قديسو اليوم: 1 آذار 2017
وبعد ان جاهدت الباره دومنينا الجهاد الحسن، رقدت بالرب نحو السنة 455. صلاتها معنا. آمين
في مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار الملاك الحارس
تعلّم الكنيسة الكاثوليكية أن الملائكة ترسل لحراسة البشر. وتعليمها هذا عقيدة ايمانية يجب على كل مؤمن ان يتمسك بها معتقداً أن لكل من المؤمنيين ملاكاً يقوم بحراسته. واعتقاد الكنيسة هذا قائم، منذ صدر المسيحية. قد أثبته آباء الكنيسة وعلماؤها استناداً الى الكتاب المقدس. وقد أثبت القديس توما اللاهوتي أنَّ لكل انسان ملاكاً حارساً يقيه الاضرار الروحية والجسدية.
لاجل ذلك رسمت الكنيسة عيداً معيّناً للملاك الحارس لتحرضنا على الشكر لله تعالى الذي أقام ملاكاً لحراستنا، فعلينا ان نكرمه لاهتمامه بنا ونعمل بحسب الهاماته الخلاصية، ونطلب شفاعته متذكرين انه يراقب جميع اعمالنا الخفية والظاهرة. وبمَا انه قدير لدى الله، فيساعدنا لنحيد عن الشر ونصنع الخير. قدّرنا الله على تمجيد اسمه القدوس، بشفاعة ملاكنا الحارس. آمين.
أودوكيا الشهيدة (الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
عذراء من مدينة بعلبك، تنصّرت على يد الأسقف تاوذورس واشتهرت في مدينة جوبيتر وباخوس بتقواها ورصانتها. ولمّا أخذ الملك ترايانس يضطهد المسيحيين قبض والي المدينة على تلك الفتاة أيضاً وأراد أن يثنيها عن إيمانها لكنّه وجد أمامه برجاً حصيناً وقلباً ثايتاً. ولمّا لم يجد سبيلاً الى إقناعها، أوعز الى الجلاّد بقطع رأسها. وكان ذلك نحو سنة 114.
القديسة التقية إفذوكيّا الملك (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
إسم إفذوكيّا إسم يوناني ويعني " المسرّة "، وأيضًا يعطي معاني أخرى نسبة لتركيبة الإسم ευ وتعني الجيّد و δοκεωوهو فعل يعني البهجة والفكر و حتى التمجيد، فيصبح الفكر الجيّد والمسر والتمجيد الجيد والمسر.
حياتها:
كأنت إفدوكيّا سامرية الأصل وثنية استوطنت مدينة بعلبك زمن المبراطور الرومأني ترايأن. وتمّتعت بجمال أخّاذ امتهنت الفجور وجمعت لنفسها، نتيجة ذلك، ثروةً يعتدّ بها.
رجل غيّر حياتها:
غيّر رجل اسمه جرمأنوس، مجرى الأمور لدى إفدوكيّا وذلك حين نزل يومًا لدى امرأة مسيحية يقع بيتها بقرب بيت إفدوكيّا.
أثناء الليل قام الرجل وتلا، بصوتٍ مرتفعٍ مزاميره، ثم قرأ نصًا في كتاب حول الدينونة الأخيرة وعقاب الخطأة وثواب الأبرار. وإذ بلغت تلاوته أذني إفدوكيّا فتح الله قلبها فاستفاقت من غيّها واستغرقت في أسى عميقٍ على نفسها وذرفت الدمع ، طوال الليل، سخيّا.
في الصباح، خرجت مسرعة إلى رجل الله بلهفٍ ورجّته أن يدلّها على سبيل الخلاص. فما كأن من الزائر الإلهي، سوى أن بشرّها بالمسيح وعلّمها الصلاة ثم سألها أن تدعو الرّب الإله لديها أسبوعًا لتمتحن نفسها.
توبتها:
وما أن انقضت أيام ثابرت فيها إفدوكيّا على الدعاء إلى الله بدموعٍ بتوبةٍ ليخلّص نفسها حتى بان لها نور ورئيس الملائكة ميخائيل في النور يستاقها إلى السماء لتعاين المختارين فيما قبع إبليس خارجًا، أسود، مقرفاً يتّهم الله بكونه غير عادل لأنّه قبل سريعًا توبة امرأةٍ متوغّلةً في الفجور.
فإذا بصوتٍ لطيفٍ يشقّ الفضاء قائلًا : " تلك هي رغبة الله أن يقتبل التائبين برأفة " .
إعتمادها:
عمّد ثيودوتوس، أسقف بعلبك، إفدوكيّا فسلّمت ثروتها إلى أحد الكهنة ليوزعها للمحتاجين، أمّا هي فسلكت درب العذارى بالكليّة إلى الإله القدير. وقد ورد أنّه أجرى بيديها عجائب جمّة.
حسد الشيطان:
ذاع خبرها وبلغ آذأن بعض الذين عرفوها في زمن غربتها فساءتهم مسيحيتها. ووشوا بها إلى الولاة أنّها أنقلبت على دين أمّتها وأنّها في صدد مدّ يد العون، إلى المسيحيين المتآمرين على الأمبراطورية وآلهتها.
لم ينل أمة الله سوء، همّها كأن أن تحفظ الأمأنة لربّها.
لم يكن لديها مانع أن تبذل نفسها بذل الشهادة لو شاءها يسوع. فلمّا كان زمن أحد حكّام بعلبك المدعو منصور حتى قبض عليها وعمّد جنده، من دون محاكمةٍ، إلى قطع هامتها.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديسة البارة دومنينا القورشية
أورد سيرتها القدّيس ثيودوريتوس القورشي في تاريخه عن رهبان سورية. يصفها ثيودوريتوس ب"العجيبة" ويقول عنها أنها رغبت في العيش على طريقة القدّيس مارون الناسك. اصطنعت لنفسها كوخاً من القصب في حديقة بيت ذويها. لبست الوبر وكانت تذرف الدموع سخيّة. اعتادت أن تذهب إلى الكنيسة القريبة منها، كل صباح، عند صياح الديك، وكذلك آخر النهار لترفع الصلاة إلى ربها وسائر الناس. وقد أقنعت أمها وأخوتها، الذين كانوا في سعة من العيش، أن ينفقوا على أماكن العبادة. كان طعامها العدس المسلوق. قست بالنسك على نفسها حتى بدا جسمها كأنه هيكل عظمي و جلدها رقيقاً كالقشور. ورغم أنه كان بإمكان أي كان أن يراها فإنها من ناحيتها، لم تكن ترى أحداً ولا تُظهر وجهها لأحد. كانت تبقى محجوبة تماماً تحت ستارها و تحني رأسها حتى الركبتين. كلماتها كانت تخرج من فمها خافتة تكاد لا تُسمع و لا تتوقف عن البكاء ثيودوريتوس شهد أنه حدث مراراً أن أخذت يمينه و جعلتها على عينيها فلما ارتدت يمينه لاحظها مبلّلة تقطر بالدمع. عن هذه الدموع قال ثيودوريتوس إنه الحب الحار لله الذي يولّد هذا البكاء إذ يضرم النفس بالمكاشفة الإلهية و ينخسها بمهمازه فيدفعها إلى أن تغادر هذه الحياة الدنيا.
وإلى جانب كون دمنينا سالكة في النسك فإنها لا تتردد في الاهتمام بالمجاهدين في سبيل الحياة الملائكية، وتحرص على إيواء القادمين إليها من بعيد لدى كاهن البلدة وتأمين احتياجاتهم من مال ذويها.
على هذا النحو سلكت دمنينا إلى أن تكمّلت بالفضيلة وانتقلت إلى جوار ربّها.
تذكار القديسة الشهيدة في البارات إفذوكيّا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
هي عذراء بعلبك البهيّة، وتفسيرها "رضى"، والبتول التي أقدمت بشهامة وشجاعة على سفك دمها في سبيل المسيح عروسها.
كانت قد انتصرت على يد الأسقف ثاوذورس واشتهرت في مدينة جوبتير وباخوس بتقواها ورصانتها ووقارها، نابذة عبادة تلك الأصنام، التي رغم عظمة وجمال معابدها لم تكن لتغويها وتأسر قلبها.
ولمّا شهر الملك ترايانس الحرب على النصرانيّة قبض والي المدينة على تلك الصبيّة لظنّه أنّه لا يصعب عليه أذعانها واستسلامها، فيسهّل عليه بذلك الظفر بغيرها. لكنّه وجد أمامه برجاً حصيناً وقلباً ثابتاً، وإرادة أصلب من رخام الهياكل المرمر. فأمر بها، فقطع الجلاّد رأسها، وطارت تلك الحمامة البيضاء لتعيش في أنوار السماء وترفرف بأجنحتها اللامعة على مدينتها وشعبها طول الدهور والأيام، سنة 114.
استشهاد القديس ماروتا اسقف ميافرقين (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في هذا اليوم تذكار نياحة القديس ماروتا أسقف ميافرقين، ونقل أعضاء القديسين الذين استشهدوا بها ايام دقلديانوس. وكان ماروتا رجلا عالما فاضلا ولذلك وقع اختبار الملك الكبير ثاؤدسيوس أبو اركاديوس واونوريوس، لإرساله إلى ملك الفرس لمفاوضته في أمر الهدنة التي كانا يرغبان في توقيعها. فاكرم سابور الملك وقادته، واسكنه في قصر ملكي ولما علم ماروتا إن للملك ابنة مجنونة طلب إحضارها إليه وصلي عليها فبرئت وفرح سابور بذلك وزاد في إكرامه فطلب القديس من الملك أجساد القديسين الذي استشهدوا في بلاد فارس يأذن له بذلك فأخذها وبني لها كنيسة ثم حصنا كبيرا حولها. وفيما بعد بنيت مدينة داخل ذلك الحصن دعوها باسمه ماروتا. وبعد إن أتم عمله عاد إلى الملك ثاؤدسيوس وأتقام إلى إن تنيح برومية.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.