دينيّة
08 شباط 2016, 06:40

في الصوم يفتح باب السماء

في الليتورجية المارونية من زمن الصوم، يرتل الشعب، منذ القدم، من مزمور القراءات: في الصوم يفتح باب السماء، من صام يمنح ملك العلاء.هكذا نظر الموارنة والمسيحيون عموماً الى مفهوم الصوم. ما آمنوا به وجعلوه نمط عيش، رفعوه صلاة وعبروا عنه بهذه الترنيمة الليتورجية البسيطة والعميقة، حيث تعاد كل يوم قبل قراءة الرسالة في القداس، خلال فترة الصوم.

نفهم من ذلك، أن الصوم ليس أمرا عاديا كسائر اﻻيام. ولا حتى واجبا سنويا نقوم به ﻹراحة الضمير. أو تجاوبا روتينيا لوصايا الكنيسة اعتدنا عليه. الصوم، من  إيمان كنيستنا وشعبنا عبر اﻷزمان، كما يرد في مزمور القراءات، هو مفتاح السماء. ما أعظم هذا العمل الذي نقوم به فرديا وجماعيا على مستوى الكنيسة في كل العالم: ليس فقط تفتح أبواب السماء، بل ويمنح أيضا ملك العلاء. أي عندما نصوم، نفتح بصومنا أبواب السماء ونعتلي عرش ملوكية الله. إلى هذا الحد يترك الصوم فعله في قلب الرب. فكما من لمس المرأة النازفة طرف ثوبه، شعر بقوة خرجت منه ومنحتها الشفاء، هكذا سيتجدد هذا الشعور بفعالية صوم اﻻفراد وشعبه، فتخرج قوة من ذاته فتفتح أبواب السماء وتمنح العزة والمجد والملك لمحبيه الصائمين.
أرجو من خلال هذا الشرح البسيط الليتورجي   للصوم ، إن نعود ونحيي فينا الذاكرة التاريخية عن أهمية الصوم ومفاعيله الروحية واﻻنسانية. عندما تفتح أبواب السماء في الصوم، تفتح أﻻبواب نحو بعضنا  البعض نحن البشر. فكلما فتح باب في السماء، فتح باب في اﻻنسان القريب مني. وكلما فتح باب نحو اخي اﻻنسان، تلقائيا سيفتح باب في السماء.


صوم مبارك في إعادة فتح أﻻبواب المغلقة ﻻسباب وأسباب لتفتح أبواب السماء وتفيض النعم وتزداد البركات.