دينيّة
13 كانون الثاني 2019, 08:00

خاصّ- واليوم اعتلن سرّ المسيح للمعمدان!

في الأحد الأوّل بعد الدّنح، في اليوم الّذي اعتلن فيه سرّ المسيح ليوحنّا المعمدان، اختار موقع "نورنيوز" الإخباريّ الأب ميشال عبّود الكرمليّ ليأخذنا إلى عمق الرّوح الإنجيليّة فنفهم جوهر نصّ إنجيل الأحد )يو1/ 29- 34)، فتأمّل منطلقًا من الآية "رأى يسوع مقبلاً"، وكتب:

 

"جميل أن نرى يسوع يأتي إلينا ويمرّ في حياتنا، أن نراه يقبل إلينا في صمت الخشوع والصّلاة، هو الّذي يسكن أعماق القلوب. جميل أن نراه يُقبل إلينا في كلّ فقير وموجوع، فلا ندع غبار الهموم والخطايا تحجب عيون قلبنا عن رؤيته. أعلن يوحنّا عنه أنّه "هو حمل الله"، بعدما رآه يقِفُ في صفّ الخاطئين ليعتمد، ففهم أنّه يعتمد ليس لأنّه خاطىء وإنّما هو يعتمد باسم كلّ البشرية، فهو حامل خطاياها. وهنا ندرك ما قاله أشعيا: "لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصابًا مَضْروبًا مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً. طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ سَلامِنا وبجُرحِه شُفينا... عُومِلَ بِقَسوَةٍ فتَواضَع ولم يَفتَحْ فاهُ كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها..." (اش 53)".

وتابع الأب عبّود: "أعلن يوحنّا أنّ ولادة المسيح هي منذ الأزل، وأنّ معرفته له لم تكن من قواه الشّخصيّة، ولا من ذكائه وإدراكه، بل من نعمة أتته من العلاء، من الّذي أرسله ليُعمّد، فنفهم أنذ الإيمان نعمة تُعطى لنا، ولكن وجب علينا أن نتجاوب معها.

وينتهي يوحنّا بعبارة هي ملء الاختبار المسيحيّ: "وَأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله". هذا ما قاله الرّسل بعدما اختبروا حضور يسوع في وقت العاصفة: "وسجدوا له الّذين في السّفينة وقالوا بالحقيقة هذا هو ابن الله"، وما قاله قائد المئة عند أقدام الصّليب: "بالحقيقة هذا هو ابن الله". وهو خلاصة كلّ الإنجيل حسبما أوضح يوحنّا في إنجيله: "وإِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه" (يو 20)".

وفي الختام، خلُص الرّاهب الكرمليّ بالتّأكيد على أنّ "الرسول الحقيقيّ، هو الّذي يختبر حضور المسيح بالعمق، ويشهد له أمام الجميع ليجذب النّاس إليه، أيّ إلى يسوع، وليس إلى شخصه هو".