قديسو اليوم: 1 تموز 2016
وكان القديس لويس التاسع ملك فرنسا يجله كثيراً. واستصحبه معه الى فلسطين لما أتاها لانقاذ الاراضي المقدسة. فقضى مدة هناك، ساعياً في خلاص النفوس والقاء المحبة والسلام في صوفوف الصليبيين. ولما توفي البابا اكليمنضوس الرابع، انتخبوه بابا وهو في عكا.
ثم بلغ روما وتسنم السدة البطرسية باسم غريغوريوس العاشر. ومن اشهر فضائله وداعته وتواضعه وحبه للفقراء والمعوزين. وأقوى دليل على غيرته الرسولية، سعيه الجدي المتواصل في ازالة الانشقاق بين الكنيسة الرومانية والكنيسة اليونانية القسطنطينية واهتداء شعوب الصين والتتر الى الدين المسيحي. فعقد في سنة 1274 مجمعاً مسكونياً في ليون اصدر فيه منشوراً في الثالوث الاقدس والمعتقد الكاثوليكي. وبعد التداول والنظر في اصلاح بعض الشؤون المختَلّة، وقف نائبُ الملك وحَلَفَ وجَحَد تعليم الهراطقة وقبل ايمان الكنيسة الرومانية.
عندئذ وقف البابا وترنم بتسبحة الشكر لله، وتلا قانون الايمان باللاتينية وتلاه البطريرك جرمانوس باليونانية. ثم تلوا جميعاً عبارة الايمان هذه "المنبثق من الآب والآبن". وقد وضع المجمع قوانين صارمة لانتخاب البابا واصلاح الاكليروس، حاضاً على مساعدة الصليبيين بفلسطين.
وهكذا زال الانشقاق الوخيم واتحدت الكنيسة اليونانية مع الكنيسة الرومانية، معترفة بالايمان الكاثوليكي، دون قيد وشرط. وتم الفرح في الغرب والشرق وصارت الرعية واحدة لراع واحد هو البابا الروماني. وعاد البابا الى روما.
واستمر عاملاً على تنفيذ قوانين المجمع، مواصلاً جهاده الحسن في ادارة الكنيسة الى ان اعتراه المرض فرقد بالرب في 10ك1 سنة 1276. واجرى الله على يده آيات باهرة. صلاته معنا. آمين!
الشهيدان قزما ودميانس (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
إنّ قزما ودميانس هما أخوان شقيقان ولدا في بلاد العرب في برّ الشام في أوائل القرن الثالث، وكان أبواهما مسيحيين، واعتنت أمّهما بتربيتهما فنشآ ممتلئين من خوف الله بعد موت والدهما. وتعلّما مهنة الطب، فبرعا فيها وصارا يستعملان هذه المهنة لخير الناس. فذهبا إلى مدينة أجاس في أعمال قيليقية وشرعا يعالجان المرضى لوجه الله ولا سيّما الفقراء ، ولقّبا ب"ماقتي الفضّة".
أمّا والي مدينتهما لوسيانس، فلمّا بلغه خبر هذين الأخوين وسألهما عن أصلهما وإسمهما. فأخبراه بأنّهما من بلاد العرب وأنّهما أخوان إسم الواحد قزما وإسم الآخر دميانس، وأن لهما ثلاثة أخوة آخرين وهم بأجمعهم مسيحيون. فاغتاظ الملك منهما وأفرغ كل وسعه ليجذبهما إلى عبادة الأوثان فلم يَنل منهما يغيته. فقبض على إخوتهما وأرسلهم مقيّدين بالأغلال ورماهم في البحر ليموتوا غرقاً. فأرسل الله ملاكاً ونشلهم من وسط المياه وجاء بهم إلى الشاطىء. فاحتدّ الوالي غضباً وألقاهم في السجن، ثم أخرجهم منه في الغد وأوقد ناراً كبيرة ورماهم فيها. فمكثوا فيها دون أن تؤثّر فيهم وهم ينشدون تسابيح الشكر والمديح لله عزّ وجلّ. فهبّت ريح عاصفة وشتّتت الجمر ونسفته. ولكن الملك أعمى العناد بصيرته، فلم يسلّم لهذه الآيات الباهرة بل أمر بأن تمزّق أجسامهم بالآلات الحديدية، فامتثلوا أمره. ولكن القدرة الإلهية حفظتهم أيضاً سالمين من كل جرح وتمزيق. فلم يكفّ الوالي عن تعذيبهم، بل بلغت به الغباوة إلى رفعهم على صلبان ليُرجَموا، وكانت الحجارة ترتدّ على راشقيها. ثم رشقوهم بالسهام. فلمّا عجز الوالي وأعيا من تعذيبهم أمر بأن تُضرب أعناقهم بالسيف.
وكان جهاد هؤلاء الشهداء الإجلّاء في السابع والعشرين من أيلول من سنة 275م، وحُمِلَ جسداهما إلى روميّة وقُبرا في كنيسة من أفخر الكنائس التي هناك. وأجرى الله على أيديهما أعاجيب كثيرة وآيات باهرة ولا سيّما في شأن إبراء ذوي الأسقام. فإنّه لم يقصدهما أحد من المرضى ورجع خائباً. ومن جملة الذين نلوا الشفاء بشفاعتهما يوستينيانس الملك، فشيّد لهما كنيستين فاخرتين في القسطنطينيّة على إسميهما، كما شُيّدت لهما عدّة كنائس في روما وغيرها.
القدّيسان الصانعا العجائب العادما الفضّة قزما وداميانوس (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
عاش القدّيسان قزما وداميانوس، في رومية وقضيا في المسيح حوالي العام 284م، زمن الأمبراطور كارينوس الذي اعتلى العرش بين العامين 283 -284م. الدارسون يميّزونهما عن القدّيسيّن قوزما وداميانوس السوريّين القورشيّين المعيّد لهما في17 تشرين الأول والأول من تشرين الثاني .
أمّا قدّيسا اليوم كانا أخوين في الجسد وفي الإيمان بيسوع وتصميمهما المشترك على أن يشهدا لمراحم الله ويكرزا بالإنجيل. لمعا في الفضيلة وعمل الرحمة. ووزّعا كلّ ما لديهما وتعلّما الطبّ على يد معلّم وثنيّ بارز. قصدهما من تعلّم الطب الإقتداء بالمسيح المخلّص المحبّ البشر خدمة للمتألمين.
اعتادا على استعمال الأدوية والعناية الطبّية بمثابة واجهة لمداواة أسقام الناس والبهائم بذكر اسم الرّبّ يسوع. وفي سنة 284م نالا موتَ الإستشهاد على عهد الملكَيْن كارينس ونومريانوس .
تذكار القديسين الصانعين العجائب العادمي الفضّة قزما وذميانس المستشهدين في رومة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
إنّه من يوم قال رب المجد لرسله وتلاميذه ولجميع المزمعين أن يؤمنوا به: "إنّي أعطيكم وصيّة جديدة أن يحب بعضكم بعضاً، وأن يكون حبّكم بعضكم لبعض كما أحببتكم أنا، وبهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إذا كنتم تحبون بعضكم بعضاً".
ولقد كانت حياة القديسين قزما وذميانس صدىً بديعاً لتلك الوصيّة الإلهيّة. فإنّها، بعد أن تعلّما الطبّ وحذقا فيه، جعلا حياتهما وقفاً على خدمة الإنسانيّة المتألّمة، مجّاناً لوجه الله الكريم. ولذلك لقّبا بعادَي القضّة. فكان عملهما هذا إرشاداً حيّاً للمؤمنين وللوثنيين معاً، في مدينة رومة العظمى وهكذا كانا يحملان المسيحيين على التمسّك بعرى الدين، وكانا للوثنيين نوراً يهتدون به إلى الإيمان بالمسيح في ذلك القرن الثالث.
فبارك الله عملهما في تلك العاصمة العظيمة الرومانية، فأكثر الشفاء على أيديهما إلى حدّ المعجزات. فصارت الناس تزدحم على بابهما، طالبةً شفاء النفوس والأجسام. فحسدهما الوثنيون ووشوا بهما، ونسبوا نجاحهما إلى أعمال السحر والشعوذات الشيطانية. فقبض الولاة عليهما، ونكلوا بهما، وأمروهما أن يكفرا بالمسيح ويذبحا لآلهة المملكة. لكن القديسين الطبيبين لم يكونا ليرهبا وعداً أو وعيداً، فاعترفا بالمسيح بكل ثبات وجرأة. فعذّبوهما وكادوا يميتونهما شرّ ميتة، لولا أن الملك كارينس عرف بهما وببراعتهما في صناعة الطبّ إلى حدّ الإعجاب، فأمر بفك أسرهما. فشفياه من داء خبيث كان يتألّم منه في عنقه، فأطلقهما وترك لهما حريّة الحياة والعمل. فعادا إلى ما كانا عليه، بل إلى أكثر منه. وانفسح الأفق أمامهما، وكثر الخير بأنواعه على أيديهما.
فلمّا رأى الحسّاد الوثنيون ذلك منهما أضمروا قتلهما. فاحتالوا عليهما وأخرجوهما خارج المدينة، وقتلوهما رجماً بالحجارة. أمّا هما فإنّهما قبلا بلا اعتراض ولا مقاومة أن يموتا لأجل إسم الرب يسوع، كما عاشا لأجله. وهكذا نالا إكليل الإستشهاد بعد حياة فاضلة صالحة قضياها في عمل البرّ والإحسان.
إنّ عصرنا الحاضر لم يُحرم، والحمد لله، أطبّاء يولون الفقير من عنايتهم النصيب الكبير. إلاّ أن تلك العناية لا تكون مسيحيّة إلاّ إذا كانت مجرّدة، أي على سبيل الخدمة والمحبّة الأخوية والعمل بتلك الوصية الإلهية، لا على سبيل الدعاية والشهرة: فهذا محبّة ذاتية وغاية تجارية، وتلك فضيلة سامية يكافئها المسيح بالنعم وحياة النعيم الأبدية.
استشهاد القديس أنبا موسى الأسود (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود صاحب السيرة العجيبة. هذا الذي اغتصب ملكوت السموات حقا كما قال الإنجيل: "ملكوت الله يغصب والغاصبون يختطفونه" (مت 11: 12) كان في حياته الأولي عبدا لقوم يعبدون الشمس جبارا قويا كثير الإفراط في الآكل وشرب الخمر يقتل ويسرق ويعمل الشر ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه أو يعانده وكان في أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلا: "أيتها الشمس أن كنت أنت الإله فعرفيني" ثم يقول "وأنت أيها الإله الذي لا اعرفه عرفني ذاتك". فسمع يوما من يقول له: "أن رهبان وادي النطرون يعرفون الله فاذهب إليهم وهم يعرفونك " فقام لوقته وتقلد سيفه وأتي إلى البرية. فالتقي بالقديس ايسيذوروس القس، الذي لما رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلًا أنه إنما أتي إليهم ليعرفوه الإله فأتي به إلى القديس مقاريوس الكبير وهذا وعظه ولقنه الأمانة وعمده وقبله راهبًا وأسكنه في البرية فاندفع القديس موسى في عبادات كثيرة تفوق عبادة كثيرين من القديسين وكان الشيطان يقاتله بما كان فيه أولا من محبة الآكل والشرب وغير ذلك فيخبر القديس ايسيذوروس بذلك فكان يعزيه ويعلمه كيف يعمل ليتغلب علي حيل الشيطان ويروي عنه أنه كان إذا نام شيوخ الدير يمر بقلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها من الماء الذي كان يحضره من بئر بعيدة عن الدير وبعد سنين كثيرة في الجهاد حسده الشيطان وضربه بقرحة في رجله أقعدته وطرحته مريضا. ولما علم أنها من حرب الشيطان ازداد في نسكه وعبادته حتى صار جسده كخشبه محروقة فنظر الرب إلى صبره وأبرأه من علته وزالت عنه الأوجاع وحلت عليه نعمة الله ثم بعد زمان اجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أبا لهم وانتخبوه ليرسموه قسًا. ولما حضر أمام البطريرك لرسامته أراد أن يجربه فقال للشيوخ: "من ذا الذي أتي بهذا الأسود إلى هنا. اطردوه "فأطاع وخرج وهو يقول لنفسه: "حسنًا عملوا بك يا أسود اللون" غير أن البطريرك عاد فاستدعاه ورسمه ثم قال له: "يا موسى لقد صرت الآن كلك أبيض".
واتفق أن مضى مع الشيوخ إلى القديس مقاريوس الكبير فقال القديس مقاريوس: "أني أري فيكم واحدا له إكليل الشهادة" فأجابه القديس موسى الأسود لعلي أنا هو لأنه مكتوب: من قتل بالسيف فبالسيف يقتل " ولما عاد إلى ديره لم يلبث طويلا حتى هجم البربر علي الدير. فقال حينئذ للأخوة الذين كانوا عنده:" من شاء منكم أن يهرب فليهرب " فقالوا له: "وأنت يا أبانا لماذا لا تهرب؟" فقال: "أنا أنتظر هذا اليوم منذ عدة سنين "ودخل البربر فقتلوه وسبعة أخوة كانوا معه غير أن أحد الاخوة اختفي وراء حصير. فرأي ملاك الرب وبيده إكليل وهو واقف ينتظره فلم يلبث أن خرج مسرعا إلى البربر فقتلوه أيضا.
فتأملوا أيها الأحباء قوة التوبة وما فعلت. فقد نقلت عبدا كافرا قاتلا زانيا سارقا وصيرته أبا ومعلما ومعزيا وكاهنا وواضع قوانين للرهبان ومذكورا علي المذابح ويوجد جسد هذا القديس بدير القديسة العذراء "البرموس" الآن حيث يحتفل. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.