دينيّة
02 شباط 2017, 06:30

قديسو اليوم: 2 شباط 2017

دخول السيد المسيح الى الهيكل (بحسب الكنيسة المارونية) أبى ربُّ الشريعة له المجد إلاّ ان يُتم مع والدته العذراء الشريعة الموسومة، شريعة التطهير والتكفير كما جاء في سفر الاحبار (12: 6 -8).وعلى ذلك قال لوقا البشير:"ولما تمت ايام تطهيرها بحسب ناموس موسى، صعدا به الى اورشليم ليقّرباه للرب على حسب ما كتب في ناموس الرب" (لوقا 2: 22- 23).

 

ففي مثل هذا اليوم يقف قدوس القديسين مع والدته العذراء البريئة من وصمة الخطيئة موقف الخطأة ويقدّم تقدمة الفقراء ليعلّمنا نبذ الكبرياء القتّالة والخضوع لشرائعه الالهية. وكان في اورشليم رجل صدّيق اسمه سمعان أقبل بالروح الى الهيكل فحمل الطفل يسوع على ذراعيه وقال:" ربِّ، اطلق الان عبدك بسلام، وفاقا لقولك. فقد رأت عيناي ما اعددته من خلاص للشعوب كلها نوراً لهداية الامم ومجداً لشعبك". وقال سمعان لمريم أمه:" انه جُعِلَ لسقوط كثير من الناس، وقيام كثير منهم في اسرائيل وآية ينكرونها. وانت سينفذ سيف في نفسك حتى تتكشف الافكار عن قلوب كثيرة". وقد تمت هذه النبوءة في أمّه مريم، لمّا طعن قلبها سيف الآلام والاوجاع، اذ كانت واقفة عند الصليب تشارك ابنها في سر الفداء. ثم اعطت مريم كاهن الهيكل خمسة دراهم فضة بحسب وصية الناموس في تقدمة الفقراء. وبعد ان اتموا واجبات الناموس، عادوا الى الناصرة مدينتهم. ان الاحتفال بهذا العيد المبارك يرتقي الى عصور الكنيسة الاولى (سنة 541). وتذكاراً له وضعت الكنيسة رتبة تبريك الشمع رمزاً الى اشعاع النور الذي قال عنه سمعان الشيخ انه ينجلي للأمم، وما هو الاّ صدى لقول الرب يسوع: انا نور العالم ( يو 8: 12). رزقنا الله بركة هذا العيد ومتعنا بضياء نوره الابدي.

 

دخول ربنا يسوع المسيح الى الهيكل (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

فرض الله على الشعب بوساطة موسى شريعتين أولاهما أن لا تكون الامرأة طاهرة شرعاً بعد الولادة حتى تكمل الأربعين يوماً للولد الذكر والثمانين للأنثى. بعد ذلك تأتي الى الكاهن وتقدم عن طفلها حملاً أو زوجيّيمام أو فرخيّ حمام. وفي الثانية يأمر الله أن يقدَّم له كل بكر من الذكور ليكون مقدساً له. ولأنه لا يرضى بالذبائح البشرية أبدل ذبيحة الأبكار بمال يدفعه الأهل للهيكل، به يشترون حياة أبكارهم فلا يموتون كالمصريين.

وبناءً على ذلك يقول لوقا الإنجيلي :"لما تمّت أيام تطهيرها بحسب ناموس موسى، صعدا به الى أورشليم ليقدماه للرب، على حسب ما كُتب في ناموس الرب من أن كل ذكر بكر يُدعى مقدساً للرب وليقربا ذبيحة على حسب ما قيل في ناموس الرب زوجي يمام أو فرخي حمام".

وكان في أورشليم رجل صدّيق اسمه سمعان، وقد أُوحي إليه بالروح القدس أن لا يرى الموت حتى يعاين المسيح الرب. فأبصرت عيناه "نوراً ينجلي للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل" (لوقا 2 : 25). كما كان هناك حنة العجوز التقيّة التي عاشت سبع سنوات مع رجلها وترمّلت.

فيسوع في الهيكل للتقدمة، ومريم للتطهير، مثل فقيرة تحمل فرخي حمام لتفتدي بهما الطفل. باركها سمعان وعظّم الطفل المولود منها، وكشف لها عن السيف الذي سيغمد في قلبها : "ها إن هذا قد جُعل لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل وهدفاً للمخالفة. وأنتِ سيجوز سيف في نفسك حتى تُكشف أفكار من قلوب كثيرة". (لو 2 : 34 - 35).

أما يوسف فكان يسمع ويتعجّب، ورجع الجميع الى بيت لحم.

ويرتقي هذا الاحتفال بالعيد الى عصور الكنيسة الأولى. ولكن سنة 541 ظهر وباء الهواء الأصفر في مصر وامتدّ الى سائر الممالك. فاتفق الملك يُستنيانس مع بطريرك القسطنطينية على أن يحتفل بهذا العيد احتفالاً باهراً في جميع أنحاء البلاد. فعطفت البتول على شعبها وتلاشى الوباء بشفاعتها.

وتذكاراً له، وضعت الكنيسة رتبة تبريك الشمع رمزاً الى إشعاع النور الذي قال عنه سمعان إنه ينجلي للأمم، وما هو إلا لقول الرب يسوع "أنا نور العالم" (يو 8: 12).

 

عيد دخول يسوع إلى الهيكل (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

1- تعريف:

طبعًا إنه عيد دخول السيّد إلى الهيكل كما جاء في إنجيل لوقا في الإصحاح الثاني، ولكن هو في الوقت نفسه عيد اللقاء، وهذا عنوان أيقونة العيد في اللغة اليونانيّة.

هذا الاسم أي اللقاء عُبّر عنه في ليتورجيا الكنيسة الأرثوذكسيّة منذ الأيام الأولى للمسيحيّة، إذ أنّه:

- لقاء الإنسان القديم بالإنسان الجديد. 
- لقاء العهد القديم بالعهد الجديد.
- لقاء الشريعة والناموس بالولادة الجديدة.
- لقاء الرمز بالحقيقة الكاملة.
- لقاء الإنسان بالله المتجسّد نفسه.
- لقاء النبؤات بواضعها ومحقّقها.

إذًا الهدف من هذا الاسم التركيز على المعنى الجوهري للعيد، النبؤات تتحقق واحدة تلو الأخرى:
" السماء أصبحت كلّها على الأرض، الخالق يُحمل من المخلوق ليكون هو نفسه ذبيحةً عن كلّ واحد منّا". 

سمعان الشيخ يمثّل الأجيال التي انتظرت الخلاص عدا عن التسليم الإلهي وحنّة تمثّل النسك والإلتزام والصبر والنقاوة. 

فهذه هي صورة الأنبياء الذين يجاهدون دون كلل.

وهذه التسميّة وما يرافقها من إعلانات تظهر مدى ارتباط الأعياد كلّها ببعضها البعض. 
ففي اللحظة التي يفرح الشيخ بحمل الصبي يطلب إنتقاله فرحًا، إذ لا موت ، وهذه هي القيامة، وأيضًا يشير لمريم عن الصليب والمجد معًا.

فعوض التطهير الجسدي والتركيز عليه لتطبيق الشريعة، وحتى التقدمة، يصبح تطهير الذات وتقدمة النفس المبتغى للقاء السيّد والمخلّص الآتي, على أن نقبل دم السيّد الذي سال من جنبه على الصليب لتطهيرنا جميعًا،

في هذا العيد يتحوّل الهيكل الحجري الزائل إلى هيكل بشري سماوي. «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا ورأينا مجده (يوحنا 14:1)»

وعوض سكب العرق البشري والتعب الجسدي لبناء هياكل حجريّة فقط، أصبحنا مدعوين لبناء هيكل روحي بالدموع والجهاد والنقاوة وإفراغ الذات والتوبة.

كلّ هذا ظاهر في صلوات وقراءات العيد وترانيمه، وهذا هو جمال الليتورجيا الأرثوذكسيّة.

2- عيد سيّدي:

تسميّة هذا العيد  إذاً بعيد "اللقاء" ليس وليد الصدفة أو كلامًا شعريًا، بل ترجمة حقيقيّة لروحيّة الكنيسة وما يعيشه المؤمنون.

فمثلاً في الوقت الذي كانت تقام فيه احتفالات هذا العيد في القسطنطينيّة عام 602م في كنيسة العذراء
La Vierge des Blachernes لم يأخذ العيد طابعًا مريميًا كما اعتقد ويعتقد البعض، بل كان عيدًا سيّديًا بامتياز (نسبة للسيّد) لأنّه كما أشرنا سابقًا يرتبط بكلّ التدبير الخلاصي الذي أعدّه الله للإنسان وحققّه بتجسّده وصلبه وقيامته.

3- تاريخ العيد الأساسي 14 شباط:

تتكلّم الدراسات عن أن أصول العيد تعود إلى كنيسة أورشليم نفسها. 
فنقرأ مثلاً ذكرًا له وللمرّة الأولى في القرن الرابع ميلادي في مذكّرات الرّحالة إيجريا Egerie، بحيث كان العيد يُحتفل به بعد أربعين يومًا من عيد الظهور الإلهي الذي كان هو نفسه عيد الميلاد، أي كان عيد الميلاد يقع في 6 كانون الثاني وبالتالي يصبح عيد الدخول في 14 شباط، وهذه طريقة متّبعة في ليتورجيا الكنيسة الأرثوذكسيّة، فعيد رفع الصليب مثلاً يأتي بعد أربعين يومًا من عيد التجلّي لما في الرقم أربعين من عبور قيامي.

وكان قدّاس العيد يحصل في كنيسة القيامة وكانت العظة تتناول جوهر العيد ومفهومه الخلاصي.

ومسألة الشموع ومباركتها تعود إلى عهد الإمبراطور ماركيان ( 450-457م) حيث كان يرافق العيد تطوافًا بالشموع.

كما نجد عند القدّيس كيرلّس الإسكندري (444م) كلامًا يتوّجه فيه إلى المؤمنين بالإحتفال بالعيد بإبتهاج كبير وهم يحملون الشموع المضاءة.

بالإضافة إلى كلمات عظة أورشليميّة تعود إلى القرن الخامس ميلادي تعلن: « لنكن فرحين ومبتهجين ومنيرين ولتكن شموعنا لامعةً كقلوبنا. فيا أولاد النور لنقدّم المشاعل والمصابيح إلى النور الحقيقي الذي هو المسيح».

وأيضًا نعرف من خلال سفاريوس بطريرك أنطاكيّة في القرن السادس ميلادي ( 512-518م) ، أن هذا العيد كان يُحتفل به في كنائس أورشليم والقسطنطينيّة منذ سنوات عديدة.

4- تعديل تاريخ العيد لـ 2 شباط:

يكتب ثيوفانوس في حالياته أنّه في شهر تشرين الأول من عام 534م إجتاح القسطنطينيّة وباءٌ خطيرٌ أودى بحياة الكثيرين، وزال بيوم 2 شباط، فأمر عندها الأمبراطور يوستينيانس Justinien بنقل العيد لهذا اليوم.

بالمقابل نقرأ في التاريخ الكنسي عند نيكيفور Nicephore أن الأمبراطور يوستينس Justin، عم وسلف يوستينيانس، هوالذي قام بنقل هذا العيد.

في الحقيقة هذه المعلومات لا تتعارض فيما بينها، والأرجح أن يكون يوستينيانس هو قام بهذه العمليّة ، ولكن قد يكون الاختلاف مرتبط بتثبيت تاريخ عيد الميلاد في القسطنطينيّة في يوم 25 كانون الأول الذي كان في 6 كانون الثاني في عهد هذا الإمبراطور. 
وبحسب سفر اللاويين الإصحاح الثاني عشر، يُقدّم الصبي إلى الهيكل بعد أربعين يومًا من ولادته. وفعلاً هناك 40 يومًا بين 6 كانون الثاني و14 شباط، وإذا العيد كان قد ثبت في 25 كانون الأول فهناك أيضًا 40 يومًا لتاريخ 2 شباط.

من هنا يمكننا التأكد أنّه في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس كانت أغلبيّة الكنائس في الشرق تحتفل بهذا العيد المبارك.

5- دخول العيد إلى الغرب:

دخل هذا العيد إلى روما مع البابا سرجيوس الأوّل (687-701م) وهو إيطالي - سوري من سيسيليا.

ينسب بعض الباحثين أن دخول العيد إلى روما القديمة كان ليحلّ مكان عيد وثني، ولكن هذا الطرح لم يُحسم مع التأكيد أن مضمون وجوهر ولاهوت عيد الدخول يختلف كلّ الاختلاف عن أي عيد غير مسيحي.

 

دخول ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح إلى الهيكل (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

بهذا العيد تـختم الكنيسة الذكريات الإلهية التي تدور حول الميلاد. إن العذراء مريم، في اليوم الأربعين لولادة ابنها البكر، حملته إلى هيكل أورشليم، بحسب شريعة موسى، لتقدِّمه للرب، وتعود فـتفـتديه، بزوجي يمام أو فرخي حمام، وتتمّ هي أيضاً شريعة تظهير الأمهات.

 

نياحة القديس بطرس العابد (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس بطرس العابد. وكان في أول أمره عشارا، وكان قاسيا جدا، لا يعرف الرحمة، حتى انه لكثرة بخله وشحه لقبوه بعديم الرحمة. فتحنن عليه الرب يسوع، واحب ان يرده عن أفعاله الذميمة. فأرسل إليه يوما فقيرا يطلب منه شيئا يسيرا. واتفق وصول خادمه وهو يحمل الخبز إليه، في الوقت الذي كان فيه الفقير أمامه، فتناول العشار خبزة من علي رأس الغلام، وضرب بها الفقير علي رأسه، لا علي سبيل الرحمة، بل علي سبيل الطرد، حتى لا يعود إليه مرة ثانية. ولما اقبل المساء رأي في نومه رؤيا، كأنه في اليوم الأخير، وقد نصب الميزان، ورأي جماعة تجلبوا بالسواد، وفي ابشع الصور تقدموا ووضعوا خطاياه وظلمه في كفة الميزان اليسرى. ثم أتت جماعة من ملائكة النور حسني المنظر، لابسين حللا بيضاء، ووقفوا بجوار كفة الميزان اليمني. وبدت عليهم الحيرة لأنهم لم يجدوا ما يضعونه فيها. فتقدم أحدهم ووضع الخبزة التي كان قد ضرب به رأس الفقير، وقال ليس لهذا الرجل سوي هذه الخبزة، عندما استيقظ بطرس من النوم فزعا مرعوبا، واخذ يندب سوء حظه، ويلوم نفسه علي ما فرط منه. وبدا ان يكون رحوما متعطفا، وتناهي في أعمال الرحمة، حتى كان يجود بالثوب الذي له، وإذ لم يبق له شئ ترك بلده ومضي فباع نفسه عبدا ودفع الثمن للمساكين. ولما اشتهر أمره هرب من هناك وأتى إلى البرية القديس مقاريوس، حتى ترهب وتنسك وسار سيرة حسنة مرضية، أهلته لان يعرف يوم انتقاله. فاستدعي شيوخ الرهبان وودعهم وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس اسكلاس المجاهد

في هذا اليوم تذكار شهادة القديس المجاهد الأنبا اسكلا. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا آمين..