دينيّة
20 تشرين الثاني 2016, 11:05

في اختتام اليوبيل.. لتنبض قلوبنا رحمة

"لا يكفي أن نختبر رحمة الله في حياتنا؛ وإنّما ينبغي أيضًا أن نُصبح علامة وأداة لها من أجل الآخرين".. هكذا يُشدّد البابا فرنسيس على ضرورة عيش الرّحمة في كلّ لحظة من حياتنا، فكم نحن مدعوون اليوم إلى التحلّي بقلب نقي يُشبه قلب الله..

مع اختتام يوبيل الرّحمة الإلهيّة، لا بدّ من التوقّف عند أبرز معاني الرّحمة التي حملها البابا في رسائله، فالمغفرة بالنسبة إليه، "أداة وُضعت بين يدينا الضّعيفتين لنبلغ إلى سكينة القلب"، وبالتخلّي عن الحقد والغضب والعنف والانتقام، يعيش الإنسان سعيدًا.. 

البابا وفي مناسبات عدّة، شدّد على أن "القلب الرحوم لا يعني قلبًا ضعيفًا،  فمن يريد أن يكون رحومًا يحتاج إلى قلب قويّ، صلب، مغلق بوجه المجرّب، ومنفتح على الله"؛ المسامحة تتطلّب جرأة وطيبة في الوقت عينه، والذي يُسامح يُشفي نفسه من ألم الغضب وسواد الحقد.

"المغفرة هي قوة تقيمنا إلى حياة جديدة وتبعث الشّجاعة اللازمة للتطلع نحو المستقبل برجاء"، فكم جميل لو نزعنا عنّا عباءة البغض المثقل بالمشاعر السّلبية لنتحلّى بحياة ملؤها التفاؤل والطّيبة، فنبدأ كلّ نهار بإشراقة فرح لامتناهي.

"لا يمكن أن نحيا من دون أن نغفر بعضنا لبعض، أو على الأقلّ، لا يمكن أن نحيا بشكل جيّد، وبالأخص في الأسرة"، فكيف لأخ أن يخاصم أخاه ويعيش بسلام؟ وكيف لأمّ ألا تعطف على صغارها؟ هكذا هي العائلات مرتبطة برابط الرّحمة والحنان.

عالمنا أثقلت كاهله الحروب، ومجتمعاتنا أرهقها الجفاء، فكم جميل لو حملنا بقلوبنا قطرات رحمة تُزيل سُحب شتاء الحقد القارس لننعم بعالم يملؤه السّلام...