دينيّة
09 أيار 2018, 13:00

خاصّ- مار شربل يخلّص مولودة جديدة من الموت

ريتا كرم
كان حمْلاً طبيعيًّا حتّى دخلت جولييت الزعني شهرها السّادس وبدأت تظهر مشكلة في قلب الجنين برزت خطورتها في الشّهر الثّامن من الحمل.

 

هو في الواقع تضخّم في قلب "كاريسّا" لجهة اليسار، تضخّم تخطّى الحالات الطّبيعيّة، فما كان من اختصاصيّ الجراحة التّجميليّة والتّوليد والعقم د. جهاد فغالي إلّا أن حوّلها إلى الأخصّائيّة في أمراض القلب عند الأطفال والأجنّة في مستشفى أوتيل ديو د. ليندا ضوّ، فدخلت عائلة الزعني في مرحلة علاجيّة جدّيّة وجديدة.

تابعت د. ضوّ الأم وجنينها خلال المرحلة المتبقّية من الحمْل. وتكرّرت الفحوص الطّبّيّة علّ تطوّرًا يعكس تحسّنًا في صحّة القلب، يخبر الوالد إسطفان الزعني لموقع "نورنيوز" الإخباريّ في حديث خاصّ، غير أنّ الوضع تفاقم بعد الولادة، أيّ بعد العشرين من أيلول/ سبتمبر 2017، تاريخ ولادة كاريسّا.

وضع قلبها لا يطمئن، وها هي الآمال تضمحلّ، بخاصّة آمال والدها الّذي كان يتابع حالة مولودته الجديدة لحظة بلحظة، في حين لم تعلم زوجته بهول الحالة إلّا بعد مرور عشرة أيّام على الولادة القيصريّة.

أمّا الأطبّاء فحائرون! هم لم يتمكّنوا حتّى من كتابة تقرير طبّيّ يصف حالة الطّفلة بدقّة، فأخضعوها لخمسة علاجات كسبًا للوقت، ولفحوص عديدة وزرع عساهم يكتشفون سبب مرضها وسبل علاجه. 

إسطفان يتذكّر كلّ التّفاصيل! كيف لا وما حصل معه يفوق الطّبيعة. ففي يومها الأوّل، وبعد حوالى أربع ساعات توقّف قلب كاريسّا عن الخفقان، وتوقّف الزّمان بالنّسبة لإسطفان الّذي كان ينتظر اتّصالاً من الطّبيبة، اتّصال طال ولم ينتج إلّا عن طلب يقضي بالصّلاة على نيّة كاريسّا.

قلب الوالد دفع به إلى البحث عن كاهن في منطقة الأشرفيّة، فهو لم يرغب أن تغادر طفلته الحياة من دون أن تنال سرّ العماد، غير أنّه لم يجد في تلك اللّيلة أيّ كاهن- ولعلّه تدخّل إلهيّ يرجّح إسطفان- فعاد أدراجه وأمضى ليلته أمام باب العناية الفائقة يناجي القدّيس شربل ويتلو صلاة المسبحة من خلال سوار كان يضعه في يده منذ ثلاث سنوات من دون أن يستخدمه يومًا للصّلاة. وعندما أطلّ الصّباح، تلقّى الأب اتّصالاً من الطّبيبة تخبره أنّ أمرًا غريبًا يحصل مع كاريسّا ولكن لم يستطيعوا تفسيره. فمن دون مبرّر أبدت الطّفلة تحسّنًا بنسبة عشرين بالمئة، نسبة أخذت تزيد شيئًا فشيئًا حتّى اليوم الثّالث. يومها خضعت كاريسّا لصورة صوتيّة كلّ ساعتين، وفي المساء اتّصلت الطّبيبة بإسطفان تقول له: "هلّق صار فيّي قلّك: الله يعيّشها!".

بقيت كاريسّا تحت المراقبة في العناية الفائقة مدّة خمسة أيّام لتُنقل بعدها إلى غرفتها وهي تتمتّع بصحّة جيّدة وبقلب ينبض حياة وعافية.

نعم، شُفيت كاريسّا من دون أن يكتشف الأطبّاء أسباب مرضها ولا سرّ شفائها. وحده إسطفان اكتشف السّرّ: إنّه مار شربل! وها هي العائلة لا تتوقّف اليوم عن الشّهادة للنّعمة الّتي قطفوها مع ولادة كاريسّا، فسجّلوا الأعجوبة في سجلّ أعاجيب دير مار مارون- عنّايا في 4 نيسان/ إبريل 2018، وهم لا يتوقّفون عن شكر يسوع على شفاعة شربل وعلى صحّة آخر العنقود "كاريسّا".