دينيّة
16 كانون الثاني 2017, 06:30

قديسو اليوم: 16 كانون الثاني 2017

تذكار سلسلة مار بطرس الرسول (بحسب الكنيسة المارونية) جاء في كتاب اعمال الرسل: "وفي ذلك الزمان ألقى هيرودوس الملك الايدي على قوم من الكنيسة ليُسيء اليهم. وقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف. ولما رأى ان ذلك يُرضي اليهود، عاد وقبض على بطرس ايضاً. وكانت ايام الفطير. فَلمَّا امسكه جعله في السجن وأسلمه الى اربعة من الجند ليحرسوه. وفي عزمه ان يقدّمه الى الشعب بعد الفصح. فكان بطرس محفوظاً في السجن وكانت الكنيسة تصلي من اجله بلا انقطاع. ولما ازمع هيرودوس ان يقدّمهُ كان بطرس في تلك الليلة نائماً بين جندَّيين، مقيَّداً بسلسلتين واذا ملاك الرب قد وقف به ونورٌ قد اشرق في الموضع، فضرب جنب بطرس وايقظه قائلاً: قم سريعاً! فسقطت السلسلتان من يديه. وقال له الملاك: تمنطق واشدُد نعليك، ففعل كذلك. ثم قال له: إِلبس ثوبك واتبعني، فخرج وتبعه وهو لا يعلم ان ما فعله الملاك كان حقاً، بل كان يظنّ انه يرى رؤيا. فلمَّا جازا المحرس الاول والثاني، انتهيا الى باب الحديد الذي يُفضي الى المدينة، فانفتح لهما من ذاته. فخرجا وقطعا زُقاقاً واحداً وللوقت فارقه الملاك. فرجع بطرس الى نفسه وقال:" الآن علمت يقيناً أنَّ الرب قد ارسل ملاكه وانقذني من يد هيرودوس. ففكَّر وتوَّجه الى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان قومٌ كثيرون مجتمعين يصلُّون..." (أعمال فصل12).

 

السلسلتان محفوظتان في روما حيث انشأت الملكة اودكسيا،في السنة 439 كنيسة دُعيت باسم القديس بطرس في السلاسل، غير الكنيسة الكبرى، لاجل حفظ هذه الذخائر واكرامها. وقد صنع الله معجزات كثيرة بواسطتها، كما يشهد الحبر الاعظم القديس غريغوريوس الكبير.

وكان الاحبار الاعظمون يهدون الملوك المسيحيين ذخائر من برادة هذه السلاسل.

وتكريم هذه السلاسل يشمل الكنيسة شرقاً وغرباً. والكنيسة الرومانية تعيّد لها في اول آب والكنيسة الشرقية في هذا اليوم 16ك2. بركتها معنا. آمين.

 

سلاسل مار بطرس الرسول (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

جاء في كتاب أعمال الرسل : "وفي ذلك الزمان ألقى هيرودس الملك الأيدي على قوم من الكنيسة ليسيء إليهم. وقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف. ولما رأى أن ذلك يرضي اليهود، عاد وقبض على بطرس أيضاً. وكانت أيام الفطير. فلما أمسكه جعله في السجن وأسلمه الى أربعة من الجند ليحرسوه. وفي عزمه أن يقدمه الى الشعب بعد الفصح. فكان بطرس محفوظاً في السجن وكانت الكنيسة تصلي من أجله بلا انقطاع. ولما أزمع هيرودس أن يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائماً بين جنديين، مقيداً بسلسلتين، وإذا ملاك الرب قد وقف به ونور قد أشرق في الموضع، فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلاً : قم سريعاً! فسقطت السلسلتان من يديه. وقال له الملاك : تمنطق واشدد نعليك، ففعل كذلك. ثم قال له : ألبس ثوبك واتبعني، فخرج وتبعه وهو لا يعلم أن ما فعله الملاك كان حقاً، بل كان يظن أنه يرى رؤيا. فلما جازا المحرس الأول والثاني، انتهيا الى باب الحديد الذي يُفضي الى المدينة، فانفتح لهما من ذاته. فخرجا وقطعا زقاقاً واحداً وللوقت فارقه الملاك. فرجع بطرس الى نفسه وقال : "الآن علمتُ أن الرب قد أرسل ملاكه وأنقذني من يد هيرودس. ففكر وتوجه الى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان قوم كثيرون مجتمعين يصلون..." (أعمال فصل 12).

السلسلتان محفوظتان في روما حيث أنشأت الملكة اودكسيا في السنة 439 كنيسة دعيت باسم القديس بطرس في السلاسل، لأجل حفظ هذه الذخائر وإكرامها وهي غير كنيسة مار بطرس الكبرى. وقد صنع الله معجزات كثيرة بواسطتها، كما يشهد الحبر الأعظم غريغوريوس الكبير.

وكان الأحبار الأعظمون يهدون الملوك المسيحيين ذخائر من برادة هذه السلاسل... وتكريم هذه السلاسل يشمل الكنيسة شرقاً وغرباً. والكنيسة الرومانية تعيّد لها في أول آب، والكنيسة الشرقية في 19 كانون الثاني.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : بولا (بولس) اول المتوحدين

قبطي ولد في مدينة طيبة في مصر السفلى. درس اللغة اليونانية والمصرية (الفرعونية). توفي والده وترك ثروة وافرة لابنه في بدء مسيرة شبابه حيث كان عمره خمسة عشر ربيعاً.

ولما بدأ داكيوس القيصر يضطهد المسيحيين، ذهب بولا واختبأ في بستان له على ضفاف النيل. ولما شعر أن صهره يريد أن يشي به طمعاً بميراثه تألم جداً، فترك عزلته وماله وشقيقته وسار الى برية الطيبة وهناك تنسك. وكان يقتات من ثمر النخيل ويكتسي بأوراقه، فأوحى الله الى أنطونيوس في الحلم أن بولا الناسك أقدم وأكثر قداسة منه. فسار أنطونيوس يطوف تلك الغلوات حتى عثر على مغارة بولا... ويروى أن غراباً جاء برغيف خبز، فقال بولا : "تبارك الله الذي أرسل لنا كفافنا، إن هذا الغراب يأتيني منذ ستين سنة كل يوم بنصف رغيف واليوم لأجلك أتاني برغيف كامل" ... وفي الغد قال بولا لأنطونيوس : "لقد أرسلك الله لتدفن جسدي، فأسألك أن تذهب وتأتيني بالرداء الذي وهبك إياه البطريرك أثناسيوس وتجعله كفناً لي". فذهب أنطونيوس ليأتيه بالرداء، ولما عاد إليه وجده ميتاً فكفنه برداء البطريرك ودفنه، ثم رجع مستصحباً معه ثوب بولا الذي نسجه من ورق النخيل... ويقال إن أنطونيوس كان يلبسه في عيد الفصح وعيد العنصرة.

وكانت وفاته حوالي سنة 343 ويقال إنه عاش مئة وثلاث عشرة سنة.

 

السجود لسلسلة القديس بطرس الرسول المكرّمة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية) 

يستند العيد الذي نحتفل به اليوم إلى ما ورد في الإصحاح 12 ‏من سفر أعمال الرسل بشأن القبض على بطرس الرسول وسجنه وتقييده بالسلاسل ثم إطلاقه من قبل ملاك الرب.

 ‏ففي تلك الأيام أساء هيرودس الملك، وهو هيرودس أغريباس الأول، حفيد هيرودس الكبير، الذي حكم اليهودية والسامرة ما بين العامين 41 ‏و44م، أقول أساء إلى عدد من رجال الكنيسة إرضاء لليهود. فألقى القبض على يعقوب، أخي يوحنا الحبيب، وقتله بحدّ السيف. كما أمسك بطرس الرسول وألقاه في السجن مزمعاً أن يقدّمه بعد الفصح إلى الشعب لأن الزمن كان الفطير. وقد سلّمه إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه.

‏في تلك الأثناء كانت الكنيسة تصلّي بلجاجة إلى الله من أجله.

‏وقبل أن يمثل بطرس للمحاكمة، في الليلة التي سبقت وقوفه أمام الحكّام، والمفترض أن تكون الأخيرة قبل لفظ حكم الإعدام بحقّه على غرار يعقوب، كان مقيَّداً بسلسلتين إلى عسكريّين، واحداً عن اليمين والآخر عن اليسار. وكان قدام الباب حرّاس يحرسون السجن. فحلّت بالعسكر والحرّاس غفوة عميقة ونزل ملاك الرب بنور بهي أضاء السجن، وضرب جنب بطرس وأيقظه قائلاً له: قم عاجلاً! للحال سقطت السلسلتان من يديه. ثم قال له: تمنطق والبس نعليك! ثم قال له: "البس رداءك واتبعني!" فلبس رداءه وتبعه وهو لا يعلم أن ما جرى له كان في اليقظة لا في الحلم كما ظنّ. ثم اجتاز الملاك وبطرس المحرس الأول والثاني إلى أن وصلا إلى الباب الخارجي المؤدّي إلى المدينة فانفتح لهما من ذاته. فخرجا وابتعدا قليلاً مسافة زقاق واحد.

وإذ أضحى بطرس في مأمن فارقه الملاك، فعاد الرسول إلى نفسه وتيقّن من تدبير الله فسبّح وشكر.

‏ثم إنه جاء إلى بيت مريم، وهي أم يوحنا الملقّب مرقص، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلّون. فلما قرع الباب جاءت جارية اسمها رودا، التي معنى اسمها وردة، لتسمع. وإذ عرفت أنه بطرس ارتبكت من الفرح. وبدل أن تفتح له تركته يخبط على الباب وركضت إلى الداخل لتبشِّر الجميع بأن بطرس بالباب. فقالوا لها أنت تهذين! فأصرّت أنه هو إيّاه وإنها سمعت صوته. فقالوا إنه ملاكه! وفيما استغرق من في الداخل في الأخذ والرد لبث بطرس يقرع. فلما فتحوا له ورأوه اندهشوا، فأخبرهم بما جرى له وكيف أخرجه الرب من السجن. ثم غادرهم إلى موضع آخر.

 ‏أما السلاسل التي جرى تقييد الرسول بها فقد حصل عليها، فيما بعد، مسيحيون أتقياء وحفظوها فتنوقلت من جيل إلى جيل إلى أن استقرت في كنيسة على اسم سلسلة الرسول بطرس في القسطنطينية، بقرب كنيسة الحكمة المقدّسة، حيث جرت بواسطتها، وعلى مدى أجيال، أعداد من العجائب والأشفية. الكنيسة التي ضمّت سلسلته تمّ تكريسها في 16 ‏كانون الثاني، كما يبدو، فحُسب العيد في مثل هذا اليوم. هذا فيما درج الغرب على التعييد لها في الأول من آب، وهو ذكرى إنشاء كنيسة تحمل الاسم نفسه في رومية. الكنيسة عريقة في قدمها، ولكن لا نعرف ما إذا كانت السلسلة التي وصلت إلى رومية هي إيّاها التي كابدها الرسول في أورشليم. بعض الآراء يقول بأن التي في رومية كابدها الرسول هناك لا في أورشليم. والله أعلم!

‏يذكر أن بعضاً من سلسلة الرسول بطرس موجود اليوم في دير ديونيسيو وبعضها في دير إيفيرون ودير القديس بندلايمون في جبل آثوس.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديسون الشهداء سبوزيبوس وألوزيبوس وملوزيبوس وجدّتهم نيونيللا

هؤلاء الثلاثة كانوا إخوة توائم بالجسد. أصلهم من كبادوكيا. عاشوا في زمن الإمبراطور الروماني مرقص أوريليوس (161 – 180م) أو ربما أوريليانوس (270 – 275م). نشأوا وثنيّين وبرزوا في فنّ الفروسية وترويض الأحصنة البرّية. حدث في يوم من الأيام أن القوم، في تلك الناحية، كانوا يحتفلون بعيد للإله زفس، فدعا الإخوة الثلاثة جدّتهم نيونيللا إلى الاشتراك معهم في العيد. كانت المرأة قد اهتدت إلى المسيح، فجاءت وبشرتهم به، ففطن الثلاثة إلى معنى ما رأوه في الليلة السابقة. كما أضاء نور الإيمان قلوبهم وعقولهم فآمنوا. للحال خطر ببالهم أن يعترفوا بالمسيح قدّام الناس فذهبوا وفعلوا وقلبوا الأصنام دلالة على جدّيتهم فيما جاهروا به. قبض الجند عليهم وأوقفوهم أمام القضاة ثم ألقوهم في السجن. وإذ رغب القضاة في استعادة الإخوة الثلاثة، أوفدوا نيونيلا الجدّة لتقنعهم. هذه جاءت وثبّتتهم ودعتهم إلى الجهاد الحسن. فلما استدعى القضاة التوائم من جديد وجدوهم متمسّكين بإيمانهم بالمسيح فحكموا عليهم بالموت حرقاً وتمّ تنفيذ الحكم. أما نيونيلا فلم يلبث الجنود أن قبضوا عليها فنالت، هي أيضاً، إكليل الشهادة.

 

سلاسل بطرس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

يستند العيد الذي نحتفل به في 16 كانون الثاني إلى ما ورد في الإصحاح الثاني عشر من سفر  أعمال الرسل بشأن القبض على بطرس الرسول وسجنه وتقييده بسلاسل ثمَّ إطلاقه من قبل ملاك الرَّب.

ففي تلك الأيام أساء هيرودوس الملك، وهو هيرودوس أغريباس الأول، حفيد هيرودس الكبير، الذي حكم اليهودية والسامرة ما بين العامين 41و 44م، أقول أساء إلى عدد من رجال الكنيسة إرضاء لليهود. فألقى القبض على يعقوب، أخي يوحنا الحبيب، وقتله بحد السيف. كما أمسك بطرس الرسول وألقاه في السجن مزمعاً أن يقدمه بعد الفصح إلى الشعب لأن الزمن كان الفطير. وقد سلمه إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه.

في تلك الأثناء كانت الكنيسة تصلي بلجاجة إلى الله من أجله. وقبل أن يمثل بطرس للمحاكمة، في الليلة التي سبقت وقوفه أمام الحكَّام، والمفترض أن تكون الأخيرة قبل لفظ الإعدام بحقه على غرار يعقوب، كان مقيداً بسلسلتين إلى عسكريين، واحداً عن اليمين والآخر عن اليسار. وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن، فحلّت بالعسكر والحراس غفوة عميقة ونزل ملاك الرب بنور بهي أضاء السجن، وضرب جنب بطرس وأيقظه قائلا له: "قم عاجلاً!" للحال سقطت السلستان من يديه. ثم قال له: "تمنطق والبس نعليك!". ثم قال له: "البس رداءك واتبعني!". فلبس رداءه وتبعه وهو لا يعلم أن ما جرى له كان في اليقظة لا في الحلم كما ظن. ثم اجتاز الملاك وبطرس المحرس الأول والثاني إلى أن وصلا إلى الباب الخارجي المؤدي إلى المدينة فانفتح لهما من ذاته. فخرجا وابتعدا قليلاً مسافة زقاق واحد. وإذ أضحى بطرس في مأمن فارقه الملاك، فعاد الرسول إلى نفسه وتيقن من تدبير الله فسبح وشكر.

ثم أنه جاء إلى بيت مريم، وهي أم يوحنا الملقب مرقص، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون. فلما قرع الباب جاءت جارية اسمها رودا، التي معنى اسمها وردة، لتسمع. وإذ عرفت أنه بطرس ارتبكت من الفرح، وبدل أن تفتح له تركته يخبط على الباب. فقالوا لها أنت تهذين! فأصرت أنه هو إياه وأنها سمعت صوته. فقالوا إنّه ملاكه! وفيما استغرق من في الداخل في الأخذ والرد لبث بطرس يقرع. فلما فتحوا له ورأوه اندهشوا، فأخبرهم بما جرى له وكيف أخرجه الرب من السجن. ثم غادرهم إلى موضع آخر.

أما السلاسل التي جرى تقييد الرسول بها فقد حصل عليها، فيما بعد، مسيحيون أتقياء وحفظوها فتنوقلت من جيل إلى جيل إلى أن استقرت في كنيسة على اسم سلسلة الرسول بطرس في القسطنطينية، بقرب كنيسة الحكمة المقدسة، حيث جرت بواساطتها، وعلى مدى أجيال أعداد من العجائب والأشفية. الكنيسة التي ضمت سلسلته تم تكريسها في السادس عشر من كانون الثاني، كما يبدو، فحُسب العيد في مثل هذا اليوم. هذا فيما درج الغرب على التعييد لها في الأول من أب، وهو ذكرى إنشاء كنيسة تحمل الاسم نفسه في رومية، الكنيسة عريقة في قدمها، ولكن لا نعرف ما إذا كانت السلسلة التي وصلت إلى رومية هي إيَّاها التي كابدها الرسول في أورشليم. بعض الآراء تقول بأن التي في رومية كابدها الرسول هناك لا في أورشليم.

يُذكر أن بعضاً من سلسلة الرسول بطرس موجود اليوم في دير ديونيسيوس وبعضها في دير ايفيرون ودير القديس بندلايمون في جبل آثوس.

 

عودة رأس القديس مار مرقس الرسول (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في هذا اليوم تذكار عودة رأس القديس مار مرقس الرسول إلى الديار المصرية. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي هذا اليوم ايضاً : نياحة البابا اندرونيقوس الـ 37

في مثل هذا اليوم من سنة 617 م. تنيح الأب القديس الأنبا أندرونيقوس بابا الإسكندرية السابع والثلاثون. كان هذا الآب من عائلة عريقة في المجد. وكان ابن عمه رئيسا لديوان الإسكندرية، فتعلم وتهذب ودرس الكتب المقدسة وبرع في معرفة معانيها. ونظرا لعلمه وتقواه وتصدقه علي الفقراء رسموه شماسا، ثم اتفق الرأي علي اختباره بطريركا. وان لم يسكن الديارات كما فعل السلف الصالح، وظل في الإسكندرية طوال أيام رئاسته، غير مهتم بسطوة الملكيين. ولكن الجو لم يصفو له لان الفرس قد غزوا بلاد الشرق وجازوا نهر الفرات، واستولوا علي حلب وإنطاكية وأورشليم وغيرها، وقتلوا واسروا من المسيحيين عددا كبيرا. ثم استولوا علي مصر وجاءوا إلى الإسكندرية وكان حولها ستمائة دير عامرة بالرهبان فقتلوا من فيها ونهبوها وهدموها. فلما علم سكان الإسكندرية بما فعلوا فتحوا لهم أبواب المدينة ورأي قائد المعسكر في رؤيا الليل من يقول له قد سلمت لك هذه المدينة فلا تخربها، بل اقتل أبطالها لأنهم منافقون. فقبض علي الوالي وقيده. ثم أمر أكابر المدينة ان يخرجوا إليه رجالها من ابن ثماني عشرة سنة إلى خمسين سنة، ليعطي كل واحد عشرين دينارا وبرتبهم جنودا للمدينة. فخرج إليه ثمانون آلف رجل. فكتب أسماءهم ثم قتلهم جميعا بالسيف. وبعد ذلك قصد بجيشه الصعيد فمر في طريقه بمدينة نقيوس وسمع ان في المغائر التي حولها سبعمائة راهب فأرسل من قتلهم. وظل يعمل في القتل والتخريب إلى ان انتصر عليه هرقل وطرده من البلاد. أما الآب البطريرك فانه سار سيرة فاضلة. وبعد ما اكمل في الرئاسة ست سنين تنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم ايضاً : نياحة البابا بنيامين الأول الـ 38

في مثل هذا اليوم من سنة 656 م. تنيح الآب المغبوط القديس الأنبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثون. وهذا الآب كان من البحيرة من بلدة برشوط وكان أبواه غنيين، وقد ترهب عند شيخ قديس يسمي ثاؤنا بدير القديس قنوبوس بجوار الإسكندرية. وكان ينمو في الفضيلة وحفظ كتب الكنيسة حتى بلغ درجة الكمال المسيحي. وذات ليلة سمع في رؤيا الليل من يقول له افرح يا بنيامين فانك سترعى قطيع المسيح. ولما اخبر أباه بالرؤيا قال له ان الشيطان يريد ان يعرقلك فإياك والكبرياء، فازداد في الفضيلة ثم أخذه معه أبوه الروحاني إلى البابا اندرونيكوس واعلمه بالرؤيا، فرسمه الآب البطريرك قسا وسلمه أمور الكنيسة فاحسن التدبير. ولما اختير للبطريركية حلت عليه شدائد كثيرة. وكان ملاك الرب قد كشف له عما سيلحق الكنيسة من الشدائد، وأمره بالهرب هو وأساقفته، فأقام الأنبا بنيامين قداسا، وناول الشعب من الأسرار الإلهية، وأوصاهم بالثبات علي عقيدة آبائهم وأعلمهم بما سيكون. ثم كتب منشورا إلى سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة بان يختفوا حتى تزول هذه المحنة. أما هو فمضي إلى برية القديس مقاريوس ثم إلى الصعيد. وحدث بعد خروج الآب البطريرك من الكنيسة ان وصل إليها المقوقس الخلقدوني متقلدا زمام الولاية والبطريركية علي الديار المصرية من قبل هرقل الملك فوضع يده علي الكنائس، واضطهد المؤمنين وقبض علي مينا أخ القديس بنيامين وعذبه كثيرا واحرق جنبيه ثم أماته غرقا. وبعد قليل وصل عمرو بن العاص إلى ارض مصر وغزا البلاد وأقام بها ثلاث سنين. وفي سنة 360 للشهداء ذهب إلى الإسكندرية واستولي علي حصنها، وحدث شغب واضطراب الأمن، وانتهز الفرصة كثير من الأشرار فاحرقوا الكنائس ومن بينها كنيسة القديس مرقس القائمة علي شاطئ البحر وكذلك الكنائس والأديرة التي حولها ونهبوا كل ما فيها. ثم دخل واحد من نوتية السفن كنيسة القديس مرقس وأدلى يده في تابوت التقديس ظنا منه ان به مالا. فلم يجد إلا الجسد وقد اخذ ما عليه من الثياب. واخذ الرأس وخبأها في سفينته ولم يخبر أحدا بفعلته هذه. أما عمرو بن العاص فأذ علم باختفاء البابا بنيامين، أرسل كتابا إلى سائر البلاد المصرية يقول فيه. الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه، فحضر الأنبا بنيامين بعد ان قضي ثلاثة عشرة سنة هاربا، وأكرمه عمرو بن العاص إكراما زائدا وأمر ان يتسلم كنائسه وأملاكها. ولما قصد جيش عمرو مغادرة الإسكندرية إلى الخمس مدن، توقفت إحدى السفن ولم تتحرك من مكانها فاستجوبوا ربانها واجروا تفتيشها فعثروا علي راس القديس مرقس. فدعوا الآب البطريرك فحملها وسار بها ومعه الكهنة والشعب وهم يرتلون فرحين حتى وصلوا إلى الإسكندرية، ودفع رئيس السفينة مالا كثيرا للأب البطريرك ليبني به كنيسة علي اسم القديس مرقس. وكان هذا الآب كثير الجهاد في رد غير المؤمنين إلى الإيمان. وتنيح بسلام بعد ان أقام في الرياسة سبعا وثلاثين سنة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

وفي مثل هذا اليوم ايضاً : نياحة البابا زخارياس الـ 64

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا زخارياس الـ 64. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

وفي هذا اليوم ايضاً : نياحة البابا غبريال الخامس الـ 88

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا غبريال الخامس الـ 88. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

وفي مثل هذا اليوم ايضاً : تذكار تكريس كنيسة القديس مكاريوس الكبير

في مثل هذا اليوم كان تكريس كنيسة القديس مقاريوس بديره علي يد الاب الطاهر الأنبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثين. وذلك انه لما عين المقوقس حاكما وبطريركا علي مصر من قبل هرقل الملك. وكان الاثنان علي عقيدة مجمع خلقيدونية، شرع المقوقس في اضطهاد الأقباط لأنهم لم ينقادوا لرأيه وطارد القديس بنيامين البطريرك الشرعي. فهرب هذا الآب إلى الصعيد. وكان يتنقل في الكنائس والأديرة، يثبت رعيته علي الإيمان. ومكث علي هذا الحال عشر سنوات حتى فتح المسلمون مصر ومات المقوقس. ولما عاد الأنبا بنيامين إلى مقر كرسيه حضر إليه شيوخ برية شيهيت المقدسة وسألوه ان يكرس لهم الكنيسة الجديدة التي بنوها هناك علي اسمالقديس مقاريوس فقام معهم فرحا ولما اقترب من الدير استقبله الرهبان وبأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون كما استقبلت أورشليم السيد المسيح عند دخوله إليها. وحدث انه لما كرس الكنيسة وبدا في تكريس المذبح رأي يد السيد المسيح تمسح المذبح معه فسقط علي وجهه خائفا فأقامه أحد الشاروبيم وأزال عنه الخوف. فقال الأنبا بنيامين: حقا ان هذا بيت الرب، وهذا هو باب السماء. وتطلع إلى الجهة الغربية من الكنيسة فرأي شيخا واقفا هناك تلوح عليه الهيبة والوقار، ووجهه يضئ كوجه الملاك. فقال في نفسه حقا إذا خلا كرسي جعلت هذا أسقفا عليه.فقال له الملاك أتجعل هذا أسقفا وهو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان جميعا. وقد حضر اليوم بالروح ليفرح مع أولاده حقا ليدم هذا المكان عامرا بالرهبان الصالحين فلا ينقطع منهم مقدم ولا رئيس ولا تعدم مساكنه الثمرة الروحانية. فقال الأنبا بنيامين: طوباه وطوبى لأولاده. فقال الملاك ان حفظ بنوه وصاياه وتبعوا أوامره يكونون معه حيث يكون في المجد. وان خالفوا فليس لهم معه نصيب فقال القديس مقاريوس: لا تقطع يا سيدي علي أولادي هكذا. فان العنقود إذا بقيت فيه حبة واحدة، فان بركة الرب تكون فيه. لأنه إذا بقيت فيهم المحبة فقط بعضهم لبعض، فأنا أؤمن ان الرب لا يبعدهم عن ملكوته. فتعجب الأنبا بنيامين من كثرة رحمة القديس مقاريوس. وكتب هذا الخبر ووضعه في الكنيسة تذكارا دائما. ثم سال السيد المسيح ان يجعل يوم نياحته في مثل هذا اليوم. فتم له ذلك وتنيح في الثامن من طوبة، بعد ان أقام في البطريركية تسعا وثلاثين سنة. وقد سمي الهيكل الذي رأي فيه السيد المسيح باسمه. صلاته تكون معنا آمين.