خطايا من نوع آخر.. لكنّ "الرّبّ رؤوف"
هكذا هي الخطيئة أيضًا، تعترض طريق المرء صوب البِرّ بإغراءات تتّخذ أشكالًا خادعة لتوقعه في هاوية لا تنتشله منها سوى التّوبة الصّادقة والنّدم العميق.
لذا، قد لا يكفي أن يلتزم المؤمن بالوصايا العشر فحسب، بل إنّ الابتعاد عن بعض الأفعال يفرش درب الخلاص بسجّاد أحمر ملكيّ يُدخل المرء إلى العرش السّماويّ.
من هنا، قد تأتي الخطيئة لابسة ثوب التكبّر والأنانيّة والشّهوة وإصدار الإشاعات والبغض والأحكام المسبقة، بما قد يفاجئ البعض.
ولتفسير أوجه الخطيئة هذه، أجرى موقع "نورنيوز" حديثًا مع الأب إيلي خويري أوضح فيه خلفيّات هذه الخطايا.
فالأنانيّة جزء مشترك بين كلّ الخطايا، إذ من خلالها يتصرّف المرء بدون أن يفكّر بالآخر أو بالله بل بنفسه ليكون هو المحور، فيأتي تعريف الخطيئة بالأنانيّة.
التّكبّر مرتبط بالأنانيّة، من خلاله يعطي المرء لنفسه صفة ومكانة لا تمتّان إليه بصلة، فيمشي بعكس الحقيقة، ويعطي هالة وهويّة لنفسه لا تشبهانه.
الشّهوة بالإجمال عطيّة من الله تتمثّل بنعمة الاستمرار بالحياة، غير أنّ الإنسان يستعملها لأغراض بعكس مراد الرّبّ فينزلق في الخطيئة.
لأنّ إصدار الإشاعات من شرور اللّسان بحسب مار يعقوب، ولأن من خلاله يسيء المرء إلى سمعة الآخر وكرامته وشرفه وحرّيّته، يُعتَبَر إصدار الإشاعات خطيئة، فالّلسان كالكبريت الذي يُشعل نيرانًا هوجاء.
يأتي البغض بعكس المحبّة ولأنّ الخطيئة هي قلّة في المحبّة، فإنّ البغض وجه أساسيّ من وجوه الخطيئة لأنّه يقتل الأفعال الخيّرة.
الأحكام المسبقة مرتبطة بالانغلاق، غير أنّ الله يقول إنّ الآخر سرّ أنا مدعوّ لاكتشاف الرّوح القدس الذي بداخله، فلا أمتلك حقّ لصق صفات دائمة على الآخر.
كثيرة هي الخطايا، تُفرَز بحسب الفكر والقول والفعل والإهمال والذّات والبيئة أيضًا بحسب البابا فرنسيس، وهي تأتي على ضوء محبّة المسيح، "فإنّ الرّبّ رؤوف رحيم يغفر الخطايا ويخلّص في يوم الضّيق" (سفر يشوع بن سيراخ 2:11). بهذا يطمئننا الرّبّ، فلقلوب الخطأة ملاذّ تحتمي فيه من الهلاك، وهو التّوبة، فـ"طوبى لمن معصيته غُفرت وخطيئته سُترت" (سفر المزامير 32:1)..