داعشيّ أمام الموت: "إن كانت هذه إرادة المسيح، فأنا جاهز!"
خَلْف أسلحة الموت آمن القسّ مورات بالحياة مع المسيح، هو الذي عاش إيمانه المسيحيّ بالتّخفّي الحكيم والحذِر، كان يصلّي مع الجهاديّين خمس مرّات، بالطّريقة نفسها شكليًّا، مردّدًا في داخله آيات الإنجيل بخشوع كبير.
كشف أمره أحد المناصرين وقرّر قتله: "سأٌقطع رأسك، سأقتلك!"
أمام الموت، ضعف مورات لبرهة وانتابه شعور بالخوف الخجول، سرعان ما تخلّى عنه متحلّيًا بالإيمان إذ قال:"إن كانت إرادة الله أن أموت، فأنا جاهز؛ إن لم تكن فأنت عاجز عن فعل ذلك، هل تريد أن أصلّي من أجلك؟"
وهنا كانت المفاجأة السّارّة، إذ أجاب الرّجل بـ"نعم" صادقة جعلت من حياته مسرحًا طيّبًا للخير والإيمان والمحبّة.
إيمان القسّ مورات إذًا زرع برعم إيمان عند الرّجل، برعم سيتفتّح أزهار أمل تعبق بأريج الطّيبة، فـ"لو بدا الجهاديّون عنيفين، إنّ قلوبهم قادرة على استقبال الله".
عظمة الرّبّ قادرة على صنع المعجزات، تقلب سواد العنف إلى بياض السّلام، تحيي يباس اليأس بمياه التّجدّد، تضيء دروب الهلاك بنور الحكمة، وتجعل من اللّيل الدّاكن نهارًا مشمسًا يُنبئ بإشراقة الرّجاء والفرح!