خبر لقاء معاً على درب المحبة والسلام
افتتح الحفل الأب عبدو رعد مرحباً ومهنئاً بالأعياد، وقدم الشيخ حسن مصطفى كلمة دار الفتوى، ثم كانت كلمة لرئيس جمعية إنماء شحيم السيد ريمون عبد الحميد، من بعده كلمة لجنة الأهل حيث ألقاها السيد الأمير عبد العزيز شهاب، ومداخلات من قبل المشايخ المذكورة اسماؤهم والأب نقولا الصغبيني حول العلم والمعرفة، والأعياد... تلاه تبادل المعايدة وضيافة أعدها سيدات الأزهر للأطفال.
ما يلي كلمة الأب عبدو في 2 شباط 2012
ذكرى دخول السيد إلى الهيكل، المولد النبوي، ومار مارون
أهلا بكم في هذه المناسبة التي تحمل في أرقامها روح التعاون والتفاؤل. 2-2-2012. أرقام تجعلني أفكر بأن الفرد وحده من دون الثاني ومن دون الآخرين ليس بشيء. من يجمع واحدا وواحدا ليجعل منهما اثنين في واحد هو على مثال الخالق. من يجمع ولا يفرق هو حقيقة الإنسانية وحضارتها وجوهرها.
ونحن اليوم نجتمع لنؤكد أننا ضد كل تفرقة. رسالتنا التعاون والتعاضد من أجل خير الناس أجمع. هذا ما نريد أن نعيشه ونربي طلابنا عليه. أيها الطلاب هذه المناسبة هي لكم ومن أجلكم، لتحرصوا على مر الأيام على التواصل المثمر والمشاركة الأخوية. المشاركة عمل إبداعي. إنها سبيل معرفة لأمور غامضة أو مجهولة. بقدر ما يكون للمجتمع دور في هذا العمل بقدر ذلك ينمو أفراده في الحب ويستبشرون بمستقبل أفضل. فإذا أنت علمت الناس ما تعرف ستتقن علمك، وإن تعلمت علمهم عرفت ما لم تعلم. وفي كلا الحالين أنت مفيد ومستفيد.
أيها الأخوة، ليس أجمل من المناسبات التي تسمح لنا بعيش هذه الرسالة. من هذه المناسبات ما نسميه أعيادا. إنها حفلات عامة تحمل في معناها الأبجدي والمعنوي عناصر الفرح والبهجة، ويحييها الناس بطرق متنوعة.
البعض ورد ذكره في الكتب المقدسة، فهي دعوة من الله للتوجه نحو الصلاة والقيام بالأعمال الصالحة. إنها دعوة منه للارتقاء نحوه. ومنها من وضعها الناس ليعيدوا ذكريات عزيزة على أجدادهم وآبائهم صنعت تاريخهم الروحي أو الزمني، وليتذكروا إحسانات الله وليرفعوا عاليا القيم التي عاشها من سبقهم مجددين العزم على أعمال الفضيلة ورفض كل شر.
فالأعياد نظرة تذكّرية إلى الماضي وتجديد له في الحاضر من أجل مستقبل أفضل.
أعياد هذه الأيام عديدة. في الكنيسة عموما نتذكر اليوم دخول السيد المسيح إلى الهيكل بعد أربعين يوما من ولادته. غدا نعيد لسمعان الشيخ الذي قبل السيد المسيح على ساعديه طفلا وأنشد الآن تطلق عبدك أيها السيد لأني عيني قد أبصرتا خلاصك. في الرابع من شباط نحيي ذكرى ولادة النبي محمد عليه السلام، وفي التاسع منه ذكرى مار مارون، ونعيد خاصة الكنيسة المارونية.
أعياد تعيد إلينا الرجاء وتشعرنا بأن الخلاص ممكن مهما اشتدت الضيقات وتجدد فينا روح التوبة لنلاقي الله أبانا وخالقنا، وروح الحب والتسامح لنلاقي الإنسان أخانا.
ومهما يكن فإن أعيادنا كلها تبقى ظلا لذاك العيد الكبير، العيد الحقيقي في السماء حيث نلتقي الله وكل البشر. إن من يعمل اليوم على جمع الناس ويجتمع معهم بحب وفرح سيعيّد يوما عيد السماء وسيبقى ذكره خالدا بالفضيلة على هذه الأرض. أما من يعمل ويعلم عكس ذلك......
أيها الأخوة لنستهطلن علينا اليوم النعم والبركات من لدن أبي الأنوار، آمين