قديسو اليوم: 19 آب 2016
فلما علم الوثنيون بأنهم اعتمدوا وشوا بهم الى الوالي سلوكوس فأمرهم هذا بان يكفروا بالمسيح ويعودوا الى عبادة الاوثان. فلم يسمعوا له وثبتوا مجاهرين بايمانهم، وقال اندراوس قائدهم للوالي:" نحن جنود أمناء للملك. وقبل ذلك نحن جنود الاله القدير على كل شيء". عندئذ ارسل الوالي عساكره ضدهم. فالتقوا بهم في مضيق جبل قورش، وكان اندراوس وجنوده قادرين على الدفاع والنجاة من ايدي محاربيهم، لكنهم آثروا ان يسفكوا دمهم لاجل المسيح. ويظفروا بالاستشهاد فطرحوا سلاحهم واستسلموا كالغنم لخصومهم، فذبحوهم جميعاً ففازوا بالنصر واكليل الشهادة سنة 300 وكان عددهم نحو 2593 شهيداً. ان كنيسة المسيح تنتصر لا بالانتقام والتقتيل بل بموت بنيها في سبيل المسيح. صلاتهم معنا. آمين.
القديس العظيم في الشهداء اندراوس قائد الجيش (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
كان القديس اندراوس محاميا في الجيش الامبراطوري على الحدود الشرقية للامبراطورية زمن مكسيميانوس غاليرويوس ( حوالي العام 305م). ومع انه لم يكن قد اعتمد فانه لمع كوردة وسط الأشواك ، سواء بتقواه أو بشجاعته.العائد الأعلى للجيش ، المدعو أنطيوخوس، كان مشهورا بعنفه ضد المسيحيين. هذا أراد مواجهة تغلغل مفاجئ للفرس فأرسل أندراوس جنوده على الثقة بالمسيح الذي خلق السماء والأرض وأبطل الآلهة الكاذبة. على كلمته تضرع الجميع الى مسيح الرب فتمكنوا من دحر كتائب الأعداء وردهم على أعقابهم. اثر ذلك قرر جنود الفرقة أن يقبلوا الايمان بالمسيح . لكن بلغ خبرهم مسمعي أنطيوخوس ، فبدل أن يكافئهم أحالهم على المحاكمة. كان يستشيط غيظا. قرأ عليهم المراسم الملكية وذكرهم بأعيان المسيحيين الذي فتك هو بهم. أجابه أندراوس ان هؤلاء الشهداء قد حققوا الظفر عليه وان العذابات التي أنزلها بهم صارت لهم ميداليات في ملكوت المسيح. سخر أنطيوخوس منه وأمر بتمديده على سرير من البرونز المحمى. حدة الايمان والمحبة، اللذين تلظيا في قلب أندراوس، جعلته أقوى من الحروق فلم يحس بها. بذا وجد سرير التعذيب راحة حقيقية. اثر ذلك، بعض من برزوا من فرقة أندراوس، سمرت أيديهم على عوارض خشبية. هذا بث في قلوبهم فرحا سماويا أنهم أهلوا للاشتراك في آلام الرب يسوع حتى قبل أن يعتمدوا.
صمدت المجموعة ولم تخر، فعمد أنطيوخيوس الى القاء الجنود في السجن، وكتب الى الامبراطور يسأله اذا كان مناسبا اعدام ضابط بقيمة أندراوس، الأمر الذي قد يجر الى تمرد بين العسكر والى ثورة الشعب الذي يعتبره بطلا. أجابه مكسيميانوس بأن يتخلص منه سرا، بالحيلة، ولا يسمح للديانة الجديدة أن تشق طريقها الى الجيش. أطلق أنطيوخوس سراح أندراوس ورفاقه وتظاهر بأنه يتركهم يذهبون حيث يشاءون. لكن أخطر روح الرب القديس الشهيد بحيلة أنطيوخوس، فانتقل الى طرسوس، مع رجاله وطلب من الأسقف بطرس أن يعمدهم. فلما علم أنطيوخوس برحيلهم كتب الى حاكم كيليكيا العسكري، سلوخوس، بأمره بايقافهم ، في أسرع وقت ممكن ، وباءبادتهم ان قاوموا. أسرع سلوخوس، وقد كان هو نفسه مضطهدا متعصبا للمسيحيين، أقول أسرع الى طرسوس، على رأس مفرزة مهمة. أندراوس ورفقته كانوا قد اعتمدوا وكانوا يجتازون جبل طوروس هربا من ملاحقيهم في اتجاه مليتين الأرمنية. لم يكف سولخوس عن البحث عنهم. واذ تلقى وشاية في شأنهم تمكن من الوصول اليهم عند أحد مضايق جبل كوروس. فيما كان الجنود المغيرون يستعدون للانقضاض على أندراوس ورفقته، حث قديس الله رفاقه على رفع أيديهم في الصلاة الى الله دون السيوف. واذ وقع على ركبتيه، سأل الله طويلا من أجل اعدائه وخلاص العالم. وحالما أنهى صلاته هاجمهم جنود سلوخوس وأتوا عليهم كالنعاج البريئة من العيب لا تبدي مقاومة. فلما انتهوا منهم وانصرفوا جاء بطرس ، أسقف طرسوس، ونونوس، أسقف بيريا وبعض الاكليريكيين ورفعوا أجسادهم.
تذكار القديس الشهيد إندراوس القائد والمستشهدين معه، وهم ألفان وخمس مئة وثلاثة وتسعون (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
إنّ القديس الشهيد إندراوس كان من القوّاد الرومانيين في جيوش الملكيين ذيو كلسيانس ومكسميانس. وبقدر ما كان قائداً هماماً كان رجلاً مسيحيّاً تقيّاً متمّماً لواجباته بكل إيمانٍ وإخلاص وثبات. ولم يكتفِ بذلك، بل كان رسولاً في فرقته، وحَملَ الجنود الذين كانوا تحت إمرته على الدخول تحت راية المسيح، حتى أضحى المعسكر الذي كان يرأسه شبيهاً بدير تقام فيه الصلاة وأنواع العبادات.
وسارت الجيوش الرومانية لمحاربة الفرس. وسار إندراوس بفرقته معها، وأبلى بلاء حسناً، وامتاز جنوده بالشجاعة والإقدام والتضحية. ولمّا عاد العسكر ظافراً، وكان ذيوكلسيانس ومكسميانس قد أمرا بإضطهاد المسيحيين، وُشيَ بالقائد إندراوس وبجنود فرقته أنّهم مسيحيون، وأنّهم يمتنعون عن تقديم الذبائح للآلهة، ويأنفون من إكرام تماثيل الإمبراطرة، الذين كان الشعب قد اعتاد أن يؤلّهم ويقدّس حتى رذائلهم وقبائحهم.
فأمر الملك مكسميانس القائد إندراوس وجنوده أن يكفّروا بإيمانهم بالمسيح، ويعودوا إلى عبادة آلهة المملكة، فرفضوا بإباءٍ وشمم. وقال إندراوس: نحن جنودك الأمناء أيها الملك في ساحات الوغى، وأمّا في ما سوى ذلك، فنحن خدّام الإله العلي. فأمر الملك الوالي سلوكيوس أن يفتك بتلك الفرقة التي عدّها متمرّدة. فحصرهم جنود الوالي في أحد مضايق جبل طورس، وهاجموهم بعنفٍ ظنّاً منهم أن أولئك الأبطال لا بد لهم أن يدافعوا بشدّة وشجاعة عن نفوسهم. لكن إندراوس وجنوده طرحوا أسلحتهم، واستسلموا كالغنم لسهام وسيوف الجنود المحدّقة بهم، فكان لهم النصر العظيم في تلك المعركة الأخيرة، التي فازوا فيها بإكليل المجد، وطارت نفوسهم صفوفاً إلى المعسكر السماوي الأكبر، لتنضم إلى جموع الشهداء تحت راية المسيح الملك.
عيد التجلى المجيد (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح علي طور طابور وكان معه في ذاك الوقت تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وهم الذين عناهم بقوله: "ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان أتيا في ملكوته" (مت 16: 28) وقد أكمل وعده هذا. فانه بعد ستة أيام من قوله هذا أخذ التلاميذ الثلاثة وصعد بهم علي جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور وإذ موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه. وقد قصد المسيح بذلك أن يعلمنا بأنه رب موسى ومقيمه من الأموات وإله إيليا ومنزله من السموات. وفي قول بطرس: أن شئت نقيم هنا ونصنع ثلاث مظال ضعف وأدب. أما الضعف فلتفكيره أن الرب في حاجة إلى ما يستره من الشمس. وأما الأدب فلأنه لم يطلب لنفسه ولمن معه من التلاميذ ما طلبه للمسيح وموسى وإيليا. ولا تعجب من نقص علم التلاميذ فأنهم لم يكونوا قد أكملوا بعد. ولما قال هذا أتت سحابة وظللتهم، ليري بطرس أنه غير محتاج إلى مظال مصنوعة بالأيدي. وأتاهم صوت ليثبت في نفس التلاميذ ألوهيته قائلا: "هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا".
ولما سمع التلاميذ ذلك سقطوا علي وجوههم فلمسهم يسوع بيده المباركة وقال لهم: "قوموا ولا تخافوا. فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده" (مت 17: 1 – 8).
له المجد دائما إلى الأبد. أمين.