دينيّة
08 آب 2016, 13:50

خاصّ- راهبات دير مار يوسف.. على مثال القديسة رفقا

تمارا شقير
هو الديرُ الذي عاشت فيه قديسة لبنان مشاركةً المسيح آلامه.. هو الديرُ الذي اشتهر بخدمته الفقراء والمحتاجين.. هو دير مار يوسف- جربتا.

شاركت القديسة رفقا بتأسيس  الدير عام 1897، وهو اليوم من أشهر الأديرة في لبنان وأكثرهم زيارةً اثر احتضانه ضريح القديسة.

تقول رئيسة الدير الأم ميلاني مقصود في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" إنّ "حياة الراهبات تقوم على الصلاة والعمل" مؤكدةً أنّه "رغم الصعوبات التي واجهتها المؤسِّسات في بداية حياتهن، فقد تمكّن الدير من الثبات". وتضيف: "حياة الصلاة والعمل هي استمراريّة للحياة الرهبانيّة، فنشارك بالقداس الإلهي ونصلّي صلاة الفرض الإلهي والتأمل الجماعي، وتقوم كلّ راهبة بصلاتها الفرديّة وقراءاتها الروحيّة وتأملاتها الخاصّة خلال ساعات النهار أو الليل".

اشتهرت الراهبات في القدم بتطريز وخياطة أثواب العذراء مريم، وتربية الدود وانتاج الحرير، والحياكة على النول، وتربية النحل وانتاج العسل. أما اليوم،  فيتوزع عملهنّ على الأشغال اليدوية وخدمة المزار و"بيت الراحة" وتنشأة المبتدئات واعدادهن. وتشير الأم مقصود الى أنّ الأعمال اليدوية "تقتصر على الخياطة والتطريز وشغل القصب والثياب الإكليريكيّة والرهبانيّة وتوضيب التراب المبارك من قبر القديسة رفقا".

ولخدمة المزار أهمية كبيرة عند الراهبات، فيسعين الى ترتيب أرجاء الدير وتنظيم الإستقبالات ووضع برامج للإحتفالات والرياضات الروحيّة، الى جانب مواكبة الزوار والإهتمام بهم وتوزيع البركة من تراب القديسة.

من جهة أخرى، الراهبات يطبّقن رسالتهن الروحيّة عبر خدمتهن المسنّين في "بيت الراحة"، اذ يوفرن العناية الصحيّة والروحيّة للعجزة المقيمين فيه ويقدّمن خدمات استشفائية وطارئة في مستوصف المأوى لسكان القرى المجاورة.

تميّزت الراهبات بعملهن الخيريّ لا سيّما خلال فترات الحرب، فقالت الأخت مقصود إنّه "خلال الحرب العالميّة الأولى، الراهبات كنّ يحرمن ذواتهنّ من لقمة العيش لإطعام الجيّاع. وكانت ويلات الحرب تزيدهنّ تضحية ومثابرة على الصلاة".

يعبق الدير منذ تأسيسه بعطر قداسة رفقا، فروحها تجتاح أرجائه وبشفاعتها الراهبات قادرات على الإستمراريّة والتطوّر.