دينيّة
26 تشرين الأول 2016, 09:00

سُجِنَّ بعد توزيعهنّ كتاب تعليم مسيحيّ.. وهكذا اختبرْنَ الإضطهاد

ماريلين صليبي
إيدن (15 عامًا)، جيفتي (14 عامًا)، ميهيرت (14 عامًا) وديبورا (18 عامًا) اعتقلْنَ حين كنّ يوزّعن كتابًا عن الدّين المسيحيّ، في اللّغة الأمهريّة الرّسميّة في إثيوبيا، وذلك في مدينة بابلي التي تبعد 550 كم عن العاصمة أديس أبابا والقريبة من مدينة حرار التي تُعتَبَر "المدينة المقدّسة" لدى المسلمين.


واعتبر المسلمون أنّ الكتاب الموزَّع إهانة لهم ولديانتهم، فانصرفوا يحتلّون الكنائس ويدمّرونها ويهدّدون الكهنة والمسيحيّين، لتبقى الضّحّيّة الأكبر أولئك الأثيوبيّات الأربع اللّواتي عانَين في السّجن أشهر طويلة لذنب واحد وهو المجاهرة بالإيمان.
إيمانٌ لم يضعف أبدًا رغم كلّ ما مررْن به من مشاكل وصعاب، إيمانٌ كان على العكس سلاحًا جبّارًا تخطّيْن به الظّلم والعنف، إيمانٌ جفّف الدّموع من العيون والرّعبة من القلوب، إيمانٌ حال دون زعزعة الرّجاء.
وتكشف المحرَّرات بثقة: "هذا شرف لنا أن ننتظر ونختبر الاضطهاد، نحن لسنا خائفات، بل كنّا نرنّم ونصلّي في السّجن. نحن نفتخر أنّنا مسجونات في ملكوت الله".. بهذا إذًا عبّرت الفتيات المسيحيّات المؤمنات عن حالتهنّ، فهنّ لم يعرفْن الخوف واليأس والتّراجع، لأنّ مع المسيح لا استسلام وضعف، بل رجاء وفرح وقوّة.
رغم أنّ إثيوبيا بلد يضمن حرّيّة المعتقد وفيه تتعايش الشّعوب من ديانات مختلفة بانفتاح ورقيّ، إلّا أنّ حالات الإضطهاد لا تزال موجودة؛ فليتحلّى المسيحيّون بالإيمان الثّابت ليكونوا في خضمّ العواصف الهوجاء القاضية متجذّرين في الرّجاء والسّلام والمسامحة.