دينيّة
10 تشرين الثاني 2014, 22:00

قديسو اليوم : 11 تشرين الثاني

تذكار القديس مينا المصري الشهيد (بحسب الكنيسة المارونية)ولد مينا في الاسكندرية في اواسط القرن الثالث. ولما شبَّ انخرط في سلك الجندية في فرقة نيرميليانوس. وكان مشهوراً بصفاته الممتازة، محافظاً على ايمانه بالمسيح، وما لبث ان آثر التجند له دون سواه من ملوك الارض فنزع ثوب الجندية وانفرد في البرية، مكباً على الصوم والسهر والصلاة، قهراً لاميال الجسد، سنين طويلة، حتى صار من كبار النساك في تلك الايام.
ولما ثارت زوبعة الاضطهاد، ترك مينا وحدته، وجاء يضحِّي بنفسه على مذبح الاستشهاد، مثالاً مشجعاً لاخوته بالمسيح. فوقف امام بيروس الوالي، مجاهراً بايمانه، غير مبال بالعذاب والموت. فتهيَّب الوالي شجاعته واخذ يلاطفه ويحاول مراراً إقناعه بان يُقلع عن عناده ويعدَّ له مستقبلاً زاهراً، وإلاَّ فالعذاب والموت. فلم يبال القديس بوعدٍ او وعيد وصرخ قائلاً:" ان حياتي هي للمسيح ربي وكل سعادتي ومجدي به وحده".
فتميَّز الوالي غيظاً وامر بجلده جلداً قاسياً، فمزَّقوا جسده باظفار من حديد وأحرقوه بالنار، وهو صابر يشكر الله فتقدم بعض الاعيان من اصدقائه يرجونه بأن يُشفق على شبابه وينجو من الموت، فقال:" إنَّ العذاب لي راحة وبالموت حياتي". عندئذٍ امر الوالي فضُرب عنقه وتكلل رأسه بالشهادة سنة 303.صلاته معنا. آمين.   
 
مينا ورفقاؤه الشهداء (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
كان مينا مسيحياً من اشراف أثينا وذو خبرة سياسية، أرسله الملك مكسميانس والياً على مصر لإصلاح الخلافات القائمة بين السكان، وكان يحاول حماية المسيحيين من الظلم والتعدي. لما عرف الملك بذلك استاء منه وعزله عن الولاية وعيّن ارموجانوس مكانه وأمره بأن يشدّد على مينا لكي يضحي للأوثان ، فأخذ ارموجانوس يحاول بشتى الطرق وأنواع الأساليب لإرجاع مينا الى الديانة الوثنية ولكنه لم يفلح في ذلك وكان مينا يقول: "إن الأصنام ليست سوى آلهة صمّاء". فأمر ارموجانوس بقطع لسان مينا وقلع عينيه ثم ألقاه في السجن وفيه رمق من الحياة... ولكن ضمير ارموجانوس أحسّ بأنه قد أذنب الى مينا وأن هذا الأخير لم يكن مذنباً في شيء بل كان أميناً وشريفاً في خدمة ملكه ووطنه، فندم ارموجانوس على ما فعل.
وقصد أنه سيكفّر عن ذلك بإقامة دفنة مهيبة لمينا وفي الغد أرسل جنوده الى السجن ليقوموا بهذا الواجب فوجدوا مينا سالماً، فآمن ارموجانوس واعتمد. فاستشاط الملك مكسيميانوس غضباً وجاء الى الإسكندرية ومعه افقرافس المسيحي مقيداً بالسلاسل وكان هذا أحد كتبة ديوانه، وإذ رأى أن لا مجال لعودتهما الى ديانتهما الوثنية أمر بتعذيبهما وتحملا ذلك صابرين ومعها افقرافس ثم أمر الملك فضُربت أعناق الثلاثة ونالوا إكليل الشهادة نحو سنة 307.
 
القديس الشهيد ميناس المصري (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد القدّيس ميناس المصري في أواسط القرن الثالث للميلاد، واستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (296-304 م). شغف بالعسكرية منذ حداثته، فلما اشتد عوده انخرط فيها. وقد كان قوي البنية، مغواراً، رجل انضباط. عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيماً زاهداً.
وفي ذلك الزمان جمع القائد الروماني فرميليانوس فرقاً شتى من العسكر تمهيداً لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زوّدها بتوجيهات من ضمنها أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام القيصر. وكان ميناس نازلاً، يومذاك، فرقة في فيرجيا، في آسيا الصغرى. فما أن طرقت أذنيه أوامر القيادة العسكرية العليا حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع سيره وألقاه أرضاً وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر مسكنة الضواري خيراً من مساكنة عبدة الأوثان وهؤلاء أكثر بهيمية من أولئك.
أقام ميناس في الجبال ردحاً من الزمان ناسكاً عابداً. وقد ساعدته تنشئته العسكرية على ضبط أمياله ومحاربة أهوائه إلى أن بات قوياً في الروح، ثابتاً، راسخاً مستعداً للمهمات الصعبة. ساعتئذ جاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد. فقام ونزل على المدينة، قيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف:"ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حسّ فيها!".  فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة. وحالما استعادوا رشدهم انقضّوا عليه وأشبعوه ضرباً ولكماً، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة يسلي فيها الجوع بتعاذيب شاهد آخر للمسيح.
عمد الحاكم، بادئ ذي بدء، إلى الاستعلام: "من هذا الوقح وما مكانته؟!" فأجاب ميناس بكل جرأة وقال: "أنا من مصر واسمي ميناس. كنت ضابطاً في الجيش. ولكن لما رأيت عبادتكم للأصنام رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحي الحقيقي وحده...". فأمسك الحاكم نفسه بعضاً وحاول، بالتهديد والوعيد، ثم بالاستمالة والوعود، أن يزحزحه عن موقفه فأخفق. إذ ذاك أسلمه للمعذّبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة. ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره. ولكن، تمكّن مؤمنون من استخراج بعض عظامه. وقد جرى نقلها، فيما بعد، إلى الاسكندرية.
وفي التراث أن ظهورات القدّيس ميناس وعجائبه لا تعد ولا تحصى، وقد عرفه المؤمنون معيناً لهم في الشدائد والضيقات ومؤدباً للكفرة والمنافقين. والصورة التي اعتاد الناس رؤيته عليها هي صورة فارس   
على جواد.
ملاحظة :تعيد له الكنيسة المارونية و كذا الكنيسة اللاتينية في هذا اليوم ايضاً
 
القديس اسطفانوس الدوشاني، ملك الصرب
أعماه والده الملك ملاطين إثر وشاية أنه متآمر عليه. نفي إلى القسطنطينية وبقي في دير الضابط الكل خمس سنوات: ظن أنه لن يحتمل شظف الحياة النسكية فيها. غير أن ما حدث كان بتدبير من الله إذا نما اسطفانوس في النعمة والقامة وتجلت حكمة الله فيه. كان وديعاً تقياً صبوراً، فاق الكثيرين من الرهبان، أترابه، وذاع صيته في كل القسطنطينية حتى قيل أن الإمبراطور يوحنا كانتاكوزينوس كان يستشيره في شؤون عديدة، من بينها كيف ينبغي السلوك في قضية الخلاف المستمر بين القديس غريغوريوس بالاماسوبرلعام الكالابري. ويقال أن القديس نيقولاوس أعاد إليه البصر كما كان قد وعده بعد عماه بخمس سنوات. أما رقاده فكان رقاد الشهداء إذ قضى غرقاً بيد ابنه.
ملاحظة :تذكره الكنيستان الروسية والصربية .
 
أبينا البار ثيودوروس الستوديتي المعترف
نشأته وزمانه
ولد القديس ثيودوروس في القسطنطينية في العام 759م، في حضن الارستقراطية. وقد امتاز زمانه بحرب كان وطيسها يخف حيناً ويشتد أحياناً على الإيقونات ومكرميها والمدافعين عنها. يذكر أن هذه الحرب كانت قد اندلعت في العام 726. واستمرت، بصورة متقطعة، إلى العام 842 للميلاد حيت تم وضع حد نهائي لها. كانت ولادة ثيودوروس في زمن الإمبراطور قسطنطين الخامس كوبرنيموس لأب يدعى فوتين كان حافظاً للخزانة الملكية ووزيراً للمالية ولأم تدعى ثيوكتيستي كانت تقية متمسكة بالإيمان الأرثوذكسي وحياة الفضيلة. ويبدو أن حميّة ثيودوروس النسكية وحبّه للصلاة كانتا من فضل أمه بعد ربّه عليه.
خاله والرهبنة
تلقى ثيودوروس نصيباً ممتازاً من العلوم الدينية والدنيوية المعروفة في زمانه. وكان لخاله القدّيس أفلاطونالذي تحتفل الكنيسة بذكراه في الرابع من شهر نيسان، الدور الأبرز في بلورة أمياله الرهبانية والتزامه الحياة الملائكية. والحق أن تأثير القدّيس أفلاطون تخطى ثيودوروس ليشمل كافة أفراد الأسرة: الأب والأم والإخوة والأخوات وحتى بعض الأصدقاء الذين اقتبلوا الحياة الرهبانية بصورة جماعية. وقام فوتين، الأب، إلى أرزاقه فباعها إلا عقاراً في جبل الأوليمبوس في بيثينيا ووزع أثمانها على الفقراء. يذكر أن جبل الأوليمبوس كان موئل الرهبان الأول في آسيا الصغرى، لا بل في الإمبراطورية كلها، قبل ازدهار الجبل المقدس المسمى آثوس. وكان هذا العقار يتضمن بعض الأبنية التي يمكن تحويلها إلى أجنحة لدير مشترك. وهذا ما حدث بالفعل بحكمة القديس أفلاطون ومشورته. وكان اسم المكان "ساكوذيون". 
أقبل ثيودوروس على الحياة الرهبانية بهمّة ونشاط فسلك في الطاعة وقطع المشيئة وكشف الفكر. ورغم صحته