دينيّة
14 كانون الثاني 2017, 08:00

في أوغندا، إيمان يقابله اضطهاد

ريتا كرم
في أوغندا حيث 85% من السّكّان هم من المسيحيّين و11% هم من المسلمين، وحيث يشرّع القانون حرّيّة المعتقد، لا يزال المسيحيّون في شرقيّ البلاد يتعرّضون لاضطهادات ومضايقات مستمرّة من قبل شخصيّات غير حكوميّة. أمّا آخر تلك الأحداث، فهو تعرّض إبنة الـ24 سنة، ساندرا سُمَيّا، للتّسمّم ليلة رأس السّنة بعد أن التقت بيسوع المسيح عشيّة عيد الميلاد.

وفي التّفاصيل، وبحسب موقع morningstarnews.org، وبعد أن وجدت الفتاة المسلمة الأصل سلامها وخلاصها في يسوع المسيح في ليلة ميلاده، شاركت سرّها مع أخيها الّذي اتّهمها بالخيانة وبجلب العار إلى العائلة والمجتمع. فدخلت الفتاة في عذاب كبير من دون أن تتراجع عن إيمانها. 
وعشيّة رأس السّنة، وفيما كانت العائلة مجتمعة للاحتفال في قرية ذات غالبيّة إسلاميّة، تلا عمّها على مسامعها آية من الإنجيل سائلاً إيّاها: "هل فعلاً تؤمنين أنّ "عيسى" (يسوع) قادر أن يحميك من السّمّ كما يذكر الإنجيل؟"، فأجابته وبكلّ ثقة: "نعم!" 
وعندها أجبرها على تناول سمّ الفئران وعلّقها بحبل على شجرة في مكان بعيد وهي تتألّم وتنتظر موتها. غير أنّ صراخها أيقظ جارًا مسيحيًّا فأتى إلى نجدتها وإسعافها إلى المستوصف، لتُنقل بعدها إلى المستشفى وتتماثل للشّفاء، مؤكّدة بذلك أنّ الرّبّ لا يترك أبناءه أبدًا. 
هذه الحادثة هي واحدة من بين سلسلة حوادث أخرى. ففي الميلاد، حصل هجوم على المسيحيّين أثناء الصّلاة وتمّ تحطيم أحد المنازل كردّة فعل على إيمان هؤلاء الّذي لا يتزعزع. 
في 8 ك1/ ديسمبر، قام أقارب أحد المعلّمين المسلمين بمهاجمة والدة الأخير (60 عامًا) لاعتناقها المسيحيّة.
في 20 ت1/ أكتوبر، شُنّ هجوم على منزل عائلة مسيحيّة لإيوائها صبيّين كانا قد عُنّفا لتركهما الإسلام. 
في 18 أيلول/ سبتمبر، نالت زوجة نصيبها من الضّرب على يد زوجها لمشاركتها في القدّاس الإلهيّ.
وفي 10 آب/ أغسطس دسّ أفراد عائلة السّمّ لابنتهم بعد أن علموا خبر اهتدائها وزوجها إلى المسيحيّة في ك2/ يناير 2016.
الأمثلة الّتي تخبر عن معاناة المسيحيّين في أوغاندا كثيرة، ولعلّها عيّنة عمّا يحصل في أكثر من 50 بلدًا في العالم حيث يعاني 215 مليون مسيحيّ، أيّ نحو الثّلث، من الاضطهاد وفق تقرير نشرته منظّمة Open doors البروتستانتيّة، والّتي أحصت 1173 مسيحيّ قُتلوا في العالم بين ت2/ نوفمبر 2015 وت1/ أكتوبر 2016 من بينهم 695 شخصًا من نيجيريا وحدها، مقابل 7100 شخص في الفترة نفسها من العام 2015، وذلك بعد أن كانت الأعداد تتصاعد في الأعوام الّتي سبقت كما يلي: 1201 قتيلاً في 2012، 2123 في 2013، و4344 قتيلاً في 2014. 
ولكن بالرّغم من كلّ العنف الموجّه ضدّ المسيحيّين، يبقى الرّجاء كبيرًا والإيمان قويًّا في أنّ أبواب الجحيم لن تقوى على أبناء الله، وأنّ لا شدّة ولا ضيق ولا اضطهاد ولا جوع ولا عري سيفصل المسيحيّين عن حبّ المسيح.