في انطلاقة ريو 2016... نفحة تبشيريّة
فخلال شهر تمّوز/ يوليو المنصرم، خضع المتطوّعون لدورات تدريبيّة نظّمتها وكالة المبشّرين "أعمال جديدة" بالشّراكة مع أبرشيّة ريو، وقد باتوا جاهزين اليوم ليتوزّعوا بين الملاعب من أجل تبشير السّوّاح والزّائرين، ولمَ لا الرّياضيّين أيضاً!
وللرّياضيّين الّذين ينتمون إلى 5 ديانات مختلفة: المسيحيّة، الإسلام، اليهوديّة، البوذيّة والهندوسيّة، سيكرّس 20 رجل دين وقتهم لإرشادهم روحيّاً خلال المباريات، كلّ بحسب عقيدته الإيمانيّة.
الهدف ليس الدّعوة إلى الارتداد أو الاهتداء إلى المسيحيّة، ولكن هو إظهار للثّقافة الكاثوليكيّة إلى من غابت عنه تفاصيلها، تلك الثّقافة الّتي يكنّ لها البرازيليّون معزّة خاصّة، وللإجابة على أسئلة كلّ من ازدحمت أفكاره بتساؤلات كبيرة، فيحصد تراثاً روحيّاً لم يكن يتوقّعه خلال تلك الزّيارة، وتكون مشاركته بهذه الألعاب ذات نكهة خاصّة.
أمّا بالنّسبة للسّكّان المحلّيّين الّذين لن يحضروا تلك الألعاب، فيأتي هذا النّشاط لتذكيرهم بالدّور الأساس الّذي لعبته الكنيسة في مساعدة أهالي إحدى البلدات المجاورة الّتي تعرّضت للدّمار وإعادة إعمارها، فهم سيساهمون في إعادة بناء نفوس زعزع أسسها الشّكّ وتصويب مسارها.
وإلى جانب الإرشاد والتّبشير، سترافق الألعاب الأولمبيّة قدّاسات عديدة.
كلّ تلك الأجواء تأتي لتنثر عطر رسالة البابا فرنسيس الخاصّة الّتي أطلقها منذ يومين للمناسبة فقال: "أتمنّى أن يُلهم روح الألعاب الأولمبيّة جميع المشاركين والمشاهدين كي يجاهدوا "الجهاد الحسن" ويتمّموا شوطهم (2 طيم 4، 7- 8)، راغبين في أن تكون الجائزة ليس مجرّد ميداليّة وإنما شيئاً أثمن حضارة يسود فيها التّضامن وتقوم على الاعتراف بأنّنا جميعنا أعضاء في العائلة البشريّة الواحدة، بغض النّظر عن اختلافات الثّقافات ولون البشرة أو الدين."
وهي إذ تظهر عمل فريق يجسّده السّكّان المحلّيّون سعياً للنّهضة ببلدهم نحو بلد أكثر عدالة وأماناً وفرحاً ورجاء.