دينيّة
13 كانون الأول 2016, 06:30

قديسو اليوم: 13 كانون الأول 2016

تذكار القديسة الشهيدة لوسيَّا البتول (بحسب الكنيسة المارونية) ولدت لوسيَّا في جزيرو صقلية. مات ابوها وهي طفلة، فرَّبتها والدتها اوتيكا على مبادئ الدين المسيحي فتزين جمالها الطبيعي بحلية الحشمة والطهارة المسيحية ونذرت بتوليتها لله. وقد فطرت على محبة الفقراء.ولما حان وقت زواجها، خطبتها أمها لشاب حميد الصفات كريم الاخلاق، لكنه وثني. اما هي فكانت تحاول تسويفه وإبعاده. وبينما أمها تهمُّ بزفاف ابنتها أصيبت بنزيف عجز الاطباء عن شفائها. اقنعتها لوسيَّا بزيارة ضريح القديسة الشهيدة اغاثا حيث جثتا تصليان بكل حرارة وتستغيثان بشفاعة القديسة. فظهرت القديسة في الحُلم للفتاة لوسيَّا وشفت امها حالاً.

 

وعادتا الى سيراكوزا وقلبهما يفيض فرحاً وشكراً لله. واتفقتا على بيع املاكها وحُلاها وتوزيع ثمنها على الفقراء والمعوزين. ولمَّا علم ذلك الشاب خطيب لوسيا بما كان وشى بها الى حاكم المدينة باسكاسيوس أنها مسيحية. فكلفها العودة الى خطيبها وتقديم الذبيحة للآلهة فرفضت.

فأمر الحاكم بأن تساق الى محل الفحشاء لتُفسد بكارتها، فصلَّت القديسة الى الله، فلم تمتد اليها يدٌ أثيمة. فظنَّ الحاكم ان ذلك فعل سحر. فأمر بان تُدهن بالزيت والزفت وباشعال النار حولها لتحترق، فقالت له:" تفنَّن ما شئت في عذابي، فاني لا اخاف عذاباً او موتاً، لان الموت لي حياة به اتحد بيسوع المسيح ربي والهي". عندئذ امر الحاكم بقطع رأسها. وقبل تنفيذ الحكم، تنبأت بأنه سوف يكفُّ الله الاضطهاد عن المسيحيين بعد موت ديوكلتيانوس. وشجعتهم على الثبات في ايمانهم حتى الموت. فتمت شهادتها سنة 304. وقد تمت نبوءتها بالفعل يوم جلس قسطنطين الكبير على عرش المملكة سنة 312 وحرر الكنيسة من ظل المضطهدين. صلاتها معنا. آمين.

 

الشهيدة لوقيا (لوسيّا) البتول (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ولدت في جزيرة صقليّة. توفي والدها وهي لم تزل طفلة فقامت والدتها بتربيتها على مبادىء الدين المسيحي. ولمّا شبت نذرت بتوليتها لله، وعملت على خدمة الفقراء. لكن شاباً وثنياً تقدّم لخطبتها. أمّا هي فكانت تحاول إبعاده. وفي هذه الأثناء أصيبت والدتها بنزيف عجز الأطباء عن شفائها. فأقنعتها لوسيّا لكي تزور ضريح  القديسة الشهيدة أغاثا. ففعلت ونالت الشفاء.

واتّفقت لوسيّا ووالدتها على بيع أملاكهما وتوزيع ثمنها على الفقراء. ولمّا علم ذلك الشاب الذي تقدّم لخطبة لوسيّا بما كان وشى بها إلى حاكم المدينة باسكاسيوس أنّها مسيحيّة. فاستدعاها الحاكم وأمر بأن تساق إلى موضع البغاء لتدنيسها. فصلّت إلى الله. ولم تمتد إليها يد أثيمة. فظنّ الحاكم أن ذلك سحراً. فأمر بأن تدهن بالزيت والزفت وبأن تشعل النار حولها لتحترق، أمّا هي فاستهانت بكل ذلك. عندئذٍ أمر الحاكم بقطع رأسها، وتمّت شهادتها. وكان ذلك في نحو سنة 304.

 

إلى الميلاد (بحسب الكنيسة الأرثوذكسية)

تضعنا الكنيسة الأرثوذكسيّة في الأحدين السابقين لعيد ظهور الله بالجسد والذي يُعرف بعيد الميلاد في حالة اشتراك مع جمع غفير من الأجداد والأجيال، من آدم إلى ولادة الرّب بالجسد، إرتبطت جميعها بالرّب يسوع إن من ناحية الانتظار أو من ناحية النسب أو مع أناسٍ بحثوا عنه من دون أن يعرفوه، لتقول لنا أن هذا الحدث الخلاصي والفريد من نوعه لم يكن مفاجأة غريبة عن البشريّة بل كان في الحقيقة مشتهى الأمم.

إنتظار دام قرون، ونبوءات ملأت العالم بأسره ووأبرار اشتهوا أن ينظروه ورقدوا على هذا الرجاء.

فقد كتب القدّيس يوستينوس الفليسوف في القرن الثاني ميلادي "المسيح هو بكر الخليقة، وهو كلمة الله الذي اشترك فيه كلّ جنس بشري وأن كلّ من عاش عيشة تتفق والكلمة كان مسيحيًا ولو انّه عُرف بالوثنية، كما جرى بين اليونانيين أمثال سقراط وهيراقليطس وغيرهما".

وأكمل القدّيس في دفاعه عن المسيحيين"المسيح كلمة الله ينير العقول البشريّة منذ البدء بزرع إلهيّ، وأخصبت هذه العقول منه عند الناس الطيبين بذورًا "Sperma" وعرفت بعض الحقائق ولكنّ اهتداءَها لم يكن كاملًا". فالإيمان مكمّل للعقل لا نقيضه أو مبطله لأن مصدرهما واحد. 

وبالعودة إلى زمن الميلاد، نلاحظ أن مع عيد دخول السيـّدة والـدة الإلـه الـى الهيكـل نبـدأ بترتيـل كطفاسيات الميلاد لتتصاعد الليتورجية الميلاديّة ابتداءً من تقدمة العيد، في 20 كانـون الأول، وهو عيد القـدّيس الشهيد إغنـاطيوس الأنطاكي.

ولا ننسى طبعًا بارامون الميلاد أي يوم التهيئة الذي يأتي قبل العيد ويكون مليئًا بالصلوات الميلادية.  

الأحد الثاني قبل الميلاد: أحد الأجداد

تركّز الكنيسة على الطابع المسكوني لعيد الميلاد. فالمسيح ليس إله شعب معيّن دون آخر، وليس من إختيار مسبقٍ لأحد بل هو خالق الكون بأسره وتاليًا هو إله العالم أجمع.

بعد سقوط الإنسان، ووعد الله بالخلاص، كشف الله للآباء والأنبياء في  العهد القديم تحقيق الوعد وتدبير التجسّد والفداء.  أكثر من ثلاث مئة نبوءة في العهد القديم تخبرنا عن مجيء المخلّص، ويبدو أنّ الشعوب كلّها انتظرت أن يشرق مَن يهديها العبادة الحقّ.

فالشعوب الفارسيّة انتظرته ولهذا شاهد المجوس نجمَهُ و أتوا من بعيد ليسجدوا للطفل الإلهي.

الفلاسفة اليونانيين المتعطّشين إلى الحكمة والسعادة والفرح تكلمّوا عليه  دون أن يُسمّوه.

مثلًا نجد عند أثينادور الفيلسوف في القرن الأوّل قبل الميلاد عبارات سامية جدًا كما في قوله:"إن روحًا قدّوسًا يقوم في أعماقنا. هو مراقب وحارس لأفكارنا الصالحة والشريرة". وفي مكان آخر يقول:"إعرف أنّك إذا لم تجسر أن تطلب شيئًا من الله بحضور كلّ الناس فإنّك لم تتحرّر من أهوائك بعد. عِش مع البشر كأنّ الله يراك وتكلّم مع الله كأنّ البشر يسمعونك".

هذا هو إلهنا، إله الأحياء والأموات وإله كلّ الشعوب والأجيال ومخلّص نفوسنا، فلنذهب للقائه.

من هنا أنّ هدف الصوم الأربعيني الميلادي الذي بدأ في الخامس عشر من تشرين الثاني هو أن يجعلنا نلتقي هذا الإله المتجسّد وجهًا لوجه، وأن يجعل من قلوبنا مذودًا يتقبّل من نزل من السماوات وأراد أن يولد طفلًا ليرفعنا إلى ملكوته.

ولكن هذا يتطلّب تواضعًا وانسحاقًا وإفراغًا للذات وطاعة لمشيئة الله، وطبعًا توبة صادقة لنولَد من جديد.

ابراهيم كان وثنيًا بمفهوم علم الأديان، ولكنّه أضحى معلّمًا كبيرًا بالطاعة والإيمان.

كلّ المعتقدات والأديان من أقسى الشرق إلى أقصى الغرب نادت بإله ينجّي، يخلّص وينقذ. بحثت عن السلام والأمان والسعادة والطمأنينة حيث "يرعى الذئب مع الحملان". اشتهواهذا الفرح الذي يتعدّى الهويّة الأرضية ليوّحدنا بهويّة سماويّة. من هنا قول بولس الرسول:"لأنّ كلّكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وانثى. لأنّكم جميعًا واحد في المسيح يسوع" (غلاطية 27:3). 

ففي أحد الأجداد تذكر الكنيسة كلّ الذين كانوا قبل الشريعة وبعد الشريعة. وهذا ما يقوله لوقا الإنجيلي في نسب الربّ يسوع إذ يرجع من يوسف لآدم فيشمل المسكونة جمعاء.

وإنّ في مباركة ملكيصادق "ملك شليم" -أي ملك السلام- لابراهيم عند رجوعه من معركة خودلوغومر (سفر التكوين 18:14-20) وإعطائه خبزًا وخمرًا تأكيد على وجود الزرع الإلهيّ في المسكونة جمعاء.

ملكيصادق هو ملك مدينة القدس أو شاليم أو أورشاليم، ذُكر في العهد القديم والعهد الجديد. وهو اسم كنعاني معناه "ملك السلام". شخصيته بقيت غامضة، " بلا أب بلا أم بلا نسب. لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة، بل هو مشبّه بابن الله، هذا يبقى كاهنًا إلى الأبد". لم يكن يهوديًا، ولكنّه ذُكر أنّه كاهن الله العلي. (عبرانيين7) 

الأحد الأوّل قبل الميلاد: أحد النسبة

تصنع الكنيسة في هذه الآحد تذكار أسماء السلالة التي انحدر منها المسيح حسب الجسد. 

فهو ابن إبراهيم وابن داود وابن مريم. هذه الأجيال التي عبدت الإله الواحد دون أي تشريك.

الميزة في هذه السلالة أنّها على عكس ما يظنّه الناس. في العادة يفتخر المرء بنسبه وأصله ويتشرّف به. ولكن هنا العكس تمامًا. فنسب يسوع في الجسد يضم خطأة وأمميّات وزانيات (راعوث الوثنية، ثامار وراحاب اللتين ارتكبتا الزنا)، فالمسيح هو الذي يشرّفهم، والأجدي أنّه يطّهرهم ويخلّصهم، لأنّه هو إلههم ومخلّصهم.

النسب عند متى يبدأ بإبراهيم أبي المؤمنين وعند لوقا يصعد إلى آدم.

نعم يسوع مخلّص الجنس البشري كلّه، ملك الملوك وسيّد الأسياد.

خلاصة:

بالإيمان ترك إبراهيم أرض أبيه وسكن في كنعان، وبالإيمان حصل على ابنه اسحق الموعود في شيخوخته والّذي كان مستعدّاً أن يقدّمه ذبيحةً تلبيةً لمشيئة اللّه. 

بالإيمان بنى نوح الفلك في عصره وخلّص أسرته من الطوفان العظيم بالإيمان. 

بالإيمان قبل موسى دعوة الله له وعبر بشعبه البحر الأحمر وتغلّب على مصاعب الصحراء.  

بالإيمان شهدوا الأنبياء وتحدّوا الملوك وقبلوا الإستشهاد.   

لم تكن يومًا الظروف في التاريخ مختلفة عمّا هي عليه اليوم، ويبقى دائمًا المسيح هو المرتجى والمخلّص الوحيد.

 

تذكار القديس إفستراتيوس ومن معه (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

كان القديس إفستراتيوس ورفقته من بلاد أرمينية، ونالوا إكليل الإستشهاد في أوائل القرن الرابع. أمّا القديس إفسترانيوس ورفيقه أرستس، فأن الحكّام أنزلوا بهما عذابات فادحة ليحملوها على الكفر بالمسيح. فلمّا لم ينالوا منهما مأرباً، ساقوهما إلى مدينة سبسطية حيث أحرقوهما بالنار. فرموا إفستراتيوس في أتون مضطرم، وأرستس شوّوه شيّاً على ألواحٍ من حديد. أمّا الثلاثة الآخرون، فإنّ الولاة أسلموهم إلى أيدي البرابرة، الذين تفنّنوا في تعذيبهم حتى أماتوهم. ثم نقلت ذخائر هؤلاء القديسين الشهداء إلى مدينة رومة، ووُضعت في كنيسة القديس أبولناريوس.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: الشهيدة لوسيا

وُلدت لوسيا في مدينة سيراكوزا، عاصمة جزيرة صقلّية، في أواخر القرن الثالث للمسيح. ولمّا مات أبوها كانت لا تزال طفلة في مهدها، فعنيت والدتها أوتيكا بتربيتها على مبادىء التقوى والفضائل المسيحيّة. فكبرت لوسيا تحت أنظار السيّد المسيح وأمّه الطاهرة. فكانت النقاوة زينتها، والحشمة أبهى لآلئها. وكانت لا تزال فتاة ناعمة لمّا وقفت لله بتوليتها، وعاهدت المسيح على أن تبقى له وحده، تحبّه وتخدمه وتعيش في كنفه. وكانت كثيرة العطف على الفقراء، فكانوا يعرفونها ويقصدونها وينالون الشيء الوفير من هباتها، ويعودون وفي قلوبهم وعلى شفاههم كلمة الشكر والبركة والدعاء.

وكبرت لوسيا، وصارت شابة فاتنة بجمالها وحسن أخلاقها ولطيف معشرها. فخطّبتها أمّها لشاب كان قد أغرم بها، وكان ينتظر سعادة الحياة من عشرتها. فباحت لأمّها بسرّها، وأطلعتها على عزمها، وأكّدت لها أنّها وقفت لله بتوليتها طول حياتها. لكنَّ أمّها لا تعبأ بكلامها، وراحت تهيّىء لها معدّات زفافها.

وكان الله قد ابتلى والدتها بنزيف دم بقيت تتألّم منه سنين طويلة، حتى عيل صبرها وضاعت كل أساليب الأطبّاء في سبيل شفائها. فأشارت عليها إبنتها بأن تذهب إلى مدينة قطاني، لزيارة ضريح البتول الشهيدة أغاثي، وتطلب إلى القديسة شفاءها من مرضها. فرضيت أوتيكا بذلك، وسافرت مع إبنتها إلى قطاني، وجثت معها عند ضريح تلك الفتاة العذراء الشهيدة، وصلّت كثيراً. وفي الليل ظهرت القديسة الشهيدة للفتاة لوسيا، وأعلمتها بأن الله قد قبل تضرّعاتها وشفى والدتها وأنّه راضٍ كل الرضى عنها وعن تقواها، وعن عطفها على المساكين، وعن تخصيصها بتوليتها له تعالى،وأنّه سوف يمجّدها في سيراكوزا، كما مجّدها هي في قطاني. فلماّ أفاقتلوسيا من نومها، ركضت إلى والدتها وبشّرتها بشفائها، وأعلمتها بما قالته أغاثي لها. وعادت الأم وابنتها إلى سيراكوزا، فرحتين بما نالت كل منهما من نعم، فجمعت لوسيا حليَّها وجواهرها وجهاز عرسها، فباعتها ووزّعت أثمانها على الفقراء. وفعلت والدتها مثلها، فوزّعت الكثير من أموالها على المساكين والأيتام.

فلمّا علم خطّيبها بما كان، وبعزمها الثابت على رفض الزواج، طار لبّه غيظاً، وراح يسعى بكل الوسائل لكي يثنيها عن عزمها. فذهبت جهوده أدراج الرياح. فلمّا أعيته الحيَل، ذهب إلى الحاكم وقصَّ عليه حكايته، ووشى بلوسيا أنّها مسيحيّة. وكان الإضطهاد الذي أثاره ذيوكلسيانس على أشدّه تلك الأيام، وكانت أرجاء السماء قد امتلأت من طغمات الشهداء.

فأرسل الحاكم بسكاسيوس وقبض على لوسيا، وأودعها السجن ريثما يحقّق في أمرها. فاستعدّت لها بالصلاة الحارّة والإبتهال إلى الله، لكي يحفظها من الشرير ويعطيها القوّة للثبات على محبته وولاثه.

وأتى بها الحاكم أمام ديوانه، وبدأ أولاً يلاطفها ويقنعها بضرورة طاعة أوامر الملوك، ونبذ تلك المعتقدات المسيحيّة الخرافية، والعودة إلى عريسها، وتقديم ذبيحة الشكر والإستغفار لآلهة المملكة. فأجابته البتول أن الذبيحة هي الإحسان إلى الفقراء، وخدمة البائسين المعوزين، وأنّها منذ سنين طويلة تقدّم هي لله هذه الذبائح المرضية. أمّا عبادة الأصنام والسجود لها، فهي الخرافة بعينها، لأن الصنم هو حجر أصم أبكم لا نطق له ولا فهم.

فأمر الحاكم بها، ليدنّسوها ويُذلّوها. لكنًّ قوّة إلهيّة ظللّتها وحجبتها عن أن تصل إليها أيدي الأشرار. فنسب الحاكم ذلك إلى فعل السحر، وأمر بأن تحرق بالنار.فالتفتت إليه وقالت له: لا توفّر شيئاً من قوّة سلطانك. فأنا مستعدّة لإحتمال كل أنواع العذاب، في سبيل الرب يسوع إلهي ومخلّصي. فخاف الحاكم أن أن تخذله أمام الجموع فتاة ضعيفة، فأشار عليه أصحابه بأن يعجّل في قتلها. فأمر بقطع رأسها. فضرب الجلاّد عنقها. فطارت تلك الحمامة البيضاء إلى أعشاش السماء، تواكبها أجواق الملائكة وطغمات البتولات الشهيدات. وكان ذلك سنة 303.

 

استشهاد القديس اندراوس أحد الاثنى عشر رسولا (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس إندراوس الرسول أخي بطرس، وقد اختير علي إن يمضي إلى مدينة اللد وإلى بلاد الأكراد، فدخل مدينة اللد، وكان أكثرها قد أمن علي يدي بطرس، وكان معه تلميذه فليمون، وهو شجي الصوت حسن المنطق، فأمره إن يصعد المنبر ويقرا، فلما سمع كهنة الأوثان بمجيء إندراوس الرسول، اخذوا حرابهم وأتوا إلى الكنيسة ووقفوا خارجا ليسمعوا ما إذا كان يجدف علي آلهتهم أم لا، فسمعوه يقرا قول داود النبي "أصنامهم فضة وذهب عمل أيدي الناس، لها أفواه ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها أذان ولا تسمع، لها مناخر ولا تشم، لها أيد ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها، مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها "، فابتهجت قلوبهم من حسن صوته، ولانت عواطفهم، ودخلوا الكنيسة وخروا عند قدمي إندراوس الرسول، فعلمهم ومن ثم أمنوا بالسيد المسيح، فعمدهم وكل من بقي من عابدي الأوثان، ثم خرج من عندهم وأتى إلى بلاد الأكراد ومدن اكسيس وارجناس واسيفوس، وكان قد مضي مع برثولماس قبل ذلك إلى مدينة عارينوس، وكان أهلها أشرارا لا يعرفون الله، فلم يزالا يبشرانهم ويعلمانهم حتى اهتدي إلى معرفة الله جمع كثير منهم بسبب الآيات والعجائب التي صنعاها أمامهم، أما الذين لم يؤمنوا فقد تآمروا عليه، وأرسلوا يستدعونه حتى إذا اقبل عليهم يهجمون عليه ويقتلونه، فلما وصل إليه الرسل وسمعوا تعاليمه القيمة، ورأوا بهجة وجهه النورانية، آمنوا بالسيد ولم يعودوا إلى الذين أرسلوهم.

حينئذ عزم غير المؤمنين علي الذهاب إليه وحرقه، فلما اجتمعوا حوله لتنفيذ عزمهم، صلي الرسول إلى الرب فرأوا نارا تسقط عليهم من السماء، فخافوا وآمنوا، وشاع ذكر الرسول في جميع تلك البلاد وأمن بالرب كثيرون، ومع هذا لم يكف كهنة الأوثان عن طلب إندراوس، حيث ذهبوا إليه وأوثقوه وضربوه كثيرا، وبعد إن طافوا به المدينة عريانا القوه في السجن، حتى إذا كان الغد يصلبونه، وكانت عادتهم إذا أماتوا أحدا صلبا فأنهم يرجمونه أيضًا فقضي الرسول ليله يصلي إلى الله، فظهر له السيد المسيح وقواه وشدده وقال له "لا تقلق ولا تضجر، فقد اقترب موعد انصرافك من هذا العالم، وأعطاه السلام وغاب عنه، فابتهجت نفسه بما رأي، ولما كان الغد آخذوه وصلبوه علي خشبة ورجموه بالحجارة حتى تنيح، فأتى قوم من المؤمنين واخذوا جسده المقدس ودفنوه بإكرام في قبر خاص، وقد ظهر منه آيات وعجائب كثيرة، صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً: تذكار تكريس كنيسة مار يوحنا الهرقلى بأم القصور بديروط

في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة مار يوحنا الهرقلى بأم القصور بديروط. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً: تذكار نقل جسد القديسين الأنبا بيشوى والأنبا بولا الطموهى إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون

في مثل هذا اليوم تذكار نقل جسد القديسين الأنبا بيشوى والأنبا بولا الطموهى إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.