلك لم يؤثر في الشاب هيلاريون لأنه بنعمة الله وثباته كان يطرد عن نفسه كل هذه الرؤى والأصوات الغريبة. 

ولسنين أقام هيلاريون في قلاية صغيرة هي أقرب إلى القبر منها إلى البيت، يفترش الأرض الصلبة ولا يستبدل ثوبه إلا بعد أن يهترئ ويتشقق. كان يعرف الكتاب المقدس عن ظهر قلب ويتلوه برعدة كما لو كان السيد حاضراً أمامه. اعتاد أن يغيّر نوع الطعام الذي كان يتناوله مرة كل بضع سنوات. فتارة يقتات بالعدس المنقوع وتارة بالخبز والملح والماء وطوراً ببقول الأرض. وعندما كان يشعر بالوهن الشديد أو يصيبه مرض كان يضيف إلى وجبته قليلاً من الزيت. وفي كل حال تمسّك هيلاريون بعد تناول الطعام إلا بعد غروب الشمس، كما حافظ على أصوامه حتى في الأعياد وحالات المرض، إلى آخر حياته.  

كل هذه الأصوام والأسهار والأتعاب والجهادات الخارقة  أسكتت في هيلاريون أهواء النفس والجسد فنما في النعمة والقامة وانفتح قلبه رحباً على معاينة  النور الإلهي. وقد منَّ عليه الله بموهبة صنع العجائب فشفى المرضى وطرد الشياطين. شهرته طّبقت الآفاق وهو بعد في الثانية والعشرين. وكثر هم الذين تسابقوا إليه لأخذ بركته والانضواء ‏تحت لوائه. وابتداء من العام 329 للميلاد ‏أخذ التلاميذ يتحلقون حوله.

وهكذا أضحى القديس هيلاريون في فلسطين ما كان عليه انطونيوس في مصر لأن الرهبنة في فلسطين وسوريا، آنئذ، لم تكن قد انتشرت بعد. غير أن هيلاريون حفظ الصلة بالقديس انطونيوس واعتبره لنفسه أباً.

بلغ عدد الذين اجتمعوا إلى هيلاريون من طلاّب حياة التوحّد قرابة الألفين. هؤلاء أقاموا الأديرة، وكان هيلاريون أباً لهم يزورهم مرة في السنة في أواخر الصيف، يزوّدهم بحاجات الجسد للسنة كلها ويحتفّون به فيعلمهم.

أتت جماعة من الأخوة مرة إليه وسألته: "ما هي علامة فضل الراهب؟" فأجاب: "كثرة الحب والاتضاع يزينان الراهب ويشرفانه في الدنيا وفي الآخرة، ‏فيجب أن تكون له هذه الخصال وهي أن يكون عاقلاً، عالماً، محتملاً، صبوراً، وقوراً، كتوماً، شكوراً، مطيعاً، مداوماً الصمت، متوفراً على الصلاة‏. فقالوا: "إذا اجتمعت هذه الخصال في إنسان فهل يسمى راهباً؟" قال: "نعم، إنه راهب إذا تعب كذلك وشقي بمقدار ما تصل إليه قوته".

ولما بلغ هيلاريون الثالثة والستين وازداد عدد الزائرين والمرض وحاجات الأخوة فوق الحد، قرر الانصراف إلى الصمت. وبالجهد أقنعهم بتركه يذهب. فقط أربعون من تلاميذه رافقوه.

توجه هيلاريون شطر جبل القديس انطونيوس بعدما انتهى إليه خبر رقاده. فذرف على كل موضع عبر فيه القديس الدموع السخية ساجداً مصلياً. ثم انتقل إلى برية الإسكندرية فأقام في هدوئها زمناً إلى أن أخرجه منها إقبال الناس عليه من جديد.

بعد ذلك تحوّل إلى ليبيا، لا سيما وقد أمر يوليانوس الجاحد بإلقاء القبض عليه. ومن ليبيا جاء ‏إلى صقلية لأنه قال أن أحداً هناك لا يعرفه، لكن محبته ألزمته بشفاء المرضى وطرد الشياطين هناك أيضاً، فصار الناس يتقاطرون عليه من كل صوب.

ومن جديد غيّر مكانه فجاء إلى دلماتيا ثم إلى قبرص. وحيثما حلّ كانت الجموع تلاحقه، فصلّى أن ينعم عليه الله بمكان يرتاح فيه إلى السكون ‏فأشار إليه بمغارة في قبرص يتعذر الوصول إليها فأقام فيها خمس سنوات إلى أن بلغ الثمانين ورقد بسلام في الرب. ثم أن تلميذه هزيخيوس سرق جثمانه من هناك في غفلة من عيون المؤمنين وعاد به إلى الدير في مايوما  ليكون بركة وتعزية للرهبان ولسائر المؤمنين.

تعيد للقديس هيلاريون اليوم الكنيسة الجامعة بأسرها , شرقاَ و غرباً .

 

نياحة الأنبا يعقوب بطريرك إنطاكية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا يعقوب بطريرك إنطاكية. وقد لقي شدائد كثيرة ونفى في سبيل المحافظة على الأمانة المستقيمة. وبعد أن ظل في النفي مدة من الزمان، اجتمع أهل المدينة واستحضروه. ثم رجع الأريوسيون ونفوه ثانيا. فمكث في المنفى سبع سنين. ثم تنيح بسلام.

شفاعته تكون معنا. آمين.

نياحة القديسة بيلاجية التائبة

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة بيلاجية. وقد ولدت هذه البارة بمدينة إنطاكية من أبوين وثنيين، وكانت قد جمعت إلى فساد معتقدها، نجاسة السيرة أيضا. فصادفها أسقف قديس يسمى بولس، ووعظها كثيرا فآمنت بالسيد المسيح على يده، واعترفت له بجميع ما صنعت. فقواها وعلمها ألا تيأس. وأن تتوب بنية صادقة. ثم عمدها باسم الآب والابن والروح القدس. فاستنارت بنعمة المعمودية. وتقدمت إلى التوبة بقلب ثابت ونية خالصة وأضنت جسمها بالعبادة الحارة. ثم تزينت بزي الرجال وذهبت إلى أورشليم. وسجدت في هياكلها. واجتمعت بالأب الاسكندروس بطريرك أورشليم فأرسلها إلى بعض الأديرة التي بقرب بيت المقدس فمكثت فيها أربعين سنة وتنيحت بسلام.

صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.