دينيّة
18 تشرين الأول 2016, 05:30

قديسو اليوم: 18 تشرين الأول 2016

تذكار القديس لوقا الانجيلي (بحسب الكنيسة المارونية) ولد هذا القديس في انطاكية من اسرة وثنية، وكان طبيباً، كما يُستدل من رسالة القديس بولس الى اهل كولسي (4: 14)، اذ يقول:" يسلِّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب". وقد آمن لوقا بالمسيح على يد التلاميذ الذين جاؤوا من اورشليم الى انطاكية، مبشرين بالانجيل، وتتلمذ لبولس الرسول ورافقه في اسفاره وعاونه في التبشير كما ذكره في رسالته الى فيليمون (عدد 23 و24). وقد لازم لوقا بولس الرسول، مدة اقامته في قيصرية سنتين، يقوم بخدمته بكل غيرة ونشاط ويشاطره جميع اتعابه الرسولية وما تحمَّله من الشتائم والاهانات. وسار معه الى روما، حيث كان له خير مُعزٍّ ومؤأسٍ في سلاسله وشدائده، كما حضر استشهاده.ثم كتب لوقا انجيله باللغة اليونانية. وامتاز عن غيره بذكر ما تلقَّنه من فم سيدتنا مريم العذراء: كحَبَلها بالكلمة الالهي وزيارتها نسيبتها القديسة اليصابات والميلاد في بيت لحم والهرب الى مصر والتقدمة الى الهيكل، وغير ذلك. واذ كان في روما، نحو سنة 63، وضع كتاب اعمال الرسل ( الإبرَكسيس).

 

وبعد استشهاد معلمه القديس بولس، اخذ يطوف البلدان الكثيرة، كما يقول القديس ابيفانيوس، مبشراً بايمان المسيح الذي ردَّ كثيرين من الامم. وبعد جهاده هذا المجيد رقد بالرب سنة 90 للميلاد. صلاته معنا. آمين!

 

القديس لوقا الانجيلي (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

نشأ في انطاكية، وهو كاتب الإنجيل الثالث وواضع كتاب أعمال الرسل ورفيق بولس الرسول، وطبيب يوناني من عبدة الأوثان. فيقول عنه بولس : "يسلّم عليكم لوقا الطبيب"، وأخذ الإيمان عن الرسل الذين جاؤوا إلى أنطاكية في نحو سنة 35.

اتخذه بولس الرسول رفيقاً له بعد سفرته الثانية في مدينة ترواس (51-54). وسافر معه إلى مكدونيا وإلى فيلبي ومكث هناك لأنه في كلامه في فيلبي عن بولس يستعمل صيغة الغائب. وتقابلا من جديد في فيلبي في آخر السفرة الثالثة التي قام بها بولس (54-58) ولازمه حتى آخر أيام الرسول. ثم عاد إلى أورشليم وبقي بالقرب منه في قيصرية يخدمه سنتين، وكتب أعماله بكل غيرة، وأقلع إلى روما حيث بقي معه في الأسر الأول والثاني لكنه لم يُسجن معه نظير ارسترخُس. أما عن بقية حياته فلا نعلم شيئاً، إذ لم يتطرق في كتاباته إلى الكلام عن نفسه.

لوقا لم يعاين الرب يسوع، ولا تعلّم بوحي كبولس، ولكنه اعتمد على وثائق كتابية وشفهية. فالكتابية مثل انجيل متى ومرقس وبعض الكتب الخاصة والتقاليد. منها استقاها من بشارة بولس الرسول وأحاديث الشماس فيلبس وكلام يعقوب أخي الرب، وغيرها من فم العذراء لأن ما كتبه بتلك الدقة والصراحة لم يطّلع عليه إلا عن طريق تلك التي كانت تحفظ ذلك الكلام كله في قلبها.

ووجّه إنجيله إلى المكرَّم ثاوفيلس. وقد يكون هذا الاسم مستعاراً يشير إلى كل محب للرب من الأمميين المتنصرين واليهود المؤمنين بالرب يسوع. وغايته من الكتابة تاريخية دفاعية. ومن المعتقد أنه وضع إنجيله بين سنة 80-90. ولكننا لا نعرف المكان الذي كتب فيه الإنجيل بالضبط.

ويمكننا أن نسمي إنجيله بـ"إنجيل الرحمة" لما فيه من حوادث دالة على حنان يسوع ورحمته نحو الخطأة وعطفه على المرضى والمحتاجين وعلى الأمم. وإنجيله يبين أن يسوع طبيب البشرية ومخلص العالم.

وأما كتاب أعمال الرسل فهو مجموعة حوادث تاريخية فيها يتناول نشأة الكنيسة وانتشارها وإيمانها. وهو كتاب متمم للأناجيل إضافة إلى ذكر مجموعة العقائد المسيحية وفضائل المسيحيين الأولين.

 

القديس الرسول لوقا الإنجيلي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

منذ القرن الثاني للميلاد والاعتقاد أن كاتب الإنجيل الثالث وسفر أعمال الرسل واحد وهو لوقا الطبيب (كولوسي 14:4) معاون بولس الرسول ورفيقه في عدد من أسفاره.

يقول عنه التراث أنه من أنطاكية، وكتبنا الليتورجية تصفه بأنه "جمال الانطاكيين" (صلاة المساء)، وأنه رأى السيد في عمواس بعد قيامته وآكله، هو وكلاوبا، أحد السبعين، الوارد ذكره مفرداً في إنجيل لوقا (18:24). إذن هو أحد التلميذين اللذين دنا منهما السيّد في الطريق إلى عمواس وسار معهما. فإذا ما صحّ ذلك يكون إغفال ذكر اسم التلميذ الآخر، غير كلاوبا، مقصوداً، ربما من باب الخفر والاتضاع.

إلى ذلك يذكر الكتّاب المتأخرون أنه كان رساماً وينسبون إليه أول أيقونة لوالدة الإله.

أما لقاؤه ببولس الرسول فيبدو أنه كان في مدينة تراوس. وقد رافق الرسول المصطفى في قسم من رحلته التبشيرية الثانية وفي رحلته الثالثة. ويظهر، كما يذكر تقليد قديم، أنه أقام في فيليبي فترة من الزمن رافق خلالها تيطس في رحلات تبشيرية في المدينة والجوار.

مكث لوقا الانجيلى مع بولس الرسول في قيصرية فلسطين مدة عامين قضاها هذا الأخير مسجوناً. كذلك رافقه إلى روما وبقي بجانبه هناك أيضاً، في فترة سجنه. ثم بعد استشهاد رسول الأمم يظن انه انتقل إلى دالماتيا وغالباً مبشّراً بالإنجيل. هذا إذا ما أخذنا بشهادة القديس ابيفانيوس القبرصي (315-304 م).

‏وجّه القديس لوقا إنجيله وسفر أعمال الرسل إلى رجل اسمه ثاوفيلوس سبق له أن اقتبل الكلمة. وقد أراد لوقا أن يزوّد هذا الرجل الذي يصفه بـ "العزيز"، بالقول الصحيح عن البشارة، ربما لتمكينه من التمييز بين الشهادة الصحيحة والشهادة المزورة عن المسيح بعدما أخذت كتابات منحولة طريقها إلى التداول.

‏أما من هو ثاوفيلوس هذا فليس لدينا قول قاطع بشأنه. بعض المصادر يقول أنه كان رجلاً إيطالياً شريفاً وبعضها أنه كان حاكم اخائية.

‏أنى يكن الأمر، فإن أسلوب القدّيس لوقا وطريقته في نظم الأحداث وعرضها يشيران، في نظر العلماء والدارسين، إلى ثقافة يونانية راقية وعقل علمي، فهو أكثر الإنجيليين التصاقاً بالبشارة كتاريخ. إلى ذلك تعتبره صلواتنا الليتورجية "‏... خطيباً بليغاً للكنيسة الموقّرة..." (صلاة السحر).

‏أما مزايا إنجيله، فالصورة التي اهتمّ بإبرازها عن السيد هي أنه المخلّص الإلهي للعالم أجمع وطبيب النفوس والأجساد. ولوقا أكثر الإنجيليين ذكراً للرب يسوع مصلياً وفي شهادته حث على الصلاة المتواصلة. كما يظهر الرب يسوع في إنجيله عطوفاً على النساء والفقراء والأميين على نحو مميّز.

‏لا نعرف تماماً لا أين ولا متى رقد القدّيس لوقا. بعض المصادر يقول أنه بلغ الثمانين من العمر وأنه رقد في الإسكندرية، ومن هناك نقل إلى مدينة القسطنطينية في القرن الرابع، أيام الإمبراطور قسطنديوس (357‏م). إلى رفاته تعزى عجائب شفاء عديدة  ويقال أن سائلاً كان يخرج من قبره ويشفي من يدهنون به من ذوي أمراض العيون.

 

تذكار القديس الرسول لوقا الإنجيلي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

هو ثالث الإنجيليين، وواضع كتاب أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس الرسول في أسفاره، وشريكه في رسالته وأتعابه. وشهيد المسيح الإله نظير سائر الرسل القديسين.

خرج القديس لوقا من أنطاكية عاصمة البلاد السوريّة. وكان طبيباً، ولم يكن يهوديّاً، بل كان يونانيّاً من عبدة الأوثان.

وانتحل لوقا الإيمان على أيدي التلاميذ الذين نزحوا من أورشليم، وأتوا أنطاكية وأخذوا يبشّرون بإسم الرب يسوع، نحو سنة 35، أي عقب الإضطهاد الذي أثاره اليهود على الكنيسة فقتلوا أستفانس رجماً بالحجارة.

ولقيه بولس في سفرته الثانية (51-54) في مدينة ترواس، فوجد فيه ضالته، وأحبّه، واتّخذه رفيقاً له. ولكن يظهر أن لوقا رافق بولس إلى مكدونيا وإلى فيلبي، ومكث هناك. لأنّه في كتاب الأعمال يستعمل صيغة المتكلّم في روايته إلى حين وصوله إلى مدينة فيلبّي، ثم يعود فيستعمل صيغة الغائب في كلامه عن القديس بولس ورفاقه.

وفي أواخر سفرة القديس بولس الثالثة (54-58) يتقابل الرسولان معاً في فيلبي أيضاً، ومنذ ذلك الحين يعود لوقا إلى ملازمة بولس، وتعود صيغة المتكلّم في كتاب أعمال الرسل. وبقي لوقا برفقة الرسول بولس ربما حتى آخر أيام هذا الرسول العظيم. فعاد معه إلى أورشليم، ولبث بالقرب منه، في قيصريّة، مدّة سنتين. فكان يخدمه ويؤاسيه ويأتمر بأمره، ويكتب تاريخ أعماله بكل غيرة وتجرّد وتفانٍ. ثم أقلع معه إلى رومة، لمّا ذهب بولس إليها مخفوراً، واحتمل معه شدائد الزوابع في البحر، وبقي بقربه في رومة مدّة الأسرَين الأول والثاني. إلاّ أن لوقا لم يُسجن مع بولس نظير أرسترُخس، بل بقي حرّاً طليقاً، وكان الخادم الأمين والصديق الوقيّ الحبيب.

أمّا عن بقيّة حياته فلا نعلم شيئاً. وهذا دليل كبير على ما اتّصف به ذلك الرسول الإنجيلي من الفضائل السامية، وأخصّها الغيرة الرسوليّة المقرونة بالتواضع العميق. فمع أنّه كتب الإنجيل الثالث، ووضع كتاب  "أعمال الرسل"، وذكر ببعض الأسهاب ما حدث للرسول بولس في حياته الرسوليّة، قد أغضى عن ذكر نفسه، وسكت عن أعماله، حتى لقد ترك شيئاً من الشك يحوم حول شخصه ورسالته.

أن لوقا لم يعاين الرب يسوع، ولا سمع كلامه، ولا تعلّم الإيمان منه بوحي خاصّ، كما جرى لبولس الرسول، لكنّه إعتمد في كتابة إنجيله على وثائق خطيرة ثابتة، منها كتابيّة ومنها شفهيّة.

أمّا الكتابيّة فهي إنجيل متى وإنجيل مرقس اللذين سبقاه في الكتابة، ثم بعض الكتب الخاصة التي منها إستقى ما كان صحيحاًومقبولاً في الكنيسة، ونبذ ما وجد فيها محرّفاً ومختلفاً. أمّا الشفهية فهي ما سمعه من بشارة الرسول في رحلاته الرسوليّة، ومن كرازة الرسولين بطرس وبرنابا في أنطاكية، ومن أحاديث الشمّاس فيلبّس في قيصريّة، ومن كلام القديس يعقوب أخي الرب في أورشليم، ولاسيّما ما استقاه من فم البتول مريم أم يسوع، كما يعتقده جمهور الكتبة والمفسّرين. لأن ما تركه لنا من بدائع الكلام عن الحبل بالنبي السابق وولادته، وعن بشارة البتول مريم وزيارتها لنسيبتها إليصابات، وعن إلتجاء العيلة المقدّسة إلى بلاد مصر الآمنة هرباً من غضب هيرودس، وعن حداثة يسوع في بيت يوسف ومريم، لم يتوصّل إلى معرفته بتلك الدقّة والصراحة والأمانة في الرواية إلاّ من فم تلك التي "كانت تحفظ ذلك الكلام كلّه في قلبها".

وكتب لوقا إنجيله بإسم "العزيز ثاوفيلس:. ولكن يغلب على الظن أن ثاوفيلس هذا إنّما هو إسم مستعار، أراد به لوقا جماعة الأمم المتنصّرة وجماعة اليهود الذين آمنوا أيضاً بالرب يسوع، وبوجه عام كل نفس تحب الله أو محبوبة لديه.

أمّا غايته فهي تاريخية ودفاعيّة معاً، بحسب ما جاء في فاتحة إنجيله، إذ يقول: "...رأيت أنا أيضاً، بعد أن أدركت جميع الأشياء من الأول بتدقيق، أن أكتبها لك بحسب ترتبها أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحّة الكلام الذي وُعظت به".

ولا يُعرف بالتدقيق متى وضع لوقا إنجيله. ولكن من المؤكّد أنّه وضعه قبل السنة السبعين. واختلف الرواة في أمر المكان الذي كتبه فيه، لكن هذا شيء لا قيمة له في نظر التاريخ.

ومن مميّزات هذا الإنجيل الثالث أنّه يصلح أن يُدعى بحقّ إنجيل الرحمة، لأنّه يذكر كثيراً من الحوادث التي تدل على حنان يسوع ورحمته نحو الخطأة، والتي تبيّن على الأخص عطفه نحو الأمم، وذلك لكي يصبّ في قلب الأمم المنتصرة عواطف الرجاء والثقة بالسيّد المسيح. أن إنجيل القديس متى يبيّن أن يسوع هو المسيح المنتظر، وإنجيل القديس مرقس يقدّمه للرومانييّن بكونه إبن الله الحق. أمّا إنجيل القديس لوقا فهو رسم بديع للرب يسوع بصفته طبيب البشريّة ومخلّص العالم.

هو مجموعة الحوادث التاريخيّة التي أوحاها الله، ووضعها القديس لوقا الرسول بالكتابة ليبيّن كيف نشأت الكنيسة، وكيف إنتشرت بين اليهود والأمم، وماذا كان إيمانها وتعليمها.

لكن إسم الكتاب هو أعمّ من الموضوع الذي يُعنى به. لأن هذا الكتاب لا يحتوبي على تاريخ أعمال الرسل أجمعين، بل يقتصر على ذكر بعض الحوادث التي جرت للهامتين بينهم، أعني بطرس وبولس. فشخص بطرس يملأ الفصول الإثني عشر الأولى، وأعمال بولس هي موضوع الفصول الستة عشر الباقية.

وأن عمل لوقا في وضع هذا الكتاب لعمل خطير، لأن كتاب الأعمال هو تتمّة لكتب الأناجيل، وهو نور يضيء ما غمض وصعب فهمه من كتاب الرسائل، ولاسيّما رسائل القديس بولس، وهو مجموعة بديعة للعقائد المسيحيّة كما بدأ الرسل يبشّرون بها وينشرونها بين الشعب.وهو كتاب يجد فيه المؤمن المتعبّد أسمى التعاليم الروحيّة، وصورة حيّة للفضائل المسيحيّة التي امتاز بها القديسيون والمؤمنون الأولون، نظير الغيرة والتجرّد والسخاء وكرم النفس والصبر على الشدائد. فمطالعة هذا الكتاب لذيذة على القلب شهيّة، فلا يملّ القارىء من العودة مراراً إليها، والإستفادة منها.

 

نياحة القديس الأنبا بولا الطموهي (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بولا الذي من طموه. ولأنه كان يميل منذ حداثته إلى العزلة والانفراد فقد قصد جبل أنصنا وسكن به وأقام معه هناك تلميذه حزقيال، هذا الذي شهد بفضائله. ومن ذلك أنه من فرط محبته للسيد المسيح له المجد، أضنى جسده بالزهد والتقشف والأصوام والصلوات الكثيرة التي تفوق طاقة البشر حتى استحق أن يظهر له المسيح ويطوبه على سلوكه في هذه الحياة الدنيا مسلك الكاملين الذين جاهدوا ضد الجسد والعالم والشيطان حتى تغلبوا عليهم. فقال له الأنبا بولا "كل هذا بعنايتك يا خالق البشر وفاديه، بموتك عنا نحن الخطاة غير المستحقين". فعزاه الرب يسوع وقواه.

ولما مضى أبونا القديس بيشوى إلى جبل أنصنا، اجتمع به القديس الأنبا بولا. وقال السيد المسيح لأنبا بولا "إن جسدك سيكون مع جسد صفيي بيشوى. وقد تم له ذلك إذ أنه لما تنيح الأنبا بولا وضع جسده مع جسد الأنبا بيشوى ولما أرادوا نقل جسد القديس الأنبا بيشوى إلى برية القديس مقاريوس بشيهيت حملوا جسده إلى مركب وتركوا جسد الأنبا بولا، فلم تبرح المركب مكانها حتى أحضروا جسد الأنبا بولا ووضعوه بجواره. وأتوا بهما إلى جبل شيهيت.

صلواتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.