في تذكار سمعان الشّيخ وحنّة النّبيّة...
سمعان إسم أراميّ معناه "الّذي يسمع، المطيع والّذي يصغي"، مفعم بالرّوح القدس أعطي امتياز رؤية جسد المسيح فعاين الخلاص بعينيه وأعلن سرّ المسيح نور الشّعب الأوّل ومجده، فكان نشيده كما ورد في لوقا 2/ 29- 33: "الآن، تطلق، يا سيّد، عبدك بسلام وفقًا لقولك. فقد رأت عيناي خلاصك الّذي أعددته في سبيل الشّعوب كلّها نورًا يتجلّى للوثنيّين ومجدًا لشعب إسرائيل"، وكانت نبوءته لمريم: "ها إنّه جُعل لسقوط كثير من النّاس وقيام كثير منهم في إسرائيل وآية معرّضة للرّفض وأنتِ سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة." (لوقا 2/ 34- 35).
هو صورة عن قدّيسي العهد القديم يجسّد الكهنوت والنّبوّة، حضر إلى الهيكل بإلهام من الرّوح القدس، رأى الفرح في يسوع المخلّصَ الآتي فبلغ ذروة الحياة وغايتها، وتحرّر من العبوديّة وأضحى جاهزًا لمجد السّماء.
أمّا حنّة فاسمها يشير إلى الحنان والرّأفة والنّعمة، كانت بدورها أرملة متقدّمة في السّنّ وقد بلغت الرّابعة والثّمانين يوم التقت يسوع في الهيكل. عُرفت بإيمانها الكبير فلم تكن تفارق الهيكل بل عاشت تقدّم الأصوام وتتلو الطّلبات ليلاً نهارًا فكانت نموذجًا حيًّا للأرامل والعذارى والرّهبان الّذين تمسّكوا بالعفّة وكانوا أيقونة الجهاد والصّبر. هذه المرأة حضرت في ساعة تقدمة يسوع إلى الهيكل، فـ"أخذت تحمد الله، وتحدّث بأمر الطّفل كلّ من كان ينتظر افتداء أورشليم." (لوقا 2/ 38).
اليوم، في ذكرى القدّيسين سمعان وحنّة، أعطنا يا ربّ أن نقدّر نعمة الانتظار الّذي عاشاه الأخيران، ونتحضّر لرؤية وجهك القدّوس فتتحرّر نفوسنا من عبوديّة الخطيئة. هبنا أن نقبل صعوبات الحياة ونحمل صليبنا برجاء وإيمان ثابتين فنعبر به إلى الحياة والسّلام، آمين!