دينيّة
03 نيسان 2017, 06:01

فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!»

هو يسوع النّاصريّ أيّ هو إنسان متأصّلٌ في عالم الأرض متجذّرٌ بإنسانيّة تولد وتحيا وتموت، ومن الإنسان النّاصريّ طلب برطيما الأعمى الرّحمة وهل فعل الرّحمة هو فعل إنسانيّ أم فعل الله وحده؟ نرى شخصاَ أعمى يعلن يسوع إبناً للإنسانيّة وإلهاً قادراً أن يرحم، هل يُعقل أنّ ابن طيما استطاع رؤية حقيقة ابنَ الله وهو الأعمى؟

نعم! لأنّ معرفة الله وإدراك حقيقته لا تكون فقط بالسّماع وبالفكر، فما هي إلّا لقاء حيّ مع الله المتجسّد الّذي أعطانا الخلاص بإنسانيّةٍ كاملةٍ وألوهيّةٍ مطلقة. ننظر اليوم إلى بصيرة رجل حُرِم رؤية الحياة من الخارج فأعطاه ابن الحياة رؤيا أصدق وأعمق جعلت الحياة تتجسّد بداخله إيماناَ ورجاءً فصرخ من الأعماق بمزمورٍ يعبّرُ عن إنسانيّةٍ متعطّشةٍ للحياة ليس فقط مع الله، ولكن أيضاً بالله لأنّها جُعلَت لتكون مُخلّصة به ومعه هو إله الرّحمة والحياة.