في زمن الصّوم... فلننتصر على الموت!
عبر مسيرة الجلجلة عبّد يسوع الطّريق نحو القيامة، تألّم فشفى جراح البشريّة، مات فأقام الموتى.. بقيامته فتح الله أبواب الفردوس، مانحًا نعمة القيامة إلى كلّ مؤمن ليجلسه إلى يمينه.. فإذا كان يسوع قد مات وقام لمَ نخشى الموت؟
درب الجلجلة لم تكن سهلة، بل تخلّلتها الكثير من الآلام والعذابات، هكذا هي مسيرة كلّ من يرافق مريض أو يسلب الموت منه عزيزًا... مسيرة مجبولة بدموع موجعة تغسل بهجة الرّوح وتنسيها، لوهلة، بهجة الحياة، أمّا المسيحيّ فمدعوّ للتذكّر أنّ درب الجلجلة، مهما قست، تؤدّي للقيامة لا محالة.
في زمن الصّوم إذًا، لا بدّ من التّأمّل بجوهر القيامة، بالنّعمة الّتي وهبها الله إلى أبنائه، فبقيامة ابنه قوّى الله شعبه على الموت واهبًا إيّاه سلطان الرّجاء، رجاء القيامة الثّانية.
نحرم في هذا الزمن أنفسنا من ملذّات الحياة، نابذين كلّ الطّرق المؤدّية إلى الخطيئة، إلى موت الرّوح، متشبّهين بمسيحنا الذي غلب التّجربة وقبل الموت من أجل خلاصنا، فلنرفع صلواتنا اليوم إلى الله متأكّدين أن درب جلجلة، حياتنا الفانية، ما هي إلّا طريق نرسمها نحو الحياة الأبديّة...