قديسو اليوم: 16 تشرين الثاني 2016
دعا يسوع الى بيته وصنع له وليمة عظيمة. هناك قال يسوع راداً على اعتراض الفريسيين:" لا يحتاج الأصحاء الى طبيب، لكن ذوو الأسقام" (متى 9: 10 – 13).
ولزم متى العشار معلمه الالهي نظير سائر الرسل، واقفاً حياته كلَّها على خدمته. فسمع تعاليمه الالهية واغتبط بمشاهدة عجائبه وقيامته المجيدة وصعوده الى السماء. وبعد حلول الروح القدس يوم العنصرة، اخذ يبشر باسم يسوع في اورشليم واليهودية.
وهو اول من كتب انجيل الرب، في السنة الثامنة بعد صعوده الى السماء وهي الحادي والاربعون للمسيح. وكان ذلك قبل مغادرته اورشليم.
وكتب انجيله باللغة الارامية اي السريانية، ثم نُقل الى اللغة اليونانية، وبه يُثبت ان يسوع هو المسيح المنتظر الذي تمَّت به النبوءات. ولمَّا توزَّع الرسل للبشارة، قام متى يطوف بلاد الله الواسعة. فذهب الى مصر، حيث آمن على يده كثيرون.
ومن هناك استأنف سيره الى بلادالحبشة. فهدى الناس الى الايمان بالمسيح. وايَّده الله بصنع المعجزات. فأقام من الموت ابن الملك واسمه اوفرانو، فآمن الملك ومملكته بأسرها، عند هذه الاعجوبة الباهرة. ولا سيما ابنة الملك ايفيجانيا التي رغَّبها الرسول في حفظ البتولية، واقتدى بها كثيرات من رفيقاتها.
وكان الملك الجديد هيرناس يريد الاقتران بالبتول ايفيجانيا، لانه شغف بجمالها، فجاء يطلب من الرسول ان يقنعها بذلك، فلم يجبه على طلبه، فحنق عليه الملك وارسل جندياً الى الكنيسة، حيث كان القديس يقيم الذبيحة الالهية، فطعنه بحربةٍ فأسلم الروح.
ودامت بشارته في بلاد الحبش ثلاثاً وعشرين سنة، هدم فيها هياكل الاصنام واقام الكنائس ورسم الاساقفة والكهنة والشمامسة. وكانت وفاته نحو السنة التسعين للميلاد. صلاته معنا. آمين.
الرسول متى الإنجيلي(بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
هو أحد الرسل الإثني عشر، وهو الذي كتب الإنجيل الأول.
متى الرسول من الجليل، ويسمّى لاوي بن حلفى وكان عشّاراً أي جابياً للضرائب. وكان العشّارون محتقرين في المجتمع، لكنّهم كانوا يُقبلون على يسوع ويسمعون كلامه، لأنّه يعطف عليهم ويتفهمهم.
مرّ يسوع بمكان الجباية عند مدخل كفرناحوم، فدعا متى الذي لبّى الدعوة على الفور، وترك وظيفته وسار مع المسيح منضماً إلى الإثني عشر رسولاً.
وهذا ما يرويه متى نفسه في إنجيله إذ يقول: "رأى يسوع رجلاً جالساً عند مائدة الجباية إسمه متى فقال له: "إتبعني" فقام وتبعه". وليظهر شكره ليسوع صنع له عشاءً ودعا إليه زملاءه العشارين، "وفيما كان متكئاً في البيت إذا بعشارين كثيرين وخطأة جاؤوا واتّكأوا مع يسوع وتلاميذه". فانشرح بهم يسوع ودافع عنهم أمام الفريسيين. فقال الفريسيون لتلاميذه: "لماذا معلّمكم يأكل مع العشارين والخطأة؟. فلمّا سمع يسوع قال: "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب لكن ذوو الأسقام. فاذهبوا واعلموا ما هو. إنّي أريد رحمة لا ذبيحة، لأنّي لم آتِ لأدعو الصديقين بل الخطأة"...
وليس لمتى ذكر خاص في الأناجيل، بل هو كسائر الرسل لازم الرب وسمع أقواله، وبدأ بشارته في أورشليم مع الرسل واحتمل الإهانة والضرب والسجن وامتلأ من الروح القدس يوم العنصرة. وقبل مغادرته بلاد اليهودية وضع إنجيله لليهود المتنصرين، ويقال إنّه بشّر في بلاد العرب أو بلاد الفرثيين وإنّه وصل إلى الحبشة.
أمّا القديس إكليمنضس الإسكندري، في كلامه عن فضائله الرسول متى فيقول: "إنّه كثير العبادة والصيام، ولم يذق اللحم أبداً واستشهد في بلاد الحبشة".
وضع متى إنجيله بالآرامية الفلسطينية، ثم نُقل إلى اليونانية للشعوب التي مرّ بها مبشّراً. وغايته أن يبيّن أن يسوع هو المسيح المنتظر وهو الملك الحقيقي والمشترع الأكبر والنبي الأسمى. وهو الإنجيل الأول وقد كتبه قبل السنة السبعين بل حول الخامسة والأربعين. وتوخّى واضعه التعاليم اللاهوتية والروحية، فأعلن أن المسيح جاء يبشّر بالملكوت. ويدعى إنجيل متى "إنجيل ملكوت السماوات" وإنّ هذا الملكوت روحي، مفتوحة أبوابه لكل الشعوب.
دامت بشارته في بلاد الحيشة ثلاثاً وعشرين سنة وكانت رفاته في نحو السنة التسعين للميلاد...
القديس الرسول متى الإنجيلي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
هو أحد الرسل الاثني عشر (متى 3:10، مرقص 18:3، لوقا 15:6). له في إنجيل لوقا اسم ثان: "لاوي" (27:5) وفي إنجيل مرقص "لاوي بن حلفى" (14:2).
كان عشّاراً، جابياً للضرائب في كفرناحوم، المدينة التي كان الرب يسوع المسيح مقيماً فيها في بلاد الجليل. وفي كفرناحوم دعاه الرب يسوع وهو في مكان عمله بقوله "اتبعني" "فترك كل شيء وقام وتبعه" (لوقا 27:5-28).
متّى يتحدث عن دعوة يسوع له كما لو كان يتحدث عن إنسان غريب لا يعرفه. هكذا عرض للأمر: "فيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني، فقام وتبعه" (9:9). متّى يذكر أصله جيداً. يعرف من أي جب أخرجه يسوع. وهو الوحيد بين الإنجيليين الثلاثة الذي يقدّم نفسه في لائحة الرسل الاثني عشر لا كمتى وحسب بل كمتى العشّار (10:3).
ثم أن لاوي احتفى بالرب يسوع فصنع له في بيته ضيافة كبيرة. في هذه الضيافة التي حضرها جمع من العشّارين والخطأة تفوّه الرب يسوع بقوله المأثور: "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعو أبراراً بل خطأة إلى التوبة" (مرقص 17:2، لوقا 31:5). قال ذلك في معرض ردّه على الكتبة والفريسيين الذين تذمرّوا: "ما باله يأكل ويشرب مع العشّارين والخطأة" (مرقص 16:2).
أمران يلفتانا في رواية متى: الأول إحجامه عن إضفاء طابع العظمة على الضيافة وعدم نسبتها إلى نفسه بشكل صريح كما نسبها مرقص ولوقا إلى لاوي مباشرة. وفي ذلك خفر. والأمر الثاني إيراده القول السيّدي، دون الإنجيليين الآخرين، بتوسع. "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة. لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطأة إلى التوبة" (متى 12:9-13) فالقول الزائد "اذهبوا وتعلّموا ما هو. إني أريد رحمة لا ذبيحة"، إلى جانب كونه يدين الكتبة والفرّيسيين - لاسيما وأن الشق الثاني منه مأخوذ من نبوءة هوشع (6:6) - فإن متى حساس له وضنين به لأنه يعرف جيداً ما فعلته به رحمة الله وأنه بالنعمة مخلّص بالإيمان وهذا ليس منه، "هو عطية الله" كما يقول الرسول بولس في أفسس (8:2). وهذا ما يبرّر أيضاً دعوة متى العشّارين والخطأة، أصحابه، إلى العشاء، فرحمة الله مسكوبة على الجميع. أولم يكن متى الوحيد الذي أورد قول يسوع: "إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله" (متى 31:21) ؟
ورافق متى الرسول الرب يسوع في تنقلاته وبشارته وعاين عجائبه قبل الصلب وبعد القيامة. كما كان في عداد الرسل الذين كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم، أم يسوع، وإخوته بعد الصعود (أعمال الرسل 13:1-14).
أما بعد العنصرة فثمة من يقول انه توجّه إلى بلاد مصر والحبشة وبشّر هناك، وهناك استشهد. وثمة من يقول أنه بشّر في بلاد الفرس وأنه هدى عدداً كبيراً من الوثنيين إلى الإيمان ورقد بسلام في الرب. أما البطريرك مكاريوس الزعيم، عندنا، فيقول عنه أنه اقتبل الشهادة بحريق النار في مدينة منبج الشام وتوفي رسولاً وشهيداً. وهذه المعلومة مأخوذة، فيما يبدو، من السنكسارات القديمة.
أما إنجيل متى فلعله كتب في الثمانينات من القرن الأول. وجّهه صاحبه لمنفعة المؤمنين من أصل يهودي في فلسطين أو سورية أو فينيقية أو غير مكان. الشهادات القديمة تفيد أنه كتب بالآرامية ثم نقل إلى اليونانية. ولكن، لا أثر موجود للنسخة الآرامية. يمتاز بكون كاتبه طويل الباع في علم الكتاب المقدّس والتقاليد اليهودية كما يتبنّى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية: "الصدقة والصلاة والصيام". وهو بارع في فن التعليم وتقريب يسوع من سامعيه. ولعل مسكه للسجلات في مهنته كعشّار ساعده على جمع مواد إنجيله وتنسيقها بما يتلاءم والغرض التعليمي والعملي الذي من أجله جمعها.
والكنيسة المقدّسة تنشد له اليوم هذه البروصومية في صلاة الغروب، وفيها تختصر سيرته الروحية:
"أيها الرسول إن الفاحص قلوب البشر، لما رأى بسابق معرفته الإلهية عزمك الإلهي، أنقذك من عالم الظلم وجعلك، حينئذ، نوراً لكل العالم، آمراً إياك أن تضيء وتنير أقطار المسكونة. وهو الذي استأهلت أن تكتب إنجيله الإلهي علانية فإليه ابتهل أن ينير ويخلص نفوسنا".
تذكار القديس الرسول متى الإنجيلي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان الرسول متى من الجليل نظير سائر الرسل، ما عدا يهوذا الأسخريوطي. ولم يكن صيّاداً على مثال بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنّا، أعني من عامة الناس الذين لا شأن لهم في المجتمع الإسرائيلي الراقي، بل كان أحقر من ذلك بكثير لأنّه كان عشّاراً. وكان العشّارون جباةً رسميين يعملون لحساب الرومانيين الفاتحين. لذلك كانوا ممقوتين عند الشعب، ومعدودين خطأةً في نظر الناس وأمام الشرع الإسرائيلي. إلاّ أنّه كان أمام الله إسرائيلياً مستقيماً، على مثال زكا العشّار زميله في الوظيفة. وكان بلا ريب من أولئك الذين كانوا يتراكضون إلى سماع أقوال يسوع ومواعظه، لأنّم كانوا يجدون فيها ندىً سماوياً وتعزيةً روحيّة لقلوبهم المسكنية المتألّمة، المتعطّشة إلى الحق والحياة.
بعد أن شفى يسوع المخلّع في كفرناحوم وغفر له خطاياه، ترك البيت الذي كان فيه وخرج، "فرأى رجلاً جالساً عند مائدة الجباية إسمه متى. فقال له إتبعني. فقام وتبعه".
أن يسوع نظر إلى متى فوجد فيه ضالته، ورأى فيه بسابق علمه رسولاً غيّوراً، وإنجيليّاً سماويّاً، وشهيداً مجيداً، فدعاه إلى الإنضمام إليه. ففي الحال ترك متّى كل شيء وتبعه. ولكي يُظهر له شكره على ذلك الشرف الأثيل االذي خصّه به يسوع، صنع له عشاءً عظيماً ودعا إلى ذلك العشاء الكثيرين من زملائه العشارين ومن أولئك الخطأة الشرعيين ولكي يُظهر الفادي الإلهي رضاه عن ذلك الإجتماع، وانشراحه من وجوده بين أولئك الخطأة، أخذ ينتصر لهم ويدافع عنهم أمام الفريسيين، الذين أخذوا يتذمّرون ويعترضون على أعماله.
ومن بعد حادث الوليمة، لا نجد لمتّى الرسول ذكراً خاصاً به الأناجيل الأربعة. بل كانت حياته مع الفادي الإلهي حياة سائر الرسل. فإنّه لزم الرب يسوع نظيرهم، وسمع أقواله، ورأى عجائبه، وفرح بمشاهدته من بعد قيامته، وامتلأ من الروح القدس يوم العنصرة، وبدأ بشارته من بعد قيامته، وامتلأ من الروح القدس يوم العنصرة، وبدأ بشارته في أورشليم مع الرسل، واحتمل معهم الإهانة والضرب والسجن لأجل إسم الرب يسوع، وكان مغتبطاً مثلهم بتلك الإهانة وذلك العذاب.
فلمّا حان الوقت الذي دعاه فيه الرب إلى نشر الإيمان في أقطار الدنيا، فقبل مغادرته أورشليم وبلاد اليهودية، وضع إنجيله الشريف، ليبقى ذكراً ودستوراً لأبناء قومه من اليهود المتنصرين. هذا رأي أفسافيوس نقلاً عن القديس أكلمنضس الأسكندري. وهو رأي القديس إيريناوس أيضاً.
ومن بعد ذلك قام يطوف في بلاد الله الواسعة ويبشّر بكلمة الرب. فمنهم من يقول أنّه بشّر في بلاد العرب، وآخرون يقولون أنّه طاف في بلاد فارس وغيرهم يقول أنّه وصل إلى بلاد الحبشة، وهدى تلك الشعوب الطيّبة إلى الإيمان بالمسيح.
ويقول القديس أكلمنضس الإسكندري في كلامه على فضائل الرسول متى، أنّه كان كثير العبادة، كثير الصيام، وأنّه لم يكن يذوق اللحم مطلقاً، بل كان يغتذي بالأعشاب والحبوب. وأنهى القديس متى حياته بالإستشهاد في بلاد الحبشة.
تذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس باللد (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس الجليل والشهيد العظيم جاؤرجيوس الكبير بمدينة اللد. وما اجرى الله فيها من العجائب الباهرة والآيات الشائعة في البر والبحر. حتى إن الملك دقلديانوس لما سمع بصيتها أرسل اوهيوس رئيس جنده ومعه بعض الجند لهدمها. فتقدم هذا بكبرياء إلى حيث أيقونة القديس جاؤرجيوس، وبداء يستهزئ بالنصارى وبالقديس. وكان بيده قضيب، ضرب به القنديل الذي أمام صورة القديس فكسره، فسقطت منه شظية على رأسه فغشيته رعدة وخوف وسقط طريحاً على الأرض. فحمله الجند ومضوا به إلى بلادهم وقد علموا إن هذا نتيجة سخريته بهذا الشهيد العظيم. ومات اوهيوس في الطريق ذليلا فطرحوه في البحر. ولما علمالملك دقلديانوس بذلك غضب، وعزم أن يمضي هو إلى هذه الكنيسة ويهدمها. ولكن الرب لم يمهله حتى يتمم ما كان قد عقد العزم عليه. فضربه بالعمى. وأثار عليه أهل المملكة وانتزعها منه. وأقام بعده قسطنطين الملك البار. فأغلق البرابي، وفتح أبواب الكنائس وابتهجت المسكونة والكنائس، وخاصة كنيسة الشهيد العظيم كوكب الصبح القديس جاؤرجيوس. شفاعته تكون معنا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار القديس جاؤرجيوس الاسكندرى
في مثل هذا اليوم استشهد القديس جاؤرجيوس الإسكندري. كان أبوه تاجراً بالإسكندرية ولم يكن له ولد. واتفق له السفر إلى اللد وحضر عيد تكريس كنيسة الشهيد جاؤرجيوس. فصلى إلى الله متشفعاً بقديسه العظيم أن يرزقه ولداً. فقبل الرب دعائه ورزقه طفلا أسماه جاؤرجيوس. وكانت أمه أختاً لارمانيوس والي الإسكندرية. وتوفي أبواه وكان له من العمر خمساً وعشرين سنة. وكان صالحاً رحوماً بالمساكين، محباً للكنيسة فمكث عند خاله، وكانت له ابنة وحيدة، خرجت ذات يوم ومعها بعض صاحباتها للنزهة، فشاهدت ديراً خارج المدينة، وسمعت رهبانه يرتلون تراتيل حسنة فتأثرت مما سمعت وسالت ابن عمتها جاؤرجيوس عما سمعته، فأجابها بأن هؤلاء رهبان قد انقطعوا عن العالم للعبادة، وهداها إلى الإيمان بالسيد المسيح، وعرفها نصيب الخطاة من العذاب، ونصيب الأبرار من النياح. فلما عادت إلى أبيها عرّفته أنها مؤمنة بالمسيح، فلاطفها وخادعها، ووعدها ثم توعدها، فلم تذعن لكلامه فأمر بقطع رأسها ونالت إكليل الشهادة. وبعد ذلك عرف الوالي أن جاؤرجيوس هو الذي أطغاها، فقبض عليه وعذّبه عذاباً شديداً. ثم أرسله إلى انصنا. فعذبوه هناك أيضاً. وأخيراً قطعوا رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة. وكان هناك شماس يسمى صموئيل. فأخذ جسده المقدس ومضي به إلى منفى من أعمال الجيزة. ولما علمت إمرأة خاله أرمانيوس، أرسلت فأخذت الجسد ووضعته مع جسد ابنتها الشهيدة بالإسكندرية. شفاعتهما تكون معنا امين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس الأنبا نهروه
في مثل هذا اليوم استشهد القديس نهروه.وهذا كان من بلاد الفيوم، وكان يخاف الله كثيراً. ولما سمع بأخبار الشهداء ذهب إلى الإسكندرية ليموت على اسم السيد المسيح. فقيل له في رؤيا " لابد لك أن تمضي إلى إنطاكية"، وفيما هو يفكر كيف يذهب إلى هناك، انتظر سفينة ذاهبة ليركبها، فأرسل له الرب ملاكه ميخائيل، فحمله على أجنحته من الإسكندرية إلى إنطاكية. وأوقفه أمام دقلديانوس الملك واعترف بالسيد المسيح. فسأله عن اسمه وبلده. ولما عرف آمره عجب من حضوره بهذه الحالة، وعرض عليه جوائز كثيرة ليرجع عن إيمانه فأبى، ثم هدده فلم يخش، فأمر الملك بتعذيبه بأنواع كثيرة. فعذبوه تارة بإطلاق الأسد عليه، وتارة بحرق النار، وتارة بالعصر، وتارة بطرحه في إناء وتوقد النيران تحته. وأخيراً قطعوا رأسه المقدس بحد السيف ونال إكليل الشهادة. وصار بديلا عن الشهداء الذين من إنطاكية واستشهدوا بأرض مصر. واتفق حضور القديس يوليوس الإقفهصي هناك وقت استشهاده فأخذ جسده وأرسله مع غلامين له إلى بلده بكرامة عظيمة. شفاعته تكون معنا امين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس أكبسيما وأبتولاديوس
تذكار استشهاد القديس أكبسيما وأبتولاديوس. صلواته تكون معنا امين
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة القديس الأنبا مينا اسقف تيمى الامديد
في مثل هذا اليوم تنيّح القديس مينا أسقف مدينة تمي الأمديد بمركز السنبلاوين. وكان هذا الاب من أهل سمنود. وكان وحيداً لأبوين يخافان الله ويمارسان أعمال الرهبنة بالصوم والصلاة والنسك حتى شاع صيتهما في البلاد. وزوجا ولدهما بغير إرادته فأطاع، ولكنه اتفق مع زوجته علىأن يحتفظا بتوليتهما، ولبثا هكذا يؤديان عبادات كثيرة كما يؤديها الرهبان، حيث كانا يلبسان مسوحا من شعر، ويقضيان أغلب ليلهما في الصلاة وتلاوة كلام الله. واشتاق هذا القديس إلى الترهب ففاتح زوجته قائلا "لا يليق أن نمارس أعمال الرهبان ونحن في العالم"، وإذ وافقته على ذلك قصد دير الأنبا أنطونيوس لبعده عن والديه اللذين كانا يجدّان في البحث عنه، فلم يعرفا له مكان، ومن هناك ذهب مع أنبا خائيل الذي صار فيما بعد البطريرك السادس والأربعين على مدينة الإسكندرية، إلى دير القديس مقاريوس وترهبا هناك. وكان ذلك في زمان الكوكبين المضيئين أبرآم وجاورجه. فتتلمذ لهما الاب مينا وتضلع بعلومهما واقتدى بعبادتهما. وازداد في العمل الملائكي حتى فاق كثيرين من الآباء في عبادته. وحسده الشيطان على فرط جهاده، فضربه في رجليه ضربة أقعدته مطروحاً على الأرض شهرين. وبعد ذلك شفاه السيد المسيح وتغلب على الشيطان بقوة الله. ثم دعي إلى رتبة الأسقفية، فحضر إليه رسل من قبل البطريرك. ولما عرف الغرض حزن وبكي، وتأسف على فراقه البرية. فأقنعه الآباء إن هذا الأمر من الله. فأطاع ومضي مع الرسل فرسمه البطريرك أسقفا على تمي. وأعطاه الرب نعمة شفاء المرضى وموهبة معرفة الغيب، حتى أنه كان يعرف ما في ضمير الإنسان. وكان أساقفة البلاد القريبة يأتون إليه ويستشيرونه، كما كانت الجماهير تتقاطر إليه من كل مكان لسماع تعاليمه، وصار أباً لأربعة من بطاركة الإسكندرية، ووضع يده عليهم عند رسامتهم. وهم الأنبا ألكسندروس الثاني، والأنبا قسما، والأنبا ثاؤذورس والأنبا خائيل الاول. ولما أراد السيد المسيح نقله من هذا العالم الفاني أعلمه بذلك. فدعا شعب كرسيه وأوصاهم إن يثبتوا في الأمانة المستقيمة، وأن يحفظوا الوصايا الإلهية. ثم أسلمهم لراعيهم الحقيقي الرب يسوع المسيح، وانصرف من هذه الدنيا الفانية إلى المسيح الذي أحبه، فناح عليه جميع الشعب، وحزنوا جداً لفقد راعيهم ومدبر نفوسهم وأبوهم بعد الله. ثم شيعوه كما يليق ودفنوه في مكان كان قد عينه لهم من قبل. صلاته تكون معنا آمين.