خاصّ- في دير مار مارون- عنّايا.. لقاء دائم مع مار شربل
يقع الدير في أعالي منطقة عنّايا قضاء جبيل ويزوره سنويًا حوالي الـ4 ملايين و500 ألف مؤمن من مختلف الأديان والبلدان. وللإطلاع أكثر على تاريخه، كان لموقعنا حديث خاص مع قيّم الدير الأب لويس مطر.
قال الأب مطر إنّه "تم بناء دير مار مارون عنّايا لأنّ دير مار بطرس وبولس الذي يقع قبالته والذي تحوّل الى محبسة لم يعد قادرًا لصغر مساحته على استقبال الرّهبان. انتهت أعمال البناء عام 1828 وترأس الدير حينها الأب سركيس شرفان. وبعدها في عهد الأب ليباوس التنوري عام 1831 بدأ تعمير دير مار مارون الحالي واستمرّت الأعمال 11 عامًا.
إلّا أنّ الدّير شهد ترميمات عديدة، أوّلها بين عامي 1981 و1986 على يد الأب لويس خليفة الذي عمل على اعادة تأهيل كنيسة القبر والمتحف والساحة الداخليّة، وأمّن طريقًا لذوي الإحتياجات الخاصة، كما أُدرج الدير في عهده على لائحة المزارات العالميّة.
من ناحية أخرى أكّد الأب مطر أنّه "تولّى رئاسة الدّير حتى الآن 49 رئيسًا، من بينهم الأب توما مهنا الذي تمّ في عهده نقل التمثال البرونزي لمار شربل من عن القبر ووضعه في باحة الدير".
ولفت الأب مطر الى أنّ "جميع الآباء الرؤساء اشتروا الأراضي واستصلحوها فالرئيس الحالي الأب ميلاد طربيه أنشأ معملًا لتصنيع الأجبان والألبان ومعملاً للنبيذ وعمل على ترميم كنيسة مار شربل وكنيسة مار مارون."
وفي حديثنا مع الأب مطر قال الأخير: "الدير يؤمّن كل المتطلبات الروحيّة من قداسات وإرشادات ورياضات روحيّة من جهة، ويساعد المرضى وينفق حوالي الـ30 مليون ليرة لبنانيّة شهريًا لتأمين الأدوية لهم من جهة أخرى".
إنّ دير مار مارون - عنايا من الأديرة الأكثر زيارة في لبنان، اذ يستقطب عددًا هائلاً من المؤمنين لا سيّما في تاريخ الثاني والعشرين من كلّ شهر، تاريخ يستذكر فيه النّاس العمليّة الجراحيّة التي أجراها مار شربل للسيدة نهاد الشامي. في هذا الدير أيضًا يرفع المؤمنون صلواتهم طالبين من مار شربل القوّة لتخطّي الصعاب ويمجّدون قداسته شاكرينه على نعمه اللّامتناهية.