دينيّة
16 نيسان 2019, 13:00

في أسبوع الآلام.. العالم يبكي "نوتردام"

ماريلين صليبي
كاتدرائيّة سيّدتنا "نوتردام" في باريس فريسة طيّبة تحت أنياب نيران حارقة. العالم أجمع يبكي هذا الصّرح التّاريخيّ الصّامد منذ العصور الوسطى وباريس يخيّم فيها ظلام أسود ويأس قاتم.

 

تحفة الفنّ والمنارة هي، مثال الجمال والأصالة هي، زادت شهرتها بعد ذكرها كمكان رئيسيّ لأحداث رواية "أحدب نوتردام" للكاتب فيكتور هوغو.

هذه الكاتدرائيّة لم تخلُ منذ إنشائها من محطّات الدّمار. فالحرب العالميّة الثّانية تسبّبت بضرر كبير في هذا المعلم الدّينيّ السّياحيّ المهمّ، غير أنّ بيت الله ظلّ صامدًا.

النّيران اليوم كانت الجّزّار والضّحيّة هي بيت الله من جديد. غير أنّ الإيمان أبعد من الحجر وأوسع من التّراث، والعناية الإلهيّة أعظم من أيّ شيء، فها هي لقطات إعلاميّة باتت متداولة تُظهر أعجوبة حقيقيّة: الصّليب والمذبح في الكاتدرائيّة لم يتأثّرا بلهب النّار، في وقت لوحظت آثار الرّماد في المنطقة المجاورة لهما. الصّليب ظهر في الصّور التي ضجّت به مواقع التّواصل الاجتماعيّ كأنّه معلّقًا في الهواء وسط الدّخان المتصاعد، ونور أشعّة الشّمس التي غمرته بدت نورًا إلهيًّا.

نعم الإيمان أقوى من الخراب، فالمؤمنون حاوطوا ليل أمس الكاتدرائيّة المنكوبة بغمر من الصّلوات والتّرانيم، في وقت دعا الأساقفة والكهنة الشّعب الفرنسيّ إلى تكثيف صلواته لتعود أجراس الكاتدرائيّة ترنّ وتصدح في المدينة.

الصّلوات الصّادقة الممزوجة بدموع حارقة رُفعت على نيّة رجال الإطفاء الذين بذلوا جهودًا قاسية لإخماد الحريق، وها هي مساعي جمع التّبرّعات قد انطلقت لإعادة إعمار ما دمّرته النّيران.

 في أسبوع الآلام، فرنسا تنزف والعالم أيضًا، فيا ربّ، اجعل من قيامتك المجيدة قيامة للاضطهاد والألم الذي يلاحق مسيحيّي العالم أجمع.