قديسو اليوم: 11 آب 2016
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار القديس اوديوس
قال القديس اغناطيوس بطريرك انطاكية: ان القديس بطرس هامة الرسل رسم اوديوس اسقفاً على انطاكية نحو السنة الثالثة والاربعين، قبل سفره الى روما. وقد أثبت المؤرخ اوسابيوس والقديس ايرونيموس، ان اوديوس كان الاسقف الثاني على مدينة انطاكية.
ثم ان القديس يوحنا فم الذهب قد عَدَّ القديس اوديوس "عطر الكنيسة". وقد أثبت المؤرخون استناداً الى شهادة اوسابيوس ان القديس اوديوس نال اكليل الشهادة في اواخر اضطهاد نيرون بنحو السنة الثامنة والستين. وقيل انه كان من تلاميذ ربنا الاثنين والسبعين. صلاته معنا. آمين.
أوفلس الشهيد (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
كان من مدينة كتاني في جزيرة صقلّية في إيطاليا شمّاس ورع، قبض عليه بتهمة الإيمان بالمسيح على عهد ديوكلسيانس ومكسيمانس وقادوه إلى حاكم المدينة وهو حامل بين يديه كتاب الأناجيل.فلمّا مثل أمام الحاكم إستشاط هذا غضباً وسلّمه إلى الجلاّدين لكي يعذّبوه، فضربوه حتى تورّمت أعضاؤه كلّها ثم عرضوا عليه أن يسجد للأوثان مقابل الإفراج عنه، فرفض. فلمّا رأى الحاكم ذلك أمر بقطع رأسه، فقيّدوه وعلّقوا في عنقه كتاب الأناجيل الذي كان يحمله وقطعوا رأسه وكان ذلك سنة 304.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس شوشان الشهيد
علماني من بلدة لاشوم، وتسمّى الآن لاشين، وهي بلدة تقع على بعد 12 كم في الجنوب الغربي من طاوق (داقوق القديمة) في منطقة بين كرماي (كركوك). قُيّد بالسلاسل واقتيد إلي بيت هوزاي وهناك قُتل بأمر الملك شابور في سبيل الإيمان.
القديس العظيم في الشهداء أفبلوس الشماس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
خلال حكم الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وتحديداً في 29 نيسان من السنة 304م، توجه الشماس أفبلوس إلى محكمة كاتانيا في صقلية الإيطالية. فلما وطئ عتبتها صرخ بصوت عالٍ: "أنا مسيحي وأرغب في أن أموت من أجل اسم المسيح". للحال، أمر القاضي كالفيسيانوس بإدخال الجسور التي تجرأ على التفوه بما تفوه به. دخل أفبلوس وفي يده كتاب الأناجيل المقدسة. أعلن مكسيموس الكلي الرفة أن في حوزته كتباً محظورة بمراسيم الأباطرة. – "من أين لك هذه الكتب؟ أمن عندك؟ هكذا تكلم كالفيسيانوس. جواب أفبلوس كان: "لا منزل لي. سيدي يعلم هذا الأمر جيداً. دعاه كالفيسيانوس لأن يقرأ بعض ما جاء فيها. قرأ أفبلوس هذه الآية: "طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات" (مت10:5). وفي مكان آخر: "إذا أراد أحد أن يكون لي تلميذاً فليأخذ صليبه ويتبعني" (لو27:14).- "ماذا يعني ذلك؟ - "هذه شريعة الرب إلهي كما أُعطيت لي"- "مِمَن؟" – "من يسوع المسيح، ابن الله الحي". إذ اعتبر كالفيسيانوس هذه الاعترافات كافية أسلم أفبلوس للجلادين ليخضعوه للاستجواب.
ومضى الوقت. في 12 آب 304م مثل القديس أفبلوس، من جديد، أمام المحكمة. سأله كالفيسيانوس: "ألا زلت متمسكاً باعترافاتك؟" فعلم أفبلوس على الجبهة بيده التي كانت طليقة وأعلن: "ما اعترفتُ به أعترف به أيضاً: أنا مسيحي وأقرأ الكتب المقدسة". "أتَحفَظُ، أيضاً، هذه الكتابات التي حظرها الإمبراطور وكان عليك أن تُسلمها للعدالة؟" "لأني مسيحي فإنه ليس مسموحاً لي أن أُسلمها. أموت ولا أسلمها. فإنها تكتنز الحياة الأبدية. من يُسلمها يخسر الحياة الأبدية. فلكي لا أخسرها أبذل نفسي" "أين هي؟" فأجاب القديس: إنها في، مبدياً بإشارة أنها ليست معه بل يحفظها عن ظهر قلب. إذ ذلك أمر القاضي بأن يُمد ويُخضع للتعذيب إلى أن يرتضي التضحية للآلهة. جعل القديس أفبلوس، وهو في العذاب، يسبح ويشكر المسيح لأنه حُسب مستأهلاً لأن يتألم من أجله. قال للقاضي: "من زمان وأنا أشتهي هذه العذابات. افعل ما تشاء. زد التعذيبات، فأنا مسيحي!" وللحظة طالت أُوقف الجلادون عن التعذيب ودعا الحاكم القديس إلى عبادة الآلهة. جواب أفبلوس كان: "إني أعبد الآب والابن والروح القدس، ثالوثاً قدوساً. لا إله خارجه. لتبد الأصنام التي لم تخلق السماء والأرض. مسيحي أنا!"
طلب إليه القاضي، للمرة الأخيرة، أن يضحي إذا أراد أن ينقذ نفسه فأجاب: "بلى، سأضُحي. لكن ذاتي هي التي أُضحي بها للمسيح الله. ليس لدي أكثر من ذلك أبذله. جهودك لا تنفع، فأنا مسيحي!" ضاعف الحاكم العذابات. وإذ أخذت قوى القديس في النفاذ وكاد أن يغيب صوته، بقيت شفتاه تُصدران التسابيح. هذا فيما أملى كالفيسسانوس الحكم على كاتب دونه على لوح: "حيث إن أفبلوس المسيحي احتقر مراسيم الأباطرة وجدف على الآلهة ورفض أن يعود عن غيَه، فإني آمر بقطع رأسه بالسيف". علقوا حول عنقه الإنجيل الذي كان ممسكاً به ساعة إلقاء القبض عليه، وأمامه سار مناد يصيح: "أفبلوس، المسيحي، عدو للآلهة والأباطرة". أما القديس، فإذ امتلأ فرحاً، فقد حث الخطى وكأنه سائر إلى تكليله وهو يردد بثبات: "المجد للمسيح الله!" فلما بلغ محل الإعدام جثا على ركبتيه وصلى طويلاً وهو يشكر الله. ثم مد رأسه، من ذاته، للجلاد وجرى قطعه. فيما بعد جاء مسيحيون ورفعوا جسده وطيبوه ثم دفنوه.
ملاحظة: سيرة القديس مستمدة من أعمال شهادته كما دونها شاهد عيان.
تذكار القديس الشهيد إفبْلُس الشمّاس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان القديس إفبْلُس الشهيد من مدينة قطاني، من أعمال جزيرة صقليّة في بلاد إيطاليا، وكان من شمامسة تلك المدينة، وكان تقيّأ ورعاً قائماً بواجباته الإكليريكيّة حق القيام، يقرأ الإنجيل في الكنيسة ويوزّع الأسرار الإلهيّة.
فقُبض عليه بتهمة الإيمان بالمسيح على عهد ذيو كلسيانس ومكسميانس وقيد إلى حاكم المدينة كلفسيانس وهو حامل بين يديه كتاب الأناجيل. فابتدره مكسيمس أحد المقرّبين إلى الحاكم بالتوبيخ على مخالفته لمراسيم المكلوك، بحمله كتاباً محرّماً نظير هذا الكتاب.
فاستشار الحاكم معاونيه، ثم قال: لقد إتّضح لنا أن أفبلس مسيحي. فيجب أن يُسَلَّم إلى أيدي الجلادين لكي يعذّبوه، أو يرجع عن غيّه. فضربوه حتى تورّمت أعضاؤه كلّها. ثم أعادوا التحقيق معه. فرسم على نفسه إشارة الصليب أمام الجميع، وقال: لقد اعترفت أمامكم، وأعترف الآن على المكان الذي فيه يحفظ المسيحيون تلك الكتب الممنوعة. فقال له: معاذ الله أن أخون ديني وأسلّم إليك تلك الكتب الإلهيّة. وإنّني مستعد أن أحتمل الموت ألف مرّة ولا أكفر بإيماني وبشريعة الرب الإلهي.
فجلدوه وأوسعوه ضرباً حتى سالت دماؤه وتناثرت لحمانه. فهتف وقال: أشكرك يا إلهي وسيّدي يسوع المسيح على كوني أتألّم في سبيل حبّك. فأتضرّع إليك أن تخلّصني برحمتك. فسمعه الحاكم، فقال له: دع عنك هذه الخزعبلات، واسجُد لآلهتنا فأطلقك. فأجاب الشهيد: أنا أعبد يسوع المسيح، وأكفر بالشياطين. فأصنع ما بدا لك. عذِّبني كما تشاء، فأنا مسيحي.
فعيل صبر الحاكم، وأمر الجلادين أن يشدّدوا في تعذيبه، حتى خارت قواه وهو يصلّي ويعيد مراراً هذه الصلاة: يا إلهي أنا أشكرك. أسرع إلى معونتي يا رب، لإنّي لأجل حبّك أحتمل هذه الآلام.
فلمّا رأى الحاكم منه ذلك، أمر الكاتب أن يسجّل عليه هذا الحكم: من حيث أنّه ثبت أن أفبلس مسيحي، ومن حيث أنّه يحتقر آلهة المملكة ويعصي أوامر الملوك، فقد حكمنا عليه بقطع راسه وبتنفيذ هذا الحكم عاجلاً. فقيّدوه، وعلّقوا في عنقه كتاب الأناجيل، وساقوه إلى مكان الإعدام. وكان يتقدّمه منادٍ يصرخ بأعلى صوته: هذا إفلبس المسيحي عدّو الآلهة والملوك. أمّا الشهيد فكان يجرّ نفسه جرّاً، وهو يصلّي ويتضرّع، حتى أتوا به إلى المكان المعد للإعدام. فجثا على ركبتيه وصلّى طويلاً، ثم قدّم عنقه للسيف، فقطع له الجلاّد رأسه.
وأتى المسيحيون، فأخذوا جسده ودفنوه في محل لائق. وأجرى الله بشفاعته عجائب كثيرة. وهو لا يزال شفيع جزيرة صقلّية، ولا سيّما مدينة قطاني.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديسة كلارا الأسيزيّة
ولدت كلارا في أواخر القرن الثاني عشر، في قصر منيف، في جوار جبل سوباسيو. وكان أبوها فافورينو من أشراف إيطاليا، من أسرة شيفي العريقة في الحسب والنسب. أمّا والدتها فكانت من بيت فيومي الشهير. ولمّا كانت هذه الأم من النساء المسيحيّات القديسات، فقد ربّت كلارا وأخواتها وأخوتها على أجمل ما يكون من الفضائل المسيحية، والتقوى الراهنة الحقيقية.
إلاّ أن مواهب الروح القدس تجلّت بأبهى جمالها في حياة كلارا، أكثر من سواها من أخوتها. فتنبّهت أفكارها وعواطفها منذ الصغر إلى هبوب هذا الروح الإلهي، فأشرقت حياتها بأجمل أزاهر الفضائل والكملات. فظهرت منذ نعومة أظفارها وديعة متواضعة، سهلة الإنقياد مُحبّة لذويها وللفقراء، كثيرة الصلاة، رصينةً، بعيدة عن الميل إلى الزينة والظهور، كما هو شأن الكثيرات من أترابها البنات الشريفات الموسرات.
ولمّا بلغت سن الصبا واضطرتها الواجبات الإجتماعية إلى لبس الحرائر والأرجوان، صارت تضع المسح على جسدها الناعم الغض، من تحت الكسوة الجميلة، وتتمنطق بحزام من الأسلاك الحديدية الشائكة. وبذلك كانت تقهر جسدها فلا يتمرّد على عواطف نفسها النقيّة القديسة.
وبلغت مسامعها شهرة القديس فرنسيس الأسيزي السرافيمي، فرغبت في الإجتماع به. فلقيته في ديره في مدينة أسيزة، وأفضت إليه بمكنونات قلبها، وشرحت له بكل بساطة ما يجيش في صدرها من العواطف والأميال. فرأى هذا الأب الملائكي بعينه النقادة أن الله يدعو هذه الفتاة النقيّة إلى قداسة سامية. ووجد فيها ضالته التي كان ينشدها لأجل إنشاء رهبانية نسائية تتمّم رهبانية الرجال التي أنشأها. فثبّتها في دعوتها، وأرسلها إلى دير للراهبات البندكتيات، ريثما تمكّنه العناية الإلهيّة من إنشاء تلك الرهبانية، التي تكون غايتها حياة الصلاة والإماتة، لإستمطار نعم الله على رسالات وأعمال الرهبان الفرنسيسيين أولاده.
وفي صباح 19 آذار، يوم عيد القديس يوسف، سلطان البتولية، ومثال النفوس الداخلية، ظهرت كلارا في كنيسة أسيزة الكاتدرائية، بكامل حلاها وزينتها. فحضرت القداس الإحتفالي بخشوع وتقوى، وتناولت جسد الرب، والناس كلّهم عيون شاخصة إليها، مأخوذون بسحر طلعتها. ثم خرجت من الكنيسة، وودّعت الدنيا ونعيمها وغرورها، وطرحت عنها زينتها، وقصّت شعرها، ولبست ثوباً طويلاً خشناً، وشدّته بحبل على وسطها، ودخلت في دير الراهبات البندكتيات. ومنذ تلك الساعة أضحت حياتها حياة الروح، كأنّها لا جسم لها، ولا هي من بنات الأرض، بل من سكان السماء.
إنّ عمل كلارا هذا، وازدراءَها بالدنيا، وتخصّصها لعبادة الرب وخدمته، لهو مثال رائع للبنات الكريمات الغنيّات المعرّضات للوقوع في حبائل هذه الدنيا الزائلة والإستسلام لغرورها وأكاذيبها.
واضطرب ذووها لمّا علموا بما أقدمت عليه كلارا إبنتهم، وأرادوا أن يعيدوها إلى بيت أبيها ولو بالقوّة. لكنّها لمّا أرتهم ضفائرها المقصوصة أقنعتهم بأنّهم عبثاً يحاولون إكراهها على ترك دعوتها. فتحوّلوا عنها وتركوها وشأنها. ولكنّها لم تكتفِ بظفرها هذا، بل جعلت تبتهل إلى الله بحرارة ليسهّل مجيء أختها أغنس إليها وانتحالها طريقتها. وكانت أغنس إبنة أربع عشرة سنة فقط، أمّا كلارا قد بلغت الثامنة عشرة من عمرها. ولمّا كان الله لا يخيّب إبتهالات أحبّائه وبناته, إستجاب صلاة كلارا عروسة قلبه. فإن أغنس تركت سرّاً قصر أبيها، وجاءت إلى أختها، واحتمت في ديرها وتحت كنفها. فثار أهلها على الدير الذي قبلها، وجاءوا إليها مسلّحين، وأخرجوها بالقوّة، وذهبوا بها إلى بيتها ظافرين. فانطرحت كلارا عند قدمي البتول سلطانة العذارى الضعيفات، وأخذت تتضرّع إليها بدموع لتعيد إليها أختها. وإذا بأغنس تقف في الطريق كأنّها جبل راسخ لا تزعزه العواصف. فاضطرّ أهلها أن يعيدوها إلى أختها، وأن يرضخوا لإرادة الله الذي دعاها.
وبعد ذلك يقليل، إجتمع لدى القديس فرنسيس جمهور من القتيات والنساء التقيّات، ورغبن في الإنضمام إلى كلارا وإلى أتباع طريقتها في حياة العبادة والفقر والإماتة. فأقامهنّ هذا القديس العظيم في بيت صغير بجوار القديس دميانس، وأقام كلاارا رئيسةً عليهنّ، وأخذ هو يرشدهنّ في طرق الكمالات الإنجيليّة السامية.
ومنذ هذا اليوم بدأت كلارا تصعد سلّم الفضائل درجةً درجةً، وهي سجينة في ديرها مع راهباتها، لا يعلم بها سوى الله، ولا يرى أحد من البشر حياتها إلاّ الملائكة الذين في السماء. فوصلت إلى أسمى قمم القداسة الرهبانية بعبادتها وصلاتها العقلية واتّحادها الفائق السرّي بالله، وكان القديس فرنسيس السارفيمي ينير لها الطريق، ويشجّعها على المضي في أعمالها.
رغم عشقها لفضيلة الفقر، وممارستها لها في مسكنها ولبسها وطعامها ومنهاج حياتها كلّها، كانت لا تألو جهداً في تزيين الكنيسة بأفخر الأواني وأثمن الأقمشة الحريرية المزركشة التي كانت تجيد صنعها هي وبناتها.
وكانت كلارا تلبس ثوباً من قماش غليظ، وتضع فوقه رداءً خشناً، ولا تسير إلاّ حافية، وترقد على الحضيض، وتصوم كل أيام السنة، ما عدا الآحاد والأعياد الكبرى. وكان طعامها المعتاد الخبز والماء. وكانت تحفظ الصمت على الدوام، إلاّ إذا قضت الضرورة بالكلام. وكانت تلبس المسح على جسدها الناعم، فيؤلمها شديد الألم.
امّا صلاتها فكانت دائمة وخشوعية، وتقضي كل مساء ساعات طوالاً ساجدة مع بناتها أمام القربان، تناجي عروس نفسها، وتتضرّع إليه أن يرأف بالخطأة. وشاهدتها إحدى راهباتها يوماً، وعلى رأسها كرة من نارٍ تتلألأ لمعاناً وبهاء، رمزاً لحرارة إيمانها ومحبتها.
فكانت كلارا لا تفتأ من الصلاة والإبتهال. وكانت مراراً تُخطف بالروح، وتبقى ساعات متتابعة غائبة عن حواسها.
طالما كانت الأديار معاقل الممالك والشعوب في كل زمان ومكان! ولطالما كان سكانها، من رجال ونساء، شفعاء الدنيا لدى الله والناس! هكذا كانت القديسة كلارا وديرها وبناتها لمدينة أسيزة في إيطاليا. فإنّها خلّصتها مرتين من الدمار ونجتها من الويلات والخراب.
قضت كلارا إثنتين وأربعين سنة في حياة النسك والصلاة والإماتة. وكانت كل يوم تتقدّم في سبُل الكمال الرهباني، حتى أضحت على الأرض حياة الملائكة في السماء، بصلاتها العقلية، واتّحادها السرّي الدائم بالله. وقادت بناتها في مناهج الكمال حتى صار ذلك الدير قطعة من ملكوت النعيم. وبعد وفاة أبيها دخلت أمّها وأختها في ديرها، وتقدّستا ولمعتا بأسمى الفضائل الرهبانية تحت إرشادها.
وكثرت عجائب الأم كلارا. فصارت تشفي الأمراض بإشارة الصليب المقدّس.
فلمّا تكلّمت كلارا بالفضيلة والقداسة، أراد الله أن ينقلها إلى جنان نعيمه. فأوحى إليها بأن يوم وفاتها قد قرب، وأن السيّد المسيح سوف يزورها مع رسله قبل أن تغمض عينيها. فلمّا أزفّت ساعتها، كان الحبر الأعظم إينوشنسيوس الرابع عائداً مع حاشيته من ليون، فمرّ بمدينة أسيزة، وزار بصحبة كرادلته هذه الأم القدّيسة الذائعة الصيت، وباركها ومنحها الغفران الكامل. فتحققت بذلك إيحاءاتها. وقبل وفاتها بقليل ظهر لها الرب يسوع برفقة أمّه الطاهرة وجمهور من العذارى القديسات. فامتلأت حجرتها أنواراً. وأفضت بذلك إلى بناتها، ونفسها تفيض بعواطف الشكر والإيمان والرجاء. ثم رقدت بالرب، وطارت إلى نفسها إلى الأخدار العلوية، مع يسوع ومريم وجمهور البتولات والطغمات الملائكية. فترأس الحبر الأعظم حفلة جنازها، وكاد يعلن فوراً قداستها، لولا إعتراض كرادلته عليه، لمّا شاهد المعجزات التي تجري بشفاعتها، ورأى الجماهير تتزاحم لتتبرّك من رفاتها. وكان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر آب سنة 1253.
وكثرت العجائب على ضريحها جداً ، حتى أن الحبر الأعظم إسكندر الرابع أعلن قداستها سنة 1255، أعني سنتين فقط بعد وفاتها. وهي لا تزال أمّاً لعشرات الألوف من البتولات البارات، وشفيعة النفوس المتعبّدة التقيّة في كل بلاد الدنيا.
استشهاد القديس يوحنا الجندى (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس العابد يوحنا الجندي. وقد ولد من أبوين مسيحيين تقيين ولما نشأ انتظم في سلك جنود الملك يوليانوس الكافر، وحدث أن أرسله يوليانوس مع بعض الجنود لاضطهاد المسيحيين فكان يتظاهر بموافقة الجنود علي اضطهادهم ولكنه كان في الحقيقة يدافع عنهم ويعاملهم بالحسنى ويقضي حاجاتهم وكان أيضا مداوما علي الصوم والصلاة والصدقات وعاش عيشة الأبرار حتى تنيح بسلام وأظهر الله من قبره عجائب كثيرة.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.