قديسو اليوم: 14 تشرين الأول 2016
فعرف بهما والي المدينة استاسيوس، وكلفهما عبادة الاصنام، فاجابا انهما لا يعبدان الاَّ الاله الواحد خالق السماء والارض وانبه يسوع المسيح. فامر بهما، فجلدوا اولاً جرفاسيوس، حتى سالت دماؤه وفاضت روحه الطاهرة، ثم بعد ان عذبوا برتاسيوس قطعوا رأسه، فنال اكليل الشهادة نحو سنة 68 للميلاد.
فاخذهما احد المسيحيين ودفنهما بتابوت من رخام وضع فيه كتابة باسميهما وتاريخ استشهادهما. وفي السنة 386، تمكن القديس امبروسيوس اسقف ميلانو من كشف تلك الذخائر بالهام الهي. ورأى جسمي الشهيدين عائمين بالدم، كأنهما في يوم استشهادهما، سالمين من الفساد. ومن لمس تابوتهما، حصل رجل اعمى على البصر وشفي كثيرون من المرض والجنون. صلاتهما معنا. آمين.
الشهيدان شربل أسقف انطاكية وأخته برابيا(بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
كان شربل الرها شيخاً كاهناً للأوثان في أيام ترايانوس قيصر. وكان أسقف الرها القديس برسميا يبشر بالإيمان المسيحي. فما سمع شربل هذا ببشارة الانجيل ورأى العجائب التي صنعها ذلك الأسقف، حتى مسّت النعمة قلبه فآمن بالمسيح واعتمد هو وشقيقته برابيا. ولما علم لزياس حاكم البلد بما صنعه برسميا، قبض عليه وبعد أن أذاقه مرّ العذابات، أمر به فضُرب عنقه. وكان خلفه في الأسقفية شربل، فأحضره الملك واستنطقه فأقرّ غير خائف، بأنه مسيحي راسخ في إيمانه الصحيح. فأمر الحاكم بجلده فظلّ صابراً يشكر الله. ثم طرحوه في بئر فيه حشرات سامة فلم تؤذه، فمزقوا جسده بأمشاط من حديد، ولما رأوه مصراً لا يتزعزع عن إيمانه، صلبوه وسمروا رأسه على الصليب، فأسلم الروح.
أما أخته برابيا فسُرّت بأن تسير وراء أخيها في طريق الصليب صابرة على أشد العذابات هولاً. ولما رأوها ثابتة على إيمانها قطعوا رأسها. ففازت مع شقيقها بإكليل الشهادة سنة 121. صلاتهما معنا.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : باباي (بابيلوس) الشهيد
كان باباي شماساً لدى القديس كربوس أسقف مدينة تياتيرا قرب أفسس. وُشي به الى فاليريانوس والي آسيا الصغرى فاستحضره وهدده ولكنه لم ينل منه مأرباً. فأمر بأن يطاف به في شوارع المدينة عرياناً ومقيداً بالسلاسل معرّضاً للهزء والسخرية، فصبر على هذا العار ثابتاً على إيمانه. ثم أمر الوالي بحجز أمواله وأودعه السجن وإذ لم يفلح في ثنيه عن عزمه انزل به العذابات فجلده وربطه بأذناب الخيل وجرّوه فتمزّق جسده وأمر بأن يُصبّ على جراحاته ملحاً وخلاً فكان يقاسي هذا العذاب الهائل بصبر وإيمان. ولما باء الوالي منه بالفشل أمر بضرب عنقه فنال إكليل الشهادة وكان ذلك في اليوم الثالث عشر من نيسان سنة 251.
القديسين الشهداء نزاريوس وجرفاسيوس وبروطاسيوس وكلسيوس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد نزاريوس في مدينة روما من أب يهودي وأم مسيحية. اعتمد وانطلق يكرز بالمسيح وهو في سن العشرين. ويبدو أنه كان مفعماً بالحيوية والحماس بدليل أنه تمكن من هداية عدد من الوثنيين. بعد ذلك بعشر سنوات انتقل إلى مدينة ميلان حيث عرف بوجود أخوين توأمين، جرفاسيوس وبروطاسيوس، في السجن، فأقبل عليهما يفتقدهما ويخدمهما. وكان قد ذاع آنئذ صيت هذين الأخوين كرسولين مجدين في نشر الكلمة وكصانعي عجائب. وما أن بلغ خبر خدمة نزاريوس لهما أذني والي المدينة حتى استحضره وجلده وأرسله خارج الأسوار.
بعد ذلك انتقل نزاريوس إلى بلاد الغال حيث أخذ يبشر بالإنجيل بهمّة لا تعرف الكلل فاستمال العديدين إلى المسيح. وقد عمّد خلال جولاته التبشيرية ولداً لا يزيد سنه عن تسع سنوات. هذا أعطته أمه لنزاريوس تلميذاً ورفيق درب قائلة له خذ الصبي معك، وليتبعك حيثما ذهبت علّني أحسب أهلة للجلوس يمين عرش السيّد، وكان اسم الولد كلسيوس.
ويشاء التدبير الإلهي أن يعود نزاريوس من جديد إلى مدينة ميلان، ولكن برفقة كلسيوس هذه المرة. وكان جرفاسيوس وبروطاسيوس ما يزالا بعد في السجن. فقبض الوالي عليهما وألقاهما هما أيضاً في السجن. وهكذا التقى الأصدقاء من جديد وتعزوا بعضهم ببعض وأخذوا يستعدون للموت لأجل اسم الرب يسوع.
ثم أن الأوامر صدرت بتنفيذ حكم بالإعدام بحق الأربعة فقطعت هاماتهم جميعاً. وقد كان ذلك في أيام الإمبراطور نيرون حوالي العام 68 للميلاد. يذكر أم كلسيوس يومها كان قد بلغ تسع سنوات وسبعة أشهر.
ويبدو أن ذكر هؤلاء القديسين كان منسياً إلى أن جاء يوم أمر فيه القديس أمبروسيوس، أسقف ميلان، باستخراج رفاتهم على أثر حلم أو رؤية أو ما أشبه. فأما جرفاسيوس وبروطاسيوس فاكتشفا في العام 386 للميلاد وكانا في تابوت من رخام عليه كتابة باسميهما وتاريخ استشهادهم ويقال أن جسديهما كانا عائمين بالدم وكأنهما في يوم استشهادهما. وقد مسّ التابوت رجل أعمى فاسترد البصر، وأخر شفوا من أمراضهم. وبعض المجانين أيضاً استعاد السلامة.
أما نزاريوس وكلسيوس فكانا مدفونين في بستان خارج ميلان. وقد تم كشف ذخائرهما في العام 395. ولا تزال رفاتهم جميعاً محفوظة، إلى اليوم، في مدينة ميلان.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس قوزما الأورشليمي المنشئ أسقف مايومة (+760م)
ولد قوزما في أورشليم لكنه تيتّم باكراً فأخذه والد القديس يوحنا الدمشقي، سرجيوس، إليه، ربما لصلة قرابة كانت تربطه بذوي قوزما.
عاش قوزما ويوحنا في بيت واحد في مدينة دمشق، وقد وفّر لهما سرجيوس كل أسباب التعليم العالي حيث انه كان من أعيان البلد ورجلا مقتدراً غنياً. فأتاهما، لهذا الغرض، براهب اسمه قوزما من أصل صقلي كان قد جمع من المعارف وعلوم عصره القدر الوفير. وقد أبدى التلميذان تجاوباً ممتازاً مع ما لقّنهما إياه معلمهما حتى إنهما تمكنا في فترة وجيزة من الإحاطة باللغة والفلسفة والموسيقى وعلم الفلك والرياضيات إلى حد أذهل الجميع.
وكما أخذ قوزما ويوحنا عن أستاذهما العلوم الدنيوية، أخذاً أيضاً علم العلوم وفن الفنون: محبة النسك والصلاة، الحياة الرهبانية. فانتقلا، في وقت لاحق، إلى دير القديس سابا، وانخرطا في الحياة الملائكية.
هناك، في الدير، اشتغل الاثنان، فيما اشتغلا، في جمع كتب الألحان الثمانية المسمّى بالأوكتيكوس أو المعزّي. وإلى قوزما يعود عدد من القوانين الليتورجية الخاصة بأعياد القدّيسين، وإليه تنسب قوانين سبت لعازر وأحد الشعانين وأحد الدينونة. وفي تقويم بعض الدارسين أن نشائده فاقت بجمالها وجودة شعرها كل ما تقدمها ولحق بها من نوعها.
ثم إن قوزما سيم أسقفاً على مدينة مايومة القريبة من غزّة في فلسطين فاهتم برعاية شعبه خير اهتمام إلى أن رقد في الرب طاعناً في السن.
تذكار القديسون الشهداء نازاريوس وجرفاسيوس وبرتاسيوس وكلسيوس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
سفك هؤلاء الشهداء دماءهم لأجل المسيح في مدينة ميلانو، على عهد نيرون، أول القياصرة المضطهدين، في أواسط القرن الأول للمسيح. أمّا أعمال إستشهاد هؤلاء الأبطال الشجعان فقد فُقدت، كما فُقد الكثير من أعمال غيرهم من الشهداء. إلاّ أن الله بعث أعضاءهم من ظلمات القبور، وأخرجها من حفائر النسيان، على أيام القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو الذي أرشده الله إلى المكان الذي كانت فيه ذخائر هؤلاء الشهداء مدفونة، فأخرجها بحضور الأساقفة والكهنة وعظماء البلاد، وأتى بها إلى الكنيسة الكبرى بإحتفال شائق. وأجرى الله بواسطة تلك الذخائر عجائب باهرة، جعلت الناس تنبذ الآريوسية وتتمسّك بأهداب الإيمان القويم الذي كان القديس أمبروسيوس يدافع عنه.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس قوزما المنشىء الأورشليمي
دُعي هذا القديس الأورشليمي لانّه وُلد في أورشليم، ولأنّه قضى شطراً كبيراً من حياته في دير القديس سابا، في ضواحي أورشليم.
كان مولده في الربع الأخير من القرن السابع. وتيتم وهو صغير. فضمّه إليه الوزير المنصور، والد القديس يوحنّا الدمشقي، وعُني بتربيته، ربما لصلة قرابة أو صداقة كانت بينه وبين أسرته. فنشأ قزما مع يوحنا في مدينة دمشق، في محيط ذلك البيت الكبير الكريم، ونال حظاًّ عالياً من حسن التربية المسيحية والثقافة العالية. فنشأ الولدان على العلم الصحيح والفضيلة الراهنة. ولمّا كبرا لم تغرّهما مبهجات الدنيا، ولم تغوِهما مفاخرها وأمجادها. فذهبا كلاهما إلى دير القديس سابا، وعكفا هناك على أعمال النسك، سائرين بخطى واسعة في ميدان القداسة.
أمّا يوحنّا، فقد أصبح الكاتب الشهير ومعلّم الكنيسة القدير. وأمّا قزما، فأنّ فضائله ومكانته العلمية أوصلته إلى الدرجة الأسقفية. فرُسم أسقفاً على مدينة مايوما بقرب غزّة في بلاد فلسطين نحو سنة 743. فلمع بفضائله ومعارفه ومواعظه وغيرته على خدمة شعبه. ووضع نشائد بديعة في مديح السيّد المسيح وأمّه النقيّة وسائر القديسين، فلُقّب بالمنشىء. وأناشيده الجميلة الرائعة لا تزال تتلى إلى يومنا هذا في طقوسنا الكنسية. ويقول بعض علماء البندكتيين، نظير الأب ريمي سيلير، أن تلك النشائد فاقت بجمالها وجودة شعرها كل ما تقدَّمها وما لحقها من أمثالها.
وساس قزما شعبه مدّة سنين عديدة، ورقد بالرب، سنة 760، مملوءاً وأجوراً سماوية.
استشهاد القديس واخس رفيق القديس سرجيوس(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس واخس رفيق القديس سرجيوس.وذلك أنه لما قبض الملك مكسيميانوس على هذين القديسين، وعذبهما عذاباً شديداً. بعد أن جرّدهما من رتب الجندية، أرسلهما إلى أنطيوخس ملك سوريا الذي سجن القديس سرجيوس. أما القديس واخس فأمر بذبحه، وأن يثقل بالحجارة ويرمى في نهر الفرات. وحرس الرب الجسد، فقذفته المياه إلى الشاطئ على مقربة من قديسين ناسكين وحيدين، وهما أخوان. فظهر لهما ملاك الرب، وأمرهما أن يذهبا ويحملا جسد القديس. فلما أتيا إلى حيث الجسد وجدا عقرباً وأسداً يحرسانه، وقد مضى على حراستهما يوم وليلة، ولم يمساه بأذى مع أنهما من الوحوش أكلة اللحوم وقد أمرا من العناية العلوية بحراسته. وأخذ القديسان الجسد بكرامة عظيمة، وهما يرتلان إلى أن وصلا إلى مغارتهما ودفناه هناك.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.